الخرطوم – «القدس العربي»: أعلنت نقابة «أطباء السودان» مقتل 11 شخصا وإصابة 18 آخرين بينهم أطفال بهجمات لـ»الدعم السريع» في قرية في ولاية الجزيرة وسط السودان، في وقت يواجه فيه الجيش، اتهامات بقصف أحياء سكنية في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، بين قتلى وجرحى.
وأضافت، إن قوة من «الدعم السريع»، هاجمت قرية الحضور نهبت المركز الصحي ومنازل المواطنين، مؤكدة أن معظم قرى شرق ولاية الجزيرة أصبحت خالية من السكان بسبب تصاعد هجمات قوات الدعم السريع، فيما تعاني قرى أخرى من حصار شديد وندرة في الأدوية والغذاء، مما ينذر بكارثة إنسانية، إذا لم يتم فك الحصار عن هذه المناطق وإجلاء المواطنين أو إدخال مساعدات إنسانية عاجلة.
ومنذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تنفذ قوات «الدعم» هجمات واسعة على المحليات شرق ولاية الجزيرة، بعد استسلام قائد ميداني تابع لها في المنطقة للجيش، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى، وتهجير قرى بأكملها.
لجنة حكومية تُطلع خبراء مجلس الأمن على انتهاكات قوات «حميدتي»
ووفق لجان المقاومة في ولاية الجزيرة، القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» تنفذ كافة أنواع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في مواجهة المواطنين العُزل في الولاية، مشيرة إلى أن عمليات القتل شملت العزل، من رجال مسنين ونساء وأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن جرائم الاغتصاب والنهب المسلح والاختطاف وطلب الفدية.
وتضمنت الانتهاكات، اقتحام المرافق الصحية والأسواق، الضرب المبرح للنساء والأطفال وكبار السن، الاحتجاز القسري والاعتقال التعسفي، التصفية على أساس عرقي وإثني، ووصلت إلى التمثيل بالجثث وعدم السماح بدفنها.
بالتزامن، تجددت المعارك في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور غرب السودان.
وبينما تحاول قوات «الدعم» إحكام الحصار على المدينة، يستمر الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة له في صد هجمات قوات «حميدتي»، محاولة كسر الحصار المضروب على المدينة منذ مايو/ أيار الماضي.
واستهدف الطيران العسكري التابع للجيش السوداني، أمس، مناطق تمركز قوات «الدعم» في مدينة الفاشر. فيما أفادت لجان المقاومة بتجدد الاشتباكات المسلحة والتدوين المدفعي بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة في المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة
وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، في مدينة الفاشر، إن العمليات التي قادتها القوات المسلحة والقوة المشتركة والمتطوعين في الفاشر الحقت هزيمة ساحقة بقوات الدعم. في حين، شهدت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، غارات جوية نفذها الطيران العسكري.
وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» أن المدينة شهدت مجزرة بشعة، إثر قصف جوي لطيران القوات المسلحة استهدف السوق وعددا من الأحياء السكنية منها حي الرياض والخرطوم بالليل، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح بالغة، فضلا عن تدمير الممتلكات والمرافق الحيوية.
واستنكرت تصاعد وتيرة العنف واستهداف المدنيين معتبرة ذلك انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب تضاف إلى سجل الانتهاكات المروعة التي عانى منها الشعب السوداني منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي. وعبرت عن قلقها إزاء الوضع الإنساني المتدهور في نيالا، داعية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية في المناطق المدنية، واحترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.
ودعت إلى ضرورة تأمين ممرات آمنة لإجلاء المدنيين من مناطق الصراع، ونقلهم إلى مناطق أكثر أمانا، مع ضمان توفير الرعاية الإنسانية العاجلة لهم، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، والعمل على إنهاء الحرب المدمرة من خلال حلول سلمية تضمن استعادة الأمن والاستقرار في السودان.
كذلك، اتهم حزب «الأمة القومي»، الجيش بإسقاط براميل متفجرة استهدفت أحياء من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، مخلفا «عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين الأبرياء، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن الذين احترقت أجسادهم بحمم البراميل المتفجرة».
وقال إن «استمرار القصف الجوي لطيران القوات المسلحة على الأسواق والمناطق السكنية وتجمعات المواطنين أصبح مهددا حقيقيا لحياة المدنيين، وجُرما يستوجب الرصد والمساءلة» مضيفا: رغم مطالباتنا المتكررة لقيادة القوات المسلحة بتجنيب المواطنين مخاطر القصف الجوي، إلا أنه يستمر في هذه الانتهاكات دون أي مراعاة للمخاطر المحدقة بحياة المواطنين». وأكد أن عمليات القصف الجوي أودت بحياة الآلاف من الارواح في معظم أنحاء البلاد، مطالبا قيادة القوات المسلحة بإيقاف قصف المناطق السكنية والمرافق الخدمية والإيفاء بالتزاماتها المعلنة بحماية المدنيين.
وجدد مناشدته للمنظمات الدولية والأمم المتحدة بإدانة استمرار هذه الانتهاكات والجرائم المروعة بحق المدنيين العزل، كما يناشد المنظمات الإنسانية بالاستجابة للأوضاع الصحية ومساعدة المصابين لتلقي الرعاية الطبية.
سياسيا، بحثت لجنة حكومية سودانية وفريق خبراء تابع لمجلس الأمن الدولي، انتهاكات قوات «الدعم» في دارفور.
ووصل فريق خبراء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إلى بورتسودان في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب، حيث يعقد لقاءات مع المؤسسات الوطنية المعنية بالقرار رقم 1591 الخاص بحظر الأسلحة إلى دارفور، حسب ما قال موقع «سودان تربيون».
وعقدت المنسقية الوطنية لمتابعة تنفيذ القرار رقم 1591، التابعة للجنة العليا للتنسيق مع الأمم المتحدة لقاء مع فريق خبراء مجلس الأمن.
وقال رئيس المنسقية، اللواء المتقاعد عز الدين عثمان طه، في تصريح صحافي، إنهم أطلعوا فريق الخبراء «على حجم الانتهاكات والاعتداءات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين في دارفور وعدد من ولايات السودان».
وجرى إطلاع الفريق الزائر على الوضع الحالي في البلاد ومساعي السودان لتحقيق السلام، مجددا ترحيبه بهذه الزيارة واستعدادهم لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لتنفيذ مهمة فريق الخبراء، وفق طه.