تونس – “القدس العربي”: أثار الرئيس التونسي قيس سعيد جدلا واسعا بعد أن اتهم المعارضة بقطع الدواء والوقود ومحاولة “التنكيل” بالتونسيين، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة “غير موفّقة” للتنصل من المسؤولية عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردّي في البلاد.
وخلال استقباله، الثلاثاء، وزيرتي المالية والتجارة، دعا الرئيس سعيد إلى صرف الرواتب في مواعيدها، ووضع نص قانوني جديد يتعلق بمسالك توزيع المواد الغذائية لمنع الاحتكار والمضاربة.
كما استغل المناسبة لمهاجمة المعارضة، حيث اعتبر أن “المناوئين للشعب التونسي هدفهم التنكيل به في كل مظاهر الحياة فمرّة يتعلّق الأمر بالأدوية الحياتية، ومرّة بالبنزين والفضلات، وهذه الأيام، الأمر متعلق بالمواد الأساسية كالقمح والزيت المدعّم”، مشيراً إلى أن ما يحصل في البلاد “ليس من قبيل الصدفة ولكنه بتدبير وترتيب مسبق ممن يهزّهم الحنين إلى ما قبل 25 جويلية (تموز) 2021”.
وجاءت تصريحات سعيد عقب أنباء عن استخدام الحكومة لقرض حصلت عليه من الجزائر، إضافة إلى الاستدانة من مؤسسة البريد التونسي، في دفع رواتب الموظفين.
وعلّق الوزير السابق خالد شوكات على تصريح سعيد بالقول “حسب ما فهمت من تصريحات السيد الرئيس المفدّى اليوم أن التأخر في صرف الجرايات (الرواتب)، و”اشتعال” الأسعار، ونقص المواد الأساسية في الاسواق، وربمّا غلاء المحروقات، وعزلة تونس الدولية، وتحوّلها إلى دولة مغضوب عليها، لا يقرضها أحد ولا يذكرها أي أحد بخير. ناتج عن المعارضة التي تحنّ الى ما قبل 25/7. وأن جميع الصلاحيات والسلطات والأوامر والمراسيم والاجتماعات الخارقة لمجلس الوزراء وعتاة الولاة والمستشارين وفي مقدّمتهم الأباضي ولينين وستالين، لم تنفع شيئا ولم تفد في إيجاد الحلول المناسبة لشعب أمير المؤمنين”.
وأضاف على صفحته في موقع فيسبوك “سبحان الله، أوّل مرّة في العالم بأسره أرى معارضة مُقصاة من كافة مؤسسات السلطة، وهي التي تحكم وتتحكّم. وأن حاكما جمع بين يديه كافة السلطات -الإلهية- كما لم يفعل حاكم من قبله عبر 3 آلاف سنة حضارة مؤمنة ووثنية، لكنه لا يحكم!”.
وكتب المحلل السياسي عبد اللطيف دربالة “رئيس الجمهوريّة في حالة إنكار كامل للواقع، لن يذهب بعيدا ولن يحقّق أيّ خير. إنّه يُسوّق الوهم، ويحاول خداع عامّة المواطنين، وسيلقي بالمسؤولية عن خيبته وعجزه، وعن أسباب فشله على كاهل الآخرين والمتآمرين والمغرضين والمعارضين والأشرار. لكن سينتهي الأمر بمعرفة أغلبية الشعب لمن هو المسؤول عن تردّي أوضاعه وتعسّر حالته ومعيشته. ولن تجدي مزاعم “الأخ القائد” نفعا، ولن تجنّبه ازدراء الشعب له في النهاية. تماما كما فعلوا مع الذين من قبله”.
ومنذ إعلانه قبل ستة أشهر عن تدابيره الاستثنائية، دأب الرئيس قيس سعيد على مهاجمة معارضيه ونعتهم بالخونة والحشرات والشياطين، وهو ما أثار جدلا واسعا في البلاد