اتهام النظام بجلب الكوارث للبلاد.. ودعوة الإخوان لتطوير وتحديث تفكيرهم.. والاقباط يطالبون بوقف التشكيك بوطنيتهم
سعد إبراهيم يتوعد آل مبارك بمصير آل صدام حسين.. ومطالبة الصحف بعدم بث الكراهية.. وتهديدات باللجوء لمحكمة دولية لكشف الاعتداء علي الصحافياتاتهام النظام بجلب الكوارث للبلاد.. ودعوة الإخوان لتطوير وتحديث تفكيرهم.. والاقباط يطالبون بوقف التشكيك بوطنيتهمالقاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم: كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس عن محادثات الرئيس مبارك مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك حول الأزمة السورية اللبنانية ووفاة رئيس وزراء دولة الإمارات وحاكم دبي الشيخ مكتوم بن راشد، وتعيين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي خلفا له، وقرار الحكومة بتوحيد الاجازات في الحكومة وستكون يومي الجمعة السبت ونقل رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون للمستشفي بعد إصابته بنزيف في المخ، ومقتل ثلاثة جنود مصريين وإصابة آخرين بعد إطلاق النار عليهم من الجانب الفلسطيني في رفح وحضور السيدة سوزان مبارك الاحتفال باليوم العالمي لنوادي الأونرويل والاستعدادات لعيد الميلاد المجيد بالنسبة لأشقائنا المسيحيين الأرثوذكس ـ أعاده الله عليهم وعلينا بالخير ـ وأخبار الحج والحجاج وعيد الأضحي والأجازات، وإلي التقرير قبل أن تبدأ.أزمة اللاجئين السودانيينونبدأ بأزمة اللاجئين السودانيين التي استاء زميلنا وصديقنا محمد أبو الحديد رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير من طريقة بعض الصحف في تناولها بالهجوم علي النظام والتسبب في خلق أزمة بين الشعبين المصري والسوداني فقال في الجمهورية أمس في بابه ـ آخر الأسبوع: لا ينبغي لأي مصري، يتمتع بالحد الأدني من الحس الوطني الصادق، أن يسعي لاستغلال هذه الواقعة، التي لا تزيد ـ أيا كان حجمها ـ عن أن تكون واقعة عارضة، للإساءة إلي مصر، أولضرب العلاقة التاريخية المتينة بين مصر والسودان.. فهذا لعب بالنار، حتي وأن انطلق ـ افتراضا ـ من حرص علي البلدين، فإنه يصب في النهاية لمصلحة قوي تتربص بهما معا. لقد أفزعتني حقا، كمواطن مصري أولا، وكصحفي ثانيا، تلك المانشيتات الزاعقة التي صدرت بها بعض الصحف. الحزبية والمستقلة هذا الأسبوع، تصور الأمر وكأنه موقعة حربية حشدت لها مصر الجيوش والدبابات من أجل إبادة الأشقاء السودانيين العزل، وتطالب بإدانة الحكومة المصرية، وتقدم صورة أقل ما يقال عنها، انها تلويث لسمعة مصر أمام مواطنيها وأمام الشعب السوداني الشقيق، واستعداء العالم الخارجي للتدخل والتحقيق في القضية. إنه من حسن الحظ، أن الخطوط الاستراتيجية للسياسة الخارجية المصرية تلقي إجماعا وطنيا من كل الأحزاب والقوي والتيارات.. ومع ذلك، فأي اختلاف حولها لابد أن يعالج في إطار من الحكمة والحرص علي المصلحة العليا لمصر. ولا ينبغي أن يتخذ أحد قضية بالغة الحساسية للأمن القومي المصري مثل قضية السودان والسودانيين، وسيلة للانتقام من الحكومة أوالنظام السياسي أوتصفية حسابات محلية أو انتخابية .طبعا.. طبعا.. هناك من يتربص بنا، وهل هناك غيرها هي وأتباعها التي قال عنها أمس أيضا زميلنا خالد إمام رئيس تحرير المساء التي تصدر عن نفس دار التحرير لأن أمريكا ومن يدورون في فلكها يستغلون أي حدث فقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وكأن مصر قد خرقت القانون إذ ليس من حقها أن تدافع عن سيادتها. إنني أسأل كل من يحاول النيل من مصر وفي مقدمتهم أمريكا سؤالا محددا:ـ لوكان هؤلاء قد اعتصموا في أي ميدان حيوي بقلب واشنطن أو في أي مدينة أمريكية.. كيف ستتصرف معهم السلطات الأمريكية؟ هل كانت ستتركهم أم تفض اعتصامهم ولو ماتوا جميعا وتنقل الباقي إلي المعتقلات المختلفة؟ إن أي دولة لن ترضي أبدا أن تسكت علي وضع شاذ كهذا.. فلماذا يلومون مصر؟إن الأمور واضحة.. ولكن البعض يحاول اللعب بسياسة قذرة. ونحن لن نخضع للابتزاز .طبعا.. طبعا.. فهذا أمر دونه خرط القتاد ودق الأوتاد ولهذا لم يقنعنا صديقنا وزميلنا سعد هجرس مدير تحرير صحيفة العالم اليوم وهومن كبار كتاب جريدة الجمهورية بقوله أمس في نهضة مصر : تستطيع الحكومة أن تدافع عن قرارها بحجج كثيرة، قانونية وأمنية وخلافه، لكن المشكلة الأساسية أنه يصعب عليها إقناع أحد بالطريقة التي تم بها إنهاء الاعتصام والثمن الباهظ لهذا الإنهاء، والذي بلغ وفقا للبيانات الرسمية 26 قتيلا معظمهم من الأطفال والنساء. هناك إحساس عام بوقوع الحكومة في خطأ في التقدير وسوء إدارة الأزمة، يضاف إلي اشمئزاز من الصور التي تبثها الفضائيات للتعامل غير الإنساني مع هؤلاء اللاجئين الغلابة وضربهم بالشلاليت والإمساك ببعضهم من القفا كما لوكانوا حشرات.. وهوالأمر الذي أعطي الفرصة للبعض باتهامنا بالعنصرية وما قد ينجم عن ذلك من تسميم للعلاقات المصرية ـ السودانية ـ علي الصعيد الشعبي.وربما لم تكن الحكومة موفقة في بعض التبريرات التي ساقتها في معرض دفعها عن قرار فض الاعتصام بالقوة، مثل القول بأن بعض اللاجئين كانوا يسكرون، او ان بعضهم كانوا مصابين بمرض الإيدز. فمن المعروف أن القادمين من الدولة الأفريقية يطلب منهم شهادات صحية بالخلو من أمراض مثل الإيدز والكوليرا وغيرهما.. فكيف سمحت السلطات بدخول مرضي الإيدز ولم يتم إيداعهم الحجر الصحي أصلا، ولماذا لم يكتشفوا ذلك إلا الآن. والأهم الآن.. بعد أن وقع الفأس في الرأس.. فإن المطلوب هوإنقاذ ما يمكن إنقاذه .ومنه إلي الدستور وزميلنا خالد البلشي الذي قال فرحا لأنه توقع أن يدفع النظام ثمنا باهظا عما قريب: الطريقة التي تم التعامل بها مع اللاجئين السودانيين العزل ربما جاء ليؤكد علي حالة التوهان التي يعيش فيها هذا النظام لدرجة أنه حتي لم يفطن لما قد يخلفه ذلك من مشاكل عليه وما سيسببه له من أزمات بل إنه بعقلية الأسد الجريح وبعقلية مخبري الداخلية التي أدمنها في التعامل مع مشاكله الداخلية دون أن يدرك أن الحال لم يعد هو الحال، فتح الباب علي نفسه لتلقي سيل من الانتقادات الدولية قبل حتي أن يبرأ مما خلفه تعامله بنفس الطريقة مع عدد من المشاكل الداخلية وآخرها قضية أيمن نور.. ولم يفطن أن دماء الأبرياء لم تعد بلا ثمن مثلما تعود في ظل الحسابات الجديدة المفروضة علي المنطقة وفي ظل السعي الدائم من القوي العالمية الحاكمة لفرض سطوتها وهيمنتها علي الجميع بعد أن اكتشفت أن الديكتاتورية لم تعد سبيلا لفرض هذه الهيمنة وأنها ربما تكون هي أول من يدفع ثمن ذلك قبل أحد غيرها.. ولذلك فإن دماء الـ25 لاجئا التي سالت علي أرض ميدان مصطفي محمود والأرواح التي طالها التعذيب في زنازين الداخلية والتي جاءت في أعقاب حادث أيمن نور ربما تكون بداية دفع الثمن لهذا النظام .الرئيس مباركوإلي رئيسنا الذي تعرض للهجوم من الدكتور سعد الدين إبراهيم في مقال له بجريدة الدستور وهو يتحدث عن أزمة أيمن نور. فقال: بعد حكم البراءة الذي صدر من محكمة النقض، في حقي وزملائي السبعة وعشرين من مركز ابن خلدون 18/3/2003، انهالت علينا التهاني، وهوشيء محمود. ولكنني تأثرت بشكل خاص باعتراف علني من أحد كبار رجال الأعمال، الذي لمحني في حفل استقبال بالسفارة السويدية بعد أيام معدودات من حكم محكمة النقض. لقد صاح الرجل بأعلي صوته: يا دكتور سعد، أنا أعتذر لك ولزملائك الخلدونيين عن صمتي طوال ثلاث سنوات.. وحقيقة الأمر أنني جبان.. كنت أخاف علي شركتي ومن يعملون بها، وكنت أخاف علي زوجتي وابنتي الوحيدة، من الانتقام السداسي، الذي يمارسه النظام علي رجال الأعمال الذين لا يرضي عنهم.. وكرر الرجل وصف نفسه بالجبان.تذكرت هذه الواقعة حينما لمست صمتا مريبا من عدد كبير من الساسة والمثقفين، أثناء محاكمة د. أيمن نور في القضية التي لفقها له النظام الحاكم، عقابا وتأديبا له علي تحدي آل مبارك، وعلي محاولة إفساد مسلسل تمديد الرئاسة للأب، وتوريثها للابن. ربما لم يصل بعد آل مبارك في مصر إلي نفس ما وصل إليه واقترفه آل صدام حسين في العراق. ولكن الاختلاف هنا هو في الدرجة، وليس في النوع. أما الخوف الذي أشاعه كل منهما بين أبناء شعبه فهو نفسه. ولعل هذا فيه بعض العزاء لأيمن نور في محبسه، ولزوجته وأطفاله الحزاني، ولأصدقائه ومحبيه، إنه الخوف الذي يمنع كثيرين من التعبير عن تضامنهم العلني، ولكن العزاء الأكبر هوأن نهاية الطغاة واحدة دائما، مهما طال أجلهم واستبدادهم، فالذي حدث لتشاوشيسكوفي رومانيا، ولصدام حسين في العراق، ولاوغستو بينوشيه في شيلي، يمكن أن يحدث لآخر الفراعنة في وادي النيل، فلا تيأسوا يا آل نور، لا تقنطوا، فإن غدا لناظره قريب .وفي نفس العدد قال كاتب الدستور الساخر بلال فضل في بعض فقرات بابه ـ قلمين: تقتضي الأمانة أن نشكر الرئيس مبارك علي إزاحته لكمال الشاذلي وإبراهيم سليمان من موقعهما. أنا فرحان بهذا التغيير كملايين المصريين، لكن فرحتي تفسد عندما أتذكر أن إزاحة كمال الشاذلي عن موقعه استغرقت ربع قرن بحاله، ما يعني أن إزاحة الذين وضعوه علي موقعه تحتاج إلي قرن، وعدم سعينا لإزاحتهم تجعلنا نحتاج إلي قرنين.لم يشفع لأحمد العماوي وزير القوي العاملة الراحل تصريحه الشهير بأن كل مصري يمتلك في داخله مزرعة ثقة في الرئيس مبارك، أنصحه بعد إزاحته من منصبه أن يولع في مزرعة الثقة فورا أو يتفق مع السيد راشد لكي يزرعها قرع باعتبار خبرتهم التاريخية في هذا.أسعدني جدا أن يأمر الرئيس مبارك أجهزة الأمن بالبحث عن الفتاتين المسيحيتين اللتين أثار الصديق وائل الإبراشي قضيتهما في برنامجه المتميز الحقيقة ، سأسأل سؤالا أبلها: لماذا لم يأمر سيادته أجهزة الأمن بالبحث بالمرة عن صور البلطجية والشراشيح الذين اعتدوا علي الصحافيات والقضاة ومندوبي حقوق الإنسان وروعوا الناخبين؟! أتمني ان يفتح وائل الموضوع في برنامجه مادام البرنامج يحظي بمشاهدة الرئيس. بالمناسبة أتمني أن أعرف شعور الذي يقوم بالتنصت علي تليفونات كاتب مستقل عندما يجد فجأة الرئيس مبارك دخل في الخط، أكيد هيقفل علي طول .ومع الفقرة الأخيرة رسم كاريكاتيري لزميلنا عمرو سليم للرئيس مبارك من الخلف وهو يقول في الهاتف: كلمني بعدين يا جمال. تليفونات البلد كلها متراقبة .الإخوان المسلمونوإلي الإخوان المسلمين ودعوة صديقنا الدكتور عصام العريان عضومكتب الإرشاد الجماعة إلي التطور في أساليبها لتجاري الأوضاع المتغيرة لدرجة قوله في مقاله بـ آفاق عربية : نحتاج إلي مزيد من الابتكار في مجال الترفيه للجمهور الملتزم فقد نجح شريط الكاسيت ولكننا في حاجة إلي مسرحيات ملتزمة وأفلام هادفة وغناء يربي المسؤولية وروايات تشجع علي التقدم. نحتاج إلي تحول تاريخي في طرق التفكير وطرق العمل والخروج من العزلة الإجبارية إلي الفضاء الواسع .أما الدكتور علي بطيخ فقد طمأن أشقاءنا الأقباط من نوايا الإخوان بقوله: تبقي مسائل خلافية مثل تولي رئاسة الدولة، ومدي الحرية في بناء الكنائس.. وغيرها.. وهذه مسائل اختلف فيها علماء المسلمين، وكذلك القادة المسيحيون.. وقد سمعت بأذني آراء بعض القساوسة في برامج فضائية تقول: لا نطالب برئيس مسيحي في مجتمع أغلبيته من المسلمين.. ويقول بعضهم أيضا: لا نطالب بحرية منطلقة في بناء الكنائس حتي لا يأتي بعض غير المتعقلين ويثير فتنة لا داعي لها ببناء كنيسة يستفز بها مشاعر عامة المسلمين.. لكن المطلوب تخفيف القيود.. وأنا أري ـ والله أعلم ـ أن هناك افتراضات نظرية جدلية لا تمثل أولوية ملحة.. كتولي رئاسة الدولة.. وأري أن الإخوان المسلمين ـ حتي لو وصلوا إلي الحكم ـ لن ينفردوا بالرأي في هذه المسائل الخلافية.. هناك الحوار، هناك مؤسسات في الدولة لها فعاليتها ولها دورها: المجلس التشريعي، القضاء، الصحافة، المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية.. ولن يدعي فصيل أنه يحتكر الحقيقة.. أو أنه يحكم بالتفويض الإلهي .وحدثت ظاهرة ملفتة للانتباه في جريدة وطني القبطية التي نشرت كالمعتاد مقال مجدي خليل الذي يرسله إليها من واشنطن وكان عنوانه ـ الإخوان والأقباط ـ حشده للتشكيك في الإخوان لكن المفاجأة أن الجريدة نشرت في نهاية المقال تعليقا سريعا وموحيا وساحقا قالت فيه: لا خلاف علي محتوي هذا المقال وسوف يظل هناك اختلاف أيديولوجي بين أجندة الإخوان المسلمين وبين أجندة الدولة المدنية، لكن آن الأوان لأن نوقف هذه الحرب الكلامية ونرفع راية المواطنة، وفي دائرة المواطنة هناك هامش للحوار في كل شيء، ومخاطر القطيعة تفوق كثيرا مخاطر الحوار .معارك وردودوإلي المعارك والردود وأولها ستكون لزميلنا وصديقنا مدحت الزاهد رئيس تحرير صحيفة التجمع وقوله في عموده ـ قبل الطبع ـ توضيحا منه لي في مقاله بجريدة المصري اليوم القضاة ومساندة صفوت والشاذلي وسرور للإخوان عاتبنا الزميل والصديق حسنين كروم علي خبر نشرته التجمع في عدد 17 كانون الاول (ديسمبر) الماضي عمال وفئات وسفارات اعتبره ينطوي علي غمز ولمز غير مقبول صحفيا وسياسيا في حق الصديق حمدين صباحي وكان مضمون الخبر أن جولة نائب السفير البريطاني مع حمدين بدائرة الحامول، أثناء انتخابات الإعادة، قد أوقفت احتمالات التزوير ضده، وأن أحزاب المعارضة كانت قد رفضت الرقابة الدولية علي الانتخابات بعد وعود من الحكومة بإشراف القضاة كاملا عليها ورقابة منظمات المجتمع المدني وأنه من حسن حظ حمدين أن انتخاباته جرت في المرحلة الثالثة، وكانت الفقرة التالية التي تم حذفها لدواعي الاختصار بعد انكشاف أكاذيب الحكومة وقد صاغ هذا الخبر بأسلوبه الساخر زميلنا إبراهيم السايح، وكان القصد منه تأكيد أهمية الرقابة الدولية علي الانتخابات، وليس الإساءة لحمدين الذي لم يلجأ لأساليب التزوير، بل استخدم تكتيكا ذكيا لوقف التزوير.. وربما أدي الأسلوب الساخر في الصياغة إلي المعني الذي فهمه الزميل حسنين كروم .وثاني المعارك ستكون لزميلنا وصديقنا عصام كامل مدير تحرير الأحرار الذي قال أمس متهكما علي وزارة الداخلية: حكاية أن مختلا عقليا هوبطل مذبحة بني مزار تشبه إلي حد كبير حيازة صدام لأسلحة دمار شامل .وآخر المعارك ستكون من بيان المنظمة المصرية لحقوق الإنسان الذي انتقد بشدة قرار النائب العام حفظ التحقيق في حوادث الاعتداء وهتك عرض الصحافيات، وجاء فيه نقلا عن زميلنا وائل علي بـ المصري اليوم إن شهادات الصحافيات عبير العسكري وشيماء أبو الخير وإيمان طه ورشا عزب، أكدت أنهن تعرضن للتحرش الجنسي علي أيدي بلطجية الحزب الوطني، وبعض السيدات اللاتي تم استئجارهن خصيصا لهذا التعرض، وتم ذلك تحت سمع وبصر بعض قيادات الأجهزة الأمنية. إن هذه الوقائع تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية، وهي الحق في الحياة، والحرية والأمان الشخصي، مطالبة المستشار محمود أبوالليل وزير العدل بالتدخل في القضية، وأن يطلب من محكمة الاستئناف ندب قاض للتحقيق إعمالا للمادة 65 من قانون الإجراءات الجنائية التي تنص علي ذلك، وأن يكون المستشار المنتدب هوالمختص دون غيره بإجراء التحقيق من وقت مباشرته للعمل، كما طالبت اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية باتخاذ إجراءات عاجلة لضبط الجناة، ولفتت إلي أن أبسط معاني العدالة تتطلب القصاص من المسؤولين عن تلك التجاوزات الخطيرة التي أثارت حالة من الاستياء العام، مؤكدة أنه من حق الضحايا استخدام جميع الإجراءات القانونية للمطالبة بمحاكمة المتورطين في أحداث يوم الاستفتاء، حتي لو تطلب الأمر اللجوء إلي المطالبة بمحاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية .عبد الحليم خدامأخيرا إلي ردود الأفعال علي تصريحات عبد الحليم خدام وقول الإخواني الرقيق الدكتور صلاح عبد المتعال عنه في جريدة آفاق عربية : استمر خدام في عهد الرئيس بشار الأسد في منصب نائب الرئيس، وأمسك الملف العراقي وكان علي دراية بكل صغيرة وكبيرة في تجاوزات النظام السوري لكل ما يمت بانتهاكات حقوق الإنسان من صلة، خاصة ما يتصل بشبهات تورط النظام البعثي السوري في اغتيال الحريري الذي سبقه شخصيات سياسية وصحافية ذائع صيتها في معارضة النظام السوري لمجرد القول أوإبداء الرأي في سورية أو لبنان.. يلح علينا السؤال السابق في صيغة أخري: هل مروق خدام السياسي تحول في نظر نفسه إلي سيد بعد أن كان في أعلي المناصب؟ وهل هي صحوة ضمير وعودة من الوعي المزيف الذي شارك في صنعه إلي وعي صحيح وتوبة من غير عودة بعد أن شعر باقتراب غرق سفن النظم الاستبدادية في العالم العربي، أم هو اختيار هروبي يتوافق فيه مع الضغوط الأمريكية مما سهل علي النظام السوري توجيه اتهامه بجريمة الخيانة العظمي؟ عجبي.. ياما حنشوف ! أما زميلنا محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية ـ حكومية ـ فقد شن هجوما عنيفا ضد الرئيس بشار ووصفه بالذئب.. بعكس والده الثعلب.. قال أمس: كان حافظ لأسد يحب الحريري ويحترمه جدا، فلما تولي ابنه تصادم بشدة مع الحريري وعنفه في أكثر من مناسبة، لدرجة جعلته ينزف من أنفه بعد ارتفاع ضغط دمه.غير أن الرئيس السوري بشار الأسد الابن لم يملك ذكاء والده وحنكته ودهاءه.. بشار ليس ثعلبا كوالده، ولكنه أشبه بالذئب القوي الذي يشتبك مع النمر والأسد إذا لزم الأمر وهويعلم أنهما أقوي منه.الابن ليس في ذكاء والده، والدليل علي ذلك أنه تقارب بشدة مع إيران مؤخرا، في وقت أصبحت فيه إيران منبوذة من أمريكا وأوروبا. وأصبح الرئيس الإيراني أحمد نجاد الخوميني الجديد، يتنصل منه الجميع ما عدا بشار الذي يبارك تصريحاته وبرنامجه النووي. وعفوا فإن أخطاء بشار سهلة الرصد، لأنه مباشر وواضح وصريح لا يبذل أي جهد في إخفاء تفكيره.. والدليل بسيط فهو يسمع النصائح المصرية السعودية مثلا ويفعل عكسها.إن بشار يستطيع الآن ـ إذا أراد ـ أن يعدل من بعض الأخطاء فينبغي أن يقلل الانفعال وردود الفعل السريعة التي تفقده أحيانا التمييز بين الصواب والخطأ.. وعليه أن يقضي علي الفساد بكامل صوره وألوانه ويعاقب أمثال رستم غزالة، وآصف شوكت وغيرهما.. لأنه في النهاية هوالرئيس وهوالرمز ولا يصح أن تكون هناك سلطة فوق سلطته أوإلقاء مسؤولية الأخطاء علي مساعديه أوضباطه، فهذا إن كان يصلح في شركة أومؤسسة فإنه لا يصلح لدولة بحجم سورية !وبينما كان رأي صديقنا وزميلنا والناقد الأدبي أحمد عباس صالح في نفس العدد هو: ها نحن نري أن النظام السوري يضعنا تحت مطرقة الأطماع الأمريكية الإسرائيلية وسندان النظم الديكتاتورية التي أربكت حياتنا وملأتنا بالخوف وعلمتنا الكذب والنفاق.. لكني اعتقد بعد كل هذه التجارب التي مرت بها مجتمعاتنا منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أن كرامة وحرية الإنسان العربي تسبق أي شيء وأنه لا يمكن التصدي للتحديات المختلفة إلا بمجتمع عقلاني يشارك أفراده في اختيار حكامه وتغييرهم عندما يقتضي الأمر ذلك ويشعر فيه المواطن أن الذي حكم حياته هوالقانون الذي شارك هو في صياغته ولا شيء سواه. لم يحزن عاقل علي سقوط صدام ولا أظن أن النظام السوري يختلف كثيرا عنه .وفي بابه اليومي ـ مجرد كلام ـ بالصفحة الأخيرة بجريدة روز اليوسف قال زميلنا حامد عز الدين: بصراحة جدا، ملفات عبد الحليم خدام المفتوحة حاليا في دمشق ليست إدانة له فحسب، بل هي إدانة شاملة لنظامين، سابق وحالي، في سورية .