القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل أن يسترد المصريون أنفاسهم ويضمدوا جراحهم على نيرة أشرف ابنة المنصورة التي قتلت غدرا، وجدوا أنفسهم أمام جريمة لا تقل بشاعة بطلها مستشار في إحدى الجهات القضائية، تجرد من كل معاني الإنسانية وأقام حفلة تعذيب لزوجته المذيعة، قبل أن ينهي حياتها بطلق ناري ثم ما لبث أن شرع في تشويه جثتها.. وقد تصدرت تفاصيل قتل الإعلامية شيماء جمال على يد زوجها القاضي أيمن حجاج نائب رئيس مجلس الدولة صدارة اهتمامات المواطنين، نظر للوظيفة المرموقة التي يشغلها القاتل والنجومية التي تتمتع بها الضحية، التي اشتهرب من قبل بمذيعة “الهيرويين” حيث أقدمت على تجربة شم المخدر على الهواء مباشرة، سلوك نادر على الهواء مباشرة، ما عرضها للوقف عن العمل وفرض حادث مقتل المذيعة اهتمام صحف صحف أمس الثلاثاء 28 يونيو/حزيران وأفاد بيان النيابة العامة بأنه ظهرت شواهد في التحقيقات تُشكك في صحة بلاغ تقدم به زوج القتيلة يزعم غيابها. ثم مثَلَ أحدُ الأشخاص أمام النيابة العامة أكَّد صلته الوطيدة بزوج المجني عليها، وأبدى رغبتَه في الإدلاء بأقوالٍ حاصلها تورط الزوج المُبلِغ في قتل زوجته، مؤكدا مشاهدته ملابسات جريمة القتل وعلمه بمكان دفن جثمانها، وإزاء ذلك، أمرت النيابة بضبط الزوج وانتقلت برفقة المبلغ إلى حيث المكان الذي أرشد عن دفن جثمان الضحية فيه، فعثرت عليها به، واعترف المبلغ باشتراكه في ارتكاب الجريمة، وتقرر حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
وعلى الصعيد السياسي واصلت الصحف الاهتمام بالدور المناط بالأشقاء في الخليج للدفع بالنشاط الاستثماري داخل البلاد.
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة، وبمناسة الحوار الوطني المرتقب وجد بعض رموز المعارضة في الخارج أنفسهم في مواجهة حملة من شخصيات إعلامية في الداخل، على خلفية دعوتهم للمشاركة. ومن أخبار مؤسسة الرئاسة: قال السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن ملف الأمن الغذائي يُعد من الملفات الحساسة للغاية، التي تتصدى لها الدولة وتتضمن زيادة المسطحات الزراعية، وزيادة الإنتاج الزراعي وتنوعه، وجودة الزراعة نفسها، على رأس أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يهتم على نحو خاص بمشروع جارٍ تنفيذه يستهدف إضافة 2.5 مليون فدان زراعي على الأراضي في مصر.
سيئة الحظ
البداية مع الجريمة التي أدمت قلوب الكثيرين واهتم بفصولها طه هاشم في “البوابة”: قالت علياء شقيقة المذيعة المقتولة شيماء جمال، إن زوج شقيقتها المتهم بالتخلص منها اختفى منذ أسبوع. وأضافت علياء الضحية لـ”البوابة نيوز” إن الزوج المتهم، حرر بلاغ اختفاء لشقيقتها منذ قرابة 3 أسابيع، ومنذ أسبوع اختفى وأغلق هواتفه، ولا نعرف مكانه حتى الآن”. وتابعت: أحد الأعراب الموجودين في مكان الجريمة أبلغ الشرطة عنها.. فيما يقوم رجال المباحث بمطاردة المتهم”. وأشارت علياء إلى أن الجثة لم تستخرج بعد وأنها مدفونة في منطقة البدرشين. وكشفت مصادر أمنية تفاصيل جديدة في واقعة مقتل المذيعة شيماء جمال مقدمة برنامج “المشاغبة” ودفنها داخل فيلا في منطقة أبو صير في دائرة مركز شرطة البدرشين جنوب محافظة الجيزة، على يد زوجها الذي يعمل مستشارا في مجلس الدولة، سائق المتهم هو من قام بإبلاغ الأجهزة الأمنية بجريمة مقتل المذيعة عقب تمكنه من الهروب من مكان يتحفظ عليه المتهم به، في الساحل الشمالي. وأضافت المصادر، أن الزوج أقدم على إنهاء حياة زوجته في مشادة كلامية بينهما بعدما أشهر سلاحه الناري المرخص واعتدى عليها بالضرب وشوه معالم الجثة بمية نار. وفي السياق ذاته كشفت مصادر عن أول صور لقاتل المذيعة التفزيونية شيماء جمال، هو زوجها القاضي أيمن حجاج، المستشار ونائب رئيس مجلس الدولة وأوضحت المصادر ذاتها عن أنه قام بسكب حمض “النيتريك” المعروف باسم “ماء النار” على وجهها لإخفاء ملامحها.
خبرة أو دون خبرة
انتبه صبري الموجي في “المشهد” لتلك الكارثة: في الوقت الذي يُعانى فيه كثيرٌ من حملة الدرجات العلمية الرفيعة قلةَ الدخل، وعدم توافر فرص عمل، تُفاجئنا إحدى الصحف بإعلان عن حاجة أحد الفنادق الشهيرة في دولة عربية لـ3 راقصات يُجدن الرقص الشرقي بخبرة ومن دون خبرة، براتب شهري يبلُغ 60 ألف دولار أي ما يُعادل مليونا ومئتي ألف جنيه مصري، شريطة أن تكون المُتقدِمة للوظيفة جميلة، حسنة المظهر، تحمل مؤهلا عاليا، ولا يزيد سنُها على 35 عاما، مع إجادة تامة للغة الإنكليزية. ولو قَبِلنا شرطَ الجمال باعتباره من مُتطلبات تلك المهنة، فإن الشروط الأخرى ليس لها غرضٌ إلا استفزاز القارئ، ودفعه للعض على إبهامه غيظا إن إعلانا كهذا يجعلُ الكثيرين ممن حرصوا على الحصول على أعلى الشهادات؛ ظنا أنها سفينةُ الوصول إلى بر الأمان يبكون بدلا من الدموع دما على أيام العمر المُهدَرة في جهد لا طائل من ورائه إلا الفقر والحرمان، وشدة الجوع بعد التخرج. راتب كثيرٍ من العاملين في الهيكل الإداري للدولة يكفيهم بالكاد لأيام من الشهر، ثم يدورون بعدها على رحى الاقتراض من الزملاء، والسحب من المحال على (النوتة) لحين تقاضي الراتب الجديد، ورغم هذا فإن هؤلاء أفضل حالا ممن لم يحظوا بفرصة الوظيفة (الميري)، التي تضمن راتبا شهريا، يُعتبر رغم قلته أفضل من عدمه.
زمن «محاسن الصدف»
من حقنا أن ان نشعر بالخطر لما انتهى إليه صبري الموجي من تفاصيل مؤلمة: أن أمة تفيض ببذخ على راقصات يرتدين ثيابا تكشف أكثر مما تستُر، ويتمايلن بأجسامهن فتتمايل معهن قلوب الغارقين في الملذات، في الوقت الذي تُقطر فيه على حملة الدكتوراه وأصحاب الاكتشافات والأبحاث العلمية والمفكرين والكتاب، هي أمةٌ في عداد الموتى قطعا، إن مثل هذه الإعلانات تقتلُ الطموح، ودافعَ التفوق في نفوس الناشئة، إذ يترسخُ في وجدان الفرد بعد قراءة مثل هذه الإعلانات أن تَعبَه وجهده أشبه بحرث في ماء، وغرسٍ في قيعان، بعدما صار العلمُ والتفوق سلعة كاسدة على عكس حال لاعبي الكرة والراقصات، الذين يتقاضون الملايين، بل المليارات، إن إعلانا كهذا سيجعل الكثيرات – ممن سلكن طريق العلم الوعرة، التي تتطلب صبرا وجلدا، وبعد ذلك يلتحقن بطابور العاطلين – يفكرن في تحويل المسار – رغبة في المكسب السريع والشهرة الواسعة. إن نظرة لحال حاملي الشهادات تكشف عن أزمة حقيقية، إذ أن راتب راقصة ممن تنطبق عليها شروط الإعلان السابق يزيد على راتب أكثر من 500 خريج من خريجي كلية الطب، التي تُعدُ من كليات القمة، التي يبذلُ الطالب وأسرتُه الغالي والنفيس للالتحاق والدراسة فيها. إن إعلانا كهذا يتطلبُ من الدولة أن تُعيدَ النظر في دخول حملة الشهادات العلمية والنوابغ باعتبارهم فرس رهان التقدم وليس الراقصات ممن على شاكلة الراقصة محاسن الصدف في فيلم (صاحب الجلالة).
بين حمزاوي وحجي
«ضياء رشوان بيبشرنا أن عمرو حمزاوي وعصام حجي هيشاركوا في الحوار الوطنى، نزغرط بقى ولا نرقص، أه يا خوفي» سمع محمد البهنساوي في “الأخبار” هذه الكلمات الساخرة وبنبرة أشد سخرية من مذيعة شهيرة في مصر خلال تجمع إعلامي رفيع قبل أيام، وانضم لرأيها بعض الحاضرين، وأردفت المذيعة « أنا بعت أفكار للحوار وكلمت ضياء لما اشوف هيهتم بيها ولا بالبهوات اللي بيجيبهم”، وهنا لنا وقفة مهمة لضمان نجاح الحوار، ومن أسمه «الوطني» ندرك أنه يشمل كل الأطياف في مصر، والمعارضين ربما قبل المناصرين للنظام، وحتى ينجح الحوار يجب أن يشمل كل من يعارض وينتقد مهما كان نقده شديدا ولاذعا، وليست المعارضة الهشة التي لا معنى لها، بل إنني أطالب الدكتور ضياء رشوان أن يلح في دعوة كل أطياف المعارضة في الخارج والداخل للحوار، وبالطبع فالباب ليس مفتوحا على مصراعيه، بل يجب غلقه بالضبة والمفتاح، أمام ليس فقط من تلطخت يداه بدماء المصريين، بل أيضا كل من حرّض على العنف أو أوعز به وكل من رحب بإزهاق الأرواح سواء لمواطنين عاديين أو رجال جيش وشرطة، فهؤلاء لا يستحقون شرف الجنسية المصرية أصلا، إن المجتمعات تبنى بأفكار أبنائها النابهين بكل مجال، والنجاح في دمج كل تلك الأفكار بما يصب في تحسين وضع الوطن وأحوال المواطنين، وكيف لمصر التي تزخر بقوة كبرى من العقول المهاجرة حول العالم بعدة مجالات، ألا تستفيد من أفكارهم ونحن نبنى الجمهورية الجديدة، الوقفة الثانية لا أوجهها فقط إلى المذيعة اللامعة التي حذرت من تجاهل أفكارها، إنما أناشد كل المشاركين في الحوار، أفكار الجميع زاد وقوة، لكن لا يعتبر كل مشارك أيا كان وضعه أن أفكاره خلاصة الخلاصة، لا يمكن تجاهل أي منها أو قبول أفكار عكسها، وإلا فلماذا أطلقنا عليه الحوار؟، نتدارس كل الأفكار بتجرد لوجه الله والوطن لنضع في نهاية حوارنا أسسا قوية تحقق أقصى ما يمكن من أحلام الجميع لمصر.
ركوب الأمواج
واصل محمد البهنساوي هجومه على بعض قوى المعارضة: بما أن الحوار الوطني بداية يوليو/تموز المقبل مواكبا ذكرى ثورة 30 يونيو/حزيران وقرارات 3 يوليو التي أنقذت مصر من الضياع، وبما أننا نتحدث عن مشاركة المعارضة الحقيقية، تحضرني فئة تسمي نفسها المعارضة الوطنية وما هي بمعارضة ولا وطنية، إنها تذكرنى بأثرياء الحروب الذين يحققون ثروات على أشلاء ضحاياها، يوقدون نار الحرب ولا يسمحون بإخمادها إلا إذا حقق الإخماد مصالحهم.. وبما أن المكاسب ليست مادية فقط فيمكن إطلاق وصف أثرياء الثورات على الذين يركبون موجة أي ثورة لتحقيق مكاسبهم ومصالحهم الشخصية، وقد لمسنا ذلك في شخصيات عديدة ركبت موجة معارضة مبارك ونظامه عندما كانت تلك المعارضة تحقق مصالحهم، ثم ركبوا موجة يناير/كانون الثاني سعيا للمزيد ليركبوا بعدها موجة الإخوان والحج إلى المقطم والتمسح بأستار المرشد، وعندما ثار الشعب في 30 يونيو قفزوا من مركب الإخوان الغارقة بموجات ثورة شعبية عارمة محاولين ركوب الأمواج الشعبية، مستشعرين قرب تحقيق مرادهم، وعندما فوجئوا بأن مركب 30 يونيو/حزيران تسير هادئة عكس طموحاتهم لترسوا بمصر على بر الأمان، حاولوا وما زالوا خرقها ليغرقوا أهلها.. ويبقى التخوف على الحوار الوطني من صعوبة التفرقة بين المعارض الحقيقي وأثرياء الثورات.
يستهدفون الأطفال
حذر محمد بركات في “الأخبار” مما اعتبره مؤامرة بدأت فصولها بالفعل: أخشى ما أخشاه ألا يكون لدينا إدراك حقيقي لمدى حجم وجسامة وعظم الخطر، الذي نتعرض له الآن كمصريين على وجه الخصوص، وعرب على وجه العموم وكبشر على وجه الشمول، في مواجهة تلك الحملة الشرسة التي تواجهنا جميعا حاليا، وتستهدف اختلال القيم واهتزاز المبادئ والأسس الاخلاقية والدينية، التي تقوم عليها الفطرة السليمة والسوية التي خلقنا الله عليها، وكذلك جميع البشر، وجعلهم جميعا خلفاء في الأرض لينشروا فيها الخير والصلاح والعمران. والخطر الذي أعنيه هنا هو ذلك التوجه بالغ السوء، الذي يقوم به بالفعل الآن العديد من المنصات والشبكات وشركات الإنتاج الفنية الأجنبية، ذات الوجود الكبير والانتشار الواسع على الساحة المصرية والعربية، والمستهدفة بصفة أساسية الطفل المصري والعربي، والساعية بكل السبل لترويج ونشر أفكارها الشاذة وغير السوية للمثلية الجنسية «الشذوذ الجنسي»، بما يؤدى لاعوجاج جسيم ومستهدف في النشأة، وفساد عميق في الفطرة، وتشويه يستحيل علاجه أو إصلاحه في بنيان أي شعب أو أمة. وخطورة هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف الطفل والصبي والشاب المصري والعربي، يكمن في سعيها المباشر وغير المباشر، لترويج الأفكار والسلوكيات الشاذة، من خلال المحتوى الفني، الذي تتضمنه أعمال فنية «كرتون ومسلسلات وأفلام وحكايات وألعاب»، ذات مستوى تقني مرتفع، يضمن لها الإقبال على المشاهدة والانتشار بين الأطفال والصبية والشباب. وتزداد الخطورة عندما نعلم أن هذه الموجة الحاملة للترويج للمثلية والشذوذ، تقوم بها منصات وشركات عالمية ضخمة مثل شركة «وولت ديزني» وشبكة «نتفليكس»، في تحد واضح للقيم الإنسانية والدينية، وهو ما يدعونا جميعا للتنبه والحذر والمواجهة الواعية والحكيمة. وأحسب أن ذلك يدعو كل الأباء والأمهات، للوعي الكامل بخطورة ترك الأطفال والصبية يشاهدون القنوات والكرتون وأفلام ديزني وغيرها دون إشراف، ولكنه يدعونا كدولة للمسارعة في إيجاد وإنتاج البديل الفني والثقافي للأطفال، خاصة أن لدينا الكثير من الخبرات والقدرات الإبداعية والكفؤة لذلك. كما أحسب أيضا أن الوقت قد حان الآن وفورا لوجود قناة فنية وثقافية خاصة للأطفال.
سواء بسواء
ما زالت جريمة المنصورة تفرض نفسها، ونظرا لأن الجاني لم يتورع عن ارتكاب جريمته علانية، وفى وضح النهار، فقد طالب البعض بضرورة إعدام الجاني علنا، لكي يكون عبرة للجميع. وبدوره يرى أحمد عبد الظاهر في “الوطن”، أنه من الضروري بيان السند أو الأساس القانوني لأي إجراء أو مسألة موضوع النظر. وانطلاقا من ذلك، وبالبحث في القواعد القانونية الحاكمة لتنفيذ عقوبة الإعدام، نجد أن المادة (473) من قانون الإجراءات الجنائية تنص على أن «تنفذ عقوبة الإعدام داخل السجن، أو في مكان آخر مستور..».. وبالعبارات ذاتها تقريبا، تنص المادة (65) من قانون تنظيم السجون على أن «تنفذ عقوبة الإعدام داخل السجن أو في مكان آخر مستور بناء على طلب كتابي من النائب العام إلى مدير عام السجون، يبين فيه استيفاء الإجراءات التي يتطلبها القانون». وهكذا، يقرر المشرع صراحة أن تنفيذ عقوبة الإعدام يكون داخل السجن، أو في مكان آخر مستور، الأمر الذي يدل ضمنا على عدم جواز التنفيذ العلني للأحكام. يؤكد ذلك أن المادة (474) من قانون الإجراءات الجنائية توجب أن «يكون تنفيذ عقوبة الإعدام بحضور أحد وكلاء النائب العام ومأمور السجن وطبيب السجن أو طبيب آخر تندبه النيابة العامة. ولا يجوز لغير من ذُكر أن يحضروا التنفيذ إلا بإذن خاص من النيابة العامة. ويجب دائما أن يؤذن للمدافع عن المحكوم عليه بالحضور..».. وبالعبارات ذاتها تقريبا، تنص المادة (66) من قانون تنظيم السجون على أن «يكون تنفيذ عقوبة الإعدام بحضور مندوب من مصلحة السجون وأحد وكلاء النائب العام ومندوب من وزارة الداخلية ومدير السجن أو مأموره وطبيب السجن وطبيب آخر تندبه النيابة العامة. ولا يجوز لغير من ذُكروا أن يحضر التنفيذ إلا بإذن خاص من النيابة العامة، ويجب أن يؤذن للمدافع عن المحكوم عليه بالحضور إذا طلب ذلك». وعلى هذا النحو، يمكن القول إن التنفيذ العلني لأحكام الإعدام غير جائز، ولو كانت الجريمة المنسوبة إلى الجاني بشعة، كما هو الشأن في جريمة قتل طالبة المنصورة نيرة أشرف.
ماذا جرى للمصريين؟
انتابت الصدمة الدكتور صلاح الغزالي حرب بسبب انتشار العنف بين معظم الفئات، فذهب يرصد سيلا من الجرائم المروعة سجلها في “المصري اليوم”: جرائم غريبة عن مجتمعنا: مُدرِّسة للغة العربية، شابّة، ذبحت أطفالها الثلاثة، وأصغرهم عمره ثلاثة شهور، ثم حاولت الانتحار، وزوجها يعمل في الخليج، وعند عودته دعا لها على المنبر كي يعفو الله عنها ويسامحها. وفي الأسبوع نفسه علمنا أن شابّا مدمنا على المخدرات لم يتحمل شقاوة طفله الصغير 10 سنوات، فضربه على رأسه وقضى عليه.. ومنذ أيام، فوجئنا بشاب من الصعيد يقتل والده وإخوته الثلاثة بإطلاق النار عليهم لخلاف حول الميراث، وأُصيبت أمه، وهي في حالة حرجة في المستشفى.. ثم فوجئنا مؤخرا بفاجعة الطالبة الجامعية نيرة، التي لقيت حتفها ذبحا بيد طالب جامعي آخر كانت قد رفضت الارتباط به، ولكن الأكثر إيلاما وفزعا كانت بعض التعليقات التي تحدثت عن ملابس الطالبة القتيلة، وهو ما يؤكد مرة أخرى مدى الخطر الذي يمثله التيار السلفي، الذي تغلغل في عقول الكثيرين وفي غيبة تامة للمسؤولين عن الثقافة ورعاية الشباب، وبالتأكيد هناك حوادث مماثلة أخرى لم تصل بعد إلى الإعلام، والأمر جد خطير ومرعب، ويجب ألّا نقرأه، ثم نتعجب ونتحسر على مَن مات، ثم يطويه النسيان، فهذه في رأيي أجراس خطر مُدوِّية كي يتحرك علماء الاجتماع والتحليل النفسي لتشريح ما يحدث علميّا، ودراسة العوامل المؤدية إلى ذلك العنف – الذي لم تتعوده مصر من قبل – التي أتصور، اجتهادا، أنها تدور حول الأسرة، التي كادت تتفتت، بعد أن توقف التواصل بين أطرافها، وسيطر الهاتف المحمول على الجميع، ثم المدرسة التي غابت في ظروف غامضة وحلت محلها مراكز التدريس الخاصة تحت أعين الجميع، وكذلك الإعلام الذي فقد ظله وضاعت بوصلته، واكتفى بذكر الحوادث والتحسُّر عليها، ثم معاودة غيبوبته، بالإضافة إلى انتشار العنف المسلح بالسكاكين والمطاوى والأسلحة النارية في الكثير من المسلسلات وبعض الأفلام ذات التأثير السلبي الشديد على الأجيال الشابّة.
ليس آلة
إعلان وزارة التربية والتعليم وهيئة التنظيم والإدارة عن تعيين 30 ألف مدرس أو معلم جديد عن طريق الاختبارات الإلكترونية، بعد أن أعدت الوزارة مع هيئة غير معروفة أكثر من 11 ألف سؤال للاختبارات، بأن لن يكون هناك أي تدخل بشري في النتيجة أو التعيين لهو أمر تراه الدكتورة عزة أحمد هيكل في “الوفد” يدعو إلى تدخل الجميع، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية حتى يقر ضرورة تدخل العنصر البشري لأن هذا المعلم ليس آلة وليس مجرد عقل ينجح في اختبار ويعرف المنظومة الجديدة للتعليم، كما أعلن ذلك السيد الوزير، التعليم أساسه المدرس، نعم هو حجر الزاوية وهو الذي يتدخل في توصيل المحتوى ويقدم أفضل الوسائل والأساليب التعليمية لأن يصل بالمعلومة والفكرة والقضية إلى التلميذ، هذا المدرس هو القدوة وهو المثل والنموذج؛ ولذا فإن الجانب البشري والإنساني يشكل الكتلة الأهم والأخطر في العملية التعليمية وليس من المنطقي ولا العلمي ولا الإنساني أن يكون تعيين هؤلاء المدرسين المعلمين مجردا من الجانب البشري، أي اختبارات نفسية ومظهرية وسلوكية عن كيفية التعامل والمظهر وأسلوب الكلام، ومدى التفاعل والتواصل مع المراحل العمرية المختلفة، فليس معلم أو مدرس الحضانة هو ذاته مدرس الإبتدائي أو الإعدادي والثانوي، وليس مدرس البنات ومدارسهن المنفصلة عن البنين هو ذاته من يتعامل مع المدارس المختلطة، التي بكل أسف تتناقص في المرحلة الإعدادية والثانوية.. في كل العالم يجب أن يكون هناك تدخل بشري في اختيار الموظف، حتى العمداء ورؤساء الجامعات الآن يخضعون لاختبارات ولقاءات بشرية تسمى «الإنترفيو» أو المقابلة الشخصية، التي لها معايير تقييم علمية وإدارية ونفسية وليس معايير أخرى.
حافة الهاوية
بقلق لا ينتهي على مستقبل التعليم تابعت الدكتورة عزة أحمد هيكل: قد تكون هذه الخطوة من أهم الخطوات في مسار تحسين وتطوير العملية التعليمية، ولكنها بكل أسف قد جاءت متأخرة جدا، بعد التابلت والمحتوى والامتحانات وما آل إليه أحوال الطلاب وحالنا جميعا، وعلينا أن نتذكر أن مشروع الوزير لتطوير التعليم كان فيه عنصر المعلم الذي يحضر دورات، ثم المعلم الذي يعمل بالساعة واليومية، ثم حدث لنا ما حدث من تدهور أخلاقي وإنساني وصل بنا إلى حافة الهاوية، فها هم شباب في مقتبل العمر ينتحر هربا من فشل امتحان أو التحاق بكلية أو فشل في الحب، وإذا بنا نفاجأ وكأننا لم نعرف ما هي أسباب ودواعي ما وصلنا إليه، إنه ليس الإعلام فقط وليست هي قضية ممثل قام بأدوار بلطجة، ولكن هي منظومة متكاملة ممن أنتج وممن عرض هذه الأعمال وصفق لها نقاد وإعلاميون، واحتفى بها مسؤولون ومسؤولات وعظمنا من المهرجانات ودافعنا عن «حمو» وشركاه، وبررنا تدهور الفن بأن هذا هو المجتمع وتلك هي الواقعية، وهللنا لكل تصريح من مسؤول أو وزير، وخفنا من النقد الوطني البناء ونسينا في غمرة وخضم الأمن السياسي والاقتصادي، أهمية الأمن البشري الاجتماعي، وأن مؤسسة التعليم هي أول مؤسسة تتلقى البشر بعد مؤسسة الأسرة، التى قد تكون جاهلة وفقيرة تعاني من جراء ويلات العشوائية أو التفكك الأسري ولا ننسى أننا قد مررنا بمرحلة عصيبة منذ 28 يناير/كانون الثاني 2011 حتى وقت قريب من عنف وفوضى وتدخلات وبكائيات وفضاء مسموم وخيانات ومؤامرات.. مجتمع جريح منهك مرهق وأسرة تجاهد لتعيش، إذن فالمدرسة والمعلم هما المرفأ في الوقت الحالي، ثم يأتي الإعلام والثقافة.. نطالب السيد رئيس الوزراء والسيد الوزير أن يقرأ موضوع المقابلة الشخصية وفق معايير عالمية وهيئة محايدة معروفة ومعلنة، لديها النزاهة الكافية لاختيار المعلم الذي سوف يتولى تربية وتعليم مستقبل مصر.
بين صعود وهبوط
تأمل محمود زاهر في “الوفد” تاريخنا الماضي فانتهى إلى ما يلي: امتلكت مصر في الماضي خصائص فريدة جعلتها صاحبة حضارة خالدة على مرّ العصور، فكان لها الفضل على كل حضارات العالم القديم، بعبقرية الإبداع، حيث ارتكزت على «الإنسان» الذي كان مؤهلا للنهوض بعبء هذه الحضارة. كان الإنسان المصري «القديم» واثقا من قدرته على الريادة والتميز، ولهذا أطلق على نفسه: «شعب السماء»، أو «شعب النيل» الذي «خُلق من دمع العين»، وكل ما عداه من شعوب الأرض «خُلقت من سائل مهين» إن شعبا امتلك كل مقومات البناء المادي والمعنوي، كان لا بد أن تأتي إبداعاته على مستوى ما تهيأ له منها، ولكن: ماذا أصاب هذا الإنسان، وماذا حلَّ به، وماذا طرأ على شخصيته من تغيّرات في تركيبتها الاجتماعية، لتتبدل معها طبائعها وسماتها التي تميَّزت بها على الدوام؟ لقد شهدت السنوات الأخيرة سلوكيات متغيِّرة، بدتْ على كثيرٍ من المصريين في تعاملاتهم اليومية، ليصبح العنف «سمة بارزة»، ويتَجَاوَزَ الودّ والتسامح كل صورة نمطية، كما غابت الرحمة بمعانيها الحقيقية، ربما يكون العنف الراهن ـ الذي تزايدت وتيرته مؤخرا ـ حصيلة عوامل مجتمعية واقتصادية وثقافية سلبية، تراكمت على مدى سنوات، كنتيجة طبيعة لخلل فكري يتنافى مع الفطرة السويَّة، وإفرازات سيادة أجواء الجهل. نعم، أصبحنا نعيش في مرحلة ما بعد الانحطاط، أفرزت جيلا بائسا، انهارت قيمه، وغابت قدوته، وشاعت في جوانبه كل الأشكال السلبية والفردية والأنانية والتواكل والقسوة والميل إلى العنف.
هدنة مع العنف
واصل محمود زاهر بعين المدقق اقتفاء الأسباب التي دفعت بنا للمتاهة التي نرزح في أتونها: تلك السلبيات تجسَّدت بوضوح في بشاعة الصور التي رصدتها أعين الناس وعدسات الكاميرات، لجرائم قتلٍ وذبحٍ أمام المارَّة، وجثث ملقاة على قارعة الطريق، وتوثيق لحظات وحشية، ومشاهد عبثية مروعة تُدمي القلوب، ويندى لها جبين الإنسانية، إذن، هناك حقيقة لا تقبل الشك أو الاحتمالات، وهي أنه عندما يتجرد البعض من آدميتهم، ويتساوى عندهم الخطأ والصواب.. الخير والشر.. الحق والضلال، تتبلَّد مشاعرهم وتموت إنسانيتهم، وتذهب مروءتهم إلى غير رجعة، خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، تابعنا بقلوب يعتصرها الألم، جرائم بشعة ومروّعة، أدمت القلوب، وفاقت حدود اللامنطق، لتتخطى كل القيم الإنسانية.. فهل أصبحت الدماء مستباحة والأرواح رخيصة إلى هذا الحد من الجنون غير المحتمل؟ أخيرا.. لعل الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الحد المتفاقم من العنف، كثيرة ومتعددة، ما قد يُهدد الأمن القومي والسلم الاجتماعي، وربما الوجود المادي للدولة ذاتها، ولذلك نحتاج ـ أكثر من أي وقت مضى ـ إلى علاج جذري، وهُدنة مع العنف، لأن ما جرى ويجري ليس سوى بداية لكارثة أكبر، وخطر يتهددنا جميعا. استعان الكاتب بحكمة مفكر لا تنساه الجماهير: يقول الدكتور مصطفى محمود: «إذا أردتَ هدم حضارة أمة فهناك ثلاث وسائل هي: هدم الأسرة، هدم التعليم، إسقاط القدوة والمرجعية».
المليارديرة هدى
ما يعلمه حمدي رزق وفق ما قاله في “المصري اليوم” إن الدكتورة هدى عبدالناصر متوقفة وعلى مدار عقود من عمرها، على جمع تراث والدها الزعيم جمال عبدالناصر، ولو أنفقت ما أنفقته من عمرها على جمع المال واكتنازه، ما جمعت ما يرشحها لدخول قائمة المليونيرات.. ما بالك بالمليارديرات، وفق ما زعم مروجو الشائعات مؤخرا. حكي سخيف عن ملايينها المطمورة، من قبيل اللغو الإلكتروني البغيض، لم يجدوا في الورد عيب، لم يعثروا في خزنة عبدالناصر على الملاليم، فطفقوا يحصون الملايين في حسابات أولاده.. عجيب أمرهم، ومن فرط العجب تتعجب، من ذا الذي توفر على إحصاء ملايين هدى دون أن تملكها؟ تحديدا الدكتورة هدى تفقه في تقفي آثار المرحلة الناصرية، استخلاصا لدروسها، وإزاحة ركام الزيف والبهتان عن فترة نابضة بالوطنية والقومية العربية. هدى كريمة الزعيم لا تفهم في البيزنس، تبدع في جمع محاضر اجتماعات الاتحاد الاشتراكي، لا تفهم في تسقيع الأراضي وتسويق العقارات، وليس لها في التوكيلات العابرة للقارات، هدى سيدة علم لا مال. يرى حمدي رزق أن استهداف هدى يترجم استهداف ناصر، واستهداف ناصر يترجم استهداف ثورة 23 يوليو/تموز، واستهداف يوليو يترجم استهداف يونيو/حزيران، وهدى وأسرة عبدالناصر جميعا من داعمي ثورة يونيو، ولم يدخروا وسعا لنصرتها، ويرونها امتدادا لمرحلة الاستقلال الوطني التي وضع حجر أساسها الزعيم ناصر.
شكرا للأشقاء
احتقى أحمد صابرين بالعلاقات المثالية التي تربطنا بالأشقاء في الخليج قائلا في “الأهرام”: تطوير العلاقات مع أشقائنا العرب في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، يمضي على قدم وساق كما يقولون، وبسرعات تثير الإعجاب، حيث نجح الرئيس وحكومته في نسج علاقات تعاون وثيقة مع الأشقاء العرب، ويكفي أمثلة على ذلك النجاح ما شهدناه في أقل من أربعة أسابيع، حيث تم في العاصمة الإماراتية أبوظبي توقيع اتفاق التكامل الصناعي بين مصر والإمارات والأردن يوم 29 مايو/أيار الماضي، الذي رصد له الجانب الإماراتي نحو 10 مليارات دولار لتمويل المشروعات المنبثقة عن هذه الشراكة، إلى اتفاقات مع الجانب السعودي خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية للقاهرة يوم 20 يونيو/حزيران الحالي، الذي ستضخ بموجبها المملكة نحو 7.7 مليار دولار استثمارات سعودية جديدة في مصر، وأخيرا زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد للقاهرة، التي أعلن خلالها الاتفاق على تعزيز التعاون الثنائي في قطاعي الطاقة والزراعة، إلى جانب العمل على تشجيع زيادة الاستثمارات القطرية في مصر وتعظيم التبادل التجاري بين البلدين. ولا شك في أن كل هذه الاتفاقيات تدعم جهود الحكومة المصرية لتعزيز العلاقات مع الأشقاء العرب، خاصة أن الدول العربية تعد الشريك التجاري الأكبر لمصر، ناهيك من انعكاسات الاستثمارات العربية الإيجابية على معدلات نمو الاقتصاد المصري وتوليد المزيد من فرص العمل لشبابنا، خاصة في ظل استمرار اضطرابات بيئة الاقتصاد العالمي، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وما أسفرت عنه من عقوبات غربية غير مسبوقة على روسيا، وهي مخاطر تبرز أهمية رهان مصر على التحرك إقليميا لبناء شبكة من العلاقات الاقتصادية مع الأشقاء العرب والأفارقة، لتكون حائط صد لامتصاص أثر الأزمات العالمية وداعما للجمهورية الجديدة.
بؤس الأشقاء
الأوضاع في السودان تثير مزيدا من القلق على حد رأي فاروق جويدة في “الأهرام”: كثير من الغموض يحيط بما يجري في السودان بين المؤسسة العسكرية والتيارات المدنية.. وفي كل يوم تزداد الأمور تعقيدا أمام إصرار جميع الأطراف على أن تنفذ أجندتها.. ورغم عشرات المظاهرات وسقوط الضحايا ما زالت الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءا.. ورغم المحاولات الدولية التي سعت للوصول إلى اتفاق بين أطراف الأزمة، فإنها لم تحقق الهدف، وما زال السودان يعاني لعنة الانقسامات بين القوى السياسية.. والغريب في الأمر أن الوضع في السودان يزداد غموضا، خاصة الأحوال الاقتصادية.. إن الفيضانات تهدد السودان، وبعد أن قررت إثيوبيا تنفيذ الملء الثالث لسد النهضة، فإن ذلك يحمل مخاطر شديدة قد تصل إلى غرق مناطق كثيرة في السودان، ومنها تهديد السدود التي لن تتحمل قوة اندفاع المياه.. وما بين الانقسامات والحروب في بعض المناطق وأزمة الغذاء والبترول والأسعار، يقف الشارع السوداني في حالة من الفوضى.. خاصة أن زعامات القوى السياسية القديمة قد غابت عن المشهد، رغم أن السودان أحوج ما يكون إلى صوت العقلاء فيه حرصا على سلامة الوطن واستقراره.. السودان يمثل أهمية خاصة بالنسبة لمصر، موقعا وأمنا وتاريخا واستقرارا، وأمن السودان أمن لمصر، واستقراره يعني الكثير لدى المصريين، ولو حدث ـ لا قدر الله ـ وتعرض السودان لأخطار الفيضان بسبب سد النهضة، فإن ذلك سوف يترك آثارا خطيرة على مناطق كثيرة.. الغموض الذي يحيط بما يجري في السودان يثير مخاوف كثيرة حول مستقبل الشعب الشقيق.. أصبح من الضرورى أمام مخاطر الفيضان أن يجتمع العقلاء، ويضعوا نهاية لهذه الانقسامات.. لأن ظروف السودان لا تحتمل كل هذه الأزمات في ظل ظروف دولية صعبة فرضت نفسها على العالم كله.. الشعب السوداني من أكثر الشعوب العربية وعيا وثقافة، وفي السودان تيارات ومدارس سياسية كثيرة ومتعددة، وينبغي أن يترك ذلك آثاره على الشارع السياسي، ولكن الفترة الأخيرة حملت مخاطر كثيرة ومع الأزمة الاقتصادية العالمية والانقسامات الداخلية تزداد الأحوال تعقيدا.. موارد السودان تكفيه وتوفر له حياة كريمة، ولكن غياب الأمن والاستقرار هما أزمة السودان الحقيقية.