اتهام وزير الداخلية بأخونة الوزارة.. والتحقيقات في تسمم طلاب الأزهر تتجه للبحث عن مؤامرة ضد الشيخ الطيب

حجم الخط
1

القاهرة ـ ‘القدس العربي’واصلت الصحف الصادرة أمس الخميس 2 ايار/ مايو الإشارة إلى مظاهرات العمال في عدد من المحافظات ضد الإخوان والرئيس مرسي، في ذكرى عيد العمال والسخرية من إشادته بخالد الذكر يوم الثلاثاء في كلمته داخل مصنع الحديد والصلب، وبأنه سيكمل مسيرته في بناء الصناعة الوطنية. وقد أخبرني زميلنا وصديقنا الرسام والفنان الكبير حلمي التوني انه شاهد معجزة رسمها امس في جريدة ‘التحرير’، إذ قام خالد الذكر من قبره للحظات ليطلب منه نقل رده على قول مرسي، سأكمل ما بدأه عبدالناصر، بأن قال، مش هرد عليه عشان مغلطش.
ولا أعرف لماذا لم يخصني أنا بالتحديد بالظهور باعتباري صاحب توكيل خالد الذكر، المهم، انني لم أندهش مما قاله مرسي، لأن وراءه أسبابه التي تتخطى كل ما ذهب إليه المعلقون والساخرون، وبأنه أراد أن يتجنب غضب العمال ويتقرب إلى الطبقات الشعبية والفقيرة، بالإشادة بالزعيم الوحيد الذي يتربع في قلوبهم، لا هو ولا مرشده ولا حسن البنا نفسه لكني أرى هناك احتمالات أخرى، الأول ان رغبته في ارتداء قميص عبدالناصر ـ آسف جداً، قصدي خالد الذكر وتأكيدي على انه لا خصخصة أو تشريد للعمال، وقراره برفع العلاوة الاجتماعية من عشرة إلى خمسة عشر في المئة، يريد من ورائها كسب تأييد شعبي يمرر من ورائه عملية رفع الدعم وموجات الغلاء الفاحش القادمة بشكل أكبر مما هو حادث الآن، وأن القرارات بهدف استكمال سياسة عبدالناصر في الاستقلال الاقتصادي، وهو يريد ثانياً التمهيد للمحور الذي يريد الإخوان إقامته مع روسيا وإيران، تحسباً لانقلاب الأمريكان، والاتحاد الأوروبي عليهم وعدم ممانعتهم في تحرك الجيش ضدهم إذا ساءت الأوضاع أكثر، واتهام أمريكا والأوروبيين ومن يتحرك في الداخل ضدهم بأنهم ضد استكمال مسيرة عبدالناصر، وتذكير الشعب بالحرب، أي انه يناور، والدليل أن الخطاب مكتوب ولا يمكن أن يكون من وراء ظهر المرشد وخيرت الشاطر، أو مفاجئاً لهم، ويمثل خروجاً من مرسي عليهم، كما يحاول بعض المؤلفة قلوبهم من أصحاب خُمس الغنائم الترويج له، أي أن الهدف هو تخويف أمريكا، ورسالة للجيش والقوى الشعبية بأنه ممثلهم، مثلما كان خالد الذكر، ولو كان مرسي جاداً لاعتذر عن حكاية الستينيات وما أدراك ما الستينيات، ولاعترف بأن والده حصل من ثورة يوليو على خمسة افدنة في الإصلاح الزراعي وأنه تعلم مجانا، ولدعا إلى مصالحة بين الإخوان والثورة والناصريين، لكنه لم يفعل.
على أي حال ضرب مصداقية الجماعة في مقتل والكشف عن انها في سبيل مصالحها يمكن أن تفعل ما لا يتخيله أشد الانتهازيين السياسيين، أشارت الصحف إلى إعلان جماعات سلفية متطرفة محاصرة مقار أمن الدولة اليوم بسبب ما ادعته من عودتها إلى أساليب نظام مبارك أحسن كما ألقت الشرطة القبض على الداعية عبدالله بدر لتنفيذ الحكم النهائي بسجنه سنة وغرامة مقدارها عشرون ألف جنيه في قضية سب الجميلة الفنانة إلهام شاهين أحسن ايضا وحبس الناشط السياسي أحمد دومة أربعة أيام للتحقيق معه في بلاغ مقدم من مواطن في طنطا بأنه سب رئيس الجمهورية، وفي التحقيق أعاد أبو دومة التأكيد على انه لا يعترف بشرعية مرسي، ولا النائب العام، والغريب ان زوجته لا تعلم أين هو، وبالنسبة للتحقيقات في قضية تسمم طلاب المدينة الجامعية لجامعة الأزهر، وهي القضية الأولى فان التحقيقات بدأت تتجه الآن للكشف عن مؤامرة وهي دخول طلاب وطالبات إلى المطابخ وطلبهم، مخالفة للقانون، برفع أغطية الأواني عن الحلل ووضع مواد فيها وتقليبها، ومن سارع بالنشر عن ذلك التطور جريدة ‘الأهرام’ في يومين متواليين، أي في صحيفة رسمية، يرأس تحريرها إخواني أو ميال لهم.
وبالتالي فهناك مؤامرة من الإخوان على شيخ الأزهر، وهي نفس الشكوك في التسمم الثاني، وعلى كل لننتظر ونرى ما ستنتهي إليه التحقيقات. كما أبرزت الصحف حديث الفريق أحمد شفيق مع زميلنا وصديقنا مصطفى بكري، على قناة النهار وتركيزها على مهاجمته لجبهة الانقاذ والتيار الشعبي من خلال المخرج السينمائي خالد يونس وعلى الإخوان والمشير طنطاوي.
وقد فوجئت بأنه كان عصبياً إلى حد ما، ولم يكن هناك أي مبرر سياسي لأن يهاجم جبهة الإنقاذ، حتى لو كان قد تعرض الى الهجوم من أحد أطرافها، كما قال، لكن كلامه أوضح أن عنده الكثير والكثير من أسرار الجماعة والمجلس العسكري.
وإلى بعض مما عندنا:

الكشف عن أسماء الخونة
في عملية الكربون الأسود بأمريكا

اسمع من مدة دقات على خشبة مسرح الأحداث في مصر، بقرب رفع الستار عن هذه الأحداث، بعد أن تكتمل فصولها، ويبدو أنها على وشك الانتهاء، والكشف عن أشياء مروعة وصادمة للإخوان المسلمين، فمن يتابع بدقة ما يحدث وما ينشر وردود الأفعال من كل طرف، سوف تتكشف أمامه ملامح الصورة، وهي باختصار أن قادة الجماعة سيكونون في الأقفاص التي يشاهدون مبارك وقادة نظامه فيها، بل وباتهامات أشد خطراً، وهي الخيانة والتواطؤ مع جهات أجنبية، وهو ما سيؤدي إلى تدمير حقيقي للجماعة أمام رجل الشارع العادي الذي وثق فيها، وكثرة المطالبات التي تطول الرئيس مرسي نفسه، ففي ‘وفد’ السبت قال القيادي الوفدي محمد عبدالغفار عن عملية الكربون الأسود.
‘أبطال هذه العملية مازالوا أحياء الدكتور مهندس عبدالقادر حلمي ابن العسكرية المصرية وعالم الصواريخ، والفريق حسام خير الله المسؤول عن العملية الاستخباراتية وأيضاً الخائن الذي وشى بسر العملية وضحى ببلاده التي أنفقت عليه وأرسلته في بعثة إلى أمريكا، إننا كمصريين نطالب الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والوزير محمد رأفت شحاتة مدير المخابرات العامة واللواء محمود حجازي مدير المخابرات الحربية واللواء المدعي العام العسكري بفتح التحقيق في عملية الكربون الأسود، لأنها تتعلق بأمن وسلامة القوات المسلحة ومحاكمة من تسبب في القضاء على واحد من أهم مشروعات تعزيز القدرات العسكرية المصرية. الحكاية تتعلق بالبطل المصري المجهول الدكتور مهندس عبدالقادر حلمي الذي تخرج في الكلية الفنية العسكرية عام 1970، وكان الأول على دفعته بامتياز مع مرتبة الشرف قسم الهندسة الكيميائية، وتخصص في أنظمة الدفع الصاروخي وحصل في هذا التخصص على درجتي الماجستير والدكتوراه في تطوير هذه الأنظمة، هذا العالم المصري الذي عالج الخلل في منظومة الدفع الصاروخي لمكوك الفضاء ‘ديسكفري’ وشارك في تصنيع وتطوير قنابل الدفع الغازي، وهي بمثابة قنابل نووية تكنيكية ومن دون تأثير إشعاعي، عندما فكر المشير محمد عبدالحليم أبو غزالة وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في تطوير قدرات قواته، من خلال مشروع طموح لإنتاج الصواريخ الباليستية، اختار العقيد حسام خير الله الملحق العسكري بالنمسا للإشراف على الشبكة الاستخباراتية للحصول على المعلومات، وأيضاً اختار العالم المصري ابن المؤسسة العسكرية الدكتور عبدالقادر حلمي، الذي كان يعمل بشركة ببلدين الدفاعية بولاية كاليفورنيا، ونجح الدكتور عبدالقادر في الحصول على نسخة كاملة ونهائية من برنامج منظومة وتوجيه الصواريخ الباليستية، وكانت المشكلة كيف يمكن الحصول على مادة الكربون الأسود التي تقوم بتعمية أنظمة الرادار لتحول أي صاروخ الى شبح في الفضاء لا يمكن رصده، وتقلل احتكاك الصاروخ بالغلاف الجوي بنسبة عشرين في المئة وبالتالي ترفع من الأداء القتالي، وكانت العملية تحت إشراف المشير أبو غزالة شخصياً، الخطأ الوحيد في هذه العملية الذي وقع فيه الدكتور عبدالقادر حلمي أنه وثق بشاب مصري متدين ينتمي إلى الجماعة وكان يدرس الدكتوراه في الهندسة بأمريكا، وقدم له كل المساعدات، وكان يطلعه على نجاحاته وخططه، ماذا حدث إذن تجرد هذا الشاب من وطنيته من أجل الحصول على مزايا شخصية على حساب وطنه، وأبلغ المخابرات الأمريكية بخطط الدكتور عبدالقادر حلمي، في الوقت الذي نجح فيه في الحصول على مادة الكربون الأسود، في هذا الوقت كانت تقف طائرة عسكرية مصرية خاصة في المطار الأمريكي وتم شحن أربعمئة وستون رطلاً من الكربون الاسود، وجاءت المخابرات الأمريكية لتقبض على الطائرة والعسكريين المصريين، ولكن لطف الله كبير كانت الطائرة قد أقلعت ونجح العقيد’.

عملية ‘الكربون الاسود’ عملية خيانة عظمى

وبعدها بيومين، الاثنين تناول الموضوع في ‘اليوم السابع’ زميلنا محمد صلاح العزب بقوله:
‘عملية ‘الكربون الأسود’ عملية خيانة عظمى المتهم فيها شخص يحتل منصباً سيادياً رفيعاً حالياً، وشى للمخابرات الأمريكية والمباحث الفيدرالية بالعملية التي كانت سترفع مصر عسكرياً في مقدمة دول العالم، لكن الخيانة تسببت في الإطاحة بالمشير محمد عبدالحليم أبو غزالة من منصبه، واعتقال بطل مصري وعالم كبير في صناعة الصواريخ في السجون الأمريكية هو الدكتور مهندس ضابط عبدالقادر حلمي وخسرت مصر تطوير قدرتها في صناعة الصواريخ، الفريق حسام خير الله المسؤول عن العملية الاستخباراتية والمرشح الرئاسي السابق موجود وصرح في أكثر من مناسبة باسم المسؤول الكبير المتهم بالخيانة العظمى، الذي ترعرع في حضن المخابرات الأمريكية من دون أن يتعلم حتى الانكليزية، وتم دعمه هو جماعته مؤخراً بأموال باهظة من أجل الانتخابات، أوباما نفسه محل مساءلة بسببها.
الوقت مناسب تماماً لإجراء التحقيق مع هذا المسؤول الرفيع، لأننا بهذه الطريقة تم تسليمنا إلى أمريكا ‘تسليم مفتاح’، فما وثق الدكتور عبدالقادر حلمي في زميله في السكن بسبب تدينه وخانه الصديق فحكم على العالم المصري بالسجن المؤبد’.

من الذي سيستقيل السيسي ام مرسي؟

ويوم الثلاثاء نشرت ‘الوطن’ حديثا مع اللواء السابق بالجيش مختار قنديل أجراه معه زميلنا مؤمن الكامل قال فيه عن الصراع بين الرئيس والفريق أول عبدالفتاح السيسي:
‘لابد أن يحدث توافق بين المؤسستين بأي شكل وأعتقــد أن العلاقات ستصبح أكثر ايجــــابية إذا توافــــر الذكاء السياسي، أما إذا تطور الخلاف بين الرئيس مرسي والفريق أول عبــــــدالفتاح السيسي فيستوجب ذلك استقالة أحدهـــما، وفي حالة استقالة السيسي فإنه سيعــــلن بالتأكيد كل التفاصيل وأسباب استقالته على الرأي العــــام، خاصــــة إذا كان هناك اعتراض من الرئاسة على أي قــــرار يتعــــلق بحماية الأمن القـــومي، التوتر ناتج عن رغبـــة البعض في إذكاء الفـــتنة والصــــراع، وفيه نــــاس عايزة تولع البلد مثل تصريحات مهــــدي عاكف وعصام العريان وغيرهما، وهـــذه التصريحات تسيء للإخوان والنظام، ولو كان مبارك موجوداً لرفض تلك التصريحات ولم يسمح بالإساءة للنظام، وأرى أن تصريحات قيادات الإخوان، وعلى رأسهم محمد بديع ومهدي عاطف ومحمد البلتاجي وعصام العريان تسيء للرئيس، ويجب ألا يخجل مرسي من محاسبة أصحاب هذه التصريحات لما لها من خطورة على البلاد وعليه هو شخصياً.

اسباب عدم التناغم بين مرسي والسيسي

تصريحات المهندس أبو العلا ماضي حول تعامل جهاز المخابرات مع تنظيم من البلطجية قوامه ثلاثمئة كان عليه ألا ينشرها، من الطبيعي إقالة المشير طنطاوي وهو يقترب من سن المعاش، لكن مرسي أراد أن يظهر في شكل البطل بعد انتخابه أول رئيس مدني فأقاله وعينه مستشاراً له، حفظاً لماء الوجه وتجنباً للصراع مع الجيش مثلما فعل مبارك مع المشير أبو غزالة وعينه مساعداً له حين أقاله من منصبه، وهذا النمط تحدث عنه الكاتب الإسباني سيربانتيس في احدى رواياته عن البطولة الزائفة لكن، البطولة الحقيقية هي قدرته على إقالة السيسي، هو يرغب في ذلك لتعيين أحد ممن يدين بالولاء للإخوان، مرسي رجل مدني لكنه ضعيف سياسياً وغير مثقف ولا يفهم معنى الأمن القومي والاستراتيجي ولا يعرف أنواع الطائرات مثلا وأنواع الدبابات ومزاياها ولذلك لم يحدث تناغم حتى الآن بين الرئيس ووزير الدفاع مثل قضية فلسطين وإسرائيل، فمرسي لا يعرف عن إسرائيل سوى أنهم خنازير وقردة، لكن السيسي رجل عسكري محنك يعرف قدرتنا العسكرية والحربية’.

اتهام وزير الداخلية بأنه اخواني

هذا عن الجيش، واللافت هنا، ان الإخوان يلتزمون الصمت المطبق عن أي رد على هذه الاتهامات، وغيرها، أما بالنسبة للشرطة فيثير موقف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الكثير من التساؤلات، فهو متهم بأنه يعمل لصالح الإخوان، وحول الوزارة إلى ذراع سياسية لهم، والمعارضة مجمعة على اتهامه، بالإضافة إلى قطاع كبير من ضباط وأمناء وأفراد الشرطة الذين اتهموه علناً بأنه إخواني، وسوف يتصدون لسياساته في أخونة الوزارة، عندما اقترح عدد من قادة الإخوان سلخ إدارات من الداخلية وإسناد إداراتها الى شركات مدنية، مثل الجوازات والمطافئ والمطار وشرطة الكهرباء، أعلن الوزير معارضته لها، وفجأة، قام الرائد فهمي بهجت المسؤول عن الإعلام في شرطة الكهرباء بالتقدم ببلاغ للنائب العام ضد رئيس الجمهورية وسعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة وأحمد فهمي رئيس مجلس الشورى ووزير التنمية المحلية الدكتور محمد علي بشر، بالتآمر على الأمن المصري بتفكيك وزارة الداخلية، كما اتهم خيرت الشاطر النائب الأول بالتدخل في عمل جهاز الأمن الوطن والتسبب في تصفية إدارة مكافحة النشاط الصهيوني والعربي، مما فتح البلاد أمام أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأجنبية باختراق البلاد.
مسؤول الاعلام
في شرطة الكهرباء حارس مرمى

ونقل الرائد فهمي بهجت هذه المعركة إلى وسائل الإعلام فاستدعاه مساعد الوزير وطلب منه سحب بلاغه أو تحويله للتحقيق فرفض وقدم شكوى للوزير، فاستدعاه الوزير ومعه مساعده، وعدد آخر من معاونيه وأكد لهم مساندته لفهمي وإلغاء قرار إحالته للتحقيق، وطلب منه الاستمرار في بلاغه للنيابة، وقد ظهر فهمي مساء الأحد على قناة الفراعين مع مقدمة البرامج الجميلة حياة الدرديري، وأشاد بالوزير، واوضح انه قال له، إنه يعمل في الوزارة حارس مرمى يصد الهجمات الموجهة إليها، وأنه سوف يحميه، ووجه فهمي اتهاماً مباشراً لخيرت الشاطر عن أسباب ضغطه لحل إدارة مكافحة الصهيونية، وهو الطلب الذي تقدم به عندما كان اللواء منصور عيسوي وزيرا للداخلية اثناء حكم المجلس العسكري.
والسؤال هنا هو: بماذا نفسر موقف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم مع الرائد فهمي؟ هل أراد أن ينجو بعيدا عن الإخوان مع احتمال تركه منصبه، لأن هذا حدث أثناء مشاورات التعديل الوزاري، خاصة أن المعارضة تتوعد بتقديمه للمحاكمة؟ أم تأكد أن النظام لن يستمر وسيتم الإمساك به مع غيره فأراد أن يثبت انه كان يقاوم محاولات الإخوان، خاصة ان مباحث تنفيذ الأحكام ألقت القبض على الإخواني صهيب المتهم بالاعتداء على الصحافيين أمام مقر مكتب الإرشاد، ضمن آخرين متهمين؟
ويبقى هناك لغز في قضية حل إدارة مكافحة النشاط الصهيوني في أمن الدولة بناء على طلب خيرت الشاطر أثناء وجود اللواء منصور عيسوي على رأس الوزارة ووجود المجلس العسكري في الحكم؟ ولا يمكن تصور أن يحدث ذلك من دون موافقته، هذا إذا كان قد حدث، وعلى كل، فقد صمت الإخوان وخيرت الشاطر عن الرد على ما قاله الرائد فهمي بهجت، بينما قام المقدم شرطة وليد هنيدي، الذي نجح في انتخابات مجلس إدارة نادي ضباط الشرطة للتجديف، قال بجريدة ‘الأسبوع’ يوم الاثنين كلاما وجه فيه اتهامات للوزير بأخونة الوزارة وتعهد بأنه وزملاءه لن يسمحوا للإخوان بالسيطرة على الوزارة، قال ذلك وهو يقدم عدداً من المطالب وأضاف:
‘ليعلم السيد الوزير وقيادات الوزارة أن الضباط لن يكونوا عبيداً لأي نظام مرة أخرى وأننا نحن الضباط أقسمنا على حماية الوطن وحماية الشعب، حيث أننا نرى أن الوزارة تتوجه مرة أخرى لأحضان النظام، ونحن لن نرضى بذلك وهذا لن يحدث، البداية تكون: تشكيل لجنة من الضباط المنتخبين للتأكد من عدم تدخل أي جهة في حركة الضباط وتحقيق العدالة والمساواة بين الضباط وعدم تقلد القيادات الضعيفة للمناصب الكبرى للوزارة لضمان السيطرة عليها، ونحن لم نر من طابور القيادات بوزارة الداخلية أسداً واحداً مثل المستشار أحمد الزند في دفاعه عن القضاء والقضاة.
دعم الوزارة بالإمكانات لأن هذا هو بداية تحقيق الأمن والأمان إن مخطط الإخوان لإنشاء وزارة الشرطة الإخوانية البديلة لن ينجح، ولذلك لابد من دعم الإعلام والقضاء والجيش والتطهير المزعومين وكذلك إنشاء شرطة قضائية وفصل قطاعات عن الوزارة وجعلها تابعة للرئاسة وذلك للقضاء عليها’.

تزوير التاريخ

وإلى عملية تزوير الوقائع التاريخية التي يمارسها البعض ومنهم الطبيبة لميس جابر، القيادية في حزب الحركة الوطنية المصرية الذي يترأسه الفقيه القانوني الدكتور إبراهيم درويش، وهو الحزب المؤيد للفريق أحمد شفيق، فقد أرادت يوم السبت في مقالها بجريدة ‘الوطن’، الرد بطريقة غير مباشرة على ما كتبته رداً على تزويرها لوقائع تاريخية ضد الإخوان فقالت:
‘وأقول إن ما حدث بعد 1952 جريمة في حق الوطن فقد تحول الوطنيون إلى خونة والمتواضعون إلى أبطال وبعد قراءة التاريخ بتوسع ومن مصادر غير خاضعة لتغيرات السياسة اتضح أننا نلوث أيام الأجداد والآباء وأيامنا ثم أيام أبنائنا وأحفادنا ونخرج بخلاصة أن حكام مصر منذ ‘محمد علي’ وحتى اليوم مجموعة من الفاسدين والسذج والخونة وأعوان الاستعمار واللصوص. بعد يوليو تم حذف كل تاريخ الفترة الليبرالية بداية من دستور 1923 وثورة 1919 وسعد زغلول، حتى حرب فلسطين والقضية المؤلفة التي تدعي ‘الأسلحة الفاسدة’ وخرجنا بنتيجة واحدة غير قابلة للنقاش بأن الأحزاب فاسدة وعميلة للملك، وهي والملك عملاء للإنكليز المحتلين، ولم يعرف جيلنا شخصاً اسمه النحاس باشا ولا النقراشي باشا ولا أحمد باشا ماهر ولا مكرم عبيد ولا صبري أبو علم ولا غيرهم من نجوم العمل الوطني السياسي النظيف ولم نعلم شيئاً عن وزارات تسقط وأخرى تقوم ولا عن تداول سلطة ولا عن دستور كان يحترم إلى حد التقديس’.
وللأسف، فانها مرة أخرى تزور الوقائع، فلم يحدث أبداً انه بعد ثورة 23 يوليو 1952 تم حذف كل ما قبلها، صحيح انه نشر أن ثورة 1919 لم تحقق أهدافها وتم الهجوم على الأحزاب، ولكن في المقابل كان هناك دفاع عنها، بل ان النظام عام 1969 أقام احتفالا كبيراً بالعيد الذهبي لثورة 1919، بمناسبة مرور خمسين عاما على قيامها، وكان هناك مدافعون أشداء عنها وعن حزب الوفد وعلى رأسهم استاذ التاريخ، وأستاذنا المرحوم الدكتور محمد أنيس، فقد كان يدافع عن الوفد ببسالة في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة ويشن الهجوم ضد مهاجميه، ودرسنا ذلك في السنة الثانية بقسم الصحافة بجامعة القاهرة، وكان يدافع عنه علنا داخل أمانة الدعوة والفكر في الاتحاد الاشتراكي العربي، وهو التنظيم السياسي الوحيد وقتها.
وكذلك كانت كتابات استاذ التاريخ المرحوم الدكتور احمد عبدالرحيم مصطفى وغيرهما وكانت تنشر في الصحف، وكانا يهاجمان المؤرخين من أنصار أحزاب الأقليات والحزب الوطني، خاصة المؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي المعادي لثورة 19 والوفد، وأعداء الوفد من القصر الملكي والصحافيين المناصرين له، وعلى محاولاتهم تشويه سمعة الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس باشا، على رأسهم محمود فهمي النقراشي وأحمد ماهر وعلي ماهر ومكرم عبيد، رغم وطنيتهم ونظافة أياديهم، ولكنهم لعبوا لحساب الملك بعد انشقاقهم عن الوفد، خاصة أحمد ماهر والنقراشي، وإبراهيم عبدالهادي ومكرم عبيد، الذي ظل يكتب في الصحف بعد قيام الثورة، كما تم طبع كتاب الدكتور عبدالعظيم رمضان على نفقة الدولة عام 1968 وهو عن رسالة الدكتوراه دفاعا عن الوفد، أما قضية الأسلحة الفاسدة في حرب فلسطين فالذي أثارها قبل ثورة يوليو كان الصحافي والأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، وتم إجراء تحقيق فيها بعد الثورة وانتهى الى عدم صحتها، أما صبري أبو علم سكرتير عام حزب الوفد، فهناك شارع باسمه وسط القاهرة، أما عن ادعائها بأن الدستور كان محترماً، فيبدو أنها لم تقرأ في التاريخ أن إسماعيل صدقي باشا والملك فؤاد والد فاروق ألغيا دستور 1923، عام 1930 واستبدلاه بدستور 30، وبعد سقوط وزارة صدقي وسقوط قتلى وجرحى في المظاهرات، خلفه محمد محمود باشا رئيس حزب الأحرار الدستوريين وسمي باسمه الشارع الذي وقعت فيه المواجهات الدموية بعد ثورة يناير، وسميت وزارته باسم القبضة الحديدية، إلى أن سقطت وزارته، وبعدها تم إلغاء دستور 1930 وأعيد العمل بدستور 1923، فهل هناك جرأة في التزوير العلني أكثر من ذلك؟ كل ذلك حتى تقنع من لا يعرف أن الملك وأسرة محمد علي التي نذرت نفسها لنفي أي اتهامات عنهم بعد مسلسلها عن الملك فاروق.

قيادة الجماعة لا تفهم جوهر المشروع الإسلامي الذي أرساه الإمام حسن البنا

ومن المزورين الأشداء أيضاً الإخوان المسلمون، وقد كشف عن جانب من سلوك مرشدهم الخاص مصطفى مشهور الشاعر والكاتب عبدالرحمن يوسف ابن الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يتمتع باستقامة وشفافية في اتجاهاته، إذ قال في نفس اليوم السبت في ‘الشروق’ عن المرحوم الدكتور فريد عبدالخالق، الذي توفي من أسبوعين، وكان زميلا لحسن البنا في تأسيس الجماعة، والرجل الذي تمتع بخلق طيب.
‘سمعت عنه كثيراً قبل أن ألتقيه وكان لقائي الأول به في منزله القديم بشارع الشيخ محمد الغزالي بالدقي في عام 1988 إذا لم تخن الذاكرة وحقيقة الأمر أنني كنت أقوم بتوصيل أبي حفظه الله ليلتقي به وحضرت اللقاء بالصدفة، ولم أصدق ما سمعته في هذا اللقاء، كان الأستاذ فريد والشيخ القرضاوي يتحدثان عن سوء إدارة ‘مجموعة النظام الخاص’ لجماعة الإخوان المسلمين، في تلك اللحظة اكتشفت لأول مرة في حياتي أن والدي قد ترك تنظيم الإخوان المسلمين، وأنه على خلاف كبير مع أسلوب قيادة الجماعة واكتشفت ايضاً أن الأستاذ فريد عبدالخالق وكثيرا من القيادات التاريخية قد تركوا التنظيم أيضاً واكتشفت أن كثيراً من المشاكل كانت بسبب السيد المرحوم مصطفى مشهور، كان الأستاذ فريد عبدالخالق يتحدث بألم شديد عن مقابلة طلبها هو ومجموعة من رموز جماعة الإخوان المسلمين ليجلسوا مع السيد مصطفى مشهور، فما كان منه إلا أن تركهم عدة ساعات في انتظاره خارج مكتبه ثم قرر أن يدخلوا عليه فرداً فرداً لا جماعة على أن يتحدث كل منهم فيما يريده في عدة دقائق ثم ينصرف! كان الأستاذ فريد يتحدث بإخلاص شديد وبلوعة مرة وكنت ألاحظ كم هو مهموم بمستقبل الدعوة الإسلامية وكيف أن قيادة الجماعة في تلك اللحظة لا تفهم جوهر المشروع الإسلامي، الذي أرساه الإمام حسن البنا، حسب تعبيره كان المتحدثان يتحدثان بأدب حتى يبدو أنهما نسيا الشاب الذي يجلس صامتا في الشرفة الهادئة، في نهاية الحوار انتبه الأستاذ فريد الى وجهي الممتقع بسبب ما سمعته من حكايات يشيب لهولها الولدان عن قيادات ورموز يظنها البعض من نسل الصحابة وهم أقرب إلى خلق أبي جهل، فما كان منه إلا أن قال لي: لا تقلق، الله سبحانه وتعالى قال ‘وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ‘ابتسمت’.
ومصطفى مشهور هو المرشد الخامس الذي خلف حامد أبو النصر، المرشح الرابع، وهو الذي طالب بفرض الجزية على الأقباط مقابل عدم تجنيدهم في الجيش، فهل بعد ذلك سيواصل الإخوان تزوير التاريخ ليصوروا أنفسهم وقادتهم في صورة الملائكة الأبرار؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نعيم:

    تحياتيلأستاذ حسنين كروم …مقالك طويل ولكنني قرأته بتمعن كعادتي رغم النظر العليل ومما ورد عن ابن القرضاوي ألا يشير لشيئ اظنه والله اعلم مايلي–
    -إن الكثيريين بدأ يشعر أن الجاعه بدأ ينكشف امرها وسقوطها بات قريبا فبدأ يتبرأ منها ويوجد لنفسه مخرجا للهرب من السفينه المشرفه على الغرق….
    -أن هذا التنظيم لا علاقه له بالإسلام الحنيف والدعوه الدينيه انما هو اداه بأيدي قوى ظلاميه كالماسونيه الصهيونيه مثلا يتم استخدامه لأهدافها,,,الله اعلم بلا شك ,
    -عملية الكربون الأسود في لقاء متلفز مع رجل المخبرات المصريه الفريق المتقاعد (قناة القاهزه والناس ) تم سؤاله عن هذه العمليه فلم ينكرها بل أكد وجودها وتهرب من الخوض بتفاصيلها بدعوى السريه ، وعندما سئل عن الخائن الذي وشى عن هذه العمليه،وكان المذيع قد ذكر اسمه بوضوح… فأبتسم الفريق ابتسامه مخابراتيه غامضه ولكنها تفضح دون ان تفصح …؟
    – ألا يشير كل هذا الى أن جماعة الإخوان ان لم تكن الا جماعه وطنيه دعويه وليست اداه لقوى خفيه .. ألا تدل عملية الكربون الأسود ان هذه الجماعه مخترقه حتى النخاع وتسيرها هذه القوى الخفيه لأهدافها بشكل مباشر او غير مباشر….؟

إشترك في قائمتنا البريدية