اثنار يهدد بالعودة الى رئاسة اسبانيا لإنقاذها من الحركات الانفصالية التي تهدد وحدتها
22 - مايو - 2013
حجم الخط
0
مدريد ـ ‘القدس العربي’ من حسين مجدوبي: ينوي رئيس الحكومة السابق خوسي ماريا أثنار العودة الى رئاسة الحكومة الإسبانية لإنقاذ البلاد من الأزمة السياسية والمؤسساتية الخطيرة التي تعيشها وتهدد وحدتها الترابية، وكذلك إنقاذها من الأزمة الاقتصادية التي جعلت الإسبان يهاجرون كما كان عليه الشأن منذ نصف قرن بحثا عن العمل. وفاجأ أثنار الرأي العام الإسباني عندما أطل من قناة ‘أنتينا تريس’ ليلة أول أمس الثلاثاء في في حوار سياسي مثير للغاية مقدما رؤيته للأوضاع الحالية التي تمر منها البلاد وأجندة العمل مستقبلا مع التلميح باحتمال عودته ‘لإنقاذ البلاد’ من الأزمة الخطيرة التي تعيشها البلاد. ويتولى أثنار الرئاسة الشرفية للحزب الشعبي بينما رئيس الحكومة الحالي راخوي هو الأمين العام لهذا الحزب. وكان أثنار هو الذي اخترا راخوي للترشح لمنصب رئاسة الحكومة والآن يفتح عليه النار بقوة. وفي الحوار التلفزيوني، شدد أثنار على عدم امتلاك الحكومة الحالية، وهي يمينية مشروعا استراتيجيا يحمل أهدافا تاريخية يعمل على تطوير اسبانيا. وقدم في المقابل خطوط عريضة لرؤيته للأوضاع وتتجلى في ضرورة إصلاح ضريبي جذري يراهن على التخفيض من الضرائب لتفادي الأزمة التي يعيشها الاقتصاد الإسباني للتخفيف على الطبقة الوسطى التي تأثرت كثيرا بالأزمة، ومعها تفقد البلاد الكثير من ركائزها. واعتبر أثنار أن الحزب حصل على الأغلبية المطلقة في البرلمان وهذا يمنحه الشرعية لتطبيق البرنامج الذي تعهد به أمام ملايين الناخبين الذين صوتوا عليه. وحذّر رئيس الحكومة السابق من أزمة المؤسسات التي تمر بها البلاد لاسيما بعدما تخطت ‘الأحزاب الانفصالية الخطوط الحمراء المتعلقة بالسيادة الوطنية’. ودعا الى تطبيق القانون ضد الانفصال مهما كان الثمن. ويذكر أن كتالونيا تنوي إجراء استفتاء تقرير المصير لتأسيس دولة خاصة بها. ويبقى التصريح الهام في الحوار التلفزيوني عندما أجاب على سؤال يتعلق باحتمال عودته الى السياسة، قال ‘سأتحمل مسؤوليتي تجاه اسبانيا وحزبي وضميري’. وبهذا يكون أثنار قد أشار بشكل جلي الى عودته المحتملة الى السياسة لاسيما وأنه انتقد عمل رئيس الحكومة ماريانو راخوي الذي ينتمي الى نفس الحزب ‘الحزب الشعبي’. ويشكل الحوار التلفزيوني الحدث السياسي بامتياز في اسبانيا. ويؤكد المحلل بابلو سيباستيان في عموده في الجريدة الرقمية ‘ربوبليكا’ أن أثنار يعتبر راخوي دون المستوى لعدم توظيف الأغلبية المطلقة لإنقاذ اسبانيا من الأزمة الاقتصادية وخطر الانفصال. وترى جريدة الموندو في افتتاحيتها امس أن أثنار فتح نقاشا عميقا وسط الحزب الشعبي حيث يجب هلى راخوي الأخذ بعين الاعتبار هذه التصريحات أو إجراء مؤتمر استثنائي للحزب. في غضون ذلك، تبقى العودة المحتملة لأثنار الى السياسة ورئاسة الحكومة مستقبلا هي من تجليات الأزمة الاقتصادية والمؤسساتية التي تمر منها البلاد. وفي الوقت ذاته، تشكل عودة اليمين المحافظ والتقليدي المرتبط بالكنيسة الى تسيير شؤون البلاد. وهناك حظوظ بشأن عودة أثنار الى الحكم. فالحزب الاشتراكي المعارض لا يمتلك مشروعا سياسيا ويعيش حالة من التمزق في الوقت الراهن، بينما اكثير من تيارات الدولة والحزب الشعبي الحاكم غير راضية عن عمل الحكومة وخاصة تساهلها مع مطالب الحركات التي تنوي الانفصال عن اسبانيا.