اختبار صاروخي اسرائيلي ‘سري’ اثار القلق بشأن سورية
3 - سبتمبر - 2013
حجم الخط
0
واشنطن ـ بيروت ـ لندن ‘القدس العربي’: اجرت اسرائيل اختبارا لنظام صاروخي بدعم امريكي في البحر المتوسط امس الثلاثاء في عملية لم يعلن عنها مسبقا، وادى كشف روسيا عنها الى توتر في عواصم العالم، في حين تبحث واشنطن شن هجوم على سورية. وفي واشنطن اعلن مسؤولون جمهوريون كبار في الكونغرس الامريكي الثلاثاء دعمهم السياسي الحاسم للرئيس باراك اوباما عبر تأييدهم توجيه ضربة عسكرية الى سورية، ما يسهل امام الرئيس الحصول على ضوء اخضر برلماني في هذا الصدد، فيما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس الثلاثاء ان بلاده لن تتدخل وحدها في سورية اذا رفض الكونغرس الامريكي التحرك العسكري. وقال هولاند بعد اجتماع مع الرئيس الالماني يواكيم جوك ‘اذا لم يكن قرار الكونغرس ايجابيا فلن تتحرك فرنسا بمفردها لكنها ستضطلع بمسؤولياتها’. ومن المقرر ان يصوت الكونغرس الامريكي على عمل عسكري ويتصاعد الضغط بدوره على هولاند لاجراء تصويت بناء على طلب النواب الفرنسيين. ومن المقرر ان تجتمع الجمعية الوطنية الفرنسية اليوم الاربعاء لمناقشة الازمة الحالية في سورية بعد هجوم بغاز كيمياوي في 21 آب (اغسطس) تقول فرنسا والولايات المتحدة ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد مسؤولة عنه. وفي موسكو كانت وسائل اعلام روسية اول من كشف عن الاطلاق الصاروخي في الصباح اذ نقلت عن مسؤولي دفاع روسيين قولهم ان ‘جسمين’ يعملان بدفع ذاتي اطلقا باتجاه الشرق من وسط البحر اي في اتجاه سورية تقريبا. واثارت الانباء قلق اسواق المال الى ان قالت وزارة الدفاع الاسرائيلية انها اجرت مع فريق من وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) تجربة اطلاق لصاروخ سبارو. ويستخدم الصاروخ سبارو لمحاكاة أنواع الصواريخ الطويلة المدى التي تملكها سورية وايران في التدريبات على اصابة الاهداف الخاصة بالدرع الصاروخية الاسرائيلية ارو التي تدعمها الولايات المتحدة. ووفقا لبيان وزارة الدفاع الإسرائيلية، تم إطلاق الصاروخ من قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل باتجاه البحر المتوسط.’ وسمحت وزارة الدفاع بالنشر عن التجربة الصاروخية، ظهر امس فقط، بعدما كشفت روسيا في الصباح عن إطلاق ‘أجسام بالستية’ في شرق البحر المتوسط، فيما كان الناطق العسكري اعلن صباحا أن ‘الأنباء التي تتردد في وسائل الإعلام الأجنبية ليست معروفة لنا’. وظهر امس قال بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية إن التجربة على صاروخ ‘أنكور’ تمت بمشاركة الوكالة الأمريكية للدفاع من الصواريخ. وفي واشنطن وخلال اجتماعه في البيت الابيض مع كبار المسؤولين البرلمانيين الامريكيين وبينهم خصومه الجمهوريون الذين يهيمنون على مجلس النواب، اعرب اوباما عن ثقته بفرص تمرير قراره باللجوء الى القوة العسكرية في سورية ردا على استخدام سلاح كيميائي. واثر الاجتماع، اعلن رئيس مجلس النواب الامريكي الجمهوري جون بونر دعمه لقرار اوباما، ومثله نائبه اريك كانتور. وقال بونر، الخصم السياسي الكبير للرئيس، ‘سأدعم نداء الرئيس لصالح القيام بتحرك’ ردا على استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق. بدورها، ايدت زعيمة الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي توجيه ضربة عسكرية. الى ذلك حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء من اخطار القيام بـ’عمل تأديبي’ عسكري في سورية ردا على استخدام اسلحة كيميائية. وقال بان للصحافيين ‘علينا ان ناخذ في الاعتبار تأثير (اي) عمل تأديبي على الجهود لمنع مزيد من اهراق الدماء ولتسهيل تسوية سياسية للنزاع’. واعتبر ايضا ان اي عمل عسكري ينبغي ان يمر بمجلس الامن الدولي، مشددا على وجوب ان ‘يتجاوز (المجلس) التعطيل’ الحالي جراء الخلاف بين الغربيين والروس. وقال بان ‘اطلب من اعضاء (المجلس) ان يجتمعوا ويحددوا ردا مناسبا في حال تبين ان الاتهامات (في شان الاسلحة الكيميائية) صحيحة. ان هذه المشكلة تتجاوز النزاع في سورية: الموضوع يتصل بمسؤوليتنا المشتركة حيال الانسانية’.