رأي القدس حرص الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي على توجيه تحية خاصة الى المجلس العسكري الاعلى الحاكم في مصر اثناء خطابه الاول الذي القاه بعد تأكد فوزه في انتخابات الرئاسة، الامر الذي يعكس لهجة تصالحية ورغبة في التعاون في الايام والاسابيع والاشهر المقبلة.احتمالات التعاون بين حركة الاخوان التي انتمى اليها السيد مرسي حتى استقالته يوم امس والمؤسسة العسكرية المصرية واردة، فقد تعاون الطرفان في السابق وتوصلا الى تفاهمات عديدة ولا شيء يمنع مواصلة مثل هذا التعاون في المستقبل.تسريبات عديدة اشارت الى ان المجلس العسكري التقى الدكتور مرسي ومجموعة من قيادة الاخوان يوم الخميس الماضي واتفق الطرفان على العديد من النقاط، من بينها اعلان فوز الدكتور مرسي مقابل غض الطرف عن الاعلان الدستوري التكميلي والقبول بشرعية قرار المحكمة الدستورية بحل البرلمان.من الصعب اخذ مثل هذه التسريبات كما لو انها حقيقة دامغة، ولكنها في جميع الاحوال تشير الى نوايا مسؤولة لدى الطرفين لتجنب الصدام، وهز الامن والاستقرار في البلاد.المجلس العسكري يجب ان يعلم جيدا ان الرئيس الجديد يملك شرعية انتخابية غير مسبوقة، فهو رئيس غير معين، وجاء بارادة شعبية، بينما هو، اي المجلس العسكري، لا يملك مثل هذه الشرعية لانه مجلس معين وهنا يكمن الفرق الكبير.الرئيس المصري الجديد يجب ان يتمتع بالصلاحيات التي تمتع بها جميع الرؤساء الثلاثة الذين سبقوه ليس لانه رئيس مدني لم يأت من المؤسسة العسكرية وعبر انقلاب مثلهم، وانما ايضا لانه حصل على تفويض كامل من الشعب.لا يجادل احد في ان اي رئيس يحتاج الى التشاور مع القادة العسكريين في بلاده قبل الاقدام على قرار استراتيجي خطير مثل قرار الحرب، ولكن ان يجرده الاعلان الدستوري التكميلي بنص مكتوب من حق اعلان الحرب، فهذه اهانة لا نعتقد ان الرئيس مرسي يقبلها، ولا يمكن ان نصدق بان المجلس العسكري يرضاها، والفجاجة التي انطوت عليها.التنسيق الكامل واجب بل وضروري جدا بين الرئيس الجديد والمؤسسة العسكرية لانه يجسد مصلحة وطنية مصرية ويجنب البلاد مخاطر الصدام شريطة ان يكون منطلقا من مبدأ الاحترام المتبادل وليس من مبدأ الاملاء الفوقي.الجيش المصري كان دائما جيشا وطنيا، خاض حروبا دموية دفاعا عن مصر والامة العربية باسرها، وقدم آلاف الشهداء على ارض مصر اثناء حرب الاستنزاف، وعلى ارض فلسطين في الحروب التي خاضها لمواجهة المشروع التوسعي الاسرائيلي، ولهذا لا يستطيع احد ان يشكك في ولائه لمصر وللامة العربية باسرها.ما يمكن الاختلاف حوله مع المؤسسة العسكرية الحاكمة هو خوفها غير المبرر من نتائج صناديق الاقتراع ومراعاة بعض الضغوط الخارجية، والامريكية على وجه الخصوص التي تريد ابقاء مصر في بيت الطاعة الامريكي وتسخيرها في خدمة الحروب الامريكية، وهي حروب ضد الامة العربية ومصالحها في معظم الاحيان.الاسابيع المقبلة هي اختبار حقيقي للمؤسسة العسكرية والرئيس المصري الجديد، فاما التفاهم وقيادة مصر الى بر الامان واما الصدام الذي يعني كارثة لمصر وثورتها واستقرارها.Twitter: @abdelbariatwan