اختلطت الامور علينا!

حجم الخط
0

عندما تتصفح وجوه الناس داخل المجتمع وتستنطق شفاههم تجد هناك أزمة ثقة بين المواطن والسياسي، لان الثقة تنشأ دائماً من خلال ما يحققه السياسي من آمال وطموحات واحتياجات المواطن، وفي هذا الإطار أشارت الأمم المتحدة في مؤتمرها حول ‘بناء الثقة في الحكومة’ في فيينا عام 2006، إلى أن الثقة السياسية تشير إلى وجود توافق في الآراء، في ما بين أفراد المجتمع حول القيم والأولويات والاختلافات المشتركة، وعلى القبول الضمني للمجتمع الذي يعيشون فيه، كما تشير أيضا إلى توقعات المواطنين لنمط الحكومة التي ينبغي أن تكون عليه، وكيف ينبغي للحكومة أن تعمل وتتفاعل مع المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية، ومع مجموع المواطنين وسلوك الموظفين المدنيين. وتتولد الثقة السياسية من خلال شبكة العلاقات التفاعلية مع الأفراد والمجتمع المحلي، ويترتب عليها ارتفاع مستوى المشاركة المدنية والسياسية، وبالتالي تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق التكامل الاجتماعي والاستقرار الديمقراطي.
كثيراً ما يعود الاختلاف بين العقول إلى الاختلاف حول معاني الألفاظ ودلالات المصطلحات المستعملة، ولا يوجد اثنان متشابهان في التفكير، فلكل واحد منا طريقة تفكير تختلف عن الاخر، وان اغلب المشاكل التي تحدث بين الناس هي بسبب هذا الاختلاف، فكل واحد يريد من الاخر ان يفكر مثلما يفكر وان يرى مثلما يرى الامور، فلكل انسان طريقة خاصة في نظرته للاحداث .
في منطقتنا عندما يزل الابن عن الطريق، كأن يتصرف تصرفا غير لائق مع الضيوف يلام الاب كونه المسؤول عن تربيته وعليه ان يعيد النظر في تربية ابنه، كذلك هو الحال في العشيرة عندما يتصرف احد ابنائها بسوء لا، سمح الله، يقوم شيخ العشيرة بحل الموضوع وتصحيح الخطأ. اما في بلدنا للاسف فلا يوجد اب او شيخ يقود هذا البلد للاسف ابناء هذا البلد يتامى بين ابناء الدول، للاسف اقولها وبكل صراحة رئيس الحكومة يقف ضد الشعب.
اننا اليوم امام تحولات خطيرة في العراق جعلت سياسيينا في حالة تخبط عام، فرئيس الحكومة الذي قبل اشهر يكيل التهم لسورية (تفجيرات الاربعاء الدامي) ويطالب بمحكمة دولية، اليوم يحشد الجيش العراقي ولا نعرف هل هي لمساعدة نظام بشار الاسد؟ هل نقف مع القاتل الذي قتل ابناءنا ليقتل ابناءه؟ ام لغزو سورية؟ بصراحة نحن ضد فكرة الدخول الى سورية لاننا لا نريد ان نعيد ما حدث مع الكويت من حصار واحتلال وبند سابع، لاننا لا نستطيع ان نتحمل اكثر، ام ان هناك اشياء اخرى نجهلها نطلب من رئيس الحكومة التوضيح لان الامور اختلطت علينا .
فراس محمد عطية ـ العراق ـ الانبار
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية