لندن- “القدس العربي”: أثار اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تولسي غابارد لمنصب مديرة للأمن الوطني أسئلة حول مواقفها من روسيا وزيارة قامت بها إلى سوريا عام 2017، حيث التقت فيها مع رئيس النظام بشار الأسد في مهمة قالت إنها لتقصي الحقائق أثارت أسئلة أكثر من الأجوبة.
وفي تقرير أعده بريان بيتسش لصحيفة “واشنطن بوست” قال إن غابارد كانت في حينه نائبة ديمقراطية عن المنطقة الثانية في هاواي وكتبت مدونة في وقتها أنها ذهبت إلى البلد من أجل أن “تسمع مباشرة من الشعب السوري” الذي تأثر بالحرب الأهلية هناك. وكشفت أنها التقت بالأسد، الذي دعمت إيران وروسيا نظامه ويتهم بقتل مئات الآلاف من المدنيين.
وقالت غابارد في مقابلة مع جيك تابر على شبكة “سي إن إن” بعد الرحلة إنها ذهبت إلى سوريا بسبب “معاناة الشعب السوري التي كانت تثقل كاهلها”. وأضافت أن الاجتماع مع الأسد لم يكن مخططا له، ولكن عندما “أتيحت الفرصة للقاء معه”، فعلت ذلك لأنه “يتعين علينا أن نكون قادرين على مقابلة أي شخص نحتاج إليه إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق السلام. وهذا بالضبط ما تحدثنا عنه”.
التقت غابارد مع الأسد مرتين خلال رحلتها إلى سوريا في 2017. أول مرة بعد وصولها إلى دمشق حيث اجتمعت معه لساعة ونصف، ثم التقته مرة ثانية بعد يومين واستغرق اللقاء نصف ساعة
ومع ذلك التقت غابارد مع الأسد مرتين وهي في سوريا، حسبما أوردت صحيفة “هونولو سيفل بيت”، استنادا إلى استبيانات السفر. وقد التقت مع الأسد أول مرة بعد وصولها إلى دمشق واجتمعت معه لساعة ونصف، ثم التقته مرة ثانية بعد يومين واستغرق اللقاء نصف ساعة.
وتقول “واشنطن بوست” إن سفر أعضاء الكونغرس للخارج واجتماعهم مع القادة الأجانب ليس أمرا غريبا، لكن من النادر اجتماعهم مع قادة يتهمون بارتكاب جرائم ضد شعبهم أو ينظر إليهم بأنهم ليسوا على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة. وتعتبر أمريكا أكبر مانح للمساعدات الإنسانية حسب وزارة الخارجية. وقارنت غابارد لقاءها مع الأسد بلقاء ترامب مع كيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالية. ولاحقت الرحلة ولقاء الأسد غابارد في عام 2019، وبعد قرارها الترشح لسباق انتخابات عام 2020 عن الحزب الديمقراطي، ثم عادت لتلاحقها بعد اختيار ترامب لها مديرة للأمن القومي.
وسألت كيسي هانتر من شبكة “أم أن أس بي سي” غابارد في 19 شباط/فبراير “ماذا تقولين للديمقراطيين الذين رأوك هناك، وماذا تقولين للعناصر العسكرية الذين نشروا أكثر من مرة في سوريا من أجل دفع الأسد؟ وردت غابارد أن الجنود الأمريكيين “نشروا هناك بدون فهم للمهمة أو الهدف”. وعندما سئلت إن كان الأسد عدوا، قالت إنه “ليس عدوا لأن سوريا لا تشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة”.
ونقلت الصحيفة عن تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط قوله يوم الأربعاء إن الرحلة: “كانت فضيحة في ذلك الوقت، ولا تزال كذلك اليوم”.
وقال ليستر إن رفض غابارد “الاعتراف بجرائم نظام الأسد بعد عودتها إلى واشنطن يكشف الكثير عن آرائها”.
وأضاف: “ليس من المبالغة القول إن حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين سيكونون حذرين جدا بشأن مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة بتولسي غابارد على رأس القيادة”.
وعلقت النائبة الديمقراطية عن فيرجينيا، أبيغيل سبانبرغر وهي ضابطة سابقة في المخابرات الأمريكية، على منصة إكس قائلة إنها “تشعر بالرعب” من قرار ترامب. وأضافت: “إنها ليست فقط غير مؤهلة أو مستعدة بل وتتداول في نظريات المؤامرة وتتقرب من الديكتاتوريين مثل بشار الأسد وفلاديمير بوتين” و “بصفتي عضوا في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، أشعر بقلق عظيم بشأن ما يمثله هذا الترشيح على أمننا القومي”.
As a Member of the House Intelligence Committee, I am deeply concerned about what this nomination portends for our national security.
My Republican colleagues with a backbone should speak out. (3/3)
— Rep. Abigail Spanberger (@RepSpanberger) November 13, 2024
As a former CIA case officer, I saw the men and women of the U.S. intelligence community put their lives on the line every day for this country — and I am appalled at the nomination of Tulsi Gabbard to lead DNI. (1/3)
— Rep. Abigail Spanberger (@RepSpanberger) November 13, 2024
وأصبحت غابارد، التي تركت الحزب الديمقراطي وأعلنت لاحقا أنها جمهورية، مستشارة مقربة لترامب خلال حملته الانتخابية لعام 2024. وبصرف النظر عن انتماءاتها السياسية السابقة، فقد اختلفت معه أيضا في عدد من القضايا، بما في ذلك سوريا. ووصفت غابارد ترامب أكثر من مرة بأنه كاذب ومنافق بسبب أفعاله في سوريا.
وفي نيسان/ أبريل 2017، شنت الولايات المتحدة هجوما بـ 59 صاروخ كروز على مطار سوري في أول هجوم مباشر لها على مواقع النظام منذ بدء الحرب هناك.
وقال البنتاغون في ذلك الوقت إن الهجوم على قاعدة الشعيرات الجوية كان “ردا على استخدام نظام بشار الأسد لغازات الأعصاب لمهاجمة شعبه”. وقال ترامب إن الهجوم السوري على “المدنيين الأبرياء” كان “مروعا” وتسبب في “موت بطيء ووحشي لكثيرين”. إلا أن غابارد وصفت الضربة الأمريكية بأنها “خطيرة ومتهورة وغير دستورية” وقالت إن ترامب تصرف “بتهور”.