اختيار «مزوز» تجسيد لسلطة القانون

حجم الخط
0

إن اختيار مناحيم (مني) مزوز للمحكمة العليا بشرى سارة لسلطة القانون ولابناء النور بيننا، وليست بشرى فقط بل هي نصر ايضا لأن أبناء الظلام الذين أفشلوا التعيين في 2011 حينما كان يعقوب نئمان يعمل في وزارة القضاء، فعلوا ذلك خاصة للاسباب التي كان يحسن أن يُختار لاجلها. ولذلك فان اعلان تسيبي لفني الصريح أنها ترشحه ودعم الرئيس المكلف آشر غرونس يستحقان الاحترام.
ليس في ذلك ما ينقص ألبتة من اختيار زميلته عنات بارون، بيد أنها جاءت فقط من القضاء المدني لا من العين العامة؛ فقد ساعدتها خبرتها المهنية وشخصيتها، أما هو فوقفت في طريقه الصراعات التي فرضت عليه حينما كان يعمل مستشار الحكومة القانوني في السنوات القاسية، سنوات مكافحة الفساد السياسي.
ووقعت اختلافات ايضا وذلك طبيعي بين ابناء النور في شأن قراراته كان أحدها في قضية الجزيرة اليونانية وكان آخر في تعبيره عن استعداده لصفقة قضائية مع موشيه قصاب، لكنها كانت «اختلافات لوجه الله»، وحافظ مزوز في الاساس في منصب المستشار القانوني الصعب على نزاهته واستقامته وعلى اكبر قدر من ضبط النفس بازاء هجمات آثمة وسار في طريقه متعقلا وبحكمة كبيرة ومعرفة واضحة للقرارات الحاسمة المطلوبة بمقتضى عمله.
حصل ملف اهود اولمرت الجنائي على تحوله الاول المناسب حينما وقع مزوز على طلب شهادة مبكرة لموشيه تالنسكي اعتنى بها رفيق دربه المدعي العام للدولة موشيه لادور؛ وحاكم طائفة كبيرة من اقطاب هذه البلاد وأثريائها ممن اعتقدوا أنه ستدوم لهم حصانتهم مهما تكن جناياتهم، وزاد ايضا في عمق مكافحة الجريمة المنظمة وحافظ على طهارة راحة النيابة العامة.
وكلما تنحى جانبا وزير القضاء السابق نئمان ولاذت به مجموعة من رجال القانون لمواجهة مزوز، علا نجمه. وقد يكون من البراهين على ذلك رفضه أن يعين يهودا فينشتاين مدعيا عاما للدولة وتحفظه ايضا من اختيار وريث له.
آمن خصومه آنذاك بأنهم نجحوا في هزيمته وبأنه سيدفع ثمنا شخصيا باهظا بتعويقه عن بلوغ المحكمة العليا، فهذا ما يتم فعله بشخص لا يرغب ابناء الظلام بمصلحته. وأمس جاءت لفني وغرونس ومعهما كل اعضاء لجنة اختيار القضاة فقلبوا الامور رأسا على عقب وبالاجماع.
إنه مثل كتاب مفتوح بعد أن لبث ست سنين مستشارا قانونيا للحكومة. وكان عنده اجلال كبير لاسلافه ورأى السنوات التي قضاها مئير شمغار في هذه الوظيفة التي أدت به بعد ذلك الى أن يصبح رئيس العليا، نموذجا يحتذى به. إن التعيين مناسب في حد ذاته وهو ايضا رفع ظلم ما هو ظلم تعويقه قبل ثلاث سنين عن أن يبلغ آنذاك الى المؤسسة التي اختير لها أمس.

إسرائيل اليوم 22/9/2014

دان مرغليت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية