صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب لمحمد شاهين بعنوان»إدوارد سعيد … دراسات ومقدمات مختارة»… في تذييله للكتاب يقول شاهين: قبل سبعة عشر عاماً ونيّف صدر عن هذه المؤسسة كتاب بعنوان: إدوارد سعيد: مقالات وحوارات، كان الهدف منه جمع مختارات تيسّر على القارئ الوصول إليها في كتاب بدلاً من أن تظل مبعثرة في مصادر لم يعد الوصول إليها بالسهولة ذاتها. وهي سنّة متّبعة عادة في جمع المختارات التي تظهر نصوصها لأول مرة في مصادر لا يسهل استحضارها بعد ذلك عند الحاجة؛ وعندما شرع تيموثي برنن قبل بضع سنوات، في كتابة سيرة إدوارد سعيد، أرسلت إليه الكتاب المذكور أعلاه من بين ما أرسلت من مواد أخرى، حسب طلبه، بغية الاستعانة بها في مشروعه.
ظهرت السيرة حديثاً عن داري النشر (فرّار) في أمريكا و(بلومزبري) في بريطانيا، وما زالت وسائل الإعلام العالمية تستقبلها بحماس منقطع النظير، وإنه لمن حسن الطالع أن يخص برنن المقالتين اللتين تصدرتا كتاب «مقالات وحوارات» بثناء خاص، إذ إن برنن يشير إلى أن مقالة «التمنع والتعجب والتعرف» ليست متوفرة بالإنكليزية في أرشيف إدوارد سعيد، وأنها، في الوقت ذاته، تعد أفضل ما كتب إدوارد سعيد في العلاقة بين الأدب والواقع المزري الذي أنتج حرب حزيران/يونيو 1967، الذي كان، بالنسبة له شخصياً، نقطة تحول في مسيرته الثقافية والسياسية. علاوة على ذلك، فقد بيّن برنن في السيرة المذكورة أن «تأملات في البداية» وهي المقالة الأخرى التي تتصدر «مقالات وحوارات» تشكل خلفية للواقع الذي شغل إدوارد سعيد في مقالة «التمنع ..» وأنها تشكل علاقة عضوية مع هذه المقالة. هذا التقدير الخاص الذي تتضمنه السيرة التي أنجزها برنن، دفعني بدايةً أن أعيد تجربة جمع المختارات التي يتضمنها هذا السفر، وأقدم المزيد منها علّها تقدم مستقبلاً إضاءة متواضعة مماثله إلى سجل المفكر الكوني إدوارد سعيد الذي ما زال تراثه يشكل منارة للباحثين والقرّاء على السواء ومعيناً لا ينضب من الفكر التنويري لمختلف الثقافات حاضرها وماضيها. يقع الكتاب في 392 صفحة من القطع الكبير.