اردوغان يؤكد: جربنا «إس 400» وبعض دول الناتو تستخدم منظومات دفاعية روسية

إسماعيل جمال
حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الجمعة، أن بلاده جربت بالفعل منظومة إس400 الدفاعية الروسية، وتساءل عن سبب عدم وجود انتقادات أمريكية لتفعيل اليونان منظومة إس300 الدفاعية الروسية، ويعتقد أن تأكيد اردوغان للخطوة التركية الأخيرة يأتي مقدمة للإعلان عن دخولها الخدمة فعلياً لدى الجيش التركي خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.
وفتح إعلان تركيا عن تجريب منظومة إس400 والأنباء عن تفعيل اليونان منظومة إس300 الباب واسعاً أمام ملف دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي تمتلك منظومات دفاعية روسية، والسبب في تركيز الانتقادات للخطوة التركية بينما تمتلك ثلاث دول أخرى في الحلف للنسخة السابقة من المنظومة الروسية التي امتلكتها تركيا حديثاً.
وقبل أيام، وبدون إعلان رسمي، بدأت تركيا بإجراء الاختبارات النهائية على تفعيل منظومة إس400 الدفاعية الروسية التي اشترتها العام الماضي وأجلت تفعيلها أكثر من مرة بسبب المعارضة الأمريكية والأوروبية، حيث بدأت بأول اختبار على إطلاق صاروخ من المنظومة لتدمير أهداف جوية في اختبارات تجري بولاية سينوب على البحر الأسود شمال تركيا.
وأظهرت مجموعة من مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق صواريخ من المنظومة الروسية باتجاه أهداف جوية في منطقة التجريب شمالي تركيا حيث جرى إغلاق المجال الجوي في المنطقة وسط إجراءات عسكرية مشددة في المنطقة التي لا يتوقع أن تكون الموقع النهائي لتفعيل المنظومة التي يعتقد أنه سجري نصبها بدرجة أساسية في منطقة مطلة على ساحة الصراع على الحدود البحرية والموارد شرقي البحر المتوسط.
وفي أول تأكيد رسمي تركي، قال اردوغان، الجمعة، رداً على سؤال من أحد الصحافيين، إن بلاده بالفعل أجرت وتجري تجارب على تفعيل منظومة إس400 الدفاعية الروسية، لافتاً إلى أن بلاده «لا تهتم بالمواقف الأمريكية» رداً على الانتقادات الأمريكية المتواصلة ضد الخطوة التركية.
وأضاف اردوغان: «اليونان لديها منظومة إس300 الدفاعية الروسية، لكن واشنطن لا تقول شيئاً» وذلك بعد نشر وكالة الأناضول الرسمية التركية تقارير عن أن أنقرة لديها معلومات مؤكدة بأن اليونان تستعد لإجراء اختبارات على منظومة إس300 الروسية تمهيداً لإدخالها الخدمة، وذلك بالتزامن مع تصاعد الصراع في شرق المتوسط.

تركيا واليونان حليفان في الحلف سيستخدمانها شرق المتوسط

وقال الأناضول: «وفق مصادر أمنية تركية، فإن اليونان التي تستعد لتنفيذ إطلاق تجريبي يعد الثاني للمنظومة في موقع الرمي التابع للناتو بكريت، تعمل على خطط لجعل المنظومة قريبة من قدرات منظومة إس400 وذلك عبر تحديثها». ويعتقد أن المعلومات التركية حول نية اليونان تفعيل المنظومة هي من دفعت أنقرة لتسريع خطواتها لتفعيل إس400 لما يمثله ذلك من تغيير حقيقي في موازين القوى على الأرض لصالح اليونان.
وحصلت اليونان على المنظومة الروسية من قبرص التي اشترتها ولم تتمكن من تفعيلها نتيجة التهديدات التركية، حيث اضطرت الأخيرة عام 1997 إلى التنازل عن المنظومة لصالح اليونان مقابل حصولها على أسلحة وتجهيزات عسكرية أخرى، ولم تفعل اليونان هذه المنظومة لتفادي الدخول في صدام مع الناتو، لكنها بدأت بإجراء تجارب عليها عام 2013 قبل أن تعاود التجارب هذه الأيام مع تصاعد الخلافات مع تركيا والخشية من حصول صدام عسكري شرق المتوسط.
وتضم المنظومة التي تمتلكها اليونان، أربع بطاريات، و16 منصة إطلاق، و80 صاروخاً، وقد وضعتها أثينا في مستودع بجزيرة كريت؛ لعدم معرفتها بكيفية استخدامها. ورغم إعلان اليونان آنذاك أنها لن تُخرج المنظومة من مستودعاتها؛ لمنع اندلاع أزمة بين «الناتو» وواشنطن، إلا أنها قررت لاحقاً دمج المنظومة في نظامها الجوي الدفاعي.
ونقلت الوكالة الرسمية عن مصادر وصفتها بـ «الأمنية» قولها إن «ما تعتزم القيام به اليونان يشكل تهديداً جوياً وصاروخياً خطيراً تواجهه تركيا» معتبرة أن «تركيا اشترت منظومة الدفاع الجوي الروسية كضرورة» وشددت على أن «صمت من يرفعون أصواتهم ضد تركيا، إزاء أنشطة اليونان بهذا الخصوص، يعد لافتاً للانتباه».
كما تمتلك بلغاريا وحدتين من إس300، تضم كل منهما 5 قاذفات. أما سلوفاكيا فورثت من تشيكوسلوفاكيا السابقة بطارية صواريخ إس300 و48 صاروخاً، وطلبت من موسكو تطوير منظومتها، عام 2015. وكل من اليونان وبلغاريا وسلوفاكيا، وكذلك تركيا والولايات المتحدة، أعضاء في «الناتو» الذي تأسس عام 1949.
وعلى الرغم من أن إس300 منظومة دفاعية روسية متقدمة، إلا أن النسخة الأحدث إس400 تتمتع بمميزات أكبر من حيث مساحة تغطية الرادار حجم الصواريخ ومداها وقدرتها على مواجهة أحدث طائرات وصواريخ الناتو الاستراتيجية، وهو ما يدفع واشنطن للتخوف أكثر من الخطوة التركية، لكن أنقرة تقول إن «الكيل بمكيالين» هو ما يدفع واشنطن لانتقاد تركيا وتجاهل الخطوة اليونانية.
ومن شأن تفعيل اليونان منظومة إس300 في جزيرة كريت أقرب نقاطها على ساحة صراع شرق المتوسط، وتفعيل تركيا منظومة إس400 على مقربة من سواحل شرق المتوسط، أن يؤدي إلى رسم شكل جديد للصراع وموازين القوى بين البلدين في المنطقة التي باتت محل نزاع خطير بين حليفين بالناتو يتجهان للاعتماد على منظومات دفاعية روسية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية