اردوغان يختتم زيارته للجزائر وسط جدل بخصوص تصريحاته حول الوضع في سورية

حجم الخط
18

الجزائرـ ‘القدس العربي’: اختتم أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارته إلى الجزائر التي دامت يومين، وكانت مدينة وهران ( 400 كيلومتر غرب العاصمة) آخر محطة في زيارة العمل التي قام بها رئيس الوزراء التركي، والتي كانت محطة اقتصادية، على اعتبار أنه زار منشآت صناعية في عاصمة الغرب الجزائري.
وكانت الزيارة قد بدأت أمس الأول، وجاءت لتؤكد رسميا أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ما يزال غير قادر على استئناف مهامه، وهذا رغم’ المصادر الموثوقة’ الكثيرة التي كانت تؤكد أن بوتفليقة سيعود إلى الجزائر من رحلة المرض والنقاهة بباريس، وأنه سيكون في استقبال رئيس الوزراء التركي، الذي استقبل في الأخير من طرف الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال. وبعد سلسلة أولى من المحادثات مع بين رئيسي وزراء البلدين، نزل أردوغان ضيفا على البرلمان الجزائري، وأول رد فعل كان عن طريق نواب حزب العمال ( التروتسكي) الذين قرروا مقاطعة الخطاب الذي ألقاه أردورغان أمام نواب الشعب، احتجاجا على القمع الذي تعاملت به السلطات التركية مع المحتجين، ولكن نواب العمال التزموا مقر المجموعة البرلمانية الخاص بهم، بدلا من الانسحاب من قاعة الجلسات، وهو تصرف فسره كثيرون على أنه خوف من زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي لا تريد إغضاب السلطة، ولا إحراجها وضيفها، وفي نفس الوقت تريد تسجيل موقف. قبل وصول اردوغان إلى البرلمان سألنا النائب مصطفى بوشاشي عن حزب جبهة القوى الاشتراكية والذي أبدى أسفه للطريقة التي تم بها قمع المظاهرات في تركيا، مؤكدا على أن المظاهرات كانت سلمية وتدخل في إطار الممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأشار بوشاشي الذي سبق له أن ترأس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن الطريقة التي تعاملت بها السلطات التركية مع المظاهرات تسيء إلى صورة تركيا كدولة فتية تسعى إلى إقرار الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وبعد طوال انتظار دخل رجب طيب أردوغان إلى قاعة الجلسات بالمجلس الشعبي الوطني، وسط تصفيقات النواب الحاضرين، وبعد كلمة افتتاحية قصيرة ألقاها رئيس المجلس العربي ولد خليفة، دعي رجب طيب أردوغان لإلقاء كلمة، والتي استهلها بالحديث عن الروابط التاريخية بين البلدين، مداعبا مشاعر النواب والجزائريين بالحديث عن جرائم الاستعمار الفرنسي بالجزائر، وهي كلمات استقبلت بحفاوة وبتصفيقات حارة، ولكن عندما وصل إلى موضوع الأزمة السورية، وحديثه عن موقف بلاده مما يجري من سورية، بدا الحرج على الكثير من النواب، الذين غادر بعضهم القاعة غاضبا، معتبرين أن أردوغان لم يراع الأعراف الدبلوماسية ولا الموقف الجزائري من الأزمة السورية. وقالت الدكتورة فتيحة عويسات نائبة رئيس المجلس الشعبي الوطني إن تصريحات أردوغان غير مقبولة، لأن تركيا دولة قائمة بذاتها لها مواقفها وسياستها الخارجية، والجزائر كذلك دولة قائمة بذاتها ولها مواقفها وسياستها الخارجية، وأنه مثلما تمنع الجزائر نفسها عن التدخل في شؤون الغير، فإنها ترفض أن يتدخل أي كان في شؤونها الداخلية، ولا في سياستها الخارجية.
أما النائب نعمان لعور رئيس المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء( تيار إسلامي) فقلل مما جاء على لسان أردوغان، مؤكدا على أن هذا الأخير لم يحاول جر الجزائر إلى التدخل في الأزمة السورية، وإنما قارن بين سورية وما يجري في مالي، ودعا إلى ضرورة إيجاد حل لوقف شلال الدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد الجزائر:

    نعم أؤيد رقم واحد … و كبرى الأحزاب عندنا استاءت من تصريحات أردوغان المعادية لسوريا لكن كلها لم تبد له أي إهتمام

  2. يقول Ahmad Omar:

    دعم اردوغان لفلسطين والقدس وغزه دعم رمزي معنوي بسيط ليس له أثر يذكر في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني. في المقابل نراه يدعم المتمردين في سوريا بكل ما أعطي من قوه..! وكذلك يساعد الجيش الصهيوني بالتدريب والتنسيق..! لقد اصبحنا نشك في نواياه ومصداقيته بعد ان كنا نحبه كثيراً ونقدر مواقفه..!!

  3. يقول صلاح الدين رزيق/الجزائر:

    للذين يدافعون عن اردوغان اقول ,لو ان بلدا مثل تركيا كانت جارة للجزائراثناء الهجمة الارهابية على الجزائر فكيف كان حال الجزائر اليون ؟اعتقد اننا وافغانستان بنفس الحال ..من سوء حظ سوريا ان لها جار وحكم مثل حكم اردوغان الذي فتح حدود بلاده لكل ارهابيي العالم للقتال ضد السوريين .لو كان في تركيا خير لكانت وسطا بين النظام والمعارضة ولاتتدخل في الشان السوري وتصب الزيت على النار .اردوغان خدعنا فيه لكن حقيقته ظهرت لكل العرب

  4. يقول yasmine:

    و انا كجزائرية اضم صوتي الى الجزائري تعليق 1

  5. يقول زكريا - الجزائر:

    لو كان أحمد اويحي على راس الحكومة لما وطأت اقدام هذا المتصهين أرضننا الطاهرة ، لا مرحبا ولا سهلا بك في بلاد الأمازيغ .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية