الدهر يومان يوم لك ويوم عليك.. فمن المفارقات الغريبة العجيبة عند مقارنة حال الأمة العربية في مطلع القرنيين الماضي والحالي نجد أن الاستعمار في مطلع القرن الماضي قدم إليها بنفسه واحتلها ثم قسمها وفرقها إلى شعوب وبلدان عدة ليسهل عليه احتلالها ونهب وسلب خيراتها. ومقابل ذلك انبرى المخلصون لمقاومته وإخراجه من أرضهم وعدوا كل من يتعامل معه عميلا له، ومن العيب والمخجل جدا التعاون والتعامل معه بل ولا يقبل أي عذر أو تبرير لمن يذهب إليه ويصافحه وعلى هذا سارت الشعوب العربية حتى نالت حريتها وأنهت احتلالها وبدأت مرحلة جديدة من حياتها وتاريخها حتى جاءت بداية التسعينيات من القرن الماضي وتحديدا بعد احتلال العراق للكويت وما رافقه من اضطرابات عالمية وخلافات جوهرية بين الشعوب العربية نفسها عندها تغير الحال فمن استعمرنا في الماضي وقاتله أجدادنا حتى أخرجوه من أرضنا صاغرا ذليلا عاد اليوم إلينا ومع الأسف الشديد بطلب من بعض أخواننا بعد أن استنجدوا به لإخراج العراق من الكويت ومن هنا بدأت المأساة وتوالت الأزمات واستمرت حتى مطلع القرن الحالي عندها عاد الاستعمار من جديد ليكمل مشروعة القديم ويجزئ المجزأ ويهيمن عليه ويحميه بطلب من عندنا فما بقاء القوات الأجنبية في الخليج بعد أحداث الخليج الثانية إلا لحمايته بطلب عربي ثم توالت الطلبات وجاءت القوات الغازية إلى أفغانستان والعراق وليبيا والصومال والسودان ومالي وتركيا وأخرها الأسد المتأهب في الأردن وبقاء بعض القوات الأجنبية فيه بكل عددها وعدتها ما هو إلا بطلب عربي لحماية المنطقة وأهلها ولا أعلم لماذا لا يدافع عن المنطقة أهلها الشرعيين الأصليين، وكل هذا ورضينا شئنا أم أبينا لكن الغريب والعجيب أني سمعت أنه من المحتمل أن تطلب قوات أمريكية قوامها أربعمائة شخص ليحفظوا الأمن في مصر إن تتطلب الأمر! وماذا بعد مصر؟ ومن الملاحظ بعد الثورات العربية الأخيرة ازداد الطلب على الأجانب وخاصة الأمريكيين منهم وقد تسربت أنباء عن حصول خلافات ومشاجرات بين الحكومات العربية على تقاسم الكعكة الأمريكية فالكل يريد حصته منها فتدخلت الدبلوماسية الأمريكية وطمأنت الجميع وقالت لا تتشاجروا لا تتخاصـــــموا نحن نكــــفي الجميع والكل يأخذ حصته حسب الحاجة عندها ارتاحت الحكومات وبقيت تنادي بالوطنية وأنها تريد أن تحمي نفسها وشعبها من الأطماع الخارجية، فسبحان مغير الأحوال بالأمس قاتلهم أجدادنا على أنهم استعمار واليوم يجلبهم إخواننا على أنهم أصدقاء أحرار . عقيل حامد
وعادت التفجيرات في بغداد بسبب الاحتلال ومن جاءوا تحت قدميه.