إن أحداث الاسبوع الاخير الفظيعة التي بدأت بالعملية التفجيرية في الماراثون في بوسطن، ثم بارسال مغلفات الريتسين الى البيت الابيض وتل الكابيتول وتفجير مصنع الأسمدة في تكساس وانتهت الى المطاردة الدراماتية للأخوين اللذين نفذا العملية، سرناييف، تكشف عن نقاط الضعف في توجه باراك اوباما بازاء خطر الارهاب. يمكن ان نقول بصورة محددة إن التشخيص المتكلف الذي اعتمدت عليه سياسة البيت الابيض قد انهار تماما في مواجهة الدراما الدامية في الايام الاخيرة. وقد كان تناول اوباما لقضية تهديدات أمن امريكا يصاحب تقديره ان خطر الارهاب الدولي وتوابعه قد خفت على مر السنين الماضية منذ الحادي عشر من ايلول 2001. وعلى خلفية حقيقة ان القاعدة قد أصيبت اصابة شديدة بعد العملية في برجي التوائم، طمح الرئيس الى تسليط الضوء على مجاميع وتحديات اخرى، والى ان يتحلل في نفس الوقت من تراث سلفه جورج بوش الذي تحولت محاربة الارهاب التي لا هوادة فيها عنده الى السمة المميزة المركزية لفترته الرئاسية. إن المذبحة الفظيعة في المدرسة في نيوتاون في كانون الاول الاخير حثت اوباما على ان يواجه بصورة أنشط وأقوى طوفان العنف والارهاب في الداخل. وهو يرى أن هذه التيارات الظلامية كانت نتيجة للتأليف القاتل بين الشخصية المضطربة لمنفذي العمليات وبين السهولة التي لا تحتمل لحيازتهم وسائل القتال. وطمح اوباما بواسطة اجراءات سن قوانين جديدة ترمي الى زيادة الرقابة على شراء السلاح الى تغيير ترتيبات قديمة. وهنا جاء الاسبوع الاخير وأحرق أوراق اللعب في الصعيدين. في صعيد مكافحة الارهاب فان العملية التفجيرية في بوسطن أثبتت انه لا يمكن الفصل بين المجال الخارجي والداخلي فيما يتعلق بمصادر الارهاب لأنه لا يمكن رسم حدود ووصل ايديولوجيات وأمزجة متطرفة وعسكرية وهاذية بقطعة ارض محددة ما، لأن الاعتقادات والدوغمائيات العسكرية المختلفة تتجاوز خطوط الطول والعرض مثل الرمال المتحركة وتمنح بذلك المجموعات والأفراد غير المنظمين بالضرورة في خلية ارهابية محددة إلهاما وباعثا على الخروج في عملهم القاتل حتى في داخل القارة الامريكية. وعلى ذلك يمكن ان نُقدر ان الأخوة تمرلان وجوهار سرناييف بعثهما الى عملية قتلهما تصورات انشأها الاسلام المتطرف حتى من غير ان تستعملهما جهة مؤسسية ما استعمالا مباشرا. لكن ليس الشوق فقط الى التحرر من تراث الرئيس بوش هو الذي جعل ‘كل ناس اوباما’ يتجاهلون الخطر المباشر الذي يقف على أبوابهم بل محاولتهم العودة الى فترة الرئيس كلينتون بشأن سن قوانين بعيدة المدى في قضية حيازة السلاح وانتهت هي ايضا الى فشل مجلجل. وبرغم أنه كان يبدو أنه يمكن في ظل ‘صدمة نيوتاون’ تجنيد الجمهور ومُشرعيه لجهد حثيث في هذا المجال، تبين انه حتى الصيغة المقللة والمقلصة التي أراد اوباما ان يجيزها في مجلس الشيوخ لم تحظ بالأكثرية الضرورية. إن القوة الضخمة لجماعة ضغط منظمة أصحاب البنادق وتأثيرها الكبير في النواة الصلبة للمعسكر الجمهوري، بددت رواسب القتل في نيوتاون وبوسطن وأثبتت مرة اخرى ان مجموعة كاملة من الخطب العصماء لا تستطيع ان تجتث أنماطا أساسية مدمرة في الثقافة السياسية للعم سام. هكذا مُزق في الايام الاخيرة الغلاف الضعيف لحياة يومية وادعة. وقد عاد الخوف من الارهاب الى أنحاء امريكا بعد ان اختفت صدمة الحادي عشر من ايلول في ظاهر الامر في هاوية النسيان. وقد جعل هذا الخوف بوسطن مدينة مصابة بصدمة وتخاف خوفا وجوديا. لكن تبين في نفس الوقت ان التربية المستمرة على قيم الديمقراطية الغربية لا يمكن ان تضمن إيعاب معايير وقواعد لعب أكثر عدلا. تحتاج امريكا الى وقت كي تستوعب هذه القواعد.
هناك تطابق مثير للإهتمام أو بمعني أصح مثير للغثيان فى التفكير اليهودي الصهيوني و تفكير أذكياء أمريكا سواء البوشي السابق أو الأوبامي الحالي. وهو التعامل الصهيوني و الأمريكي فقط مع النتائج بعد حدوثها. أى بعد كل عملية فى أمريكا سواء البرجين أو بوسطن أو المدارس و أيضا بعد عمليات عواميد السحاب وغيرها فى اسرائيل. حيث لم يستطع أحد سواء فى أمريكا أو فى اسرائيل سؤال نفسه أو سؤال العديد من المستشارين ومجلس الأمن المصغر والمكبر عن الأسباب الحقيقية والدوافع التى تدفع هؤولاء الشبان الذين هم فى عمر الزهور الى الإنتحار الجسدي المؤلم فى هذة العمليات؟ السبب كما هو واضح من إعترافات من بقي منهم على قيد الحياة هو أن أفعالهم التى يقال عنها إرهابية كانت دائما و أبدا هى ردة فعل على أفعال الرؤساء السفاحين فى الدولتين وحيث أن هاتين الدولتين تملكان أكبر قوة عسكرية فى العالم فإن أضعف نقطة فى خاصرة كليهما هى المس بالمدنيين لديهم لإستحالة المواجهة العسكرية مثلا بين رام الله أو حماس أمام النووي اليهودي أو إمبراطورية ال CIA أو ال FBI أمام طالب مدرسة أو جامعة يحصد العشرات من زملائه بسبب الغيره فى عدم إمتلاكه لما يملكون أو حب القتل للقتل نفسه مثل تفجير مبني أوكلاهوما حيث يدعي المحققون دائما أن المنفذين مختلين عقليا وهو ما ينطبق على نصف شعوبهم. فشل عملية إصدار قوانين الحد من الحصول على السلاح فى أمريكا مصدره قوة اللوبي التابع لصناعة الأسلحة فى أمريكا. وفى اسرائيل يسمحون لربات البيوت حمل السلاح لقتل كل من يقول لهم صباح الخير من الفلسطينيين فقط لأنه إرهابي منذ مولده. عندما نري ما آلت اليه الإمبراطوريات السابقة نستطيع أن نستنتج مصير الإمبراطوريات الحالية. أمريكا و اسرائيل يحتاجون الى وقت كي يستوعبوا هذه القواعد و النتائج.
هناك تطابق مثير للإهتمام أو بمعني أصح مثير للغثيان فى التفكير اليهودي الصهيوني و تفكير أذكياء أمريكا سواء البوشي السابق أو الأوبامي الحالي. وهو التعامل الصهيوني و الأمريكي فقط مع النتائج بعد حدوثها. أى بعد كل عملية فى أمريكا سواء البرجين أو بوسطن أو المدارس و أيضا بعد عمليات عواميد السحاب وغيرها فى اسرائيل. حيث لم يستطع أحد سواء فى أمريكا أو فى اسرائيل سؤال نفسه أو سؤال العديد من المستشارين ومجلس الأمن المصغر والمكبر عن الأسباب الحقيقية والدوافع التى تدفع هؤولاء الشبان الذين هم فى عمر الزهور الى الإنتحار الجسدي المؤلم فى هذة العمليات؟ السبب كما هو واضح من إعترافات من بقي منهم على قيد الحياة هو أن أفعالهم التى يقال عنها إرهابية كانت دائما و أبدا هى ردة فعل على أفعال الرؤساء السفاحين فى الدولتين وحيث أن هاتين الدولتين تملكان أكبر قوة عسكرية فى العالم فإن أضعف نقطة فى خاصرة كليهما هى المس بالمدنيين لديهم لإستحالة المواجهة العسكرية مثلا بين رام الله أو حماس أمام النووي اليهودي أو إمبراطورية ال CIA أو ال FBI أمام طالب مدرسة أو جامعة يحصد العشرات من زملائه بسبب الغيره فى عدم إمتلاكه لما يملكون أو حب القتل للقتل نفسه مثل تفجير مبني أوكلاهوما حيث يدعي المحققون دائما أن المنفذين مختلين عقليا وهو ما ينطبق على نصف شعوبهم. فشل عملية إصدار قوانين الحد من الحصول على السلاح فى أمريكا مصدره قوة اللوبي التابع لصناعة الأسلحة فى أمريكا. وفى اسرائيل يسمحون لربات البيوت حمل السلاح لقتل كل من يقول لهم صباح الخير من الفلسطينيين فقط لأنه إرهابي منذ مولده. عندما نري ما آلت اليه الإمبراطوريات السابقة نستطيع أن نستنتج مصير الإمبراطوريات الحالية. أمريكا و اسرائيل يحتاجون الى وقت كي يستوعبوا هذه القواعد و النتائج.