بعد قتل الرئيس المصري لنحو ألف وخمسمئة متظاهر سلمي في القاهرة، تصاعدت الانتقادات الدولية، وجمّدت الولايات المتحدة المساعدات المالية للنظام المصري، ولكن كل تلك الحملة كانت مجرد ذر للرماد في العيون لا أكثر، فالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عاد واستأنف المساعدات المالية البالغة نحو 570 مليون دولار، للنظام الغارق بدماء أكبر عملية قتل للمتظاهرين في التاريخ، بحسب وصف «هيومان رايتس ووتش».
ليس هذا سوى مثال بسيط على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، التي لا تقاس بالنسبة للبيت الأبيض بمسطرة حقوق الإنسان، أو القيم الديمقراطية حتى، بل بمدى انسجام تلك الحكومات مع سياسات الولايات المتحدة، فعلى مدى عقود طبّقت السعودية أقسى صور تنفيذ الأحكام بحق مواطنيها، من قطع للأيدي وتنفيذ الإعدام بقطع الرؤوس، وخطفت مواطنين سعوديين من قلب أوروبا، ثم دمرت بلدا كاملا كاليمن، وقتلت الآلاف من أبنائه في حرب عبثية، ولم يحرك هذا أيا من الدول الغربية للضغط على السعودية، واليوم مع تزايد حملة الضغوطات على النظام السعودي، فإن كثيرا من التوقعات المفرطة بالتفاؤل ذهبت لحد توقع الإطاحة الامريكية بابن سلمان، وكأن إدارة ترامب المنحازة علنا لهذا النظام ستؤرقها أفعال بن سلمان الوحشية في إسطنبول، وهذا يذكرنا بمن انتظر الإطاحة بالأسد من الإدارة الأمريكية نفسها، التي كانت تكرر «أيام الأسد باتت معدودة»!
مواجهة النظام السعودي لا تكون بانتظار المخلص ترامب، بل بالعمل الداخلي بالتنظيمات الحزبية
هناك من ما زال ينظر للأمريكيين كأنهم «مهدي منتظر»، في كل أزمة لا يوجد سواهم من مخلص، سيملأون الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا، ونتحدث هنا عن سياستهم الخارجية، لا قيمهم الحضارية، ويعلق الكاتب الجزائري المختص بالحركات الإسلامية خالد حسن على هذه الفكرة، بالقول إنها باتت تؤثر على مخيال بعض القوى السياسية الإسلامية السنية المعتدلة خاصة، بينما تخلص الشيعة من عقدة «الانتظار»، بتطبيق نظرية الولي الفقيه، بحسب حسن، وبغض النظر عن دقة هذا التوصيف فإنه يلامس ردات الفعل الملازمة للكثير من القوى السنية في المنطقة، التي تندفع باتجاه الإفراط في الاعتماد على خيار «الناصر الأمريكي»، ابتداء من القوى السنية في العراق، مرورا بمعظم قوى المعارضة السورية، وها نحن اليوم نصل للتعويل على الأمريكيين في التخلص من نظام منفلت في الرياض، ولعله من الخطأ الجسيم الذي تكرره معظم الحركات السنية المعارضة لأنظمتها من العراق إلى سوريا إلى السعودية، الاعتقاد ان الاعتماد على الدعم الخارجي كاف، من دون وجود عوامل داخلية صلبة متماسكة تتكامل مع الدعم الخارجي، فكيف مثلا يمكن للقوى الغربية النظر بجدية لفرص الإطاحة بالنظام في الرياض، وهي ترى أن المتصدين له غير قادرين على إخراج مظاهرة واحدة ضده؟ طبعا هذا بسبب قمع النظام.
لكن النظام القمعي لا يواجه إلا بحركة داخلية قوية ومنظمة، ومنسجمة القيادة، حتى لا يتكرر ما حصل للثوار السوريين، فمواجهة النظام السعودي لا تكون بانتظار المخلص ترامب، بل بالعمل الداخلي بالتنظيمات الحزبية، ولا يبدو أن الغربيين مستعدون للمخاطرة بالإطاحة بنظام، بدون بديل واضح قادر على الإمساك بقبائل البلاد التي قد تدخل حينها بنزاعات عشائرية، بينما يسيطر الإيرانيون على المنطقة الشرقية الغنية بالنفط من خلال الشيعة، والجنوب في نجران وعسير من خلال الحوثيين، وتبقى نجد والحجاز منفرطة، لذلك الحاجة تبدو ملحة لتشكيل قوى داخلية معارضة منظمة متماسكة تعمل من الداخل، تواجه نظاما قمعيا كآل سعود، يعرفه الراحل خاشقجي جيدا، فقد وصفه بنفسه، في لقاءاته وكتاباته، بأنه نظام قوي ويحتفظ ببعض الشرعية، وازدادت الأمور صعوبة أكثر بعد قدوم بن سلمان، لأنه كما قال خاشقجي ايضا، دمّر المؤسسات ومراكز القوى الأفقية للعائلة الحاكمة، وسيطر مركزيا على السلطة، لذلك فإن الإطاحة بابن سلمان باتت تعني ببساطة الإطاحة بالنظام السعودي، ومن هنا زاد تعقيد مسألة النزاع مع بن سلمان، فهو يقول أنا ومن ورائي الطوفان.
الأمريكيون يعرفون هذه المعادلة جيدا، ويدركون مدى هيمنة بن سلمان، وأن محاولة استبداله تعني تفكيك العائلة الحاكمة برمتها، بعد أن دمر بن سلمان كافة مراكزها، وما جاء في «وول ستريت جورنال» قبل يومين يشير إلى استبعاد محللين امريكيين تهديد وراثة بن سلمان للعرش، وكذلك ما نشرته «الواشنطن بوست» قبل يومين، يلخص هذه التصورات، فقد قالت الصحيفة في موضوع تحليلي استعانت به بباحث من كارنجي ومصدر استخبارات، أن إضعاف بن سلمان بات مستبعدا بعد تهميشه لمراكز الثقل في العائلة، واعتباره من قبل بعض المسؤولين الغربيين خيارا قريبا من الغرب كإصلاحي ضد الأصولية الإسلامية، وعنونت «الواشنطن بوست» مقالها بـ«بن سلمان شيخ القبيلة في العائلة الخائفة» .
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»
اللي متغطي بالأمريكان عريان! مثل مصري!! ولا حول ولا قوة الا بالله
اتفق مع معظم ما جاء هنا،و لكن مع ذلك هناك حالة و بالذات الحالة العراقية،حيث كان لا يجرؤ أحد على إخراج مظاهرة أيضاً ضد النظام العراقي ايام حكم الراحل صدام حسين و كانت الحريات مقموعة بشدة و عدد سجناء الرأي اكثر مما هو حالياً في السعودية،و بالمناسبة ما يفعله الان بن سلمان هو نسخة مشوهة و قزمية يحاول بها تقفي أسلوب صدام حسين في الحكم مع فارق أن انجازات صدام حسين بلا حروبه العبثية أعلى و افضل بما لا يقارن،لكن الحروب العبثية و القرار الاكثر حمقاً بغزو الكويت هو ما أطاح بكل تلك الإنجازات.
و مع ذلك و رغم اليأس من التغيير من الداخل العراقي ايام حكم صدام،تدخلت أميركا بقضها و قضيضها و أزالت حكمه
لكن بالتأكيد ما ترتب على ذلك بعدها،كان طامة كبرى وكارثة عظمى لا نزال نعيشها،ولا احد يريد أن تنحدر السعودية إلى هاوية مشابهة اللهم إلا أطراف معروفة
.
بقاء م.ب.س في الحكم و الهيمنة،هو كارثة كذلك من نوع آخر من الصعوبة التعايش معها و هو أمر يختلف عن الأمثلة التي ضربها المقال.
.
الحل الامثل حالياً،هو خروج بن سلمان الذي برأيي انتهى سياسياً و المسألة مسألة وقت و مع استمرار آل سعود في الحكم بوجوه جديدة يفضل معها تغيير الملك كذلك كونه هو من وضع ابنه في هذا المنصب.
.
بغير ذلك سنبقى بين خيارين أحلاهما مر!
ستبقى كندرة صدام حسين أشرف واطهر وانظف من خون العراق والزعماء الخون رضي من رضي وأبى من ابى
أظن من حق (وائل عصام) استخدام عنوان (استبعاد محللين أمريكيين تهديد وراثة بن سلمان للعرش) واستشهاد برأي محللين من الجزائر (من أن الشيعة تجاوز السنة في مفهوم المهدي المنتظر (الأمريكي) في داخل المقال،
ولكن هذا لا يفرض علي، الإتفاق مع لغته أو فهمه لمعنى معاني الاستقراء والاستنباط التي ستخرج بها من هذا المقال،
ولذلك أنا أضفت لحكمة العرب التي تقول (لا تسأل عالم من نجد عن حكم الربا، ولا تسأل عن عالم من اليمن عن حكم القات)، بعد ما حصل في تركيا يوم 2/10/2018 (ولا عالم من تركيا عن حكم الدعارة) في كل مجالات الثقافة والسياسة وبقية أقسام الدولة العميقة لدولة الحداثة لثقافة الأنا أولا ومن بعدي الطوفان.
التي تم تأسيسها على أنقاض الدولة العثمانية، لأنها رفضت دخول الآلة إليها، حفاظا على رزق أهل المهن في الدولة،
بينما نجد أن في عام 2018 وقف رجب طيب أردوغان مع منطق عقلية الآلة (الروبوت)، ضد إنسانية الإنسان، الذي وقف ضد الآلة العسكرية، عندما حاولت عمل إنقلاب عليه يوم 15/7/2016 سبحان مغير الأحوال.