استخبارات «الدولة الإسلامية» بدأت تلفت الأنظار…وغرفة عمليات التحالف تدرس مقابلة «دابق» النادرة مع الطيار الأردني الأسير

عمان ـ «القدس العربي» أطل العام الجديد 2015 على الأردنيين وهم معلقون ذهنيا وشعبيا بأمنية مركزية تحدثت عنها وكالات الأنباء تتمثل في الإفراج عن طيارهم الأسير لدى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا معاذ الكساسبة وبصرف النظر عن كل الاعتبارات السياسية وحتى الأمنية والعسكرية.
في اتجاهات المزاج الشعبي ثمة سيناريوهات لا يمكن إسقاطها من الحساب فعائلة الكساسبة وعشيرته تتابع الأمر تفصيليا وخياراتها من الطبيعي ان تكون باتجاه التفاوض والمناشدة، الأمر الذي يبرر وصف العائلة لداعش بأنهم «إخوة « ووصف الأسير بأنه «ضيف عند إخوة في الدين».
كما يبرر مطالبة عائلة الأسير الكساسبة الحكومة بـ «الصمت» ورغبه أفراد فيها لإشراك قيادات سلفية بارزة مثل الشيخ أبو قتادة أو الشيخ أبو محمد المقدسي في مفاوضات واتصالات تنتهي بصفقة تبادل.
يمكن ببساطة هنا ملاحظة ان خطاب عائلة الكساسبة لا ينسجم مع خطاب الحكومة الرسمي وهذا مبرر برأي مراقبين سياسيين عند الطرفين لكنه يكشف عن مسألة في غاية الأهمية تنطوي على تنديد ضمني بخيارات وسيناريوهات التحالف والحرب على التنظيم.
عمليا لا يتعامل المزاج الشعبي مع حادثة الأسير باعتبارها محصلة لمعركة تحظى بالإجماع وأقل ما يمكن قوله بالسياق ان سقوط الطائرة الأردنية كشف عن هذه المسألة العميقة التي تظهر ان الخطاب الرسمي والحكومي في الأساس أخفق في إقناع الذهنية الإجتماعية بأن الحرب على التنظيم أردنية فعلا أو بأن «التحالف» صادق في معركته وغير مسيس لإن التنظيم برأي المئات من الأردنيين أسست ودعمت وسكت عنها من قبل المجموعة العربية والغربية التي تقود التحالف حاليا وهذا رأي يتبناه الكثير من الأردنيين في تقييماتهم.
ذلك يحصل بسبب إخفاق نخبوي مريع في مستوى صناعة توجيه الرأي العام ومخاطبة الشارع سببه على الأرجح غياب معايير مهنية عن خيارات النخب التي تتاح لها المسؤولية.
عمليا يكمن السؤال المزعج في مثل هذا التفصيل عندما يتعلق الأمر بالكشف الفعلي والواقعي عن كلفة شعار من طراز «هذه حربنا» وعن تنامي الشعور بأن الحرب برمتها بتقدير الاوساط الشعبية قد لا تحظى بالشرعية رغم الإنزعاج الكبير من تصرفات داعش وأخبارها.
يتحالف سؤال من هذا الطراز مع بروز إضافي ونمو في الملاحظات التي تطرق العقل الجمعي وهي تطرح على شكل تساؤلات محيرة ضمن سياق البحث في مسؤولية التحالف نفسه بكل ما حصل.
وهي تساؤلات من طراز: هل سقطت الطائرة الأردنية فعلا بصاروخ حراري أطلقه داعش أم أطلقه النظام السوري؟.. ماهو سر عدم قيام طائرة مساندة ضمن سرب التحالف بواجبها في التبليغ والإنقاذ؟.. لماذا بقي الطيار الأسير لمدة ساعة كاملة في مياه نهر الفرات بدون اي محاولة من التحالف لإنقاذه؟.
طبعا هذا النمط من الملاحظات «مناكف» ويتعلق بمسائل فنية ومهنية عسكرية بحتة قد يخفق الرأي العام في مناقشتها أو يخطئ المراقبون أصلا في طرحها ما دامت الرواية الكاملة لسقوط الطائرة الأردنية لم تجمع بعد وما دامت التحقيقات والتقييمات سرية ومتكتمة.
لكنها في كل الأحوال ملاحظات مناكفة نتجت عن الرواية التي تقدم بها الطيار نفسه عبر مجلة دابق على فرض ان المقابلة التي سجلت له أصلا صحيحة ودقيقة وهو يقول بأنه طائرته أسقطت بصاروخ حراري تصر غرف الاستخبارات على ان تنظيم الدولة لا يملكه في الواقع أو يقول بأنه بقي في المياه لمدة ساعة.
في السياق يتدارس الأردنيون وشركائهم في التحالف بدقة تحليل وقراءة مقابلة «دابق» مع الطيار الأسير لمعرفة الأسباب والخلفيات التي دفعت باتجاه مثل هذه المقابلة النادرة حيث كانت مكتوبة ومطبوعة ولم تكن متلفزة.
وتضمنت معلومات عسكرية الطابع وباللغة الإنكليزية وبالتاكيد رسائل تفيد بأن داعش لديها «خطة» بخصوص الطيار الأسير، وفوق ذلك والأهم منه لديها «جهاز استخبارات» بدورها تريد ان تقول عبره أنها تجمع المعلومات وتعرف ما الذي يحصل في ظروف إنطلاق طائرات التحالف.

من بسام البدارين:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    قد لا يكون كل ما قاله الطيار الأسير صحيحا
    وقد يكون قد أملي عليه ما يريد التنظيم أن يعلن عنه
    وقد يكون هناك سيناريو بالمفاوضات قد بدأ من تلك المقابلة الصحفية

    توقف الطلعات الجوية الأردنية بحجة ما حدث هو مقدمة بهذه المفاوضات

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سيف الدين + الاردن:

    من المحزن ان الاشخاص الذين اعتقلوا معاذ كساسبة هم اشخاص تم ادخالهم عن طريق الاردن ….المعركة التي يشارك بها الاردن الان هي معركة صنعها بيديه بادخاله الارهابيين الى سوريا وبمباركة المخابرات الاردنية….

    1. يقول نور الهدى:

      ا هؤلاء دخلو عن طريق تركيا مش عن طريق الاردن ولو اراد الاردن اسقاط نظام السوري لااسقطو من اول شهر

  3. يقول خلدون ملكاوي / الاْردن:

    كل مؤيدي داعش يتخفون حول شعار الحرب ليس حربنا…..لا الحرب حربنا ويجب ان نتغدا فيهم قبل ان يتعشوا فينا ويجب عدم السكوت حتى يأتون علينا…..لا شك ان هناك جماعة تنتظر قدوم داعش للاتحاق بهم ومعظمهم من جماعة الحرب ليست حربنا …..يجب اعلان كل من يؤيد داعش علنا او ضمنيا ارهابي ومحاكمته على هذا الأساس

  4. يقول محمد حسن وهدان - نيويورك:

    ان الحكمة تقتضى ان يعود الطيار (معاذ) سالما” الى وطنه واهله بعيدا” عن الصياح ودق الرماح والتهديد والوعيد مهما كان الثمن باهظا” في صفقة يكون الجميع رابحا ” فيها. علينا ان نسبح مع التيار وليس عكسه. علينا ان نغرد في سرب واحد على نغمة واحده ويكون هدفنا الاوحد هو عودة (معاذ) الذى اصبح قضية كل الاردنيين الى وطنه واهله وبين احضان والديه. وهناك دروس وعبر يقتضي على الجميع الاستفادة منها.

  5. يقول بومحسن:

    شي مذهل ماهو السر خلف هذا الكيان المسمى دولة العراق والشام سرعه التمدد قوة الإستخبارات قوة السلاح وبسرعة قياسية شي عجيب.

    1. يقول حسناء سمير:

      السر هو ان الله معهم٠

  6. يقول عبد الكريم البيضاوي. السويد:

    طبعا الحرب ضد داعش لاتملك ذرة من المصداقية, طبعا لو أرادوا إبادة داعش لفعلوا. لماذا لم يفعلوا ؟ لماذا طلعات طائراتهم الحربية تعد على أصابع اليد ؟ لماذا ليست حتى بالعشرات؟ يسمع عن سبعة وخمسة غارات في اليوم , يعني كل هذا الكم من الطائرات ويكتفى بهذا العدد الهزيل؟. لماذا ؟

    الجواب أسهل ممانتصور, ليس لديهم البديل, من سيملأ الفراغ , من سيمسك بالأرض التي بيدهم الآن, هم يعلمون بأن البديل إما قوات النظام أو الجبهة المتطرفة الكبيرة الأخرى, إذن لماذا سيقومون بعمل مجاني لمصلحة جهات أخرى؟.

    الحالة ستبقى كما هي لحين ظهور معطيات جديدة مختلفة يتعاملون معها, بمعنى حماية الوضع القائم, لا النظام يتقوى بضعف داعش فينصرف عنهم ويصعد من لهجته ولا داعش تتقوى وتسيطر أكثر فتهدد مصالح الحلفاء.

    هذه هي الصورة الحالية وستبقى كذلك حتى إشعار آخر, لافائز ولا مهزوم. والخطاب والدعاية يتقاذفان بعقول العرب, أهل رأيتم كم هم أذكياء؟

  7. يقول محمد طاهات / عضو في رابطة الكتاب الأردنيين:

    بسم الله الرحمٌن الرحيم .
    يتدارس الأردنيون وشركائهم والصواب وشركاؤهم

  8. يقول على نور الله:

    اولا : داعش اسقطت الطائرة و اعترفت بذلك و اعلنت عنه
    ثانيا : اكبر خطأ ممكن ان يرتكبه اى انسان مع داعش ان يتعامل معهم بالرفق و الاخوة ، فهؤلاء لا يصلح معهم الا القوة ، و مقايضتهم بما يهددهم و يؤلمهم .
    ثالثا :اول من سارع الى نفى اسقاط الطائرة بصاروخ حرارى هى امريكا و شددت على ان الطائرة سقطت دون صواريخ ، و لم تقدم اى دليل على اقوالها ، و لم نفهم كيف عرفت ان الطائرة سقطت دون صواريخ ؟؟؟ و كيف عرف الامريكيون بذلك ؟؟؟
    اذا فالامريكيون يخفون امرا فاضحا لهم فى هذه القصة و هذا الحادث ، فما هو ؟؟؟؟
    بكل بساطة فان الصاروخ الذى اسقط الطائرة الاردنية هو من ضمن الاسلحة التى ارسلتها امريكا و حلفاؤه العرب الى الجيش الحر ، و لكن داعش استولت عليها بانشقاق مجموعات عن الجيش الحر و انضمامها لداعش ،
    فبضاعتكم ردت اليكم كما يقول المثل ، و الحفرة التى حفروها للطيارين السوريين وقع فيها طيار اردنى للاسف .
    رجاء للاخوة الاردنيين من الحكومة و عشيرة الطيار ، اضربوا داعش بيد من حديد و لا تظنوا ان الكلمة الطيبة تنفع مع هؤلاء ، بل تزيدهم تجبرا و تكبرا و افتراء و استهزاء بكم .

  9. يقول على نور الله:

    اود اعلان تأييدى لما تفضل به الاخ خلدون ملكاوى ، فالذين يرفعون شعار (الحرب ليست حربنا ) هم داعشيون ينتظرون وصول داعش الى الاردن على احر من الجمر ، و لو لم يكونوا كذلك لما فضحوا انفسهم برفع هكذا شعار .
    اضربوهم بيد من حديد قبل فوات الاوان ، و تذكروا المثل :
    قتلت يوم قتل الثور الابيض .

  10. يقول مسلم:

    يقتلون ثم يطلبون الرحمة يرفعون شعار التوحيد ويجمعون مليار على كلمة واحدة ثم تراهم يقيمون الحدود هؤلاء غرباء

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية