الدوحة- “القدس العربي”: تمضي قطر نحو تعزيز مجال الابتكار وتنفيذ عدد من الاستراتيجيات الهادفة لخلق جيل من الشباب الطموح لتحقيق تطلعات رائدة تساهم في إيجاد حلول لمشكلات معاصرة لتعزيز الريادة في القطاعات المستقبلية.
وحضرت “القدس العربي” فعالية نُظمت في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن برنامج مسابقة “صانع”، الرامية لتعزيز ثقافة الابتكار بين طلاب المدارس الثانوية.
وشهدت الفعالية مشاركة مئات الطلاب من عشرات المدارس في مسابقة الابتكار التكنولوجي، التي تحولت بمرور الوقت لرافعة خاصة للمشاريع الطموحة في قطر.
ومؤخراً أطلقت جهات رسمية وخاصة، وشركات رائدة في المجال التكنولوجي مسابقة “صانع”، التي تهدف لتعزيز قيم الإبداع لدى الناشئة.
واعتبر المهندس نايف محمد الإبراهيم الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ابتكار”، في حديث لـ”القدس العربي”، أن قطر تشهد توجهاً واسعاً نحو دعم مجال الابتكار، من خلال بناء مهارات الأجيال، وتوفير بيئة حاضنة للإبداع، مع اعتماد سياسات حيوية على مستوى الحكومة، والشركات. وشدد المسؤول، أن قطر تعمل إضافة لذلك، على تخصيص أدوات التمويل، للمساهمة في نجاح الرهان على الابتكار.
وكشف المهندس نايف، عن توجه نحو تحفيز المؤسسات في القطاع الخاص لطرح الحلول وتجاوز التحديات، والتوصل للحلول. وقال في هذا الصدد إن مجلس قطر للابتكار يجلب مؤسسات لطرح الحلول، وهي واحدة من النماذج الحية.
وأطلقت شركة “ابتكار”، المزودة للحلول المبتكرة في قطر، بالشراكة مع وزارة التعليم والتعليم العالي، النسخة السادسة من مسابقة “صانع”، خلال حفل أقيم في الدوحة، جمع قادة التعليم والتكنولوجيا، وشخصيات بالوزارة، وطلاب المدارس الثانوية والمعلمين.
وستشهد النسخة الحالية من مسابقة “صانع” مشاركة أكثر من 150 طالبا من 42 مدرسة ثانوية في قطر، يتلقون إرشادا من 45 معلما، مدربين خصيصا لاستخدام الجيل الرابع من مختلف تكنولوجيات شركة “ابتكار”.
وتشجع مسابقة “صانع”، الرائدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في قطر، طلاب المدارس الثانوية على الاستفادة من هذه المهارات الأساسية لتحويل الأفكار المبتكرة إلى نماذج أولية ملموسة، ولعب دور في التغلب على تحديات العالم الحقيقي.
وعلى مدار ستة أشهر، ستخضع الفرق المتسابقة لأربع جولات تصميم لتصوّر منتجاتهم التكنولوجية وتطويرها وتحسينها بتوجيه وملاحظات من لجنة خبراء. وسيتم تصنيف المشاريع التكنولوجية وفقا لمجموعة من المعايير، بما في ذلك عملية التصميم، ووظائف النموذج الأولي، والعمل الجماعي ضمن الفريق، ومهارات العرض.
وقال المهندس نايف محمد الإبراهيم في تصريح: “أنه عندما أطلقنا مسابقة صانع قبل خمس سنوات، كان طموحنا هو تحفيز المزيد من الشباب لتسخير قوة الابتكار لإحداث أثر إيجابي على أفراد المجتمع، وغرس ثقافة التصنيع في نهاية المطاف”. وأضاف أنه “مع إطلاق النسخة السادسة من المسابقة، يغمرنا شعور بالفخر لرؤية هذا الارتفاع الملحوظ في عدد المشاركين مما يؤكد مساهمتنا الجماعية في بناء اقتصاد قائم على المعرفة على النحو المتصور في رؤية قطر الوطنية 2030”.
وصرح عماد الخاجه، الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنجاز قطر، أن “الجميع يعمل معاً على خلق نظام بيئي مشترك، حيث تعتمد إنجاز قطر على ريادة الأعمال كركيزة أساسية بينما تركز مبادرة (صانع) على تعزيز ثقافة الصنع والابتكار، ومن هنا لدينا هدف مشترك ونسعى معاً لتحقيقه، ودعم هذه الفرصة لرواد أعمال المستقبل”.
وقال شريف البسيوني المدير العام لشركة “ليجر قطر” إن “الشركة تدعم تنمية الفهم التكنولوجي لدى الطلاب من خلال تعليمهم المهارات والتكنولوجيا”.
ومنذ إطلاقها عام 2016، عملت مسابقة صانع على دعم أكثر من 3000 شاب في قطر، بالأدوات اللازمة لتعزيز ثقافة الاكتشاف والبحث والتفكير الإبداعي. وفي إطار المسابقة، قامت ابتكار بتدريب أكثر من 120 معلما لضمان استفادة الطلاب من المشورة الفنية والتوجيهية اللازمة لتسليم المشاريع التي تشمل أكثر من 200 مشاركة حتى الآن.
وكشف مسؤولون في أحاديث سابقة مع “القدس العربي”، أن دولة قطر توفر البيئة المحفزة للإبداع والابتكار، بما يعزز التنمية المستدامة واقتصاد المعرفة في المجتمع أحد محاور رؤية قطر 2030.
ومؤخراً، حققت منصة رقمية خاصة بتعليم اللغة العربية، ثورةً في المجال، وأصبحت إحدى أهم المصادر التعليمية.
وتدعم مؤسسة قطر جهود منصة إلكترونية لجعل العربية جزءا من ثورة التعليم الرقمي. وكشفت مصادر أن القمة العالمية للابتكار في التعليم “وايز” التي ترعاها مؤسسة قطر لتسريع التطور، تتعاون مع منصة” كم كلمة” للمساهمة في تعزيز انتشار العربية في المدارس وبين الطلاب.
وتوفر المنصة المبتكرة محتوى رقميا باللغة العربية يلبي احتياجات المعلمين والطلاب ويعزز شغفهم بهذه اللغة.
تمضي قطر نحو تعزيز الابتكارات التكنولوجية في مجال تعزيز اللغة العربية وتطويرها لمجابهة التحديات التي تفرضها الاتجاهات الحديثة في المجال التربوي.
وتشدد السلطات في قطر على ضرورة تعزيز اللغة العربية وتمكينها في المجتمع، مع سن عدد من القوانين والاستثمار في المجال حتى ترقى لغة الضاد.
وحضرت “القدس العربي” ندوة خاصة نظمها عدد من العاملين في المجال، للتخطيط لأفضل الممارسات والأساليب الحديثة لتمكين اللغة العربية.
وأكد خبراء في قطاعي الأعمال والتكنولوجيا على أن الجائحة الأخيرة سرّعت عملية إدماج اللغة العربية في التكنولوجيات المستخدمة في الحياة اليومية، لافتين إلى أنه مع الانتقال إلى العمل والتدريس عن بُعد، صارت الحاجة ملحّة إلى توفير برمجيات ومحتوى يدعم اللغة العربية.
واعترف الخبراء أنه ما يزال هناك الكثير من العمل لتنمية اللغة العربية ونشرها من خلال التكنولوجيات الحديثة.
وجاءت النقاشات خلال مائدة مستديرة نظمها برنامج “جذور العربية“، أحد البرامج التابعة لـ “ابتكار”، والمعني بتوفير تجربة تعليمية مبتكرة للطلبة، بعنوان “الابتكارات التكنولوجية التي تدعم اللغة العربية في عصرٍ رقمي”.
بالتوفيق انشاء الله، تحية طيبة الى الاسرة الحاكمة القطرية وشعبها الوفي لما تقدمه من خير لهذه الامة،جزاكم الله خيرا وحفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم.