يبدو ان كثيرا من المجتمعـــات الانسانية اصبــــحت تتغني في علاقاتها الدولية بنكهات حقوق الانسان، و الوطنيـــــة على اراض لم تكن اساسا لاوطانها كما تزعم. على ما اتت عليه رواية الراوي المغربي مؤخرا، المنــــبثق من حزب الاستقلال المغــــربي في احدى خرجــــاته الفولكلــــورية، متحدثا باطناب عن مطالبة حكومته باسترجاع مدينتي تندوف وبشار الواقعتــين في دولة الجزائر، التي لا نفهم فيها بالذات ان هذا الاخير اصبح لا يفرق بين ما هو ملك له كمدينتي سبة ومليلية المحتلتين من طرف الاستعمار الاسباني الى يومنا هذا، ولم يقم بصددهما ولا مرة باية محاولة لاسترجاعهما،عكس ما يفعل الان بلعبه بالنار على ما هو ليس له من مدينتي ‘تندوف’ و’بشار’، في ظل صمت السلطات الجزائرية المحير حيال ذلك، لانها ببساطة تحسن اتقان حكمة ‘كل ثرثار اقتله بالصامت المارق’، حتى يتوقف عن الكلام. وهو ما يعود عليه بدءا بالوساوس المغربي من قصد التجويف السياسي لكل ما هو جزائري، منذ حادثة اغتيال المعارض التونسي بلعيد شكري التي على اثرها حاولت بعض الاطراف المغربية تلفيق التهم تجاه توريط ايادي جزائرية باغتياله، اضافة الى اتهامها بتمويل القاعدة في الساحل الافريقي، لتأتي في اثر ذلك مباشرة صفعة الحكومة التونسية لها في نفيها كل ذلك، وابانت الحق من الباطل، خاصة في ما يخص محاولة توريط الجزائر بتمويل القاعدة بالساحل، لتبين الحكومة التونسية على لسان جهاز استخباراتها، اقدام مجموعة من الدول المعروفة، على القيام بهذا الفعل، لتبرئ الجزائر، وما زاد الطين بلة للمغاربة هو وقوف الحكومة التونسية الى جانب موقف الجزائر الثابت تجاه الصحراء الغربية، ليس هذا فحسب بل ان امريكا ايضا الحليف الاستراتيجي للمغرب في المنطقة، ربما تكون ضاقت ذرعا به وراحت تصعقه بقرار توسيع مجال البعثة الاممية لحقوق الانسان في الاراضي الصحراوية، ما شكل النكسة المغربية، ليؤكد ان الجزائر سبب لكل ما يجري له من احداث قد تفضحه. وبعد كل تلك المجريات سيظل المارد المغربي يلصق التهم ويصنع عدوا له، هو الجزائر على الطريقة الامريكية في صناعة الاعداء. وسيفقد الصحراء الغربية، مثلما فقد ‘سبتة’ ومليلية’على اثر الرد المفاجئ الاخير لامريكا الذي قد يعود بسؤال يحمله للمغرب، والذي لم تستطع الدول الاستعمارية السابقة في افريقيا ان تجيب عنه بل تخاف من الاجابة عليه، وهو’ لماذا لا تدعون مثل تلك الدول المستعمرة تقوم بتنظيم استفتاء تقرير المصير؟ لندع امر اجابته للصحراء الغربية، ان سمحوا لها بذلك طبعا. حداد بلال
