الناصرة- “القدس العربي”:
منذ سنوات ترفع إسرائيل لواء اللاسامية، تتباكى على اليهود في العالم، تلوّح به فزاعة فترمي كل من ينتقد انتهاكاتها بها، لكنها بذاتها تتعامل بـ”لاسامية وعنصرية مع المواطنين العرب الفلسطينيين فيها”. هذا ما تكشف عنه القناة الإسرائيلية العاشرة بنشرها استطلاع رأي واسع يعكس التطرف القومي ومشاعر العداء والكراهية لكل ما هو غير يهودي.
وقال المبادر للاستطلاع الجريء الصحافي البارز في القناة العاشرة يارون لندن، إنه استلهم الفكرة من شبكة “سي إن إن” التي نشرت قبل أسبوعين استطلاعا حول استشراء اللاسامية في أوروبا وأثارت نتائجه ضجة واسعة دفعت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للتحذير من أن اللاسامية ترفع رأسها البشع مجددا في أوروبا بعد 70 سنة من المحرقة.
وأوضح لندن أمس أن استطلاع ” سي إن إن” دفعه لفحص تعامل إسرائيل مع “الأقلية الفلسطينية داخلها”. وتابع: “قمنا بنقل الأسئلة ذاتها التي وردت في الاستطلاع حول اليهود في أوروبا فجاءت النتائج لتكشف أن الإسرائيليين مصابون بمفاهيم عنصرية”.
وفي الاستطلاع الذي تم تكليف مؤسسة أبحاث مرموقة لإنجازه (مركز غوتمان لدراسات الرأي العام ومعهد إسرائيل للديموقراطية) تبين أن اليهود العلمانيين يبدون مواقف متسامحة أكثر حيال الآخر المختلف، بينما اليهود الأورثوذوكس (الحريديم) هو الأكثر تشددا وتطرفا.
وكانت فكرة استطلاع الرأي الذي أجرته “سي إن إن” حول اللاسامية في أوروبا تفترض أن من يذكر اللاسامية ونتائجها يميل بشكل عام لعنصرية أقل ممن لا يذكرها.
ويتساءل لندن في هذا السياق: “اليهود الذين يطالبون العالم بتذكر المحرقة ماذا يعرفون هم بأنفسهم عن مجازر ارتكبت بحق شعوب أخرى؟ سُئل اليهود في إسرائيل في استطلاع القناة العاشرة ماذا وكم تعرف عن مذبحة الأرمن؟ وتبين أن 70% من الإسرائيليين لم يعرفوا شيئا عن مذبحة الأرمن أو عرفوا عنها ما هو ضئيل جدا.
وردا على سؤال مماثل حول إبادة الشعب في رواندا جاءت النتائج مطابقة، وقد ارتفع حجم جهل الإسرائيليين بالتطرق للسؤال عن المجازر في كمبوديا، حيث قال 80% منهم إنهم لم يسمعوا بها أو عندهم فكرة ضئيلة جدا عنها. كما قال 10% من الإسرائيليين إنهم يعرفون القليل عن المحرقة. ومقابل سؤال “سي إن إن” الموّجه للأوروبيين حول معرفتهم وموقفهم حيال تأثير اليهود على الأعمال ووسائل الاتصال، قال 37% من الإسرائيليون ردا على سؤال استطلاع القناة العاشرة إن حقيقة أن نصف الصيادلة في إسرائيل فلسطينيون تقلقه.
كما قال 40% منهم إنهم قلقون من ارتفاع نسبة الأطباء والممرضين الفلسطينيين في المستشفيات الإسرائيلية. كما قال 15% من الإسرائيليين إنهم قلقون من وجود لاعبين عرب في منتخب إسرائيل لكرة القدم، وعبر 27% عن قلقهم من ترأس القاضي العربي جورج قرا لطاقم قضاة محاكم، وأدان رئيس إسرائيل الأسبق موشيه قصاب بالتحرش والاغتصاب قبل سنوات.
واستذكر يارون لندن أن إظهار ملامح الهوية اليهودية كالملابس الخاصة باليهود أو اعتمار قبعة دينية يهودية أو قلادة تحمل شعارا يهوديا أو التحدث بلغة مختلفة عن لغة الأكثرية تقلق الأوروبيين وتؤجج اللاسامية وفق استطلاع ” سي إن إن “، فماذا وضع العنصرية في إسرائيل من هذه الناحية ؟
حسب استطلاع القناة العاشرة فإن 43% من الإسرائيليين قالوا إن محادثة بالعربية في مكان عام تزعجهم أو تزعجهم جدا. ويستذكر استطلاع القناة العاشرة أن معارضة الزواج المختلط هو أمر شائع ومنتشر حيث تسود أجواء عنصرية واللاسامية.
ويكشف أن 51% من اليهود في إسرائيل يعتبرون أن علاقات اجتماعية وثيقة بين أبنائهم وبين نظرائهم من العرب تزعجهم، ويعارض 76% منهم صداقة بين ابنهم وبين بنت عربية، فيما ترتفع النسبة إلى 80% حينما سئلوا عن موقفهم من صداقة بنتهم اليهودية مع شاب عربي.
ويرى نصف اليهود بأن إقامة عربي في حيهّم مصدر لإزعاجهم ويعارضون تأجير شقة له. ويقول استطلاع العاشرة إن الاعتقاد بتفوق اليهود على غيرهم بسبب مزايا موروثة هو مؤشر على العنصرية. وعلى خلفية ذلك تم توجيه السؤال: “هل تعتقد أن الفكرة التالية صحيحة أو غير صحيحة: معظم اليهود أفضل من معظم الأغيار لأنهم ولدوا يهودا؟”، عن ذلك قال 12% من اليهود إن الفكرة صحيحة جدا وقال 11% إنها فكرة صحيحة، فيما قال 25% منهم إنهم مترددون حيالها، ورفضها بالكامل 43% فقط.
ويرى 41% من المواطنين اليهود أن اليهود يستحقون امتيازات أكثر من المواطنين العرب الفلسطينيين وقال 42% منهم إنه ينبغي تفضيل اليهود على العرب في العمل، وقال 54% منهم إنهم يفضلون الفصل بين اليهود وبين العرب من أجل صيانة الهوية اليهودية.
ويخلص القائمون على استطلاع القناة العاشرة للقول بعد قراءة نتائجه إنه من الصعب تحديد ما إذا كان ارتداع اليهود في إسرائيل من الآخر المقيم بجوارهم مشابه لارتداع وتحفظ الأوروبيين من اليهود. وتابعت: “الظروف غير متطابقة ولكن يرجح أنه من منطلق رؤية الفلسطينيين في إسرائيل ورؤية اليهود في العالم فإن الأسباب ليست مهمة والأهم هو شعور أولئك الذين ينتمون لمجموعة الآخر”.
التربيه الدينيه الوحيد التي تعلم ابناؤها على أنهم شعب الله المختار والشعوب الأخرى لا تستحق العيش وان عاشت يكونو لخدمة شعب الله المختار. ليس المسلمين وليس النصارى فم يكونوا؟؟؟؟؟