في خطوة لا سابقة لها على امتداد تاريخ مجلس النواب العراقي طلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن يتقدم الأعضاء الـ73 في كتلته باستقالاتهم من عضوية المجلس، موضحاً أن هذا الإجراء «تضحية مني من أجل الوطن والشعب لتخليصهم من المصير المجهول». وبالفعل استجاب الجميع على الفور، ونقلت وكالات الأنباء تسجيلاً مصوراً يظهر رئيس المجلس محمد الحلبوسي وهو يوقع بالموافقة على طلبات الاستقالة، وفي توقيت متزامن سارع جعفر الصدر سفير العراق الحالي في بريطانيا والمرشح المستقل لرئاسة الوزراء إلى سحب ترشيحه تماشياً مع خطوة الصدر.
ويبدو هذا التطور غير المسبوق بمثابة تتويج أقصى لنحو ثمانية أشهر من انسداد الحلول السياسية وتعطل الاستحقاقات والآجال الدستورية التي توجب أن تعقب الانتخابات التشريعية في تشرين الأول / أكتوبر الماضي، وعلى رأسها اختيار رئيس للوزراء وتشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية. والمضمون المعلن خلف التأزم هو النزاع بين تحالف «إنقاذ وطن» الذي يمثله 155 نائباً ويضم الكتلة الصدرية وكتلة «تقدم» المؤلفة من أغلبية نواب سنّة وكتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ويطالب بحكومة أغلبية من جهة أولى، وبين «الإطار التنسيقي» ويمثله 83 نائباً من تيارات وفصائل شيعية تطالب بحكومة توافقية من جهة مقابلة.
لكن الخلاف غير المعلن يدور حول مسائل أكثر تعقيداً تخص سلسلة من البرامج الإصلاحية التي يتوجب أن تستجيب لمطالب الشارع العريض والانتفاضة الشعبية التي شهدتها مدن العراق وبلداته وقراه في خريف 2019، خاصة محاربة الفساد وإصلاح البنى التحتية وتوفير الخدمات العامة والتربوية والصحية ومعالجة الغلاء وانفلات الأمن. كذلك يدور قسط غير قليل من الخلاف حول طبيعة العلاقة مع إيران وإعلاء مبدأ السيادة الوطنية والنأي بالعراق عن الصراعات الإقليمية والدولية التي تنخرط فيها طهران، وهذا يقتضي أيضاً تحجيم أدوار الفصائل والميليشيات المذهبية المسلحة الموالية لإيران. وكان تعطيل الاستحقاقات الدستورية قد تحول إلى سلاح استخدمته هذه الفصائل عبر «الإطار التنسيقي» أساساً، للتعويض عن خسائرها في صناديق الاقتراع، وبهدف فرض أمر واقع يوصل البلاد ومؤسساتها إلى حال الاستعصاء الراهنة.
وإذا صح أن الخطوة الصدرية تكفلت بتحريك المياه الراكدة في المستنقعات الآسنة التي تغرق فيها الحياة السياسية العراقية الراهنة، فإن من الصحيح على الجانب الآخر مقدار التعقيدات القانونية والدستورية والعملية التي تكتنف مستقبل الاستقالات الجماعية لنواب التيار الصدري. فاستقالة النائب لن تصبح سارية المفعول إلا بعد تصديق المجلس خلال 30 يوماً وبتصويت أغلبية مطلقة ضمن نصاب قانوني، مع العلم أن المجلس الآن في عطلة رسمية لمدة شهرين اعتباراً من مطلع حزيران / يونيو الجاري. فإذا تمت المصادقة، فإن على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن تختار النواب البدلاء من ضمن أعلى الخاسرين أصواتاً داخل الدائرة ذاتها وبمعزل عن الكتلة التي انتموا إليها أصلاً.
وثمة الكثير من المغزى في أن اختلاط الأوراق هذا يجري في الذكرى السنوية الثامنة لسقوط الموصل لقمة سائغة بيد «تنظيم الدولة» وكأن ساسة التعطيل ما اعتبروا ولا يعتبرون.
المشكلة هي بالثلث المعطل !
وهذا الشرط غير موجود بالديموقراطيات بالعالم سوى بالعراق ولبنان !! ولا حول ولا قوة الا بالله
تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
” الاستقالات قُبلت وصارت نافذة، والخطوة التالية الطبيعية، بحسب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، هي أن يَخلف كلَّ نائب مستقيل مَن حلّ بَعْده بعدد الأصوات، علماً أن لا حاجة إلى تصويت برلماني على الاستقالة، بالنظر إلى أن هكذا إجراء مخصَّص لثلاث حالات فقط، الأولى هي الطعن في صحّة العضوية، والثانية هي الإخلال الجسيم بقواعد السلوك الانتخابي، والثالثة هي تجاوز النائب حدّ الغيابات المسموح به. أمّا حلّ البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، فيتطلّب استقالة نصف أعضاء البرلمان البالغ عددهم 329 نائباً زائداً واحد ” إهـ .
إلى ذلك ,
أكد الحلبوسي أيضاً أن استقالة نواب الكتلة الصدرية التي يتزعمها مقتدى الصدر نافذة .
و أضاف “تنتهي عضوية أي نائب من أعضاء مجلس النواب بشكل مباشر عند تقديم الاستقالة أو الوفاة أو المشاركة في عمل تنفيذي، وبالتالي فإن استقالة أعضاء الكتلة الصدرية لا تحتاج إلى تصويت” مجلس النواب العراقي “.
*كل التوفيق لبلد هارون الرشيد بغد مشرق مزدهر إن شاء الله بعيدا عن الطائفية المقيتة
والتعصب الأعمى.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد.
1…
التيار الصدري مساهم رئيسي في حالات الفساد و الفشل الذريع لكافة الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد احتلال 2003 و نتاج عفن للعملية السياسية المسخ و المحاصصة الطائفية الكارثية و الدستور المفخخ المعد من قبل الاحتلال!
.
و بالتالي من المضحك المبكي ادعاء الكتلة الصدرية (الفائزة بانتخابات مشكوك في شرعيتها لمشاركة أقل من 20% فيها في أعلى التقديرات و قد لا تتجاوز ال 10% واقعاً و مستندة إلى نظام انتخابي مفخخ و دستور مسخ) ادعاءها طهر الملائكة!
.
و من مآسي هذا الزمان المضحكة ان يتولى امر العراق و يتحكم بمفاصله شخصيات شديدة السطحية و لها تاريخ مشبوه و كل هؤلاء كان يفترض أن يكونوا اليوم خلف القضبان و محاكمين من قبل الشعب كمجرمين لو كان العراق اليوم دولة مؤسسات حقيقية تحترم نفسها و شعبها!
2…
القصة المآساوية باختصار ان الصراع الحقيقي على أرض الرافدين اليوم هو بين إيران من جهة التي يمثلها على الارض مخلب ضبع اسمه الإطار التنسيق (ميليشياته) ، و بين دول الخليج (بزعامة السعودية) الداعمة لمخلب اخر و واجهة أخرى تمثل “الاغلبية” البرلمانية هو “إنقاذ وطن” و بالذات خلف زعيم التيار الصدري مقتدى… الذي تدفع به ليكون مرجع عربي للشيعة في العراق و ربما للعالم ليخلف المرجع الفارسي (المعتاد) الحالي، علي السيستاني الذي عمره الافتراضي قد انتهى و من المتوقع ان يأتي أجله في اية لحظة!
.
و هو طموح قديم جديد متجدد لآل الصدر المدعوم عادة من قبل الحكومات العربية او ذات النفس العروبي لحسابات سياسية معروفة!
المشكلة ان مقتدى الصدر يتلاعب بالجميع و حتى باتباعه (رأينا طريقة انسحابه مؤخرا) و يهدد و حتى ينفذ و لكن بطريقة غاية في الطفولية)
مشكلة الرجل برأيي ان طموحه مادي و ليس الزعامة الروحية
فإذا اتته كما هو حاله الان على تياره فهي وسيلة و ليست غاية!
تدخله في السياسة بهذه الطريقة الطفولية المضحكة المبكية الساذجة إحدى صور مآسي العراق المعاصر!