بيروت ـ «القدس العربي»: تراجعت الحركة السياسية في عطلة نهاية الأسبوع في لبنان نتيجة عطلة الاستقلال وتأثر لبنان بالمنخفض الجوي الآتي من اليونان حاملاً اسم «ميشا» والذي أدى إلى تساقط الثلوج للمرة الأولى على ارتفاع 1400 و1700 متر . أما الاستقلال فمرّ بلا عيد والجمهورية بلا رئيس، فيما تحرّك المجتمع المدني تحت المطر إلى قصر بعبدا في مسيرة تقدمها طلاب المدراس ومحامون وأكد نقيب المحامين جورج جريج في كلمة له «نريد رئيساً لقصر بعبدا ونريد تمرّساً للمسؤولية الوطنية ولن نسمح بأن تعشعش الغربان في أجنحة الدار».
ومن قصر بعبدا إلى ساحة الشهداء، حاول المجتمع المدني تشكيل حالة شعبية وإعلامية والاحتفال بطريقة غير تقليدية بالعيد الوطني حيث كتب ألف وثمانمئة وستون لبنانياً حرف «يو» بأجسادهم تلخيصا لكلمة united، في إشارة إلى اتحادهم. لكن الحراك الشعبي، على أهميته، لم يمنع الشعور بالخيبة والمرارة الناتجين من عدم وجود رئيس للجمهورية ومن إقفال قصر بعبدا.
وهذه المرة الأولى منذ اتفاق الطائف، يمر الاستقلال من دون احتفال، وتعبر الذكرى من دون عرض عسكري. لكن الأهم، انها المرة الأولى التي يحتفل فيها لبنان الرسمي بالاستقلال منذ الطائف، وللمرة الثانية منذ الاستقلال العام 1943، من دون رئيس للجمهورية. فأيلول/سبتمبر عام 1988 مرّ من دون انتخاب رئيس، بالرغم من وجود الحكومة العسكرية برئاسة العماد ميشال عون، حتى الرئيس الشهيد رينيه معوض الذي اغتيل يوم عيد الاستقلال من العام 1989، تسنى له توجيه رسالة العيد وتلقي التهاني في المبنى الذي تشغله حالياً وزارة الداخلية في الصنائع، قبل استشهاده بدقائق. وهي الذكرى الأولى منذ الطائف التي يكون فيها الجيش اللبناني على جبهات القتال المفتوحة، في أكثر من منطقة، ولا يكون فيها في ساحات العرض العسكري.
وفي هذه الذكرى، سجّل بكركي وقيادات مسيحية لرئيس الحكومة تمام سلام موقفا مشرّفا في رفضه ترؤس عرض الاستقلال العسكري، وإلغاء حفل الاستقبال في المناسبة وتوجيه الرسالة التقليدية التي درج رئيس الجمهورية على توجيهها عشية الاستقلال، رافضاً أن يسجل عليه تعدّيه على أية صلاحية من صلاحيات الرئيس، ومراعياً شعور الشارع المسيحي الذي تلقى موقف سلام بكثير من الارتياح والتقدير.
وبالعودة إلى ذكرى استقلال لبنان، فإن «غوغل» خصصت صفحة لهذه الذكرى تصدرتها رسوم تمثل رقصة الدبكة اللبنانية مع شروحات لاستقلال هذا البلد وتاريخ لبنان ومرحلة الانتداب الفرنسي، وما كتبته الصحف اللبنانية والعربية عن الاستقلال اللبناني مع صور للعلم اللبناني الذي وقعه رجال الاستقلال.
وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي، أكد أن «لا هوادة ولا استكانة في قتال الإرهابيين، حتى اقتلاع جذورهم من لبنان»، مشدداً على أن «القيادة ستواصل بذل أقصى الجهود ولن تدخر وسيلة، في سبيل تحرير المخطوفين لدى الإرهاب، وعودتهم إلى مؤسستهم وعائلاتهم».
وأشار إلى أن «لبنان مهدد بكيانه في أخطر مخطط إرهابي تشهده المنطقة جمعاء». وقال «بالأمس القريب أنتم من أفشل هذا المخطط بدماء رفاقكم الشهداء والجرحى الأبطال، وأنتم من أحبط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر، والتي لو حصلت، لأدت إلى أحداث مذهبية مدمّرة تشمل لبنان بأسره، ولدخلنا في دوامة حرب أهلية أخطر مما يتصوره البعض».
ورأى «ان تصديكم للتنظيمات الإرهابية وعزلكم لها في منطقة عرسال، ثم إنهاء وجودها الشاذ في مدينة طرابلس ومحيطها بسرعة قياسية، كان محط تقدير اللبنانيين وإعجاب دول العالم». وأضاف قهوجي « كونوا على أتم الاستعداد لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يعمل على استغلال الظروف الإقليمية للإمعان في خروقاته واعتداءاته، واحرصوا على التزام القرار 1701 ومندرجاته بالتنسيق والتعاون مع اليونيفيل، وحماية المياه الإقليمية من محاولة هذا العدو استحداث منطقة بحرية عازلة، وواظبوا على حماية مسيرة السلم الأهلي في البلاد».
في غضون ذلك، أعلنت قوى الأمن الداخلي على صفحتها الرسمية على موقع «تويتر» أن فصيلة أنطلياس صادرت أحذية تحمل ألوان العلم اللبناني بناءً لإشارة القضاء المختص بعد تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضح مسؤول العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي المقدم جوزف مسلم أن «لا نية لنا لمراقبة المحال التجارية لكننا لبّينا شكوى اللبنانيين من الحذاء الذي يحمل ألوان العلم اللبناني، والتحقير بالعلم جرم يعاقب عليه القانون».
سعد الياس
كان أحرى بالمسؤولين اللبنانيين ان يذكروا الحقيقة وان كانت مرة لبنان لم يعد مستقلا تتحكم بقدره شرذمة طائفية قذرة ولاؤها للغول الإيراني و ان استمروا بتجاهل ماتصنعه هذه الطائفة الشيطانية بحق شعبنا السوري الأبي سنسائلهم قضائيا بالتعويض