استمرار أعمال الهدم ومصادرة الأراضي وقلع الأشجار وحرق الحقول وفرض حقائق جديدة وتطبيق الضم

حجم الخط
0

رام الله ـ غزة ـ “القدس العربي”: يتضح من متابعة دقيقة لعمليات الاستيطان التي تنهب أراضي الضفة الغربية، أن المستوطنين صعدوا من اعتداءاتهم على الأراضي الفلسطينية لفرض حقائق على الأرض منذ أن أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن الأول من يوليو/ تموز الحالي موعدا للبدء بعمليات ضم واسعة لأراضي الضفة وفرض القوانين المدنية الاسرائيلية عليها.
ويشير تقرير أصدره المركز الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إلى أنه فور إعلان نتنياهو عن ذلك التاريخ كموعد للضم ” انطلقت في صفوف المستوطنين ومنظمات الإرهاب اليهودي، التي تتخذ من المستوطنات وخاصة من البؤر الاستيطانية ملاذا آمنا لها، حركة فلتان تستهدف المواطنين الفلسطينيين في ممتلكاتهم وفي حياتهم وأرواحهم”.
وتطرق إلى الدعوات التي أطلقها المستوطنون مع ذلك التاريخ، والتي تدعو في الوقت نفسه الى الشروع في بناء بؤر استيطانية جديدة في محاذاة ما تسمى بالمستوطنات المعزولة بشكل خاص، وفي محاذاة الكتل الاستيطانية ومعسكرات الجيش، على أبواب البدء بتنفيذ مخطط الضم الذي يتبناه بنيامين نتنياهو .
ويؤكد التقرير أن قرار تأجيل الإعلان عن البدء بخطوات وترتيبات عملية للشروع بعملية الضم يعتبرها هؤلاء المستوطنون فرصة لهم لفرض حقائق جديدة على الأرض على الحكومة أخذها بعين الاعتبار في مخططاتها التوسعية.
ويوضح التقرير أن تلك الجماعات الاستيطانية شرعت بنصب خيام فوق أراض بملكية خاصة للفلسطينيين في مناطق مختلفة في الضفة الغربية بما فيها مناطق الأغوار، تمهيدا لوضع اليد عليها ومصادرتها، حيث تقع معظم هذه الأراضي على تخوم الكتل الاستيطانية ومعسكرات جيش الاحتلال، لافتا إلى ما قام به مستوطنون في منطقة قريبة من خربة الفارسية احمير شرق محافظة طوباس في الأغوار، ونصبهم لخيمة في أراضي بلدة بتير غرب بيت لحم، وثالثة على قمة جبل عيبال من أراضي عصيرة الشمالية في المنطقة المطلة على منطقة المساكن لمدينة نابلس، ورابعة في منطقة جبل الجمجمة الواقع بين بلدتي حلحول وسعير في محافظة الخليل .
وحين أشار التقرير إلى الاعتداءات الاستيطانية قال إن منطقة الأغوار الشمالية شهدت اقتحام مستوطنين، رفعوا أعلامهم على المنطقة القريبة من خربة الفارسية، التي تشهد موجة جديدة من الاعتداءات التي تهدف بالأساس إلى ضرب الوجود الفلسطيني في مناطق الأغوار، والسيطرة الكاملة على أراضي المنطقة.
ولم تتوقف تلك الهجمات، حيث نصب مستوطنون خيمة على أراضي قرية بتير الواقعة غرب بيت لحم، فيما تفيد المصادر بأن جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودين على محاور الطرقات في الشوارع الالتفافية وعند حواجزهم العسكرية سواء تلك الثابتة أو المتحركة يتعمدون إبلاغ المواطنين الفلسطينيين المارين والقاطنين في هذه المناطق بينها أراض تابعة لإسرائيل حسب زعمهم، ويتكرر هذا المشهد في عدة مواقع منها عند دوار مجمع غوش عصيون الاستيطاني الى الجنوب من بيت لحم، وبلدة الخضر الى الجنوب أيضا، عند حاجز عسكري على مشارف الشارع الالتفافي المؤدي الى ما تسمى شمال مستوطنة افرات” وفي عين الماء التابع لقرية الولجة الى الشمال الغربي من مدينة بيت لحم.
وفي بلدة عصيرة الشمالية شمال نابلس فوجئ الأهالي بوجود مستوطن ومعه مجموعة من “شبيبة التلال” الإرهابية، وقد وضع بيتًا متنقلاً على قمة جبل عيبال، في منطقة خلة الدالية على الأراضي التابعة للبلدة بالقرب من معسكر لجيش الاحتلال واستولى على أرض مساحتها 25 دونمًا، حيث شيد هناك خيمة ومنزلين من الصفيح، وعندما توجه الأهالي إلى المنطقة المستهدفة بإقامة بؤرة استيطانية جديدة تصدى لهم جيش الاحتلال، وأبلغهم أحد الضباط أن هذه المنطقة تنتظرها قرارات جديدة سوف تتضح بعد أسبوع، وأن الأمر متروك للسياسيين.
ورصد التقرير قيام مستوطنين من مستوطنة “رحاليم” بإنشاء عدد من الغرف والبركسات فوق أراضي قرية الساوية جنوب نابلس لتصبح فيما بعد أبنية قائمة وأمرا واقعا، فيما أقدم مستوطنون على نصب خيام على أراضي المواطنين في قرية بديا غرب سلفيت بحماية قوات الاحتلال في أراضٍ بمنطقة خلة حسان المهددة ، والواقعة بين بلدتي بديا وسنيريا.
وفي سياق مخططات الاستيطان التي لم تتوقف صادقت “سلطة أراضي إسرائيل” على مشروع إقامة 240 وحدة استيطانية في قلب القدس المحتلة في منطقة مستشفى “شعاريه تسيدك” القديم في شارع يافا في القدس، وتشمل الوحدات الجديدة 5 مبان مرتفعة، تضم شققًا سكنية، ومصالح تجارية وفنادق صغيرة.
كما أعلن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، عن بدء العمل في بناء 164 وحدة استيطانية في حي جديد باسم حي “نفيه نوف”، في مستوطنة “نفيه دانيال” جنوب بيت لحم على حساب أراضي بلدتي الخضر ونحالين.
جاء ذلك في ظل استمرار قوات الاحتلال وللشهر الثاني على التوالي، في تجريف واقتلاع الأشجار لشق طريق استيطاني جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، حيث جرفت أراضي في بلدة حوارة تمهيدا لفتح الطريق الاستيطاني.
وكانت قد صادرت 406 دونمات عام 2019 لصالح المخطط من أراضي سبع قرى وبلدات هي: حوارة، وبيتا، وبورين، وعورتا، ويتما، والساوية، وياسوف، حيث سيؤدي المخطط لاقتلاع أكثر من 3 آلاف شجرة مثمرة فيها، كما شرعت آليات الاحتلال بشق طريق استيطاني بين مستوطنتي “ماعون” و”كرمائيل”، وتأسيس بنية تحتية على أراضي قرية أم زيتونة، شرق بلدة يطا جنوب الخليل بهدف توسعة المستوطنتين وربطهما ببعض، ضمن مخطط صهيوني لإتمام الحزام الاستيطاني حول مسافر يطا.
وفي الوقت نفسه يأمل المستوطنون أن يمضي رئيس حكومة الاحتلال قدما في مخطط الضم لأن ذلك سوف ينعش سوق الاستثمار العقاري في مستوطنات الضفة الغربية. وقالت بيري بن سينيور التي تمتلك شركة عقارية في مستوطنة أرئيل إنهم وقعوا خلال العشرة أيام الأخيرة على ست صفقات في “الفي مينشيه” المستوطنة الأخرى القريبة، وسبب الإقبال على شراء العقارات كما يرى المستوطنون أن الزبائن يخشون أن ترتفع الأسعار بسبب قرار الحكومة بضم المنطقة.
ويتوقع المستثمرون أن تقفز الأسعار مباشرة بعد الضم بنسبة 10-15 % وفي غضون 5-6 سنوات سترتفع 30 %، حيث أعرب أكثر من مستوطن يمتلكون شركات عقارية استثمارية في مستوطنات “عيلى وأرئيل” وغيرها أنهم سجلوا مبيعات قياسية الشهر الماضي، وان الضم سيحدث فرقا وبشكل حصري بالمستوطنات وستكون هناك سوق كبيرة.
وعلى صعيد متصل تخطط حكومة اسرائيل وفق تقرير لحركة السلام الآن الاسرائيلية للسطو على ممتلكات الفلسطينيين باستخدام قانون أملاك الغائبين كما جرى عام 1967، مما سيحرم المواطنين الفلسطينيين من مساحات واسعة من أراضيهم لصالح الاستيطان والضم، وبأسلوب جديد آخر للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
كما رصد التقرير الهجمات الاستيطانية الأخيرة ضد مناطق الضفة، التي شملت إخطارات جديدة بهدم عشرات المنازل، وعمليات هدم أخرى طالت منازل ومنشآت فلسطينية، ومصادرة أراض جديدة، كما رصد هجمات المستوطنين ومنها حرق أراض زراعية وقلع أشجار وهجمات ضد ممتلكات المواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية