غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصادر مطلعة، أن هناك اتصالات لا تزال تجريها كل من مصر والأردن، من أجل «وقف التصعيد الإسرائيلي» الحاصل حاليا في الضفة الغربية، تقوم على أساس الطلب من حكومة تل أبيب وقف اقتحامات المناطق الفلسطينية، فيما أكدت في الوقت ذاته انزعاج القيادة الفلسطينية من «عمليات التطبيع» التي تجري بين دول عربية وإسرائيل.
وقال مصدر سياسي فضل عدم ذكر اسمه لـ «القدس العربي»، إن هناك اتصالات تجرى بشكل متواصل من قبل مصر والأردن مع القيادة الفلسطينية من أجل «وقف التصعيد الإسرائيلي»، لافتا إلى أن هذه الاتصالات بدأت منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية طلبت من الدول العربية التي بادرت بالتدخل، ضرورة إلزام الاحتلال بوقف عمليات اقتحام مدن وقرى ومخيمات الضفة، ووقف التصعيد وعمليات الإعدام الميداني، ونصب الحواجز، كونها تعتبر «فتيل البارود» الذي يفجر الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية.وحسب المصادر فإن الأطراف العربية «مصر والأردن» تجري اتصالات مع الجانب الإسرائيلي، لوقف تنامي التصعيد، ومنع انفجار الأمور على نحو غير متوقع.
وكان وفد أمني مصري قد زار الضفة الغربية والتقى الرئيس محمود عباس ليل الخميس الماضي، في اليوم الأول لانفجار الأوضاع، ونقل إليه رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي ومدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، أكدا فيها قيام مصر ببذل كافة الجهود لدعم الاستقرار والهدوء في المناطق الفلسطينية كافة، للحفاظ على السلطة الفلسطينية ومكتسبات ومقدرات الشعب الفلسطيني.
ومن المقرر أن تركز القمة بين الرئيس محمود عباس، والملك الأردني عبد الله الثاني، على آخر التطورات التي شهدتها الضفة الغربية منذ الخميس الماضي، حين أقدمت قوات الاحتلال على إعدام ثلاثة شبان، وحصار مدينة رام الله، مقر حكم السلطة، وتنفيذ عمليات مداهمة واعتقال طالت مئات السكان، بالتزامن مع اعتداءات للمستوطنين، وهو ما فجر موجة غضب شعبية عارمة.وقال مجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس عباس، في حديث للإذاعة الفلسطينية، إن الرئيس سيضع الملك الأردني خلال القمة في صورة التطورات، وسيجري معه مشاورات حول الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي، ليتم اتخاذ ما يمكن من خطوات وإجراءات في وقت لاحق.
وعلمت «القدس العربي» أن هناك «حالة ضجر كبيرة» لدى القيادة الفلسطينية من «عمليات التطبيع» القائمة بين دول عربية وإسرائيل، بالرغم من عدم وجود أي علاقات دبلوماسية فيما بينها، وأن هذا الملف سيكون على طاولة البحث خلال القمة التي تعقد اليوم بين الرئيس عباس والملك الأردني.
وفي هذا السياق قال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن «التطبيع العلني الحالي، لا يخدم القضية الفلسطينية».
وأضاف في تصريحات لـ «القدس العربي»: «التطبيع الحالي يقدم أوراقا مجانية لحكومة الاحتلال، على حساب الحقوق الفلسطينية»، مشددا على ضرورة وقف كل أشكال التطبيع القائمة.
وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير انتقدت بشكل صريح عمليات التطبيع، ودعت في بيان لها عقب اجتماعها الماضي، الدول العربية الى «وقف سياسة التطبيع المجاني الذي يأتي لصالح محاولة تكريس الاحتلال واستمرار جرائمه».
يشار إلى أن القيادة الفلسطينية التي تضم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح، وعددا من الوزراء، ومسؤولي الفصائل، ستعقد اجتماعا عقب عودة الرئيس عباس من العاصمة الأردنية، لبحث الخطوات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية بالتنسيق مع القوى والفصائل لمواجهة التصعيد الإسرائيلي الحاصل.