استمرار الاشتباكات وسقوط القتلى.. هويدي يشبه مذبحة كوبري أكتوبر بمذبحة محمد علي باشا

حجم الخط
0

القاهرة ‘القدس العربي’واصلت الصحف المصرية الصادرة امس، الاهتمام بأخبار الاشتباكات بين الإخوان المسلمين في أكثر من مدينة وبين معارضيهم وسقوط المزيد من القتلى والجرحى، وقرارات جديدة من النيابة بضبط قيادات وأفراد من الإخوان، وتم إخراج الذين كانوا محاصرين منهم داخل مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، والقبض على عدد منهم بتهمة احتجاز وتعذيب عدد من المعارضين داخل المسجد بعد اختطافهم وادخالهم إليه، وهو ما قاموا به أيام حكم مرسي على يد الشيخ أحمد المحلاوي إمام وخطيب المسجد وأدى الى محاصرته حتى افرج عن الشابين المخطوفين، واعترف بنفسه في حديثين صحافيين بأنه حقق معهما في غرفته بالمسجد.
وواصل الإخوان في رابعة العدوية محاولاتهم لتوسيع حدودهم، فاختاروا مواقع متقدمة وأقاموا أسواراً ومتاريس، تشكل حوائط صد لأي هجوم من الشرطة، ومتاريس وأكياس رمل.
كما ترددت أنباء عن تخزين أسلحة في رابعة. وانطلقت مسيرة منها جنوبا باتجاه مبنى للمخابرات الحربية في شارع الطيران، ثم عادت دون حدوث صدامت، وأما في تمثال نهضة مصر، فتم اكتشاف جثث أخرى مات أصحابها من التعذيب فيها، كما أعلنت حديقة الحيوان ان الأطباء البيطريين بدأوا في الكشف على الحيوانات بسبب ما تعانيه من اضطراب لعدم نومها ليلا بسبب الأضواء الكاشفة التي يسلطها المعتصمون على الحديقة خوفا من مجيء هجوم عليهم من داخلها، وحدثت اشتباكات بالرصاص والمولوتوف بين الإخوان ومعارضيهم في عزبة ابو حشيش بالقاهرة، وفي حلوان، وسلمت المخابرات العامة والحربية تقاريرهما الى النيابة في حادثة مذبحة الحرس الجمهوري مؤكدة أن الإخوان هم الذين بدأوا بإطلاق النار، وتم إلقاء القبض على صديقينا المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط، وعصام سلطان المحامي ونائب رئيس الحزب في منطقة المقطم بعد خروجهما من رابعة. وقالت الصحف انه ضبط ثلاثون ألف يورو ودولار وثمانون ألف جنيه معهما، كما نشرت جريدة ‘الشروق’ المستقلة إعلانا بانها تعتذر عن عدم نشر مقال زميلينا، وائل قنديل احد مديري التحرير ومقدم البرامج بقناة الجزيرة احمد منصور بناء على رأي المستشار القانوني للجريدة، وكان وائل يكتب عموداً يومياً بعنوان – مرور الكرام – ومنصور، عموده هو بلا حدود، ولا نعرف ان كان المنع ليوم الاثنين فقط، أم لا، كما قام رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور بتفويض رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي بعض اختصاصاته في حالة الطوارىء، وإعلان محمود بدر منسق حركة تمرد، رفض الحركة أي عودة للطوارىء أو أي ملاحقات أمنية خارج القانون للإخوان المسلمين.
كما تواصلت عمليات الجيش والشرطة في سيناء ضد الإرهابيين بقتل عشرة منهم والقبض على عشرين، من بينهم أعضاء في حركة حماس – كما نشر – وهو ما نتمنى ألا يكون صحيحاً، كما استشهد عدد من جنودنا – الى جنة الخلد – وجرح عدد آخر – بالشفاء العاجل إن شاء الله.
وإلى قليل من كثير عندنا:

‘الاخبار’: عقلاء الإخوان سيمنعون
متطرفيهم من شد الحبل مع الجيش

ونبدأ بموضوع الساعة، وهو وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، حيث سارع زميلنا الطيب بجريدة ‘الأخبار’، والميال للإخوان، عصام حشيش، بتأييد السيسي بقوله في ‘أخبار اليوم’ يوم السبت: ‘الفريق أول عبدالفتاح السيسي يحب لعب الشطرنج والنقلة الأخيرة يطلب تفويضا لمواجهة الإرهاب كانت بمثابة كش ملك للإرهاب بكل أشكاله وأظنه درس جيداً التحركات المحتملة لخصوم الوطن ووضع سيناريوهات عديدة لمواجهتهم وهي خطوة أراها مهمة جداً حتى تتحرك مسيرة الوطن وتمضي للأمام فليس ممكنا ولا معقولا أن نبقى عالقين محرومين من الأمن والاستقرار وليس مقبولا أن يستمر نزيف الدم ونزيف الاقتصاد ونزيف الأخلاق دون ردع، لذلك أتصور أن عقلاء الإخوان المسلمين سيمنعون متطرفيهم من ممارسة لعبة شد الحبل مع الجيش المصري، وسيفكرون في الرجوع للمربع الأول كفصيل سياسي له مواقفه لإصلاح الأراضي المحروقة والاستعداد لجولة الانتخابات النيابية وإعلان ذلك بقوة ووضوح لاستعادة ثقة المجتمع’.

‘اليوم السابع’ تحذر من تجاوز
السيسي للتفويض بمقاومة الإرهاب

وفي ‘اليوم السابع’ بنفس اليوم – السبت حذر زميلنا وائل السمري وهو من خصوم الإخوان من تجاوز السيسي للتفويض بمقاومة الإرهاب، بقوله: ‘صحيح أن الفريق أو عبدالفتاح السيسي أصبح أكثر الشخصيات المصرية شهرة في الأيام القليلة الماضية، وصحيح أيضاً انه اصبح حلاً للعديد من المشاكل التي عانى منها الشعب وصحيح انه صار منقذاً ومخلصاً عند الكثيرين، لكن هذا لا يعني أن حشود امس وقعت للفريق السيسي على بياض، أو انها وضعت ثقتها في شخص، بينما الصحيح هو أن الشعب والسيسي وكل رجاله بمهمة محددة، وأنه وضع ثقته في مؤسسة يحبها لها تاريخ كبير مجيد، وأن يثبت للجميع أن تدخل الجيش في الحياة السياسية لم يكن من أجل مطامع شخصية أو أغراض ضيقة، لكنه كان من أجل هذه البلد الذي كان مختطفاً وأعدناه’.

‘الشروق’: خطاب السيسي
يؤلب شعباً على بعضه

ونظل في يوم السبت ولكن في ‘الشروق’، حيث المسكين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمستشار السياسي السابق لمحمد مرسي، الدكتور سيف الدين عبدالفتاح، وقوله: ‘البدعة السياسية التي استند إليها الفريق أول عبدالفتاح السيسي في كل خطاباته التي تحدث فيها عن مهلة الاسبوع ومهلة الثماني والأربعين ساعة والانقلاب العسكري في الثالث من يوليو، هذا يعد أخطر ما في المشهد لأنه فتح الباب واسعاً لتدخل الجيش في مساحات السياسة يحكم ويتحكم إلا أن الخطاب الأخير الذي اصدره السيسي من الإسكندرية حمل لنا دعوة سماها دعوة الاحتشاد مطالباً بالتفويض في مواجهة ما سماه بالإرهاب وما أدراك ما الإرهاب؟ كلمة غير محددة غائمة وغامضة يرتكب تحت تصديرها أفدح الأخطار وأكبر الخطايا هكذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، وهكذا صدر هؤلاء في خطابهم عن انقلاب عسكري دموي ولد في حقيقة الأمر فاشية عسكرية صارت تتعامل مع الأمور بغطاء من بدعة الإرادة الشعبية، وإذا كان شأن المستبد أن يضرب شعبه ويستعبده فإن شأن الخطاب الأخير هو أن يؤلب شعباً على بعضه ويدعو فئات الشعب الى الاقتتال والاحتراب الأهلي ثم يطلب بعد ذلك تفويضاً لا باعتباره مؤسسة، ولكن باعتباره شخصاً يمثل حكم العسكر، ولعمري كيف يدعو السيسي الى ذلك وكيف يدعو الرئيس المؤقت الى مصالحة وطنية من القاهرة، بل أكثر من ذلك يعتبر طراطير العملية السياسية هذه المصالحة ليست إلا عرائس تتحرك على مسرح يعد العسكر المتحكمون في خيوطها وتحريكها.
أقول له لا تفويض في دماء فاعلم انه ‘من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً’.

الرئيس ومستشاروه اخطأوا في تركيا

يا سبحان الله، طراطير، وعرائس، ما تسيب الكلام ده لشخص غيرك يا سيف؟ وجميعكم تذكرون تصريحه عندما كان مستشاراً سياسيا لمرسي، وموجودا معه في تركيا لحضور مؤتمر حزب العدالة وناقش مرسي مع أردوغان الأوضاع في سوريا، فأطلق سيف تصريحه الناري، بأنه يتم الآن بحث آلية تنفيذ إرسال قوات عربية للتدخل في سورية، ومشاركة مصر في العملية، أي انه والرئيس اتخذا وهما في تركيا قراراً بإرسال الجيش المصري للقتال في سورية باعتباره مرتزقا مثل غيره، ودون الحصول – كما ينص الدستور – على موافقة مجلس النواب وهو غير موجود، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطني، مرسي اتخذ قرار إرسال الجيش للقتال في سورية وكأنه عبارة عن جماعة يتم شحنها، وعندما بدأ يحس ان الأوضاع لا تسير في صالح الجماعة، سارع بالاستقالة، ثم يأتي الآن ويتحدث عن الإخوان ومرسي، فلماذا تركه إذاً وهل لو وافق الجيش على طلبه بالقتال في سورية يكون جيشاً منضبطاً غير انقلابي؟ أما الأعجب، فهو انه واحد من الموقعين على وثيقة البحث عن حل.

‘المصري اليوم’: كان عاما من الفشل
وسوء الإدارة والتخبط والارتباك

هذا وقد فوجئت بصديقنا والنائب الأول السابق لمرشد الإخوان الدكتور محمد حبيب يقول لي، دع سيف وأي خنجر أو سنجة لي، فانتابتني سعادة خففت من وطأة الصيام فطفق يقول يوم الأحد في ‘المصري اليوم’: ‘هبط حكم مصر على الإخوان فجأة وكانت لهجتهم وممارساتهم مع المجتمع استعلائية بعيدة عن أخلاق الإسلام وقيمه وآدابه أرادوا ان يحوزوا كل شيء ، لم يعد أحد يتعاطف معهم أو يتمنى عودتهم، كانت مقومات الدولة الحديثة غائبة عن حسهم ووعيهم، الداخلية التي كانت تمثل أداة لقمعهم أيام مبارك أصبحت أداتهم لقمع معارضيهم، أصابني الذهول والدهشة عندما رأيت وسمعت بعضهم في القنوات الفضائية يدافع عنها باستماتة رغم حدوث القتل والقمع والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، حتى الدكتور مرسي نفسه كرر أكثر من مرة انه لن يسمح بالحديث عن تطهير الداخلية، ظلوا يحكمون عاما كاملا، لكنه كان عاما من الفشل وسوء الإدارة والتخبط والارتباك، لا نستطيع أن نتجاهل الموقف المخزي من قضية فلسطين، ولا ما حدث بالنسبة لمثلث حلايب وشلاتين ولا ما جرى بشأن سد النهضة الاثيوبي ولا محاولة بيع مصر من خلال تنمية محور قناة السويس ولا غض الطرف عما حدث من إرهاب دموي في سيناء أو في قلب القاهرة وبعض محافظات مصر، وكما انحاز الجيش الى الشعب في ثورة 25 يناير، انحاز لتلك الملايين بعد ان أمهل الرجل مرتين للخروج من المأزق، لكن الأخير تصرف بكبر وغرور وسوء تقدير، وعدم إدراك لحقيقة ما يحدث، وفي 3 يوليو اتخذ الجيش مع قيادات دينية وسياسية وشبابية ورموز وطنية قراره بعزل الدكتور مرسي، ووضع خارطة طريق، وإزاء ذلك لم يتصرف الإخوان ومن معهم بحكمة ورشد.

لو استقال مرسي لجنب البلاد ما وصلت اليه

كان المفترض من بداية خروج الملايين ان يستجيب مرسي وأن يستقيل ليجنب البلاد الانقسام الحاد والاحتراب الأهلي والعنف المجتمعي الذي تسبب فيه، لكننا، كنا ومازلنا أمام طفل تصور في لحظة أن السلطة عبارة عن لعبة امتلكها وعندما تم انتزاعها منه بدأ يملأ الدنيا صراخاً وعويلا، داخلياً وخارجياً لا يريد أن يهدأ حتى تعود اللعبة إليه، ولا بأس بأن يدفع في ذلك أي ثمن حتى ولو أدى الى تعريض مصر وأمنها القومي للخطر، فكان خطاب السيسي الحاسم في 24 يوليو بدعوة الجماهير للنزول الى الميادين يوم الجمعة 26 يوليو تفويضاً شعبياً، ودعماً سياسياً لجيش مصر لمواجهة أي عنف أو إرهاب، محتمل حدوثه من أي طرف مع وجوب التعامل مع من يثبت ارتكابه اعمال عنف، أو التحريض عليه وفقاً للقانون، ان المخاوف التي يرددها البعض ان هذه مقدمة لكي يطل الحكم العسكري برأسه مردود عليها، فالملايين التي خرجت في 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو قادرة على الخروج مرة رابعة، لكن تصوب مسار الثورة من جديد فثقتنا في الشعب المصري وفي عشقه للحرية تفــوق التصور وتتعدى حدود الخيال’.

‘صوت الأمة’: السيسي لديه معلومات دقيقة
عن مخططات عنف أو إ رهاب أو تخريب

ثم تقدم، مشكوراً مأجورا على حسن صنيعه، القيادي الإخواني والكاتب صاحب الضمير الحي والأمانة والموضوعية، كمال الهلباوي ليقول في نفس اليوم – الأحد – في ‘صوت الأمة’ وجزاه الله خيرا عن العرب جميعاً، مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين، خير الجزاء: ‘الفريق أول السيسي متهم من بعضهم بأنه قاد انقلابا على الشرعية، وانه خائن وعميل، وقيل في حقه ما قيل، ظلماً وعدواناً فأراد أن يشرح في خطابه للشعب العلاقة مع الرئيس المعزول والنصائح العديدة التي أبداها للرئيس بشأن الأمن القومي، أنا هنا لا أدافع عن الفريق السيسي، ولكن تفزعني تلك الاتهامات بلا دليل، والإشاعات وخصوصا من جانب الإسلاميين الذين يجب أن يقدروا الكلمة حق قدرها – ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد – اعتقد ان الفريق السيسي لديه معلومات دقيقة عن مخططات عنف أو إ رهاب أو تخريب، وهو يدرك من خلال تلك المعلومات أن الوطن يتعرض لأخطار أو مؤامرات داخلية أو خارجية، فسارع في ضوء الوضع الأمني المتردي، والتربص القائم والانقسام، والقراءة الخاطئة لثورة 30 يونيو، واعتبار دعمها من قبل القوات المسلحة وحمايتها، انقلابا على الشرعية رغم ان تلك القوات نفسها هي التي حمت ثورة 25 يناير، وأعجبني كذلك في الخطاب ما قاله: ‘احنا ناس بنخاف ربنا واللي بيخاف ربنا لا يخشى شيئاً على الإطلاق’، وقوله أيضاً: ‘كنا مخلصين وشرفاء، ونخشى الله ومن يخشى الله لا يغلبه أحد’ قيم عظيمة أشار اليها الفريق أول السيسي، أرجو ان يتعلمها و يعمقها الشعب تتمثل في الخوف من الله وخشيته وحده مع محبته وعدم الخوف ممن هم دونه على الإطلاق، وتتمثل تلك القيم كذلك في الإخلاص والشرف، وأنا أشعر بالسعادة بأن الجيش المصري على قلب رجل واحد، وهذا من فضل الله تعالى، ثم من حظ مصر، حتى لا نرى ما يسمى بالجيش المصري الحر مثل سورية، وكأن بقية الجيش عبيد وعملاء وخونة أو من أصل يهودي’.

فهمي هويدي: مذبحة الكوبري
جرائم تحسب على السلطة

وإلى ردود الأفعال على المذبحة التي حدثت فوق أكتوبر، حيث اتجهت إليه مجموعة سرايا انطلقت من رابعة العدوية، لاحتلال أجزاء منه وتوسيع نطاق الإمارة بعد إشارة من رشاش الدم صفوت حجازي الذي رفض السير في مقدمة المسكين الذين دفعوا بهم، وقال عنها زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير، فهمي هويدي يوم الأحد في مقاله اليومي المتميز في ‘الشروق’:’لا نعرف في تاريخ مصر مذبحة قتل فيها ذلك العدد من المصريين بأيدي مصريين في ليلة واحدة، فعلها محمد علي باشا والي مصر قبل أكثر من مائتي عام حين دعا أمراء المماليك وقتلهم جميعاً فيما عرف بمذبحة القلعة 1811، ورغم انهم لم يكونوا مصريين، إلا أن المذبحة دخلت التاريخ وظلت صفحة سوداء في سجل الباشا.
أما مذبحة رابعة العدوية التي وقعت ليلة امس – السبت – وتجاوز عدد القتلى فيها مائة شخص، وتلك التي سبقتها أمام مقر الحرس الجمهوري التي قتل فيها أكثر من خمسين شخصاً، إضافة الى حوادث القتل التي وقعت في المحافظات الأخرى، انها جرائم تحسب على السلطة، أياً كانت الحجج والرائع فان القتل الذي تم بأمر من السلطة سواء في القاهرة أو خارج حدودها، لا يمكن تبريره لا قانونياً ولا وطنياً ولا أخلاقيا، ولا يحسبن أحد من رجال السلطة مهما علا مقامه، ان ما جري يمكن قبوله حتى إذا تم في ظل تفويض شعبي مهما كانت قيمته، ذلط اننا لا نفهم وا نتصور اننا بصدد تفويض بالقتل يحصد أرواح عشرات المتظاهرين أو المعتصمين السلميين ويغرق الوطن في بحر من الدماء، وإذا كان لمثلي أن يتمنى في اللحظة الراهنة، فلست أتمنى أكثر من أن يوقف القتل ويعود العقل الى مكانه هادياً ومرشداً، لكن أخو ما أخافه في ظل الافتتان بالتفويض المزعوم والاغترار بالقوة ان تتسع بحيرة الدم وأن يهيمن الجنون بحيث ينضم الوطن في النهاية إلى قائمة الضحايا، صلوا من أجل مصر في محنتها’.

‘الوفد’: مذبحة محمد علي
كانت مطلبا شعبيا

وقال في نفس اليوم الأحد عن مذبحة القلعة زميلنا وصديقنا في ‘الوفد’ ورئيس تحريرها الاسبق عباس الطرابيلي: ‘لا أدري لماذا تعود إلى ذاكرتي حكاية مذبحة القلعة الشهيرة، ولكن لا جادل ان هذه المذبحة كانت مطلباً شعبياً قبل ان تصبح من أهم مطالب محمد علي باشا، كان الرجل يريد ان يبدأ مشواره العظيم لبناء نهضة حقيقية فيم صر، ولكنه رأى ومعه كل الشعب ان يديه مكبلتان، بل مغلولتان الى عنقه بسبب وجود المماليك، ليس فقط كقوة تناطحه السلطة ولكن كعنصر أساسي يمنع تحرك الرجل لينفذ مشروعه التنموي العظيم وكان معه في ضرورة التخلص من المماليك كل قوى الشعب بداية من زعماء البلد وشيوخ الأزهر حتى أصغر تاجر أو مواطن، واختلفت الآراء حول هذه المذبحة، القلة من المؤرخين هاجموها وأدانوها، ولكن الأكثرية أيدتها، ورأتها البداية الصحيحة لبدء تنفيذ خطة بناء مصر الحديثة وقد كان.
ومصر تحتاج الآن للعمل بنظافة حتى تبدأ إعادة بناء الوطن دون أي عوائق داخلية أو خارجية، والآن اصبح الإخوان يمثلون العقبة الأكبر في طريق إعادة البناء، وهذا هو ما دفع الشعب للخروج لإسقاطهم يوم 30 يونيو ثم استجابة الشعب لما اقترحه الفريق السيسي ليحصل على تفويض شعبي بتنظيف البلاد حتى نبدأ بناء مصر من جديد. والشعب يسأل، ماذا سيفعل الفريق السيسي بعد أن حصل على هذا التفويض الشعبي الإجابة سوف تظهر بعد أيام معدودات، فما الذي تخبئه الأيام للإخوان ولمصر’؟

النور والإخوان: كان انقلابا عسكريا ناعماً

وإلى المعركة المشتعلة بين جمعية الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور، وبين الإخوان المسلمين وباقي الجماعات السلفية التي تعمل أدوات لها، وأنا لا أتهم، وإنما اتحدث عن واقع على الأرض، ومنهم مجموعات في جمعية الدعوة وحزب النور ايضا، وقد هاجم الدكتور أحمد فريد نائب رئيـــــس جمعية الدعوة السلفية الإخوان بقوله عنهم في مقاله له بجريدة ‘الفتح’، لسان حالها، قال فيه يوم الجمعــة قبل الماضية: ‘أتساءل: هل قامت فعلا ثورة 25 يناير، الذي يظهر اليوم انه كان انقلابا عسكريا ناعماً كما أن 30 يونيو كذلك كان انقلابا عسكريا ناعماً نتيجة لضغط شعبي صادق في 25 يناير وضغط شعبي مصطنع من الجيش والشرطة والنصارى والفلول والبلطجية في 30 يونيو، والذي يعضد هذا التوصيف أن الشرطة اليوم هي شرطة مبــــارك والإعلام إعلام مبارك والقضاء قضاء مبارك وإن شئت قلت الجيش جيــــش مبارك، والمخــــابرات مخابـــرات مبارك وقد سعت هذه الأجهـــــزة عــــامين ونصـــف العام تقريبا على ارجاع نظام مبارك مرة ثانية، وإن لم يكن في شخص مبارك أو أحد أبنائه وتمالأت هذه الأجهزة وأحدثوا موجــة عالية لم يكن للإخوان المسلمين والسلفيين وسائر الفصائل الإسلاميـــة طاقة بها، لأن مواجهة هذه الأجهزة مجتمعة مع طوائف من النصارى والعلمانيين والمخدوعين بالإعلام الكاذب من المسلمين يعرض البلاد والعبد لمخاطر كثيرة قد تصل الى حرب أهلية بالأسلحة، ولعل هذه الرؤية هي التي دعت الدعوة السلفية للانسحاب من المشهد، ومحاولة تقليل الخسائر بقدر الاستطاعة والتوفيق بين الطائفتين، ومن غابت عنه هذه الرؤية، اتهم الدعوة وقادتها بالخيانة والخذلان مع ان المسألة اجتهادية محضة وأصل المظاهرات قد يكون ايضا من المسائل الاجتهادية، ولم تكن موجودة في زمن السلف فضلا عن أن تكون في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان ينبغي على المنتمين لفصائل الإسلامية أن يحترموا اجتهاد الدعوة وأن يحسنوا الظن صناع القرار فيها.
فليس العلاج في خروج النساء والأطفال والرجال العزل الى الشوارع والميادين حتى يكونوا لقمة سائغة لأجهزة مبارك القمعية ولبطش البلطجية في محاولة إرجاع مرسي الى رئاسة مفرغة لأن كل الأجهزة تخالفه وهي بالفعل ضده ولو كان يستطيع لغير هذه الأجهزة في فترة حكمه سنة كاملة’.

ابتعاد الدعوة السلفية والنور
عن دخول المواجهة بجانب الإخوان

أي أن ابتعاد الدعوة السلفية والنور عن دخول المواجهة بجانب الإخوان وباقي فصائل السلفيين والإرهابيين في الجماعة الإسلامية، وحزبها البناء والتنمية، كان لتأكدهم من عدم القدرة على مواجهة الخصوم، ولذلك فضلوا الابتعاد، أما لو كانوا على ثقة من قوتهم لما ترددوا في القتال، ولفعلوا نفس ما فعله أصحابهم في السلفية الجهادية من إلقاء الأطفال من أسطح العمارات في الإسكندرية خاصة ان أحمد فريد هو الذي اسس جماعة مهمتها جمع أسماء الشيعة في مر وتعقبهم وكانت تطالب المواطنين بإمدادها بأسمائهم وعناوينهم، أي انهم في النهاية أناس لا يمكن الثقة فيهم.

‘صوت الأمة’: حزب النور
يمارس ابتزازه القديم

ولذلك قال عنهم زميلنا كاتب ‘صوت الأمة’ الساخر والمتميز في عباراته محمد الرفاعي والذي يثير في ذكريات حواري حي بولاق أبو العلا التي ولدت فيها ونشأت وكبرت الى ان اصبحت رجلا قال وأشجاني بما قال يوم الأحد قبل الماضي: ‘مازال حزب النور وخلفه جماعة، هاتي الفانوس يا ولية، وتعالي نبوس على الزراعية، يمارس في القاعات المغلقة نفس اللعبة القذرة، ثم يخرج على الناس وقد غسل يديه من دماء القتلى، ويستعيذ بالله من الشيطان والدولة المدنية الكافرة ويمارس ابتزازه القديم، لعله يرفع عمائمه المقلوظة وما يستجد من ميادين.
ويخضب لحيته الطويلة ولا عامود النور بالحناء في قصر الاتحادية الذي مازالت تفوح منه رائحة المحشي والكفتة التي كان يطفحها الراحل الى سجن طرة بإذنه تعالى، مازال حزب النور السلفي الحامل لارث مشايخ الإخوان، بس للأسف ما عرفش يلطش منهم السواك، مصراً على أن يقف في طريق الثورة كالعمل الردي، حتى إذا حانت اللحظة المناسبة أخدها مقلب حرامية وغطاها وقعد يصوت عليها، الغريب والعجيب أن حكومة الحاج حازم الببلاوي وقفت امام عمائم السلفية تغني على طريقة الريس متقال، المصالحة بتاع المصالحة.
يا فراولة، وكنت فين وأنا فين، جتلي منين، والعمة دي كانت غايبة عني فين، رغم انها اعلنت اكثر من مرة ان الحكومة الجديدة ستكون حكومة تكنوقراط حتى تستطيع مواجهة المصيبة السودة التي حدفتها على دماغنا جماعة العياط القتلة، لكن يبدو ان الحاج ببلاوي خاف ان يقرأ مشايخ السلفية عليه وعلى حكومته عدية ياسين، وآخر فضائح عملية الابتزاز ترشيح ايناس عبد الدايم وزير للثقافة، فجأة اعترض مشايخ السلفية لأنها بتعزف فلوت، والفلوت يثير غرائز الإخوان المؤمنات، وبالتالي حامله ونافخه في النار، بالإضافة إلى ان اسمها ايناس والمؤانسة مكروهة شرعاً’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية