استمرار البناء الاسرائيلي يعرض الامل بحل سياسي للخطر
14 - أغسطس - 2013
حجم الخط
0
من يتابع خطط البناء الحثيثة في القدس مؤخرا سيأخذ الانطباع بان قبل لحظة من الانتخابات البلدية قرر رئيس البلدية ووزير الاسكان ان يحلا دفعة واحدة أزمة السكن في المدينة. في غضون اسبوعين امتشقت ودفعت الى الامام، الواحدة تلو الاخرى خطط كانت موضوعة منذ زمن بعيد على الرفوف. في بعض من هذه الخطط لا توجد على الاطلاق بشرى للعائلات والشباب الذين يختنقون تحت ضائقة وغلاء السكن في القدس، لان هذه خطط موضعية تدفع الى الامام مشاريع استفزازية لجمعيات مستوطنين في قلب احياء فلسطينية. وحتى ما بدا كحلول ممكنة، مثل عطاءات وزارة الاسكان لبناء 1200 وحدة خلف الخط الاخضر، التي نشرت هذا الاسبوع، جاءت عمليا لتخرب على مساعي استئناف المسيرة السلمية. في بداية المفاوضات السياسية وعشية الانتخابات البلدية، تصبح القدس خشبة البقاء السياسي للسياسيين من اليمين. فالبيت اليهودي ورجاله، نفتالي بينيت واوري ارئيل، يحاولون تبرير استمرار وجودهم في حكومة المفاوضات بزخم البناء في القدس. رئيس البلدية نير بركات، الذي كان حتى وقت قصير مضى المرشح الوحيد لرئاسة البلدية، تضرر جدا من نتنياهو الذي نقل في اللحظة الاخيرة تأييده الى موشيه ليئون، مرشح الاصوليين وليبرمان. وفي ضيقه، وضع بركات جل حماسته نحو صوت اليمين الديني المتطرف. ليست هذه هي المرة الاولى التي يقوم بها رئيس بلدية انتخب ويواصل تسويق نفسه كبشرى علمانية وأمل للشباب في القدس بالتعاون مع اليمين الديني وحث اجندة متطرفة ليس لها اي صلة بمصلحة المدينة. الغموض هو جزء من المفاوضات السياسية، ولكن في كل ما يتعلق بالقدس يبدو ان رئيس الوزراء اختار الغموض كبديل عن الخطة السياسية. منذ البداية حاول نتنياهو خلق الانطباع بان القدس هي خارج طاولة المباحثات في الجولة الحالية من المحادثات، الامر الذي كل ذي عقل يفهم انه ليس ممكنا، ونفاه فريق وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وفي البيت اليهودي يفهمون هذا ايضا، وعليه فانهم يضعون نوايا نتنياهو قيد الاختبار: فهم يدفعون الى الامام بخطط بناء في القدس الشرقية ويفحصون ماذا سيكون رد الفعل في ديوان رئيس الوزراء. كل صمت لنتنياهو يترجم في رادار البيت اليهودي كعلامة فارقة اخرى في خطة احباط الحل السياسي في القدس. ومن علامة فارقة الى اخرى تتبين الخريطة المستقبلية للقدس وللعجب فان خريطة البيت اليهودي وخريطة نتنياهو متطابقتان على نحو مدهش. السكان اليهود في العاصمة انتخبوا في الماضي نير بركان لانهم املوا بجدول اعمال مدني يقود المدينة الى الازدهار والتنمية. القليل من هذا فقط حصل في اثناء ولاية بركات، وهذا ايضا بالاساس بسبب النشاط الحثيث لشبكات اهلية من الشباب. يعرض بركات نفسه كسيد هذه الجماعات، ولكن ممثليها في مجلس البلدية وجدوا أنفسهم مرات عديدة في المعارضة له، بسبب غمزه المتواصل لليمين الديني والاصولي ممن اداروا له في النهاية ظهر المجن. ان الارتباط الوثيق بين بركات واليمين الديني المتطرف سيولد مزيدا من المستوطنات الهاذية في قلب احياء فلسطينية في القدس الشرقية وسيسرع البناء الاسرائيلي في القدس الشرقية. ليس مثلما في مدن اخرى، الانتخابات البلدية في العاصمة لا تدور فقط على السكن، الثقافة والتعليم. فاستمرار البناء الاسرائيلي في الشطر الشرقي من المدينة يعرض للخطر الامل بحل سياسي وجعل القدس مدينة ثنائية القومية تعيش فيها طبقتان، اسرائيلية وفلسطينية، توجد بينهما هوة استغلال وظلم. للقدس مطلوبة رؤية لا تكتفي بمجالات ثقافية جديدة ومسارات للدراجات الهوائية، بل تسعى الى تسوية متفق عليها تعترف بطابعها متعدد القوميات وتعددها. الاجوبة توجد في ديوان رئيس الوزراء. اذا كانت توجد خطة سياسية، فعليها أن تقف عند الاختبار على الارض، وفي القدس أولا.