بيروت- “القدس العربي”:
بعد ساعات على تقليل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، من أهمية ضبط الحدود ودعوته إلى التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، أعلنت قيادة الجيش في بيان “أن وحدات الجيش ضبطت على الحدود اللبنانية – السورية الشمالية والشرقية وبتواريخ مختلفة ما بين 7/5/2020 و14/5/2020، 10 صهاريج وشاحنات محمّلة بحوالي 215000 ليتر من مادة المازوت، كما ضبطت شاحنتين و4 بيك آب محمّلة بحوالي 71 طناً من الطحين، كما أوقفت 25 شخصاً “.
ولفت البيان إلى أن “وحدات الجيش تتخذ الإجراءات الضرورية لضبط الحدود ومنع التهريب عبر المعابر غير الشرعية، وأن الموقوفين أحيلوا مع المضبوطات إلى الجهات القضائية المختصة”.
وقد حضر موضوع التهريب على الحدود في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب، واتخذ المجلس قراراً بمصادرة الشاحنات والصهاريج التي تهرّب مع حمولتها، على أن يصدر القرار بموجب مرسوم من دون حاجة إلى تعديل قانون.
وكانت مواقف الأمين العام لحزب الله من موضوع التهريب قوبلت باستهجان من ناشطين في قوى 14 آذار، وبرفض لأي تطبيع مع النظام السوري، وذكر بعضهم أن “من يريد التطبيع مع بشار الأسد ليذهب إليه ويجلس في حضنه ويطبع على خدوده قبلات العمالة”.
وغرّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر تويتر منتقداً مقررات المجلس الأعلى للدفاع، واعتبرها “مخيّبة للآمال”، وقال: “هذا كلام سمعناه مراراً وتكراراً في السابق، ولم يفضِ إلى أي نتيجة عملية على الأرض”.
ورأى أن “ما تمخّض عنه اجتماع المجلس الأعلى للدفاع يعني لا قرار، ومزيداً من التسويف، وهو يعني عملياً الاستمرار بخسارة مئات ملايين الدولارات سنوياً جراء عمليات التهريب الجارية بالوقت الذي نستجدي فيه من الخارج حفنة من الدولارات”.
وأكد “أن كل ما هو مطلوب قرار سياسي واضح وحاسم في الحكومة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وكل القوى الأمنيّة المعنية بإغلاق معابر التهريب، غير الشرعية، بين لبنان وسوريا كلياً”.
كما ردّ النائب نديم الجميل على رفض نصرالله نشر قوات دولية على الحدود، فقال: “نصرالله يشيطن أي قرار يخدم لبنان ويعتبره مضراً بمصلحته.لا يا سيّد.. لا خلاص.. ولا قيامة قبل حل مشكلة السلاح المهيمن على الدولة وسيادتها”.
وأضاف: “القراران 1559 و1701 يخدمان مصلحة لبنان شئت أم أبيت، مع أنك تعتبرهما يستهدفانك وأنت حرّ! نحن نقول لبنان أولاً وأنت تقول إيران أولاً”.
أما المنسّق السابق لقوى 14 آذار، فارس سعيد، فعلّق على بيان الجيش حول ضبط شاحنات على الحدود قائلاً: “كل جهود الجيش المشكورة على الحدود مع سوريا لا تلغي ضرورة مؤازرته بقوات دولية وفقاً للقرارات ذات الصلة”.
يُذكَر أنه وفي محاولة لوقف الهدر في قطاع الكهرباء الذي يكلّف الدولة سنوياً خسائر بملياري دولار، وافق مجلس الوزراء على مذكرة التفاهم مع الشركات الراغبة في إنشاء معامل الكهرباء في لبنان. وقال وزير الطاقة ريمون غجر: “وافقنا على مذكرة التفاهم مع الشركات مع بعض التعديلات بكل تفاصيل الاتفاق والشروط المتبادلة”.
وأضاف: “هناك استعداد من الشركات للتعاون وتمّ توحيد مذكرات التفاهم بمذكرة واحدة تمت الموافقة عليها والصين أبدت رغبة بالتمويل”.
وأوضحت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد “أن العمل سيبدأ في المرحلة الأولى في الزهراني ثم في دير عمار”.
ولفتت عبد الصمد بعد الجلسة إلى أن “رئيس الحكومة أكد أننا بحاجة لمواكبة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي داخلياً، وشدّد على متابعة التحقيقات في المضاربة على العملة الوطنية”، داعياً “لكشف جميع أسماء المتورطين، كذلك بملف الفيول المغشوش”، وقال: “نحن حريصون على كشف الحقيقة من دون أن نتدخل، ولن نقبل بمسايرة أو كيدية”.
إلى ذلك، عادت إلى بيروت والمناطق اللبنانية مشاهد الإقفال التام وخلو الشوارع من الحركة في اليوم الأول من تجديد التعبئة العامة لمدة أربعة أيام تنتهي صباح الاثنين المقبل، بعد عودة أرقام الإصابات بفيروس كورونا إلى الارتفاع، وسيّر الجيش والقوى الأمنية وشرطة البلديات دوريات لضبط المخالفات والسهر على حسن تنفيذ القرار.
وتأتي هذه الإجراءات بالتزامن مع استعداد لبنان لاستقبال الدفعة الثالثة من الطائرات التي تنقل لبنانيين من الخارج في ظل مخاوف من عدم التزام العائدين بإجراءات الحجر المنزلي، كما حصل مع عدد من المواطنين الذين نقلوا العدوى الى الآخرين، فيما أفيد أن 4 لبنانيين قدموا من افريقيا زوّروا نتائج فحوصات ال PCR كي يتمكنوا من العودة الى لبنان.