اسرائيل قلقة من مقاطعة الكنيسة الانجليكانية لشركة كاتربيلر بسبب سياسة هدم البيوت
لانه يربطها بالعنصرية في جنوب افريقيااسرائيل قلقة من مقاطعة الكنيسة الانجليكانية لشركة كاتربيلر بسبب سياسة هدم البيوت يخجل اللورد جورج كاري، كبير اساقفة كانتربري، وزعيم السبعين مليون مؤمن من رعايا الكنيسة الانجليكانية في العالم، ان يكون عضوا في الكنيسة.ويصف قرار المجلس الاستشاري في الكنيسة ـ لسينود قائلا: هذه صفعة في وجه اسرائيل ، في ظل استمرار استثماراتها في شركة كاتربيلر التي امدت الجيش الاسرائيلي بالبلدوزرات. ويتابع: هذا قرار بلا منطق او توازن وقد ادي الي توتر كبير بين اليهود والمسيحيين في بريطانيا .تدور في السنوات الاخيرة معركة عاصفة حول صورة اسرائيل في المملكة المتحدة. في الجانب الاول، منتدي البروفيسورات الذي يتطلع الي فرض المقاطعة الاكاديمية علي اسرائيل، مجموعة مهندسين معماريين يشجبون نظراءهم الاسرائيليين بالاضافة الي منظمات مؤيدة للفلسطينيين، تصور دولة اسرائيل علي انها دولة تفرقة عنصرية. ومن الجانب الآخر من المتراس ـ محاضرون مؤيدون لاسرائيل ينشطون ضد المقاطعة الاكاديمية وممثلون للجالية اليهودية في بريطانيا وسفارة اسرائيل في لندن. علي حد قول كاري، فان قرار المجمع الكنسي وضع الكنيسة دفعة واحدة في الجانب المناهض لاسرائيل.وقد قال كاري لصحيفة (هآرتس) في الاسبوع الماضي: لم تأخذ الكنيسة البعد الاسرائيلي في الحسبان بعد لقاء بين الاديان في وست منستر. ويتابع قائلا: الدعم للفلسطينيين احادي الجانب ويفرض علي اسرائيل المسؤولية المطلقة علي مشاكل الشرق الاوسط. هذا موقف غير صحيح لوضع معقد ويضر بكل العمل الذي بذلناه من اجل تقريب اليهود والمسيحيين .البلدوزر كسلاحاتخذ قرار المجمع الكنسي المثير للخلاف في السادس من شباط (فبراير) الماضي. جون رينولدز، رئيس المجموعة الاستشارية للاستثمارات الاخلاقية في الكنيسة قدم تقريرا حول نشاط مجموعته وذكر فيه عن الاباحية الجنسية والهندسة الوراثية والسلاح، إلا ان اعضاء المجمع الكنسي ركزوا اهتمامهم تحديدا علي ملاحظة حول القرار مفادها عدم ايقاف الاستثمار في كاتربيلر بقيمة اربعة ملايين دولار. وعلي حد قول الشركة فانها توقفت عن بيع البلدوزرات لاسرائيل، وهي تتعاون مع الكنيسة بصورة تامة، إلا ان للمجمع رأيا آخر علي ما يبدو.وبعد رينولدز، قام اغلبية المتحدثين بطرح مطلب اعادة النظر في القرار. وقال ممثل مكتب كبير الاساقفة علينا ارسال رسالة تضامن مع اخواننا واخواتنا في فلسطين وتابع بقوله: تخيلوا بينكم وبين انفسكم هذه الوحوش الضخمة المكونة من 53 طناً من الفولاذ وهي تندفع في الليل لتدمير منزلكم، وعندها ستدركون انها نوع من السلاح . ثم قال: انا ادعوكم جميعا لتذكر المسؤول الحقيقي عن هدم المنازل ـ حكومة اسرائيل . ثم قال: تلعثم قادتنا في مواجهة اسرائيل هو السبب من وراء تدمير المنازل الفلسطينية بالبلدوزرات .وطرح ممثل منطقة غيلفورد اقتراح قرار يدعو الي ارسال مجموعة الي المنطقة من اجل تدارس استمرارية الاستثمار، واوصي لجنة الاستثمارات الاخلاقية باعادة النظر في القرار. وجاء في القرار: في ظل الوضع المُلح والدعم الذي يحتاجه المسيحيون والفلسطينيون في المناطق (..) يتوجب العمل علي دراسة اللجنة القانونية تدمير المنازل بواسطة بلدوزرات كاتربيلر . وحصل الاقتراح علي اغلبية الاصوات بما فيها صوت روان وليامز كبير الاساقفة الحالي في كانتربري.ومن بين المعارضين القلائل للقرار كان الاسقف مسانيت البنز الذي يترأس مجلس المسيحيين واليهود وبرر موقفه في ان القرار لا يتطرق الي معاناة اسرائيل نتيجة للارهاب وانه غير متوازن وانه سيمس بعلاقة الكنيسة الانجليكانية مع اليهود. فوجئ المجمع الكنسي يقول سفير اسرائيل تسفي حيفتس: حتي ان كان القرار لا ينطوي علي اية خطوة استفزازية ويتابع: الا ان مجرد وجوده مثير للغضب ويطرح الكثير من الاسئلة عندنا .واستغرب كيف يمكن للكنيسة ان تسهم في المصالحة بين الاديان كما ترغب في الوقت الذي تتخذ فيه مثل هذه القرارات. خسارة اننا لم نسمعها تحتج علي تصريحات الرئيس الايراني حول تدمير اسرائيل ويبدو ان استثمارها في البلدوزات اهم من وجود اسرائيل .الحاخام الرئيسي في بريطانيا السير جوناثان ساكس وغيره من قادة الجالية اليهودية استغربوا من هذا التدخل في السياسية الشرق اوسطية رغم التأثير الشديد لذلك علي علاقات اليهود والمسيحيين في بريطانيا. لم تتلاشَ الازمة حتي الان. وفي الاسبوع الماضي اجتمع اعضاء الكنائس من ارجاء العالم في البرازيل وكان هذا اكبر مؤتمر للمؤمنين المسيحيين في العشرين سنة الاخيرة، وكان القرار من اكثر المسائل شحونة علي جدول أعمال الكنيسة الامريكية البرسفتريانية ، مثلا قررت اعادة النظر في قرارها الصادر في حزيران (يوينو) 2004 بايقاف الاستثمارات ذات العلاقة بالاحتلال الاسرائيلي . اما الكنيسة الانجيلية والافسيكوفلية فتدرسان الاستثمار في التنمية الفلسطينية بدلا من سحب الاستثمارات من اسرائيل. من المحتمل ان يكون اكثر شيء مثير للقلق بالنسبة لحكومة اسرائيل في سياق القرار هو العلاقة الناشئة في بريطانيا بين اسرائيل وحكم الابرتهايد في جنوب افريقيا التي كانت المقاطعة الاقتصادية من الحكومات والكنائس في الثمانينيات احد اسباب سقوطها الاساسية. آساف اوني هآرتس ( 27/2/2006)