كل الدلائل تشير إلى أن إدارة الرئيس أوباما، أعطت إسرائيل ما لم تعطه لها كل الإدارات الأمريكية السابقة. التنسيق المستمر بين البلدين وصل الى أعلى المستويات وفي كافة المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والإقتصادية. وصل التنسيق الى حد السماح لإسرائيل يالمشاركة في صنع القرار الأميركي، وهذا ظهر جليا في قرار تأجيل الضربة لسورية، تم بعد إتصال الرئيس أوباما برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو! ماذا يعني كل هذا، إنه وبكل صراحة يعني أن منطقة الشرق الأوسط كلها أصبحت تحت الهيمنة الإسرائيلية وهي صاحبة القرار فيها، وهي التي تحدد لأميركا متى تتدخل ومتى تلتزم الصمت! بدا ذلك جليا في الشأن الفلسطيني الذي أهملته الإدارة الأميركية بالكامل، وتدخلت به قبل أشهر لتجنيب إسرائيل أي لوم أو تقريع في الإجتماع السنوي للأمم المتحدة الذي سينعقد خلال هذا الشهر. أجبرت أميركا، السلطة الفلسطينية على العودة صاغرة للمفاوضات دون تحقيق أي بند من الثوابت التي كانت تصرح بها للعودة للتفاوض. لقد داست أميركا على كل القوانين الدولية وعلى النظام العالمي الجديد، إكراما لإسرائيل التي لا تخفي أطماعها بكل فلسطين وبما ضمته من أراضي سورية ومصر. نسيت إميركا مصالحها الحيوية فى المنطقة العر بية لأنها واثقة أن العرب لن يرفعوا رأسهم ويناقشوها فيما هي فاعلة في المنطقة. فى الشأن السوري، أعتقد أن إسرائيل هي من أشارت على أميركا بعدم التدخل منذ إندلاع الثورة في آذار 2011 لأن كل ما كان يجرى على الأرض السورية يصب في مصلحة إسرائيل. الجيش يتم إنهاكه فى حرب عصابات والشعب يتم تشريده وكسر شوكته ولن يعود شعبا واحدا بعد كل الذي جرى بين طوائفه المتعددة وهذا ما يجعل من المستحيل أن تكون سورية خطرا على إسرائيل في العقدين القادمين وربما أكثر. المنطقة العربية كلها يجري تدميرها حتى تبقى إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة والقوة القاهرة في المنطقة. محمد يعقوب