اسلام اباد تعتبر الغاء زيارة للضباط الافغان الى باكستان ‘رد فعل مبالغ فيه’

حجم الخط
0

عواصم ـ وكالات: رأت باكستان امس الخميس ان جارتها افغانستان ‘بالغت في رد فعلها’ على اطلاق نار من قبل باكستان على الحدود بالغائها زيارة لضباط.وكان الجيش الافغاني الغى الاربعاء زيارة احد عشر من ضباطه للمشاركة في تدريبات في كويتا (جنوب غرب) للاحتجاج على اطلاق قذائف باكستانية عبر الحدود على الاراضي الافغانية. وقالت وزارة الخارجية الافغانية في بيان ان ‘هذه الزيارة لن تتم بسبب تجدد اطلاق النار غير المقبول للمدفعية الباكستانية ضد مناطق مختلفة من ولاية كونار الاثنين والثلاثاء’. وقال حاكم المنطقة فضل الله وحيدي لوكالة فرانس برس ان نحو خمسين قذيفة اطلقت من باكستان وانفجرت في اقليمي ولاية كونار الواقعة في شرق افغانستان غير المستقر والمحاذية لباكستان ما تسبب في اضرار مادية. وصرح عزيز احمد شودري الناطق باسم الخارجية الباكستانية لوكالة فرانس برس ‘نعتبر ان افغانستان تبنت رد فعل مبالغ فيه على حادث صغير’، موضحا ان القوات الباكستانية ‘ردت بطريقة مسؤولة ومنضبطة’ على ‘تدخل من الجانب الافغاني’. واضاف ان زيارة الوفد العسكري الافغاني بدعوة من باكستان، كان يهدف الى تعزيز ‘التعاون والثقة المتبادلة’ بين البلدين الجارين اللذين يقيمان علاقات متقلبة. واكد ان هذه النشاطات ‘يجب ان تستمر لمصلحة السلام في المنطقة’. وكان الجيش الباكستاني دعا 11 ضابطا افغانيا للمشاركة في تمارين عسكرية في مدينة كويتا (جنوب غرب باكستان) بحسب بيان للخارجية. واذا كان صحيحا ان السياسيين الباكستانيين سيخوضون معركة شرسة على طريق الانتخابات العامة المرتقبة في ايار/مايو المقبل، فان شعورا يجمع بينهم وهو الخوف من اعتداءات تشل حملة بعض الزعماء.ففي بلد يعج بقوات الامن وتنتشر فيه الاسلحة بوفرة، يسيطر على الاحزاب مع دنو استحقاق الانتخابات في 11 ايار/مايو المقبل هاجس الاعتداءات التي تقوم بها جماعات اسلامية بشكل منتظم والخصومات السياسية والاتنية والدينية المتفجرة وشبح العنف. وبعد اكثر من خمس سنوات على اغتيال زعيمة حزب الشعب الباكستاني بنازير بوتو فان شبح رئيسة الوزراء السابقة ما زال يخيم على الطبقة السياسية الباكستانية. فمنذ ذلك الاعتداء يشهد الوضع الامني تدهورا مستمرا في باكستان مع تصعيد اعمال العنف الطائفية و’حرب العصابات’ في مدينة كراتشي (جنوب) وهجمات حركة طالبان الباكستانية. وهؤلاء المتمردون المطالبون باقامة دولة اسلامية يكثفون الهجمات على قوات الامن المتهمة في نظرهم بمساعدة الولايات المتحدة في ‘الحرب على الارهاب’، وعلى الاحزاب العلمانية. وقد هددت حركة طالبان الباكستانية حزب الشعب الباكستاني وحزب رابطة عوامي القومي، وهو تشكيل علماني يحظى بدعم تاريخي في اوساط البشتون، الشعب الذي يشكل الغالبية داخل طالبان، والحركة الوطنية المتحدة، اول حزب سياسي في كراتشي، والرئيس السابق برويز مشرف الذي عاد من المنفى. ويفترض مبدئيا ان يقود بلاوال بوتو زرداري (24 عاما) نجل بنازير بوتو وزوجها الرئيس اصف علي زرداري، قوات حزب الشعب الباكستاني خلال هذه الحملة لكنه غادر هذا الاسبوع البلاد الى دبي. وصرح المتحدث باسم الحزب قمر زمان كايرا لوكالة فرانس برس ان بيلاوال سيظهر عبر الفيديو او الهاتف اثناء التجمعات. وسيبقى زعيم حزب عوامي الطاف حسين المقيم منذ زمن طويل في لندن، في بريطانيا وسيلقي كلمات ايضا كعادته عبر الهاتف او الفيديو. اما الرئيس السابق برويز مشرف الذي عاد الاحد من منفاه للمشاركة في الانتخابات فاضطر لالغاء تجمع كبير في كراتشي بعد تهديدات طالبان المباشرة بقتله. واقتصر الرجل القوي السابق في باكستان الذي حكم بين 1999 و2008 على ارتجال تصريح مقتضب في المطار قبل مواكبته الى احد الفنادق المحاطة بتدابير امنية مشددة. وكانت حركة طالبان الباكستانية الموالية لتنظيم القاعدة اعلنت السبت الماضي انها ‘اعدت وحدة كومندوس من الانتحاريين خصيصا (لقتل) مشرف’ لدى عودته. وقال السناتور زاهد خان من رابطة عوامي الحزب الذي اغتال الطالبان احد ابرز قادته بشير بيلور في كانون الاول/ديسمبر الماضي، متسائلا ‘ان استهدف احد الاحزاب ولم يستطع القيام بحملته بحرية فكيف سنتمكن عندئذ من القول ان هذه الانتخابات نزيهة وشفافة؟ وما ستكون مصداقية هذا الاقتراع؟’. وان كانت الاحزاب العلمانية في مرمى المتمردين فان التشكيلات الاكثر محافظة تتوخى من جهتها الحيطة والحذر. ويجوب بطل الكريكت السابق عمران خان الذي يطلق عليه خصومه اسم ‘طالبان خان’ ويأخذون عليه مواقفه التي يعتبرونها مائعة الى حد كبير ازاء المتمردين، البلاد في سيارة مصفحة. وقد اوقفت السلطات شبكة الهاتف النقال المستخدم لتفجير قنبلة عن بعد، اثناء تجمعه الضخم في نهاية الاسبوع الماضي في لاهور (شرق). وقال شفقة محمود المتحدث باسم تشكيله ‘انه وضع صعب، علينا المشاركة في الانتخابات والنظر بجدية الى الامن… ليس الامر سهلا لكن هذا هو الوضع’. وترجح استطلاعات الرأي الاخيرة فوز الرابطة الاسلامية بزعامة نواز شريف التي تؤيد صراحة اجراء حوار مع طالبان، وتحمل الحكومة مسؤولية هذا التدهور للوضع الامني لانها قامت ب’خطوة الى الوراء’ في ‘تعهداتها’ التي التزمت بها مع المتمردين. وتوقع صديق الفاروق المتحدث باسم هذا الحزب المحافظ ان تتخلل الانتخابات ‘بعض الاحداث المعزولة’ لكن الحملة ستبقى سلمية برايه. qarqpt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية