ppالقاهرة – ‘القدس العربي’ – من حسنين كروم: كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة الجمعة عن الاجتماع الذي عقده الرئيس مبارك مع رئيس الوزراء وأعضاء المجموعة الوزارية الاقتصادية لبحث آثار الأزمة العالمية على الاقتصاد المصري، وطالب الوزراء بأن يشرحوا للشعب حقيقة الأزمة وآثارها، وهذا يعني أن الرئيس بدأ يحس ليس بآثارها السيئة الحالية فقط وانما عن زيادتها في الأيام القادمة، وانعكاساتها على الأوضاع الداخلية القلقة، والتي تتمثل في تسريح العمالة في مصانع القطاع الخاص، كما أن الحكومة ستقوم بضخ خمسة عشر الف مليون جنيه أخرى في مشروعات البنية الأساسية، ليكون اجمالي المبلغ ثلاثين الف مليون، وأكد وزير المالية الدكتور يوسف غالي ان هذا المبلغ تمت استدانته، وستتحمله الأجيال القادمة، وبدأت الشكاوى من زيادات في اسعار مياه الشرب دون الإعلان عنها، ومباراة فريق النادي الأهلي مع الصفاقسي التونسي، وانتهاء فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.pppوظهور حالة في السويس لإصابة بانفلونزا الطيور واعلان الطوارئ فيها، ومؤتمر صحافي لوزير الزراعة نفى فيه وجود علاقة حالية له مع شركة أوبتيما وانخفاض في درجات الحرارة بعد موجة من الدفء، وتوقيع وزير الخارجية احمد أبو الغيط، على حركة تنقلات واسعة في السلك الدبلوماسي والقنصلي، وتقديم مجدي أحمد حسين الأمين العام لحزب العمل المجمد لمحاكمة عسكرية بتهمة التسلل لغزة بطريق غير شرعي وبدون جواز سفر، والسلطات في مالطه تلقي القبض على خمسة وثلاثين شابا مصريا أرادوا التسلل اليها.وإلى قدر لا بأس به مما لدينا في نهاية الاسبوع، ولدينا بواق وفضلات هامة عن البرودة الجنسية عند السيدات المصريات، والأزمة الاقتصادية ومعارك الصحافيين، وتشجيع قناة ‘الجزيرة’ لمحاولة أحمد منصور تشويه صورة خالد الذكر.تحذيرات من شراء الاسرائيليين ابنية وسط القاهرةونبدأ بالقضية التي فجرها الدكتور مهندس ممدوح حمزة عن وجود مخطط تنفذه شركتان لشراء عمارات وسط القاهرة التاريخية وهدمها، لبناء أبراج فيها، مثل شركة الإسماعيلية – وعلق على ذلك في ‘الدستور’ يوم الأحد، زميلنا وائل عبدالفتاح قائلا: ‘القضية هنا ليست مجرد شركات عقارية تخطط لخطف عمارات وسط البلد، ولكنها قضية سياسية وثقافية وفنية، وسط البلد هو قلب المدينة، وعندما تقرر جهة ما في النظام تطويرها لا بد أن تتخلى قليلا عن أنانيتها المفرطة وتتنازل عن غوايتها في النهب والخطف، لماذا تتعامل الجهات المسؤولة بغموض مع ما يحدث في وسط البلد، هل يمكن أن يتم تطوير هذه المنطقة المهمة بكل هذا الكتمان؟ الغموض والكتمان يوحيان بـ’مؤامرة’ وليس لتطوير قلب القاهرة.وسط البلد جزء مهم من المستقبل السياسي لمصر والسيطرة العقارية على قلب المدينة لا يمكن فصله عن الصراع على كرسي الرئاسة، والمخيف في هذا أن النخبة الموجودة في الحكم تنتمي غالبا إلى رأسمالية متوحشة، عديمة الذوق ترى أن أعلى مراحل الفن هو، الشياكة الفارغة، لا يهمها روح المدينة ولا علامات تاريخها، نخبة يمكنها أن تصنع سوليدير، وميني دبي، لكنها لا يمكن أن ترقى إلى مشروع لتطوير باريس أو روما، حيث التطوير لا يعني اختفاء فخامة تافهة، بل الحفاظ على روح المكان’.’حريتي’: انهم يشترون الفيلات الاثرية؟وانتقلت القضية من وائل الى زميلتنا بمجلة ‘حريتي’ جمالات يونس التي حذرت صراحة من اليهود قائلة: ‘حركة شراء محمومة للعقارات والأراضي والفيلات الأثرية بوسط القاهرة ومنطقة المعادي يقوم بها مستثمرون يدفعون بسخاء شديد ملايين الجنيهات.الغريب أن هذه العقارات ما زالت مسكونة وهي مؤجرة بالمناسبة بمبالغ زهيدة وقد ورثها مستأجروها لأبنائهم وطبقا للقانون لن يستردها هؤلاء المستثمرون قبل 40 سنة على الأقل، ويفاخر المشترون الجدد بأنهم يملكون خرائط لهذه المناطق لمدد تزيد على 400 سنة مضت لا أعرف من أين أتوا بها وأشك أن مثل هذه الخرائط موجودة أصلا في المحليات أو في مصلحة المساحة.المستثمر الذي هدفه الربح فقط لا يفكر بهذه الطريقة وما يحدث في وسط القاهرة الآن لا أراه منفصلا عما يحدث في مولد أبو حصيرة أو حتى عن المؤتمر اليهودي الذي سيعقد في تل أبيب هذا العام للتوثيق لأملاك اليهود في مصر، ولا عن محاولات المستثمرين القطريين لشراء أراض في سيناء لحساب إسرائيليين وليس منفصلا أيضا عما يقال إن وراء المستثمرين العرب الذين اشتروا عمر أفندي ما وراءه، حركة الشراء المحموم لعقارات وسط البلد تزامنت مع إثارة قضية ممتلكات اليهود في مصر وقد رفعوا لذلك 3500 قضية لاستردادها.الأمر جد خطير ولا يدخل أبدا تحت تشجيع الاستثمار والمفروض أن هناك أجهزة أمنية ورقابية تتابع ما يحدث حتى لا نقوض القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى لأنه بإثارة ممتلكات اليهود في مصر وكأنهم يقولون إن حق العودة ليس للفلسطينيين فقط’.’البديل’: ايد خفية تستملك ابنية مصر الحيويةويوم الخميس دخل الباحث البارز الدكتور نادر فرجاني في مقال له بـ ‘البديل’ الى دائرة المحذرين من مؤامرة يهودية مع عناصر مصرية، في هذه العملية قائلا: ‘حتى لا نصحو يوما على قلب القاهرة، وقد خسرنا طابعه المعماري والثقافي، وأعيد تخطيطه به ملكيات عقارية ضخمة ليهود صهاينة أو واجهات شكلية ليهود صهاينة أو مناصرين للصهيونية، يتعين الالتفات لما يجرى في وسط القاهرة وكثير من أحيائها التراثية، وأقصد الالتفات بما يتعدى التبريرات الشكلية والواهية للمسؤولين في نظام حكم الفساد والاستبداد الراهن في مصر، هذه التبريرات ليست في ضوء جسامة الخطر المحيق إلا تخاذلا يصل إلى حد الضلوع أو التواطؤ، ولكي لا يساء الفهم فالكاتب عدو لدود للصهيونية، باعتبارها مشروعا استعماريا إحلاليا وتوسعيا، ليس اغتصاب فلسطين التاريخية وتشريد أهلها إلا قاعدته الأولى في المنطقة العربية، ولكن الكاتب يكن في الوقت نفسه، الاحترام الواجب لليهودية كدين منزل، ويحترم اليهود الشرفاء المناهضين للصهيونية أكثر من خونة العرب والإنسانية، أيا كان دينهم لكن الخطر محل هذا المقال يتعدى الحساسيات الواجبة تجاه مسألة الأديان، وليس من المستبعد في ضوء سيادة اليهود ذوي التوجهات الصهيونية في دوائر المال والعقارات في الغرب أن يكون وراء هذا السعي المحموم تصورات لاستعادة النفوذ اليهودي في مصر ثروة وثقافة من مدخل إعادة تنسيق المعمار في قلب القاهرة، وقد لا يعلم كثيرون أن تمصير ملكية بعض المباني المهمة في وسط القاهرة لم يشمل أراضيها وبقيت ملكية الأراضي ليهود بينما انتقلت ملكية الحوائط والأسقف لشركات التأمين.المحزن حقيقة في الموضوع أبعد من ذلك، أن هناك شواهد على أن الأفراد من عائلات رأسمالية مصرية ضخمة ضلع في عملية الاستملاك المجنونة، ومساهمون في الشركات الواجهات في مصر أو في الشركات الأم في الخارج، الخشية هنا هي فقد الطابع المصري للاقتصاد والثقافة الذي ناضل الشعب المصري من أجل استرداده من حقبة كانت فيها مصر، ثروة وثقافة لغير المصريين وأذنابهم ممن يحملون الجنسية دون شرف الانتماء الحق لها’.مطالبة بشارع يحمل اسم البطل عوني جرجسوإلى المشاكل والانتقادات المتنوعة، وعندنا اليوم اثنتان منها، الأولى لزميلنا والكاتب الاقتصادي البارز، ماجد عطية وآثارها في جريدة ‘وطني’ القبطية وهي: ‘التقطت اسم الشهيد البطل الوطني الفدائي الانتحاري نقيب بحري عوني عازر جرجس من خلال نعي المرحوم الأستاذ الدكتور سمعان بطرس فرج الله وعرفت من النعي أن المرحوم الدكتور سمعان هو زوج شقيقة الشهيد.أقدم عوني نموذجا للبطولة الوطنية التي تضحي ولا تطلب، سيذكر التاريخ الوطني والعسكرية المصرية أن أول ‘فدائي انتحاري’ مصري كان هو النقيب بحري عوني عازر جرجس، انتحاري في وجه ‘سلاح العدو’ وليس في اتجاه قتل الأبرياء في الشوارع والبيوت.تذكرت اسم البطل الشهيد من النعي المكتوب وكنت قد شاركت في تشييع جنازته ممثلا لجريدة ‘الجمهورية’ حيث كنت أعمل في ذلك الوقت ورأيت شموخ الوالد اللواء عازر جرجس في صمته أمام قضاء القدر ودمعة حائرة في مقلتيه، ورأيت ‘الخطيبة الحبيبة’ وقد بللت الدموع وجهها بغير انهيار، ركب عوني ‘اللانش’ البحري المجهز مع زميله السوري نقيب بحري ‘جول جمال’ في اتجاه باخرة حربية إسرائيلية كانت تتخايل في المياه الإقليمية المصرية في تحد فاجر للإرادة الوطنية، استقل الفارسان’ ‘اللانش’ في اتجاه الباخرة المعادية ليفجراها ويتفجرا معها، تفجر جسد الفارسين داخل اللانش ولكن روحيهما بعثتا في الوطن روح الانتصار والفخار، كلاهما تطوع للمهمة، وكلاهما كان يعرف أنه سيموت، وبموتهما بعثت روح المقاومة الوطنية.يومها وقف الرئيس جمال عبدالناصر ليعلن على العالم أن البحرية المصرية طاردت وفجرت الباخرة الإسرائيلية وتصفق الشعوب العربية كلها لمن صنع هذا النصر لمصر، شهيدان تطوعا بالحياة من أجل الوطن، أطلقت الحكومة المصرية اسم النقيب البحري السوري ‘جول جمال’ على شارع كبير في المهندسين، وإن كنت لم أسمع أن هناك شارعا مماثلا يحمل اسم ‘الشهيد عوني عازر جرجس’؟!’.وفي الحقيقة فقد راعني هذا الكلام لأبعد الحدود، ان كان صحيحا كما رواه ماجد، لأن الشهيد النقيب بحري عوني عازر جرجس، يستحق أن يطلق اسمه، على ميدان شهير، لا على شارع، ليكون دليلا على الوطنية التي تعلو على أي شيء، هذا خطأ يجب إصلاحه ان كان حقيقيا.مطالبة هيكل بكشف مصير وثائق قوميةونظل مع مشاكل التاريخ ولكن في مجلة ‘الإذاعة والتليفزيون’، والحديث الذي نشرته مع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الوثائق والكتب القومية صديقنا الدكتور صابر عرب، وأجراه معه زميلنا ايمن الحكيم، وقال فيه عن الوثائق التي عند أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل: ‘مع تقديرنا لهيكل وقيمته وقامته أريد أن أسأله سؤالا بسيطا وموضوعيا: ما مصير هذه الوثائق التي تمتلكها وهي كثيرة ومهمة ونادرة؟! كلنا زائلون وبحكم معرفتنا فإن أولاد الأستاذ هيكل غير مهتمين ولا معنيين بأمور التاريخ والسياسة، إذن فمكان هذه الوثائق الطبيعي هو دار الوثائق القومية!وأعتقد أن المشكلة تكمن في رغبة الأستاذ هيكل في أن يطمئن على وثائقه في المكان الذي سيودعه فيه، وأنا أستغل هذا الحوار لأوجه دعوة للأستاذ هيكل لأن يزورنا في دار الوثائق ليرى بنفسه تفاصيل أضخم مشروع من نوعه لإنشاء المبنى الجديد لدار الوثائق، وهو مشروع سيتكلف 100 مليون جنيه، وسننتهي منه خلال 18 شهرا وسيكون لدينا مبنى عالمي لحفظ الوثائق على مساحة 5 آلاف متر في عين الصيرة بجوار متحف الحضارة، والتمويل بالكامل يتحمله الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، وسنتسلم خلال شهور مبنى للوثائق معمولا فيه بأحدث القواعد الفنية والإجرائية والتأمينية يضارع أعظم دور حفظ الوثائق في العالم، وهو مشروع يقام بالتوازي مع مشروع التحول الرقمي للوثائق، وعمل مسح رقمي في الدار لتحويل كل المنتج الورقي الى منتج إلكتروني.وأتمنى ان يكون أرشيف هيكل ووثائقه باكورة أوراق المبنى الجديد لدار الوثائق، إما أن يسلمها لنا، أو يأذن لنا بالحصول على صورة منها على الأقل، وهو بهذا يكون قد قدم خدمة جليلة لهذا الوطن وخدمة أجل للباحثين والمؤرخين خاصة في النصف الثاني من القرن العشرين بالذات!’.مقارنة تنصيب اوباما بتنصيب مباركوإلى من دعونا، وندعو، وسنظل ندعو المولى عز وجل، أن يحميه من شر الحاسدين، والنفاثين في العقد، ولا أعرف كيف أصبح لهم نفوذ في جريدة ‘الوفد’، لأنه في يوم الأربعاء، لاحظت، أن أستاذ القانون بجامعة القاهرة وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد الدكتور محمود السقا، قال عن حفل تنصيب أوباما، ووجود عدد من الرؤساء الأمريكان السابقين فيه، وعدم وجود هذه الظاهرة عندنا: ‘على الشاطىء الآخر، وفي بلادنا، هل هناك ظاهرة البحث عن ‘رئيس سابق’ في بلادنا، وهل تاريخنا الحديث به هذه الوظيفة، أم أن ‘طبيعة الحكم الملكي – الجمهوري’ ليس فيه من يحال الى التقاعد وانما هو ‘التشبث بالحكم وأهدابه الى ما لا نهاية’، الحكم المؤبد’ والذي تنطبق عليه وعلى أمثاله ‘نظرية أفلاطون’ التي تتلخص في أن ‘غريزة الرئاسة’ قوية عنيفة وهي أقوى غرائز بني البشر، وعلى رأسها الرؤساء في بلادنا من المحيط الهادر، الى الخليج الثائر، سواء كنا في ظل الجبال، أم على ضفاف النيل، ولعلكم الآن تفهمون وتقدرون’.مسكين، رغم أنه استاذ قانون بارز، لا يعرف أن لكل بلد ظروفه الخاصة، وإذا كان هذا حال استاذ القانون فلم يكن عجيبا ان يقول المحامي، والسكرتير العام المساعد للحزب ورئيس اللجنة العامة في دمياط سامي بلح في نفس العدد عن موقفنا من العدوان على غزة.’الدستور’: ماذا فعل مبارك بسمعة مصر؟’موقف النظام المصري من هذا العدوان الوحشي الذي هز مشاعر البشر في كل أرجاء الأرض كان موقفا هزيلا لا يرقى لمستوى مصر وتاريخها العريق في النضال والمقاومة ضد المحتل، فلم يكن نظام الحكم على مستوى الحدث ولم يعبر تعبيرا حقيقيا عن إرادة شعب مصر الذي طالب منذ بداية العدوان باتخاذ موقف حاسم وحازم تجاه العدو الصهيوني، والموقف المقصود هنا لم يكن شن الحرب على إسرائيل فنحن نعلم أن ظروف البلاد الحالية والتي أوصلنا إليها هذا النظام خاصة الاقتصادية منها لا تسمح بمثل تلك الحرب، ولكن كان هناك الكثير من المواقف السياسية القوية والمحترمة التي تتناسب مع مكانة مصر، كان بإمكان النظام اتخاذها ضد العدوان الصهيوني كأن يقطع العلاقات على كافة المستويات مع هذا العدو وأن يمنع تصدير الغاز إليه وأن يهدد مجرد تهديد بأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يحدث من مجازر ضد الشعب الفلسطيني في غزة، لو فعل النظام ذلك لما حدث ما حدث من قتل وتدمير.لقد حاول منافقو النظام وكتبته إيهام الشعب المصري بأن النظام بسعيه لدى إسرائيل استطاع وقف إطلاق النار على غزة، وهذا محض افتراء وكذب بين، مثلما حاولوا ايهامه في بداية العدوان بأن كل منتقد للمواقف المتخاذلة للنظام بأنه يهين ويسب مصر وهذا على خلاف الحقيقة، فكل من انتقد موقف النظام كان يشيد ببطولة الشعب المصري وبموقفه الرافض للعدوان، وموقف هؤلاء المنافقين يرجع الى انهم يعتبرون النظام هو مصر ومصر هي النظام ونحن هنا نقول لهم إن النظام ليس مصر ومصر ليست النظام مصر هي الشعب الأبي المقاوم للاحتلال عبر القرون والأزمان’.لا، لا، هذا تطرف ومثله تطرف زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير ‘الدستور’، لأنه قال يوم الخميس قولا لم يعجبني لأنه من نوع: ‘كي تعرف أن نظام الرئيس مبارك الذي يستمر منذ 28 عاما فشل في أن يصنع من مصر شيئا كبيرا وعظيما بين الأمم وكي تدرك أن ما نعيشه من ظروف اقتصادية بائسة انما هو بفعل فشل هذا النظام في إدارته للبلد، تعال نذهب معا الى الفيل والتنين أو الهند والصين وكيف نجحت هاتان الدولتان في الصعود الى قمة العالم الاقتصادية بقدر ما هي ملحمة فشل مصر ففي خلال أقل من عشرين عاما حدثت المعجزة الآسيوية في الهند والصين’.’عقيدتي’: كيف تتقي الحسدمسكين، صديقنا عيسى، يسمي النجاح فشلا، ويستعين بفيل وتنين، من بلدين يجيد أهلهما السحر والحسد، ولكن هيهات، هيهات، أن يصيب حسده رئيسنا، لأن نصيحة الدكتور عبدالفتاح ادريس الاستاذ بالأزهر في ‘عقيدتي’، له ولنا معه، كانت: ‘للوقاية من شرور الحاسدين ينبغي على الإنسان ألا يعلن أمامهم النعم التي أنعم الله تعالى بها عليه لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ‘استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود’.ومما لا شك فيه أن الإنسان يستحب له أن يتحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى وأن يشكر الله سبحانه على ما أنعم به عليه من نعم سواء كانت مالية أو اجتماعية أو بدنية ولكن ينبغي أن يكون هذا التحدث أمام من لا يخشى من أنفسهم على المتحدث’.وبعد أن أسعدنا محمد إبراهيم تقدم زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة ‘روزاليوسف’ كرم جبر ليزيد من سعادتنا بالقول: ‘الأولوية لمصر، وأبدا، وفوق كل اعتبار، وصل صوت الرئيس وهو يردد مرتين هذه العبارة الخالدة إلى أعلى طبقاته، وكأن صوته يخرج من أعماق بعيدة وهو يدوس على حروف الكلمات وينطقها بإصرار شديد.وضباط الشرطة سعداء لأن الرئيس وجه هذه الرسائل الخطيرة على طريقة الصدمات الكهربائية الى كل القوى التي تتربص بأمن مصر في الداخل والخارج، صدمات إفاقة لعلها توقظكم من أحلام التآمر البغيض سلمت وسلمت مصر، سلم الرئيس مقاتلا صلبا عن أرض مصر وسمائها ومياهها وهوائها وكرامتها الوطنية لا يفرط في شيء ليعلو شأن مصر، صاحبة الدور الأول والمسؤولية الرئيسية وليت المحرضين يعرفون معنى الثمن الكبير الذي تدفعه مصر حتى تظل كرامتها في السماء’. لا، لا، ومن أين يعرف المحرضون هذه المعاني!المصريون بلا غاز والحكومة تصدره لإسرائيلوإلى حكاية تصدير الغاز لإسرائيل بأسعار مخفضة تكاد تصل إلى المجان دعما منا لمحدودي الدخل من أبناء عمومتنا الإسرائيليين، بينما تعاني الكثير من المحافظات من أزمة في أنابيب البوتاغاز لدرجة أن كاريكاتير زميلنا نبيل صادق في ‘الأحرار’ يوم الخميس، كان عن زوجة حزينة تصرخ وزوجها يبكي، ويقول لرئيس الوزراء، الدكتور أحمد نظيف.- اللي بيختشوا ماتوا، عندنا أزمة بوتاغاز ويصدر لإسرائيل غازاته. بينما نظيف لا يبدي اهتماما لأنه كان مشغولا بتسليم الغاز لإسرائيل المسكينة، الفقيرة، الجائعة.وفي ‘المصري اليوم’ بنفس اليوم لم يصدق رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا مجدي الجلاد نفسه وهو يقول عن حكم المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، وقف تنفيذ حكم المحكمة الإدارية بعدم تصدير الغاز، وقال عن قول المحكمة ان تصدير الغاز قرار سيادي للحكومة، ‘يتناقض مع نص ‘الدستور’ المصري الذي يقول في المادة الثالثة ‘السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها ويصون الوحدة الوطنية على الوجه المبين في الدستور’.المادة قاطعة جازمة حاسمة ولا تحتمل اللبس أو التأويل، وسيادة الشعب تعني أنه يقرر مصيره عبر السلطة التشريعية ‘البرلمان’ الذي ينتخب أعضاؤه، بصرف النظر عما يحدث في الانتخابات، وبالتالي كان واجبا على السلطة التنفيذية التي هي الحكومة أن تذهب الى مجلس الشعب ليوافق أو يرفض صفقة تصدير الغاز لإسرائيل، تماما مثلما يحدث في عقود اقتسام الثروة الطبيعية مع شركات التنقيب والاستخراج، ولكن مصر كلها تعرف أن الحكومة برئيس وزرائها ووزير بترولها لم تأخذ رأي المجلس وأبرمت العقود في ‘الخفاء’ وكأن الثروة ثروتها والأرض بما عليها وما في باطنها من أملاكها!لا أكذب عليكم إذا قلت إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي نشرتها ‘المصري اليوم’ أمس، نقلا عن الصحف الإسرائيلية وقالوا فيها: ‘حصلنا على تطمينات من مصر باستمرار تصدير الغاز قبل صدور الحكم القضائي’ لم تدهشني، فلماذا هذه ‘التمثيليات’ البايخة التي لم تعد تنطلي علينا؟’.سخرية من عمرو موسى واشادة باردوغانوإلى استمرار معركة رجب طيب أردوغان وان يكن بشكل أقل مما سبق، فقال الإعلامي حمدي الكنيسي في جريدة ‘الميدان’ الأسبوعية المستقلة مهاجما عمرو موسى الذي لم ينسحب بعد هجوم رجب على شيمون بيريز: ‘كشفه الموقف الرائع رجب أردوغان رئيس الوزراء التركي فماذا فعلت أنت ياعزيزي عمرو؟! لقد نهضت محاولا أن تسلم عليه، وبدا عليك أنك فكرت لحظة في أن تحذو حذوه وتترك انت ايضا المؤتمر المشبوه لكنك – يا ألف حسرة – تراجعت وجلست مهموما مخذولا لتتابع فصول احتقارهم لنا واستهانتهم بنا، وضاعت منك فرصة ذهبية لكي تستعيد بعضا من رصيدك المتآكل وتستعيد لصورتنا العربية بعضا من مكانتها المترنحة’.وتلقى رجب تأييدا آخر في نفس العدد من صاحب الجريدة ورئيس مجلس الإدارة وعضو مجلس الشورى عن الحزب الوطني الحاكم محمود الشناوي: ‘تصدى أردوغان للأكاذيب التي يرددها الصهاينة، في الوقت الذي انهزمت فيه السياسات العربية، وعجز فيه قادة العالم العربي والإسلامي من رواد هذا المنتدى عن اتخاذ موقف ايجابي موحد إزاء الرد على هذه الافتراءات الإسرائيلية، إلا أن رئيس الوزراء التركي فعلها ووقف في وجه القيادة اليهودية في حين تهرب زعماء العرب والمسلمين من مواجهتها، فتحية للبطل رجب أردوغان وليت زعماء العرب يتخذونه مثلا يحتذى في الدفاع عن الحق والمبادئ بدلا من نغمة الشجب والاستنكار!!’.ونفس الاعجاب أبداه بطريقة أخرى في ‘الوفد’ يوم الخميس زميلنا وصديقنا بـ’الأهرام’ وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد الدكتور وحيد عبدالمجيد بقوله: ‘أدى انشغالنا الزائد به وبموقفه الذي اعتبره البعض ‘موقعة’ تاريخية الى الانصراف عن دور تركيا الجديد في المنطقة فتركيا اليوم غيرها بالأمس، وجهها الشرقي الإسلامي يعود بمحتوى غربي، فوزنها يزداد اعتمادا على نظام ديمقراطي ومشاركة شعبية ونجاح اقتصادي ورؤية مستقبلية وهذا كله هو ما نفتقد إليه في عالمنا العربي التعيس.ولعل هذا الفرق الجوهري هو ما يدفع نظم حكم في دول معتدلة بينها مصر الى الحذر من الدور التركي بدلا من الاقتداء به، بدلا من ذلك من يخيفنا من عودة العثمانلية مثلما يرعبنا من الغزو الفارسي، ولم يبق إلا أن يتوقع الرومان ليكتمل المشهد الهزلي’.’البديل’: لا تتفاءلوا كثيرا بتركيالكن صاحبنا اليساري إبراهيم السايح، وفي نفس اليوم كذلك، أبدى سخطه على المثقفين المصريين واندفاعهم الأعمى للهتاف لرجب والإشادة بموقفه، فقال في ‘البديل’: ‘مصيبة مصر في أبنائها الشرفاء لا تقل عن مصيبتها في حكامها ونوابها ومسؤوليها الفاسدين أو الأغبياء أو اللصوص.هل ثمة عبط أو سذاجة أو خيبة أكثر من ذلك الكلام الغبي الذي يردد من فريق شرفاء مصر ومناضليها؟صحيح أن رئيس وزراء تركيا اتخذ موقفا محترما يستحق الإشادة حين قرر الانسحاب من المؤتمر ووقف يندد بمذابح إسرائيل وإجرامها، ولكن هذا الرجل المحترم صاحب الموقف المحترم ما زال يحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وما زالت مصالحه ومصالح بلاده مع أوروبا وأمريكا وإسرائيل أقوى مليون مرة من مصالحة مع العرب. العقل أيها الأخوة الشرفاء أهم كثيرا من العواطف، والعقل يقول إننا في صراع سياسي وحضاري مع الصهاينة ولسنا في حرب بين أتباع محمد وأتباع موسى عليهما السلام’.’الاهرام’: حملة اسرائيلية للنيل من تركياولكن إذا نحن تركنا ‘البديل’ والسايح ومشينا مسافة توازي محطة مترو انفاق، سنجد أنفسنا أمام مبنى ‘الأهرام’ وزميلنا وصديقنا مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين وقد اتخذ موقفا مخالفا لموقف السايح هو: ‘تتعرض تركيا لحملة كراهية شديدة تديرها إسرائيل وبعض الدوائر الغربية الموالية لها، تتهمها بمعاداة السامية والخروج عن قيم الديمقراطية والليبرالية، كما يتعرض رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان لهجوم شرس من الدوائر ذاتها تتهمه بأنه يقود تركيا الى خيارات سياسية خاطئة تعادي دول الاتحاد الأوروبي ويتبع في الداخل سياسات أصولية.ويبدو أن الهدف الأول للحملة تحريض جنرالات الجيش التركي الذين يحرسون نظامها العلماني على حزب العدالة والتنمية الإسلامي، ان حملة إسرائيل المسمومة لن تكون في النهاية أكثر من زوبعة في فنجان بعد النجاح الكبير الذي حققه حزب العدالة على مستوى الداخل ونهوضه المتواصل بالاقتصاد التركي وتمكنه من تحسين حياة فئات واسعة من المجتمع التركي’.’الجمهورية’: تركيا تحتل ارضا عربية ايضاويبدو أن مكرم كان يقصد زميله محمد علي إبراهيم رئيس تحرير ‘الجمهورية’ الذي قال في نفس اليوم: ‘صحف الإخوان تروج إلى أن الحل ‘تركي’ لا مصري ولا فرنسي، وتركيا دولة سنية بامتياز، وهي عدو تقليدي لإيران، و’الإخوان’ يرون أنها أحق بالملف الفلسطيني من طهران، التاريخ يعلمنا أنه لولا سقوط الخلافة العثمانية ما ظهر الإخوان، المرشد العام حسن البنا كان يعتقد أنه ورث ‘العثمانلية’ وأنه في طريقه لتأسيس ما يشبه ‘الدولة الدينية’ للأمة الإسلامية.لكن التاريخ ايضا يؤكد أن تركيا تحتل أرضا سورية حتى الآن، لواء الاسكندرونة السوري اصبح الآن هاتاي.. تركيا تتاجر بالقضية الفلسطينية مثل إيران، ولكل منهما أوراقه وأهدافه، ونحن مثل ‘الهبل’ نصفق وراء هذا تارة وذاك تارة أخرى ونصاب بالعمى والطرش لتقدير دور مصر الهام والحيوي، والوحيد الذي لا تكتنفه المصالح!’.كما يبدو أيضا أن مكرم كان يقصد صاحبنا الماركسي الدكتور مأمون البسيوني لأنه قال في نفس اليوم في جريدة ‘روز’: ‘انظروا إلى هذا التقلب من الاعجاب بالدور الإيراني الى الاعجاب بالدور التركي وإثارة إعجاب البسطاء وشحذ حماستهم وهممهم من شرائط بن لادن والظواهري إلى خطب أحمدي نجاد ومواقف رجب طيب أردوغان مع بيريز وانسحابه من احدى جلسات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، والتعامل بخفة مع الأمر من مثل ما سارع به الكاتب فهمي هويدي في جريدة ‘الشروق’ المصرية حديثة الظهور من تمجيد لما فعله أردوغان إنما يؤكد الميل العام لدى أصحاب شعار الإسلام هو الحل للتعلق بالموروث وكل ما يجيء من رائحته وعلت أصوات تنادي بأردوغان خليفة للمسلمين! إنه أمر مفزع أن يتعلق كل شيء بحلم إعادة دولة الخلافة! وأرجوكم أن تحسنوا الظن ولو قليلا بمن ينتقدون حزب الله أو حماس أو الإخوان في مصر هذه الحركات والاجندات التي تحتويهم ومنها الجغرافيا الفارسية الشيعية ليسوا إلا فكرة وجود مستقبل محترم ومحدد المعالم ولا مفر منه ولديهم المعرفة به مسبقا وهم مرشدونا إلى الصراط المستقيم!’.القراء: ‘ظالمين الكرسي ليه’ولنا اليوم موعد مع القراء الكرام أبناء الكرام ومنهم مصطفى السرتي الذي نشر له بريد ‘المصري اليوم’ يوم الاثنين قصيدة عنوانها – ظالمين الكرسي ليه – من أبياتها:ظالمين الكرسي ليهالكرسي بإيده إيهالحق مش عليهالحق ع اللي عندهأغلى من عينيهمرة يشوح بإيدهمرة يدلدل رجليهالباشا أصله حالفأبدا ما يقوم من عليهوطبعا إنت عارفأصل الحكاية إيهالكرسي دا ادعولهوادعوا للي عليهوإن كان فيهم عاصيوربك يشل إيديهوطبعا إنت عارفأصل الحكاية إيهظالمين الكرسي ليه’.’وطني’: يوم تحريرك يا فلسطينوالقارئ الكريم الثاني ابن الكرام هو ابننا القبطي معوض عيسى من محرم بك بالإسكندرية وقصيدة له في بريد ‘وطني’ عنوانها – يوم تحريرك يا فلسطين – من أبياتها:’عهد عليه وع الملايينيوم تحريرك يا فلسطينلأرفع كل رايات النصرطول السكة على الضفينعهد عليه في يوم التارلامحي وجودك يا استعمارونحطم لك كل آثاربعد الظلم شهور وسنينإذن الرب القدس حاترجعحتى إن شاء الله عدوي يولعصوت الحق أكيد حايسمعكل الدنيا شمال ويمينعهد عليه لا أقيد الزينةيوم النصر في كل مدينةبعد هزيمة جيش أعاديناإحنا في أرضك منتصرين’.وهكذا يكون الايمان بالعروبة، وإلا، فلا، أما الأديان فمكانها المساجد والكنائس، وأما المذاهب السياسية، فمكانها الأحزاب.’القاهرة’: على حماس وقف اسطوانة نصرهاأما في بريد جريدة ‘القاهرة’ فعثرت على رسالة كتبها القارئ محمود فتحي كمال من بنها، قال فيها عن حماس: ‘على جثث الأطفال والنساء والشهداء الذين اعتدت عليهم إسرائيل وكان من الواجب على حماس أن تحميهم بحكم المسؤولية وبحكم الضمير، على جثث هؤلاء تنكس حماس علم فلسطين وترفع علم الحركة وتزعم انها انتصرت فيضحك عليها العالم ويضحك علينا عندما تظن حماس انه بمجرد إعلانها الانتصار سوف يصدقها العالم بينما رأى العالم حجم الدمار والخسائر التي سببها العدوان الإسرائيلي، ورأى هشاشة وضعف مقاومة حماس التي فضل قادتها قضاء فترة الحرب في المخابىء. وإذا كانت الحركة تعلن انتصارها وتدميرها لإسرائيل فبأي عين نطلب من العالم أن ينتصر لنا ويقف معنا ويساعدنا ألسنا منتصرين؟! بأي عين’.qpl26