بيروت – “القدس العربي “: لم يمر عيد الفطر بخير على طرابلس وعلى بعض العائلات، إذ عكّرت صفو هذا العيد عملية ارهابية نفّذها عبد الرحمن مبسوط وسقط نتيجتها 4 قتلى لقوى الامن الداخلي والجيش اللبناني بينهم ضابط عندما أطلق النار على دورية لقوى الامن وعلى أخرى للجيش قبل أن يفجّر نفسه بحزام ناسف داخل مبنى سكني بعدما طاردته قوى الجيش وأحكمت الطوق عليه.
وهذه العملية هي الاولى منذ التفجيرات الانتحارية في البقاع عام 2016 وبعد مرور سنتين على معركة تحرير الجرود من تنظيم داعش وجبهة النصرة.
وبحسب معلومات صحافية فإن عبد الرحمن مبسوط هو احد الذين غادروا لبنان إلى تركيا عام 2015، سعياً للالتحاق بتنظيم “داعش”.وقد بقي في تركيا أكثر من شهر، لأنه لم يتمكّن من عبور الحدود نحو منطقة سيطرة داعش، لكنه دخل إلى إدلب وتواصل مع تنظيم داعش، لينضم إلى صفوفه. بعد أشهر، عاد إلى لبنان وجرى توقيفه عام 2016، ليُحال على القضاء العسكري. سُجِن في سجن رومية المركزي، قبل ان يخرج عام 2017.وفي وقت لاحق بعد عملية الامس تمّ نشر تسجيل صوتي لمنفّذ العملية يتوجّه فيه الى زوجته ويعلن طلاقه منها ويبلّغها بذهابه لتنفيذ عملية.
وقد تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حتى ساعة متقدمة من صباح اليوم ، التطورات الأمنية التي وقعت في طرابلس عشية عيد الفطر المبارك ، وتلقى تباعاً تقارير من الأجهزة الأمنية المعنية مشدداً على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بكشف ملابسات الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المدينة .
وحيّا الرئيس عون ارواح قتلى الجيش وقوى الامن الداخلي الأربعة الذين قتلوا خلال مواجهتهم الإرهابي الذي استهدف امن طرابلس وسكانها ، مؤكداً ان الجهوزية الدائمة للجيش والقوى الأمنية كفيلة بالمحافظة على سلامة المواطنين في كل لبنان ، وان اي عبث بالأمن سيلقى الرد السريع والحاسم .
وفيما اكد الرئيس عون ان ما حصل في طرابلس لن يؤثر على الاستقرار في البلاد ، دعا الى التعاون مع الأجهزة الامنية وعدم إطلاق الشائعات التي تزرع القلق في نفوس المواطنين .
واجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الموجود في السعودية اتصالات بكل من وزيرة الداخلية ريا الحسن وقائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ، للوقوف على وقائع الهجوم الارهابي الذي استهدف مدينة طرابلس .
وتوجّه بالتعزية من قيادتي الجيش وقوى الامن ومن اهالي القتلى الذين سقطوا في المواجهة مع المجموعة الارهابية ، مشدداً على وجوب اتخاذ كل التدابير التي تحمي امن طرابلس واهلها ، وتقتلع فلول الاهاب من جذورها .
ونوّه الرئيس الحريري” بتضحيات الجيش وقوى الامن وسائر المؤسسات الامنية ، وشجاعة الضباط والرتباء والعناصر الذين يدافعون بصدورهم عن امن اللبنانيين وسلامتهم ، ودعا ابناء وطرابلس وكافة فعالياتها الى التضامن حول الجيش وقوى الامن ، وتعاونهم مع الاجهزة المختصة لكشف بؤر الارهاب واستئصال اي وجود لها “.
وختم الرئيس الحريري قائلاً ” لقد ضرب الارهاب فرحة العيد في طرابلس ، لكن هذه المدينة الابية ستبقى عصية على التطرف والخارجين على القيم الحقيقية للاسلام الحنيف ، ولن نتراجع عن ان نردد معها صبيحة الفطر المبارك ؛ كل عام وطرابلس بخير”.
من جهته، قال مفتي الجمهورية اللبنانية المفتي عبد اللطيف دريان في خطبة العيد ” هالنا ما وقع بالأمس من حدث إرهابي وإجرامي في طرابلس ونحن نقدّر عالياً للقيادتين العسكرية والأمنية السرعة في ضبط الأمور ونتوجّه اليهما بالتعازي بالشهداء ونسال الله الشفاء العاجل للجرحى “.