ليبيا – «القدس العربي»: رغم ضعف التحرك الدولي تجاه ليبيا منذ تأجيل انتخابات ديسمبر الماضي وحتى الآن، إلا أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة طرابلس العاصمة الليبية، من اشتباكات مسلحة إلى محاولة رئيس الحكومة المعينة من البرلمان فتحي باشاغا الدخول إليها إلى خروجه منها، أثارت ردود فعل دولية عدة.
ويوم الثلاثاء الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة طرابس، بين قوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، وأخرى مؤيدة لرئيس الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب، فتحي باشاغا، بعد ساعات قليلة من الإعلان عن دخول باشاغا مدينة طرابلس، قبل أن يغادرها إلى سرت.
فرغم مرور ثلاثة أيام على الواقعة إلا أن التصريحات والحديث عن ليبيا في لقاءات المسؤولين الدوليين لم تهدأ أبرزها لقاء عقده الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، مع وزيري الخارجية التركي والإيطالي بنيويورك حول الملف الليبي .
وأفاد المكتب الصحافي لغوتيريس أن أنطونيو غوتيريس ووزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ناقشا في على هامش منتدى مراجعة الهجرة الدولية في الأمم المتحدة بنيويورك الوضع في ليبيا إضافة إلى لقائه مع وزير الخارجية الإيطالي، لويغي دي مايو. فيما بحث المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى منطقة الساحل خلال زيارة إلى السودان مع كبار المسؤولين السودانيين انعكاسات التوتر في ليبيا على المنطقة، حيث أجرى المبعوث الفرنسي لمنطقة الساحل والصحراء، برونو فوشي، مشاورات مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو كل على حدة حول الملف الليبي . وبحث البرهان تطورات الأوضاع بليبيا، وارتباط ذلك بمجريات الأوضاع بالبلاد، وتطرق خلال لقائه مع المبعوث الفرنسي إلى تأثيرات التطورات المحتملة في ليبيا على أمن المنطقة، لا سيما في الجانب المتعلق بانتشار السلاح وتحركات الجماعات المنفلتة. وعبرت وزارة الخارجية الجزائرية عن قلق كبير من التطورات الأخيرة في دولة ليبيا الشقيقة على إثر اندلاع اشتباكات مسلحة في العاصمة طرابلس .وطالبت الخارجية الجزائرية جميع الأطراف الليبية بضبط النفس وتجنب التصعيد والعمل على إعلاء المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار كما دعا البيان جميع الأطراف الليبية إلى ضم جهودها لتوفير الشروط الضرورية لإنجاح عملية إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وفي السياق ذاته وحول حصيلة الاشتباكات التي جرت في طرابلس، قالت منظمة رصد الجرائم الليبية إنها سجلت إصابة 5 مدنيين بجروح خطيرة، جراء الاشتباكات التي شهدتها طرابلس أمس الأول. وأفادت المنظمة، في بيان لها، بتعرض مستشفى الجلاء للنساء والولادة وسط العاصمة لقذيفة تسببت في أضرار بالمبنى، إلى جانب وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات الخاصة للمواطنين. وطالبت المنظمة الأطرافَ المتنازعةَ بتجنيب المدنيين والمنشآت المدنية خطر الاشتباكات، محملة إيّاهم المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات. كما دعت جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والتحشيد العسكري للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد. وحول الواقعة والأحداث التفصيلية، ففي تصريحات جديدة قال الناطق باسم الحكومة الليبية المعينة من البرلمان، عثمان عبد الجليل، إن دخول طرابلس لم يكن متسرعاً، مشيراً إلى أنه جرى التنسيق مع الكيانات الموجودة بها والبلديات. وتابع أن رئيس الحكومة فتحي باشاغا في تواصل مستمر مع الجانب التركي. وأشار إلى أن الحكومة المكلفة تواصل عملها من مدينة سرت، وتدعم إجراء الانتخابات، وأن الحكومة ستعمل المستحيل من أجل إجراء الانتخابات في الموعد الذي سيحدده القانون .وتابع أن الحكومة هي من سيرت لقاءات النواب والأعلى للدولة في القاهرة لأجل الاتفاق على قاعدة دستورية للانتخابات. وتعهدت للجميع بتنفيذ أي موعد يتم الاتفاق علية لأي انتخابات مستقبلية.
وفي المقابل، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الديبية، إنه مُقدِم على الانتخابات بأي شكل من الأشكال، قائلاً: “نعم للانتخابات التي ستكون قريباً جداً” وذلك خلال مشاركته في ملتقى فعاليات وقيادات وأعيان فزان .
وتابع الدبيبة أريد من أهلي في الجنوب دعم هذا التوجه. أطلقت مبادرة للانتخابات وهي مبادرة حقيقية وجديّة وليست لعباً. أناشد جميع الليبيين دعم هذا الإجراء.
وتزامنت المشاكل والاشتباكات في طرابلس مع اجتماعات المسار الدستوري المنعقدة في القاهرة برعاية أممية والتي من المنتظر أن يقوم فيها وفدا النواب والدولة بالاتفاق على الاساس الدستوري للانتخابات.
وفي تصريح جديد للمستشارة الأممية ستيفاني وليامز قالت إنه لا يوجد متسع من الوقت لمزيد من تضييع الفرصة تلو الأخرى، وإن الشعب الليبي لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة واستمرار المراحل الانتقالية إلى ما لا نهاية، مؤكدة أنه إذا صدقت نوايا أعضاء لجنة المسار الدستوري من مجلسي النواب والدولة، فإن التوافق بينهما ممكن. ودعت وليامز أعضاء اللجنة والمجلسين، للحرص على التقارب وتقديم التنازلات اللازمة، ليس من أجل أي جهة أو فرد، ولكن من أجل الشعب الليبي الذي يستحق حياة أفضل وأكثر أمناً واستقراراً، ويأمل أن يتمكن من ممارسة حقوقه الديمقراطية في انتخاب من يمثله ومن يحكمه، وفق تعبيرها. وكشفت في الوقت نفسه أن الأمم المتحدة مستعدة لتقديم كل الدعم الفني اللازم والخبرات الدولية للتوصل لإطار دستوري سليم، يمكّن من إجراء انتخابات وطنية شاملة برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن.
وأكدت وليامز أن الأمم المتحدة تدعم إجراء انتخابات تقبل كافة الأطراف الليبية بنتائجها، وتكون جزءاً من الحل وتسهم بشكل حقيقي وفاعل في إنهاء المراحل الانتقالية التي طال أمدها أكثر مما ينبغي، وفق قولها.
وضمن ردود الفعل الأخرى، أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية ومبعوثها الخاص لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، على أهمية الحوار وسرعة التحرك نحو الانتخابات في ليبيا. ووفق ما نشرته وكالة الأنباء الليبية (وال) أمس الخميس، جاء ذلك خلال لقاء السفير نورلاند أمس الأربعاء، رئيس الكونجرس التباوي عيسى عبد المجيد منصور حيث اتفقا على الحاجة إلى الهدوء في أعقاب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس أول أمس الثلاثاء .وجدد السفير الأمريكي خلال اللقاء دعم بلاده لإشراك جميع المكونات الليبية الأخرى في البلاد في العملية السياسية الجارية.
المشكلة الليبية مستمرة لتدخل دول عديدة وعلى راسها مصر والإمارات العربية.الكل يتذكر قبل اكثر من عام عندمات وضع ألرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخط ليمنع قوات الحكومة في طرابلس منً السيطرة على البلاد. أعتقد ان الحل الامثل ان تأتي قوات عربية محايدة او من الامم المتحدة وتشرف على أنتخابات ديموقراطية حقيقية وإن تضمن الامم المتحدة عدمً تدخل الدول الخارجية في الشأن الليبي
التدخلات الخارجية وخاصة من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا تمثل العائق الاساس امام تمكين ألشعب الليبي من ممارسة حقه في بناء دولة ديموقراطية حقيقية. على الأمم المتحدة والاعلام العالمي ممارسة ضغوط من اجل انهاء التدخل في شؤون ليبيا وتمكين ألشعب الليبي من بناء دولته الديموقراطية.