اشتباك «تويتري» بين «الأزرق» و«البرتقالي» في لبنان يعيد العلاقة إلى ما قبل «الإبراء المستحيل»؟

سعد‭ ‬الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي» : في ظل تقاذف المسؤولية حول المسؤول عن تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد وخصوصاً بين التيارين الازرق والبرتقالي، وبعد تبادل التسريبات بين الدوائر الرئاسية والحكومية ثم نفيها أولاً حول امتعاض رئيس الجمهورية ميشال عون من سلوك الرئيس سعد الحريري واعتباره أن الحل في استقالة الحكومة وثانياً حول اعتبار الرئيس الحريري لدى اجتماعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فريق رئيس الجمهورية الذي يتولى إدارة ملف الكهرباء لا يريد أن يقدم أي تسهيلات، جاءت خطوة الرئيس الحريري بإلغاء الندوة التي كانت مقررة لكوادر تيار المستقبل مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في 9 تشرين الاول الحالي لتظهر حجم التوتر في العلاقة بين شريكي التسوية الرئاسية في عزّ الصخب والاحتجاجات الشعبية على ارتفاع سعر صرف الدولار قياساً إلى الليرة اللبنانية وفقدان العملة الاجنبية من الاسواق والخوف من أزمة اجتماعية حياتية.
وإلغاء الندوة مع باسيل التي كان الهدف منها تقريب المسافات وفتح حوار بين رئيس التيار والشارع السنّي جاء بعد سلسلة تغريدات لنائب التيار الوطني الحر زياد أسود هاجم فيها من سماهم «مثلث اللعنات» الحريري وبري وجنبلاط من دون أن يوفّر «مثلّث الرحمات» ويقصد به الرئيس رفيق الحريري. وبدت قيادة المستقبل غاضبة من هذه التغريدات التي لم تلق أي رد أو أي إجراء من رئاسة التيار الوطني الحر وكأن هناك رضى ضمنياً عليها.
وكان النائب زياد أسود غرّد على صفحته على «تويتر» قائلاً «الحريري يتمسكن ويمد خراميشه بري يتبرأ من مفاعيله جنبلاط يتحسّر على مزاريبه والدولة مفلسة من مثلث الرحمات واللعنات وطلع الحق على عون … مش مؤامرة فقط خيانة ووطن واستخفاف بكل شعبه أن يصبح عون وحده المسؤول عن خراب أفعال من تقدّم ذكرهم المبجل.. والمسيحي يجنّد حاله لذات المهمة».

الحريري ألغى حواراً مفتوحاً بين باسيل وكوادر «المستقبل» إثر تغريدات «مثلّث اللعنات»

وردّ منسق عام «تيار المستقبل» في صيدا والجنوب ناصر حمود على تغريدات أسود بالقول «سمعت أن لعنة الحقد وصلت إلى حد أن زياد أسود يجهل أو يتجاهل أن البلد وصل إلى هنا لأن هناك من اغتال رفيق الحريري وأوقف الحلم، وأن تياره، التيار الوطني الحر، استفاد من الاغتيال ليعود رئيسه من منفاه الباريسي، وأن تياره غطّى ما ارتكبه حلفاؤه من موبقات بحق البلد واقتصاده وعلاقاته مع العرب والعالم، حتى وصلنا إلى أيامٍ بات فيها كل «أسود» على مزبلته صياح!»
غير أن أسود واصل التغريد ومما قال «سمعت ان التبجيل وصل إلى حد ان عون مسؤول عن خراب البلد وان سعد الحريري يحمل كرة نار وقد تناسى البعض ان البلد وصل إلى هنا بسبب سياسة رفيق الحريري المالية والاقتصادية وان بري استفاد وغطّى وان جنبلاط تشارك واستفاد وان السوري راعيهم وان بعض المسيحيين امثال المر وغيره تنازل».
وفي ما يشبه التعبير عن الغضب السنّي على مواقف زياد اسود، هاجمت صحيفة «اللواء» النائب أسود على مدى يومين وكتبت في صفحتها الاولى «يبدو أن بعض أصحاب الأفكار السوداء ما زالوا يقتاتون من مزابل الحقد والتحريض الرخيص لتغطية فشلهم الذريع في إدارة شؤون البلاد والعباد. كلام ذلك الأسود الكريه عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووصفه الشيطاني لرائد مرحلة الإعمار والإزدهار بـ»مثلث اللعنات»، يكشف الحالة الهستيرية التي يعيشها هؤلاء الصبية للتنصّل من مسؤوليتهم عن تدهور الأوضاع المالية والنقدية، وتحميل الوزر لصاحب الأيادي البيضاء في إزالة خراب الحرب، وإعادة لبنان إلى الخريطة الدولية .نقول لأسود اللعنات أن رفيق الحريري هو «مثلث الرحمات»، ليس عند جمهوره وحسب، بل عند معظم اللبنانيين الذين عاشوا معه حلم لبنان الغد «. وسألت « أين أنت يا أسود وأمثالك من قامة الرئيس الشهيد ورصيده العربي والدولي الذي وظّفه لمصلحة وطنه، دون منّة أو جميل، ودون التبجح الممجوج بشعارات القوة الفارغة. الرحمات على الشهيد الكبير، واللعنات عليك يا أسود وعلى حقدك المشين».
وكانت كتلة «المستقبل» النيابية قد لاحظت خلال اجتماعها الأسبوعي برئاسة النائب بهية الحريري «تمادي بعض الأصوات في تحريف وقائع التاريخ والتطاول على السجل الوطني للرئيس الشهيد رفيق الحريري ودوره الوطني في إعادة الاعتبار للدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية»، مستغربة «خروج هذه الأصوات على قواعد الشراكة في الحكم، واستخدامها التغريد اليومي وسيلة للإساءة إلى الرئيس الشهيد وإلى الجهود التي لا ينفك الرئيس الحريري عن مواصلتها»، معلنة شجبها «لتلك الأساليب البالية في استهداف الرئيس رفيق الحريري ومشروعه الاقتصادي والانمائي».
وانطلاقاً من هذه الوقائع تبدو الامور بين التيارين الازرق والبرتقالي وكأنها عادت إلى مرحلة صدور كتاب «الابراء المستحيل» الذي نشره أمين سرّ تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان آنذاك وانتقد فيه سياسات الحريري الاقتصادية، محمّلاً إياه مسؤولية الدين العام والفساد. وجاءت السجالات التي رافقت الجلسة التشريعية الاخيرة وما حُكي فيها عن صلاحيات رئيس الحكومة واعتراض نواب «تكتل لبنان القوي» وخصوصاً النائب كنعان على طلب الحريري سحب مشروع قانون وارد من الحكومة حول مشاريع في جبل لبنان ليزيد من حالة التباعد بين طرفي التسوية الرئاسية وخصوصاً اذا تأكد أن الوزير باسيل أوعز من نيويورك بعدم السماح لرئيس الحكومة بسحب أي مشروع متفق عليه في مجلس الوزراء.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية