اشجار زيت لوز المغرب (الارغان) تواجه مستقبلا غامضا مع استمرار التحطيب الجائر
اشجار زيت لوز المغرب (الارغان) تواجه مستقبلا غامضا مع استمرار التحطيب الجائرتيوت (شمال غربي المغرب) ـ من تشارلز ديك: نوع من الماعز يتسلق الاشجار، وتقليد عند البربر يعود لمئات السنين، وشجرة خضراء. ثلاثة عناصر تجتمع لانتاج زيت لوز المغرب )الارغان) الذي يشتهر بين السكان المحليين والمتحمسين له في الخارج بسبب فوائده في الطهي والتجميل. ويستخرج زيت لوز المغرب الذهبي من شجرة الارغان التي لا تنمو تقريبا الا في ظروف بيئية صعبة في شمال غرب المغرب بالقرب من الصحراء الكبري. والشجرة شديدة التحمل حتي انها قد تبقي كامنة لسنوات في أوقات الجفاف ثم تعود لتنبت اوراقها الخضراء عندما ينهمر المطر. وكان زيت هذه الشجرة التي يطلق عليها الخشب الحديدي في المغرب يباع في متاجر الفينيقيين. لكن تاريخ الشجرة يرجع لابعد من ذلك بملايين السنين الي الحقبة الثالثة من تاريخ الارض. ولكنها الان معرضة للخطر. فقد اختفي أكثر من ثلث غابات الارغان في المغرب في اقل من مئة عام. ويستخدم القرويون اخشابها في اشعال النار، وتقطع اوراقها الزيتية وثمارها لتستخدم علفا للماشية.وفي محاولة لحمايتها اقامت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة )يونسكو( محمية علي مساحة 2.5 مليون هكتار لتنفيذ برنامج لاعادة زراعة اشجار الارغان التي تشتهر بصعوبة تكاثرها. ويحتاج الباحثون لفتح جيد في اكتشاف اسلوب سهل لانباتها من البذور وتكاثرها علي نطاق واسع عن طريق شتلها. وتعتمد نساء البربر علي زيت لوز المغرب في كسب عيشهن. فهن يعملن في الريف في تعاونيات لانتاج الزيت بشكل تجاري. ويعطي زيت لوز المغرب نكهة مميزة للسلطة او للحساء المغربي. وهو مكون رئيسي في طبق يشتهر به البربر. وهو ايضا منشط جنسي اذا خلط مع اللوز والعسل. ويستخدم الزيت كذلك في مستحضرات تجميل لمنع ظهور التجاعيد وللعناية بالشعر والاظافر. لكن تري ما هو دور الماعز في ذلك؟ تتسلق هذه الحيوانات السوداء التي يرعاها البربر فروع الاشجار ذات الجذوع القصيرة رغم انها قد تطول الي ما بين ثمانية أو عشرة امتار لتأكل ثمرتها الصفراء الزاهية التي تماثل الزيتونة في حجمها. وعندما تبصق الحيوانات بذرة الثمرة او تخرجها غير مهضومة يجمعها رعاة ويكسرونها ويجففونها للحصول علي قلب البذرة الغني بالزيت القيم. وحسب عادات البربر يتطلب استخراج لتر واحد من الزيت نحو 15 ساعة. لكن الميكنة سرعت العملية وتجاوزت اساليب الانتاج الحديثة الحاجة لفصل الحبوب عن مخلفات الماعز. لكن العادات القديمة مازالت تمارس في المناطق النائية. وتجمع الثمار الآن بشكل مباشر من الاشجار في ايلول (سبتمبر). كما ان منع الرعي في أجزاء من الغابة يسمح للثمار الناضجة بالسقوط وحدها علي الارض. وهذه الاشجار، التي يمكنها العيش لنحو مئتي عام واسمها العلمي ارغانيا سبينوزا، مهمة للاقتصادات المحلية للمجتمعات البربرية، وساعدت في وقف هروب جماعي من الريف الي المدن.تقول زبيدة شروف الباحثة بجامعة محمد الخامس بالرباط ان نحو الفي امرأة يعملن في تسع تعاونيات لانتاج هذا الزيت، وقد يبلغ انتاجهن هذا العام 30 طنا بالمقارنة مع 20 طنا العام الماضي. لكن التعاونيات لا توظف الا نسبة ضئيلة من العاملين في هذا القطاع الذين يزيد عددهم عن 20 الفا. وابلغت شروف رويترز ما حققناه هو ان نجعل زيت ارغان معروفا علي المستوي الدولي . وأضاف ابحاثنا العلمية زادت الوعي بقيمة الزيت . غير ان بعض المنتجين من خارج التعاونيات لا يدفعون للعاملين سوي يورو واحد (1.18 دولار( في اليوم. وأضافت شروف التي كانت من أنشط من ينظمون عمل المرأة في هذا المجال العمال الذين ينتجون الزيت لا يتربحون منه. نحن في التعاونيات ندفع اربعة يورو في اليوم ونعتقد ان هذا يجب أن يكون الحد الادني للاجور .وتعمل نحو 40 امرأة تتراوح اعمارهن بين15 و50 عاما في تعاونية تيوت، يجلسن علي أرض ووراءهن قمم جبال أطلس المتوجة بالثلوج لنزع البذور وكسرها بالحجارة لاستخراج قلبها الغني بالزيت. ويجري تحميص قلب البذور قليلا قبل عصرها لاستخراج الزيت وتستخدم المخلفات كعلف. وتقول عائشة وهي جالسة مثل الاخريات بجوار كيس مليء بالثمار التي يتعين عليهن معالجتها من الصعب علينا كسب المال .وسافرت نحو ست نساء محجبات من البربر بازيائهن الزاهية في ذلك اليوم الي التعاونية من منطقة الجبال. فقد انتشر الحديث عن وجود فرصة عمل. وأضافت انه تم تخصيص موقع اكبر علي الجانب الاخر من الطريق لاقامة مجمع جديد يضم مطعما ومنشآت للسياح لكن العمل لم يبدأ بعد. والجذور الطويلة لاشجار الارغان التي تغطي مساحة 800 الف هكتار )نحو مليوني فدان( الي الشمال والغرب من منتجع اغادير علي امتداد ساحل المحيط الاطلسي وشرقا باتجاه الجبال تساعد علي تماسك التربة وتمنع زحف الصحراء. ويستفيد البربر من زيت الارغان بأشكال كثيرة. فيستخدمونه في الطعام وفي الطب التقليدي وفي صناعة الصابون. وهو يشكل جزءا من حياة نحو ثلاثة ملايين نسمة. وفرنسا هي أكبر سوق تصديرية تليها المانيا ثم بلجيكا وايطاليا واليابان وكندا. وتستخدم ثلاثة كيلوغرامات من بذور النبات لانتاج لتر واحد من الزيت. وتبدأ الشجرة في الاثمار عندما يبلغ عمرها خمس سنوات وتبلغ انتاجيتها ذروتها علي مدي 50 عاما بعد ذلك. وتقول شروف انه علي الرغم من امكانية التشكيك في قدرات الزيت كمنشط جنسي الا ان قدراته في اعادة الحيوية للبشرة وكمضاد للالتهابات اثبتت علميا. وتقول انه غني بفيتامين هاء ومضاد للاكسدة ويمكن استخدامه لخفض الكولسترول. 4