«الانتخابات لن تكون مثالية من أول مرة»
هذا الكلام لرئيس الهيئة المستقلة للانتخابات في الأردن موسى معايطة وعلى شاشة التلفزيون الرسمي الأردني، ومعناه -إذا افترض البعض «سوء النوايا»- إقرار ضمني من أحد أقدم رموز العمل السياسي الوزاري في العقد الأخيرة بأن»الانتخابات» التي في المرات السابقة، وكأنها لم تحصل.
وفي حال إظهار «حسن النية» يمكن القول إن العبارة مربوطة بأول إنتخابات تجري في عهد «تحديث المنظومة السياسية» وبعد تغيير قانوني «الأحزاب والانتخاب».
حسنا سمعت عدة مرات الرجل ووجهة نظره الموضوعية، لكن شعوري شخصيا بأن أحدا لا يستطيع الإدعاء في النخبة الأردنية أمام الرقابة الشعبية والضميرية اليوم بأنه وبصرف النظر عن موقعه الوظيفي يستطيع تقديم «ضمانة» بمثالية العملية الإنتخابية.
لعل ذلك هو السبب الذي يدفع مسؤولين ومن باب «الإسفين الإستباقي» والوقاية لعزل الذات عن «ما يمكن أن يحصل» في الإنتخابات حيث لا يجد إلا معنى واحد لمثل هذا الطرح، وهو أن»الطباخين كثر» في المسألة ولا يوجد «شيف رئيسي» يضمن سير الأمور كما ينبغي رغم أن تلك وظيفة القانون لو إنشغل «حراسه» بإسم الدولة بالسهر على تنفيذه ،بدلا من استنزاف الوقت والطاقة في البحث عن «أسرع طريقة للإلتفاف عليه أو التسعف في تطبيقه».
الشعب والانتخابات المثالية
أعترض وبشدة على محاولة الرفيق معايطة «تخفيف آمالنا وتوقعاتنا».
حق الشعب والدولة أن تكون الانتخابات المقبلة «مثالية»…نحن نصبنا صناديق الاقتراع منذ عام 1989 ،ونعلم كما يعلم غيرنا من أين- بصورة محددة – يؤكل بالعادة «كتف الانتخابات» خصوصا في جزئية المال الأسود والتزوير الشعبي وما تسعى إليه بليل «غرف العمليات» البيروقراطية.
بعد سلسلة إنتخابات ومحاصصات خلف الستائر ووثائق مرجعية حظيت بغطاء ملكي وبلاد فيها مجالس محافظات منتخبة وولادة أحزاب ورؤية تتعلق بمئوية الدولة الجديدة وهيئة مستقلة … بعد كل ذلك نسأل: ما الذي يحول دون إنتخابات مثالية في بلادنا التي هرمت وهي في إنتظار «الحاجة نزيهة»؟
ألا نستحق تلك المثالية» بعد الدرب الطويل؟..سؤال أحيله إلى حواريات فضائية المملكة علها تجيب على ما يتجاهله تلفزيون الحكومة.
بايدن وهو يصافح الهواء
«الرئيس بايدن يصافح الهواء»… بالمانشيت العريض على شاشة العربية تم التطرق لتفاصيل الحالة النفسية الصحية حسب الأطباء للرئيس الأمريكي جو بايدن.
بثت القناة صورة فعلية عريضة لبايدن وهو يصافح شيئا ما في الهواء الطلق مع إكسسوارات إضافية تتحدث عن «مشية وكلمات السيد الرئيس».
لا أعرف آلية أو طريقة تدفع زعماء عربا وأجانب للإصغاء إلى تعليمات رجل يصافح الهواء، وأغلب الظن أن الرئيس «يستيقظ بعض الأحيان» من غفوته في ملكوت الدنيا لكي يبدل إفادته بشأن «عملية رفح» أو بشأن الصين وأوكرانيا.
ثمة أغنية قديمة للراحل«عب حليم» حسب لهجة الجدعان بثتها فضائية سورية مؤخرا تبدأ بعبارة»..»ماسك الهواء بإيديا»، ورجلنا القوي بايدن يمسك بيديه الهواء لغرض عميق.
بايدن على الأرجح نشأ وترترع على أنغام تلك الأغنية العربية المصرية.
فقط عندما يتعلق الأمر بأي قرارات أو تعليقات وتصريحات- وهذا ما لم تتحدث عنه العربية لأسباب تخصها- ضد الشعب الفلسطيني يستيقظ مصافحا الهواء وتكون صحته النفسية في أعلى مستوياتها فتدخل الدول العربية فورا مع واشنطن في مرحلة «الزهايمر أخلاقي» وهي تمارس ما تجيده شبكة مراسلي سي إن إن فقط وهو«إحصاء عدد الشهداء».
أحدهم سألني مؤخرا..»هل شاهدت عيني «أبو عبيدة» في شريطه الأخير على شاشة الجزيرة»؟
كان يفترض ان أرصد تراجعا ملحوظا في حجم صدغي وعيني «أبو عبيدة» وما ظهر من ملامح عظام الوجه، والمقصود فقدان بعض الوزن جراء الإقامة الطويلة في الخنادق والإعتماد على «لقيمات» للبقاء متألقا في حالة اشتباك.
تكلكوش
نعم وزن «أبو عبيدة» يتراجع قليلا لكن جوع أطفال غزة حجة على»الشبعنانين» وحكوماتهم التي تستسلم لرجل يصافح الهواء متكيفة مع الضمور الأخلاقي والإنساني وسط وهم تاريخي ، فكرته أن «كسر إرادة شعب غزة» سيؤدي للاستقرار في المنطقة فيما العكس تماما هو الصحيح ، فلو أنكسر الأهل في غزة – الله لا يسمح ولا يقدر- لأصبح إيتمار بن غفير هو صاحب القرار في من يبقى أو يرحل من»الناس اللي فوق» من المحيط الهادر إلى الخليج « النايم».
وعلى سيرة الجزيرة و»أبو عبيدة» كانت قناة الأقصى التلفزيونية تعيد بث العبارة المؤثرة التي قالها «أبو عبيدة»: «الأردن منا ونحن منه» فيما وقف أحدهم أمام الكاميرا لمخاطبة القيادي الحمساوي باسمه الشخصي الذي اقترحه الاحتلال متزلفا للسلطات بطريقة تثير الغثيان معترضا مجددا على سردية «مخاطبة الشعب الأردني».
سابقا أتحفتنا حصرا شاشة «سكاي نيوز» بإستضافة من أراد سحب الجنسية من أحفاد «خالد مشعل».الأهم الجماعة إياهم مخترعو فرية «طوفان الأردن» تقاعدوا قليلا مؤخرا، وردّ عليهم الناس وبضاحية الرابية وبصيغة»تكلكوش».
مدير مكتب «القدس العربي» من عمان