اعادة هيكلة لـ”بي بي سي عربي” وتعيين انجليز للاشراف على المحطة واتهامات خليجية للقناة بمساندة “الاخوان
لندن ـ “القدس العربي”ـ من احمد المصري ـ تتداول الاوساط الاعلامية في العاصمة البريطانية لندن انباء عن نية هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” الغاء مسميات وظيفية عليا في قسمها العربي “بي بي سي عربي” بالرغم من انها قامت مؤخرا باحتلال مكانة بارزة لدى المشاهدين العرب (25 مليون مشاهد في الاسبوع) وبميزانية لا تتعدى 20 مليون جنيه استرليني.
ورغم أن السبب المعلن في إجراءات الإدارة هو التقشف، حيث اعلن بيتر هوروكس مدير “بي بي سي العالمية” إجراء تغييرات هيكلية في الخدمة العربية، تمهيداً لانضمام الأخيرة إلى أموال دافعي الضرائب عام 2015، واشادته بالخدمة العربية قائلا ان “بي. بي. سي. عربي خدمة رابحة تستقطب 25 مليون مشاهد في الأسبوع (…)، في ظل ارتفاع المنافسة في المنطقة (العربية)، من المهم أن تعتمد (بي بي سي عربي) على الإبداع والتقارير الاستقصائية”، موضحا ان هدف التغييرات هو “ما يعود بالفائدة على المشاهدين، ومن ضمنهم دافعو الضرائب”، الا ان مصادر مطلعة قالت لـ “القدس العربي” بان هذه التغيرات تأتي عقب استياء اوساط خليجية رسمية من الخط التحريري للمحطة فيما يخص ثورات الربيع العربي ووقوفها موقفا محايدا خاصة تجاه الثورة السورية.
وعبرت هذه الاوساط الخليجية الرسمية خلال لقاءات جمعتهم بنظرائهم البريطانيين عن استيائها من تغطية المحطة للثورة في البحرين وتناولها ملف حقوق الانسان والمعتقلين في السعودية وقطر والامارات. وتساءلت هذه الاوساط ما اذا كان الخط التحريري للقسم العربي لـ”بي بي سي” يمثل السياسة البريطانية، حسبما ذكرت المصادر.
واضافت المصادر لـ”القدس العربي” ان “بي بي سي عربي” تعرضت إلى انتقادات كبيرة واتهامات بتبنيها أجندة الاخوان المسلمين في المنطقة وهو ما أثار استياء لدى عدد من الدول الخليجية.
وكانت “بي بي سي” قامت بتعيين ثلاث شخصيات إنجليزية في “بي بي سي عربي” قبل شهرين، بينهم مارتن إيسر المراسل السابق لـ “بي بي سي العالمية” في سورية والذي يجيد اللغة العربية، حيث يتولى مراقبة الموقع الإلكتروني لـ”بي بي سي عربي” وتحسين أدائه، بينما يتولى إدغار جلاد منصب المدير الفعلي لـ”بي بي سي عربي”.
وأفادت مصادر لـ”القدس العربي” بأن من بين الذين قد يفقدوا مسماهم الوظيفي هو فارس خوري المدير المشرف على القسم العربي، وكان خوري قال في مقال له باللغة الانجليزية في اوائل الشهر الماضي انه وفريقه الاعلامي يتعرضون للعديد من النقد سواء من قبل المعارضات او الانظمة في العالم العربي وهو ما يثبت حيادية المحطة التي يديرها.
وتعدّ التغييرات الأخيرة محاولة لتحسين الخدمة قبل نيسان (أبريل)، تاريخ إعلان تغييرات لاحقة، وجعل دافعي الضرائب البريطانيين يحددون ما إذا كان يعنيهم وجود خدمة عربية يموّلونها.
qooma