رأي القدس اذا صحت الانباء التي تتهم السلطات السورية باعتقال المعارض السوري البارز عبد العزيز الخير القيادي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي واحد زملائه بعد عودتهما من زيارة الى الصين، وهي تبدو انباء صحيحة، فان هذا مؤشر واضح على ان النظام السوري لم يتعلم من دروس العام ونصف العام الماضي، وما زال مستمرا على نهجه القديم الذي ادى الى وصول البلاد الى هذه الحالة المزرية من الحرب الدموية.النظام السوري يتحدث عن ايمانه بالاصلاح، ويؤكد عبر اجهزته الاعلامية انه ماض فيه قدما، ومستعد للحوار مع المعارضة الوطنية، للوصول الى حل سياسي للازمة يحقن الدماء، ولكن اعتقاله لاحد ابرز رموز هذه المعارضة الوطنية، وبعد عودته من الصين، وليس الولايات المتحدة الامريكية او السعودية مثلا، يجعلنا، والكثير مثلنا، نشكك بكل هذه الاحاديث حول الحوار والاصلاح.هيئة التنسيق الوطنية تضم شخصيات سورية وطنية ترفض التدخل الاجنبي، العسكري او السياسي، وتنطلق من معارضتها من الداخل السوري، وهؤلاء تعرضوا للاعتقال والتعذيب في سجون النظام، ومع ذلك رفضوا كل الاغراءات للتعاون مع الخارج، او القبول بالحلول الغربية، الامر الذي عرضهم لحملات التخوين واتهامات العمالة للنظام، ولذلك فان اعتقالهم او بعضهم يظل تصرفا ينطوي على الكثير من قصر النظر، ونفي الرأي الآخر والتشكيك في وطنيته.ومن المفارقة ان هذا الاعتقال، اذا صح، يحصل قبل ايام معدودة من عزم الهيئة عقد اجتماع لها في دمشق وليس في واشنطن او لندن او الرياض او الدوحة، للتأكيد على هويتها الوطنية السلمية والتصاقها بالارض السورية، ووجهت الدعوة الى شخصيات وطنية عربية للمشاركة في مؤتمرها هذا، الذي يخدم اهدافها مثلما يعطي بعض الفوائد للنظام الذي من المفترض انه لن يجهض هذا المؤتمر ويعتقل اصحابه، وهو الذي يتحدث ليل نهار عن ايمانه بالحوار مع المعارضة الوطنية التي لم تتلطخ اياديها بدماء السوريين، ولم تنخرط في المؤامرة التي تستهدف سورية.الحوار هو الحل الوحيد لاخراج سورية من ازمتها الدموية الحالية، ووقف عمليات سفك الدماء للشعب المطحون، ووضع حد للتدمير الذي تتعرض له البلاد، واذا كانت السلطات السورية لا تستطيع تحمل معارضة وطنية داخلية مثل هيئة التنسيق تتوفر فيها كل الصفات التي حددتها هي للحوار، فمن الصعب عليها التحاور مع اي طرف آخر، اللهم الا اذا كانت تريد الحوار مع نفسها.Twitter: @abdelbariatwan