لندن – “القدس العربي”: تجمع نشطاء وإعلاميون مجددا أمام قصر العدل الأردني في احتشاد رمزي وعلى أساس التباعد الاجتماعي لتوجيه التحية لرسام الكاريكاتير المعروف عماد حجاج وقد كان عمليا أول أهداف مخالفة الإساءة للعلاقات مع دولة شقيقة هي الإمارات هذه المرة.
رسالة توقيف رسام الكاريكاتير الأردني سياسية وأمنية وقانونية. وتقول فيها السلطات إن الإساءة لزعماء وقادة الإمارات وحتى أي دولة عربية أخرى بدعوى التطبيع مع إسرائيل لا تزال من الخطوط الأردنية الحمراء.
وبالتالي مباشرة بعد احتواء سريع وفعال رسميا للأزمة التي أثيرت بتوقيع تويتر الأمير علي بن الحسين كان رسام الكاريكاتير حجاج أول ضحية إعلامية للزاوية الرسمية التي تريد تحديد وترسيم المسموح والممنوع في مسألة التفاعل محليا مع مرحلة ما بعد اتفاقية ابراهام .
ظهر الرسام حجاج برفقة رجل شرطة على بوابة قصر العدل بعد توقيفه ليلة واحدة لعرضه على الادعاء.
وأغلب التقدير ان تهمته ستكون الإساءة للعلاقات مع دولة شقيقة بعد رسم كاريكاتوري تعلق بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ويتعامل الرسم رمزيا مع الخلاف الإماراتي الإسرائيلي السريع حول صفقة سلاح أمريكية .
في الرسم نفسه يحمل الشيخ بن زايد حمامة سلام بيضاء لكنها تفرز مادة على وجهه .
السلطات الأردنية وهي منشغلة من قمتها الى قواعدها بتغريدة الأمير علي اياها، اعتبرت الرسم الكاريكاتوري تجاوزا لكل الحدود المسموح بها فتم استدعاء حجاج مساء الاربعاء وإحالته صباح الخميس للسلطات القضائية مع تأكيد على ان الإساءة للزعماء لا يسمح بها وهي متباينة مع الموقف السياسي أو الرأي ووجهة النظر.
بكل حال رسالة السلطات من وراء إرسال رسام كاريكاتير مشهور ونافذ يعرفه الجميع واضحة الملامح فقد شوهد حجاج أمام قصر العدل يوجه التحية عن بعد للزملاء الذين حضروا تضامنا معه بدعوة من الناشط الإعلامي المتحرك باسل العكور.
حصل ذلك طبعا بالتزامن مع عاصفة تويتر والمنصات التي اجتاحت الشرق الأوسط بعد تغريده معادة على صفحة الأمير علي بخصوص توجيه تساؤلات ناقدة مع نشر صورة اعترضت عليها ابو ظبي بقسوة على مقال اعاد الأمير نشره للكاتب اليهودي آفي شليم” .
ويبدو ان أمرا ملكيا مباشرا في الأردن صدر لشقيق الملك بشطب مشاركته للمقال من صفحة تويتر تماما بعدما شطبت الصورة التي ترافق النص .
وعلمت ” القدس العربي “هنا ان الملك عبد الله الثاني شخصيا اتخذ المبادرة وأمر الأمير بشطب التغريدة التي أثارت عاصفة من الجدل تكريسا لقواعد سابقة تؤكد ان الأردن لا يتعرض للقادة وللزعماء ومن المرجح ان سلسلة اتصالات عاصفة جرت قبل شطب النص على تويتر فقد أصر الأمير علي بن الحسين على ان مشاركته المقال لا تعني تبنيه ولخمس ساعات تقريبا قاوم ضغوطا لشطب النص وعلى أساس عدم مسؤوليته او مسؤولية بلاده عن مقال لكاتب أجنبي .
ساعات حفلت بتهديدات عبر الذباب الإلكتروني الإماراتي من كل الأصناف والأنواع بما فيها وقف المساعدات والاستثمار وحتى التهديد بسحب السفير الإماراتي اضافة الى طرد وفصل الأردنيين العاملين في الإمارات
وهاجمت مواقع ومنابر ومنصات إماراتية بقسوة الأردن خلال عشر ساعات كان يمكن ان تحصل فيها أزمة بين البلدين خصوصا وان العلاقات بين القيادة الأردنية والإماراتية متميزة بالعادة .
وكشفت أوساط دبلوماسية غربية بأن الجانب الإماراتي في الاتصالات أصر على إزالة تغريده الأمير تماما وليس تعديلها او إعلان انها لا تمثل موقفا للأمير ويصر الآن على توجيه اعتذار مع ان وجهة نظر الأمير عدم وجود مادة او موضوع يعتذر عليه لا هو ولا حكومة بلاده.
ووجهت حكومة الأردن بالأثناء رسالتها التي تؤكد فيها عدم الإساءة للقادة والزعماء عبر المبادرة وبسرعة لتوقيف رسام الكاريكاتير حجاج فيما أنهى التدخل الملكي المرجعي أزمة تويتر الأمير علي بسرعة .
وحصل ذلك بعد ساعات حفلت بتهديدات عبر الذباب الإلكتروني الإماراتي من كل الأصناف والأنواع بما فيها وقف المساعدات والاستثمار وحتى التهديد بسحب السفير الإماراتي اضافة الى طرد وفصل الأردنيين العاملين في الإمارات .
ولا يوجد ما يوحي بأن هذه التهديدات رسمية او جدية . لكن النخب الأردنية تتعامل معها باعتبارها رسالة أيضا .
وعلى أساس ان ما يصدر عن وسائط التواصل في أبو ظبي ودبي منضبط ومبرمج بالعادة ويتسق مع المزاج الرسمي في أبو ظبي او مع الاعتبارات الأمنية السياسية حيث زادت حادثتا تغريده الأمير وكاريكاتير حجاج من فعالية مراقبة الإمارات وأجهزتها لما يجري من ردود فعل في الشارع الأردني.
على الاردن ان يتحالف مع ايران