اعلامي اردني: لا نقبل بديلا عن النظام الملكي في الأردن… أما في تركيا فيجب ان يحصل تغيير
11 - يونيو - 2013
حجم الخط
0
أبو ظبي ـ من فاطمة عطفة: من الجميل والمفيد أن تحتفي المؤسسات الخاصة بالثقافة، كلمة وتشكيلا وغناء وموسيقى. وهناك معارض فنية وحفلات موسيقية، إضافة إلى ورش عمل وفعاليات تخص العائلات وأطفالهم في العطلة الصيفية تقام فى فندق ميلينيوم أبو ظبي. وقد نظمت إدارة الفندق في نهاية الأسبوع حفل تكريم لكوكبة من الإعلاميين العاملين في مختلف الصحف والمجلات في الإمارات لتعميق أواصر التعاون بين مختلف وسائل الإعلام والإدارة. وقد وزع مدير عام الفندق شهادات تقدير لكل صحفي بشكل وردة تمثل تاجا لكل صحفي ومؤسسته، كرمز شكر وامتنان لمجهوداتهم وما يقدمون من مساهمات مستمرة ذات دور فعال ومميز. كانت ‘القدس العربي’ حاضرة من بين الضيوف، وكان لها هذا اللقاء مع عدد من الزميلات والزملاء: ـ البداية انطلقت من صحيفة ‘الإمارات اليوم’، مع الزميلة إيناس محيسن، وهي إعلامية متألقة الحضور ومشهود لها بالمهنية والمصداقية في تقديم الأفضل في كل ما تقوم به من تغطيات ثقافية ومنوعات، ترى ماذا تقول في العلاقة بين المؤسسات الخاصة والإعلام ومدى الجدوى من نقل المعلومة بمثل هذه المهنية التي تمتاز بها؟ ايناس محسن: ‘أعتقد أن أساس العلاقة بين الصحفي والمصدر، بصرف النظر سواء كان مؤسسة حكومية أو جهة خاصة، هي المعلومة بمعنى أن المصدر يعرف أو أنه متعاون أو غير متعاون، بمقدار ما يسمح به بتداول المعلومة في الوقت المناسب والشكل المناسب، وهذا مهم بحد ذاته. أما التكريم بكل أشكاله فهو شيء إضافي في هذه العلاقة وليس شيئا أساسيا. الأهم هو أسلوب التعامل، توفير المعلومات في الوقت المناسب، لأن هناك مصادر لا تعترف بالصحفي وتعرف قيمته إلا في الوقت الذي يكون لديها معلومة وتريد أن تصرح بها، بينما لما يكون هو عنده تساؤل أو معلومة يريد أن يحصل عليها حتى يكمل عمله لا يقدر أن يصل للمصدر أو للمسؤول في الوقت الذي يمكن أن ينشر الموضوع، خاصة الجرائد اليومية التي تحتاج للطبع في وقت محدد. التكريم يكون لطيفا وإيجابيا لما يكون في إطار من الاحترام، وكل واحد عارف حدوده وعمله، وعارف واجبه، وقتها يأتي التكريم كنوع من الاعتراف بالجميل. لكن بنفس الوقت يمكن أن يكون التكريم شيئا سلبيا لما يحمل وجهة نظر من نوع معين ويريد أن يفرض على الصحفي شيئا من التناول في التغطية أو سلبيات معينة للمؤسسة. في هذه الحالة يكون التكريم ضد المهنية. إن ما يحدد هذه المسألة، كما أعتقد، هو إحساس الصحفي نفسه وخبرته، ومدى تمسكه هو نفسه بمعايير المهنية في عمله’. ـ بما أن عمل إيناس في صفحة الثقافة والمنوعات، هل تجدين أن التواجد الميداني للحصول على الخبر هو الذي يشكل مهنية ومصداقية أكبر، مع أن البعض يلجأ أحيانا إلى وسائل غير مباشرة حتى يحصل على الخبر من المصدر بلا حضور، مثلا. أين تكمن مهنية الصحفي؟ تجيب بصراحة: ‘هذه المسألة لها أكثر من جانب، الجانب الأساسي أن الصحافة المكتوبة لم تعد هي في الصدارة من حيث السرعة، لأن هناك مواقع تسبق وتبث بسرعة بحيث تحرق عليك الشغل. وفي هذه الحالة أنت تأخذينها منها ولن تكوني المصدر الأساسي. لكن في نفس الوقت، الصحفي الذي عنده خبره ونظرة يقدر أن يطلع بشيء خاص من وسط الأشياء التي يتواجد فيها كل الصحفيين، وبالتالي فإن حضوري الصحفي ووجوده وبنفس الوقت خلفيته الثقافة وفهمه للحدث الذي ذاهب إليه هو ما يجعله يطلع بشغل مختلف أو معلومة مختلفة، أو يركز عندما يكون هناك عدة مصادر وكلهم مهمين. في هذه الحالة، يمكن للصحفي أن يطلع بتصريح مهم، وفي مثل هذه الحالة يمكن أن تظهر مهنية وخبرة الصحفي بأن يأخذ كلمات قليلة لكن تكون أهم من أن تأخذي من عشرة أشخاص. لذلك إحساس الصحفي وحضوره وخلفيته كلها تبين الفرق بين صحفي وآخر. لذلك، أعتقد أن حضور الصحفي هو أمر ضروري، لأن لكل رؤيته الخاصة في حيثية نقل الخبر. كذلك يشكل الحضور للصحفي ثقة بالنفس في المعلومة التي يأخذها بنفسه بدل أن تأتيه عبر المصدر يمكن أن تكون المعلومة وصلتك بالغلط، لذلك أعتقد أن الاستسهال أحيانا يجعل الواحد يفقد مصداقيته’. ـ وينتقل الحديث بنا إلى مصر، والزميلة إيناس مصرية تعيش مع أحداث بلدها بكل تفاصيلها، وخاصة التطورات المقلقة التي تحصل الآن، سواء بسبب المياه أو القوانين التي تصدر، تقول: ‘حاليا لا أحد يمكن أن يقول عندي نظرة شاملة لما يحصل وسيحصل، مهما كان خبيرا أو استراتيجيا، من الصعب أن يلم بكل ما يحصل، لأن كل يوم تتكشف أشياء وعناصر ومشاكل. مشكلة سد أثيوبيا قلبت الدنيا، الأوضاع في تركيا غيرت حسابات ناس كثر بما يحصل. لذلك كل ما يحصل في العالم يربط الجميع ببعض. نحن في مرحلة تقلبات وتغيرات باستمرار وحالة من عدم الاستقرار سوف تبقى، لأنه لا أحد بيده أن ينهيها. وأنا أرى أنها مسألة غير إيجابية، ولا أرى أملا كبيرا إلا في حالة واحدة وهي أنه ما زالت في شعبنا روح مقاومة ورغبة في رفض ما يحصل، هذا هو الأمل الوحيد. وهذا الأمل، أكيد محفوف بالمخاطر والمغامرة أكيد أنه ستكون فيه خسائر كبيرة على حتى نصل مرحلة الاستقرار، فإما نصل لهذا الاستقرار أو نصل للانهيار، لا سمح الله’. ـ وحول فكرة تقدير الإعلاميين واهتمام بعض المؤسسات بما يقومون به من خلال عملهم اليومي بالصحف والمجلات، من جريدة ‘الرؤية’ التقينا رضا البواردي من مصر، وهو محرر في قسم الاقتصاد يقول: ‘أنا أنظر إلى تكريم الإعلام والإعلاميين من قبل الجهات الخاصة أو العامة على أنه يقوم على تقوية العلاقات والصلات الطيبة بينهم، ويبين أهمية الإعلام وضرورة استمرار العلاقة الصحية والأساسية لخدمة المجتمع، سواء جاء التكريم من جهة خاصة أو حكومية، سواء كان إعلاما مكتوبا أو مرئيا لأن الطرفين يصلان إلى نوع من التكاملية بين ما يحصل وما ينشر’. ولأن رضا صحفي مختص وباحث في مجال الاقتصاد وهو يتابع ما يجري من هذه الأزمة على الساحة العالمية، وتقديراته إن كان بعض ما يحصل في البلاد العربية نابعا من تأثير الأزمة في تلك السوق المالية يشير لذلك موضحا: ‘بصراحة لا يكمن دراسة الوضع السياسي بمعزل عن الاقتصاد، الوضع السياسي والاقتصادي هما وجهان لعملة واحدة، بمعنى أن أي تأثير في دولة معينة سوف يؤثر سلبا أو إيجابا على وضعها الاقتصادي. وأنا أرى أن الأزمة المالية أثرت على العالم بشكل كامل. إن من دواعي ما يحصل في مصر وتونس وليبيا والعراق وغيرها من الدول العربية، كان أساسها هو تدني الأوضاع الاقتصادية، بمعنى الثورة المصرية كان أحد أهم أسبابها هي تدني الأوضاع بشكل عام وتدني الوضع المعيشي للأفراد، حتى ظهر هذا في هتافات الثوار: ‘نريد عيش وعدالة وحرية اجتماعية’. لذلك لا بد من دراسة الأوضاع الاقتصادية في ضوء الوضع السياسي، ودراسة الأوضاع السياسية في ضوء الوضع الاقتصادي’. ـ وحول نظرته إلى أحوال مصر، وهل في تقديره سوف تتجاوز الأزمة الاقتصادية بسرعة أو أن هناك تراكمات سوف تأخذ بعض الوقت، لا يخفي رضا مخاوفه ويؤكد: ‘أنا لا أعتقد أنها سوف تتجاوز الوضع الحالي بسرعة، أكيد الانتعاش الاقتصادي يحتاج لوقت، وهو أيضا متوقف على الوقت الذي تحتاجه مصر لإحداث حالة من التوازن السياسي، كلما جاءنا التوازن السياسي أسرع كان هذا أفضل ويؤدي إلى انتعاش الاقتصاد’. ـ وعن هذه العلاقة المتواصلة بين الإعلام والموسسات التي تؤدي إلى إظهار قضايا تفيد مكونات المجتمع يحدثنا الصحفي الأردني شهاب مكاحلي من جريدة الـ Gulf News: ‘طبعا يجب أن تقوم العلاقة على تعاون وتشابك مع المجتمع من خلال المؤسسات الخاصة والعامة، لأنها تؤدي لخدمة المجتمع في اتجاهين، فإذا لم يخدم الإعلام المجتمع أو لم يخدم الإعلام البيئة الحاضنة له والتي يعمل بها فلا داعي له، كما أن تكريم الإعلام ولو جاء بشكل رمزي، هو دليل على أن هذا الإعلامي أو هذه الوسيلة الإعلامية التي يعمل بها لها مكانة خاصة ومؤثرة في المجتمع، ولا بد من أن تعكس مدى تقدير المجتمع المحلي وحتى العالمي للإعلام والإعلاميين، سواء جاء هذا الاهتمام من القطاع الخاص أو الحكومي، وحبذا لو يكون أكثر من ذلك بمعنى تكريم عام وجماعي، يدعى له عدد أكبر من الإعلاميين، من داخل الدولة وخارجها’. ـ وبما أن الإعلاميين المتواجدين كانوا من الصحافة المكتوبة، ونظرا لأن الإعلام المرئي أخذ الاهتمام الأكبر، كان السؤال العلاقة القائمة بين المرئي والمكتوب، هل هي في إطار التآلف والتعاون أو التعارض، وأيا منهما الأقرب للناس، يقول شهاب: ‘نحن للأسف انتقلنا لعصر التكنولوجيا الحديث فأصبحت التطبيقات من الآيفون للآيباد واللابتوب المحمول، هذه كلها أصبحت تطغى على الصحيفة المكتوبة، مدى التأثير كما أعتقد هو أكبر للإعلام المرئي، وللوسيلة التي لها ارتباط كامل مع الجهاز المحمول، بدليل أن عدد متصفحي الإنترنيت يوميا يفوق عدد قارئي الوسائل المطبوعة وبشكل كبير جدا، كما أن عدد مشاهدي التلفزيون مقارنة بالوسائل المطبوعة أيضا أكبرـ حتى أعداد مشاهدي الوسائل الإعلامية الحديثة أصبحت تفوق مشاهدي القنوات التلفزيونية بحوالي 40 ~ أما الصحيفة المطبوعة فقراؤها أصبحوا قليلين جدا، وكل من يقرأ جريدة هو يبحث عن شيئين: الأول هو وسيلة بحثية تعبر كمرجع بحثي، العامل الثاني وسيلة دعاية، أما البحث عن قراءة من أجل القراءة والفائدة الثقافية أو العلمية فهذا أصبح شبه معدوم في عالمنا العربي، يستثنى منهم بعض كتاب الأعمدة’. ـ ولأن شهاب من الأردن وما يجري فيها الآن، وخاصة بمنطقة معان هل هو برأيه من ضمن الذي يجري في المنطقة، نراه ينظر إلى الصورة بلا خوف أو قلق ويقول: ‘نحن عندنا في الأردن لا يمكن أن يحدث شيء مما جرى في البلدان العربية الأخرى، وإن جرى يكون من البلبلة الخفيفة وتكون للمطالبة الاجتماعية فقط وليست بإصلاح سياسي، لأن الإصلاح السياسي عندنا معدوم، وعندنا كأردنيين منذ وجود الحكم الملكي في الأردن، نحن لا نقبل بديلا عن الحكم الملكي. لكن المطالبة بإصلاح ما دون ذلك من رئيس حكومة وحكومة، ومجلس نواب ومجلس أعيان، بمعنى أن تجري الأمور ضمن مسارها الصحيح’. وعن المحسوبية والرشوة والفساد إضافة للمديونية، يوضح شهاب: ‘نحن نقبل بهذا النظام السياسي، لكن هناك مطالب في القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يطالب بها الشعب وهو محق فيها، ومن ضمنها الإصلاح ومعالجة البطالة ومعالجة المديونية. يعني هل يعقل أن دولة بسنة الألفين كانت مديونيتها سبعة مليار، بعد توقيعها اتفاقية سلام مع إسرائيل، وبعد وفاة الملك حسين، بعد عشر سنوات تصبح مديونية الأردن أربع أضعاف المبلغ. هذا يعني أنه يوجد حرامية داخل الدولة، سرقوا موارد الدولة. فإذا كان سوف يحصل شيء من التوتر في الشارع الأردني فهو من أجل معالجة هذه المواضيع وحلها، والآن أعتقد أنهم تحجموا وأصبح عليهم رقيب والأمور أعتقد انضبطت، ولا يحصل عندنا ربيع عربي’. وعما يحصل في تركيا يقول شهاب: ‘الربيع التركي أعتقد لا بد إلا أن يكون مثل الربيع العربي، وما صار في تركيا هي كما القشة التي قصمت ظهر البعير، وربما كانت هذه الأحداث هي بداية النهاية، فقد لعب كثيرا بالأزمة السورية وما يحصل حاليا فإن الأمور على ما يبدو تنقلب عليه، لأنه كان يلعب بالنار كما أنه استهان بالمعارضة التركية وهم لديهم مطالب ويريدون رئيسا عادلا’.