بيروت- “القدس العربي”:
بعد اغتيال إسرائيل مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف، وهو شخصية مدنية غير عسكرية، فإن هذا الاغتيال في منطقة رأس النبع، شكّل نقلة خطيرة من استهداف القادة الأمنيين والعسكريين في الحزب، إلى المسؤولين الإعلاميين والسياسيين، وطرح مخاوف وتساؤلات حول احتمال لجوء إسرائيل إلى استهداف نواب في كتلة “الوفاء للمقاومة” الذين لا يكثرون من إطلالاتهم الإعلامية، ويكتفي بعضهم بعقد مؤتمرات صحافية في المجلس النيابي كالنائب حسن فضل الله، ويقوم بعضهم الآخر بجولات تفقدية لأماكن مستهدفة بالغارات كالنواب أمين شري وحسين الحاج حسن وإبراهيم الموسوي، فيما رئيس الكتلة النائب محمد رعد لا يظهر بتاتاً على الشاشة منذ استهداف أمين عام الحزب حسن نصرالله، وخليفته هاشم صفي الدين.
تزامناً، نعى “حزب الله” مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف “القائد الإعلامي الكبير والشهيد العظيم على طريق القدس الذي التحق برفاق دربه بعد مسيرة مشرّفة في ساحات الجهاد والعمل الإعلامي المقاوم”.
وأكد في بيان أن عفيف “لم تُرهبه تهديدات العدو بالقتل، واجهها ببأسٍ شديد وبعبارته المشهورة: لم يخفنا القصف فكيف تخيفنا التهديدات”. وقال: “أصر بشجاعته المعهودة على الحضور الإعلامي الجريء لمواجهة الآلة الإعلامية الإسرائيلية، ونقل صوت المقاومة وموقفها، ورسم معالم المعركة القائمة بكل وضوح من خلال إطلالاته الحية في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وأضاف: “لقد التحق الحاج محمد عفيف، كما تمنى، برفاق دربه وبحبيب قلبه وأبيه الذي كان يحب أن يسميه بهذا الاسم، الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصرالله. كان يستمدُ من حكمته قوة، ومن توجيهاته رؤية وبصيرة ونورا. لقد كان مثال الأخ الوفي، والعضد القوي، وأمينا على صوت المقاومة، وركنا أساسيا في مسيرة حزب الله الإعلامية والسياسية والجهادية”.
وكان عفيف تبوّأ المركز الاستشاري الإعلامي الأول في الحزب منذ عام 2014، وهو يُعدّ من جيل المؤسسين، وواكب كل المراحل التاريخية والمفصلية. وهو النجل الأكبر للشيخ عفيف النابلسي من بلدة البيسارية، ويُعد من المقرّبين للأمين العام السابق للحزب عباس الموسوي، ومن ثم لخلفه السيد حسن نصرالله. وأصرّ في الآونة الأخيرة على تنظيم جولات إعلامية في قلب الضاحية الجنوبية وإطلاق المواقف المنددة بالعدوان الإسرائيلي.
يُذكَر أنه بعد ساعات قليلة على اغتيال عفيف، أقدمت مسيّرة إسرائيلية على استهداف رئيس قسم العمليات للجبهة الجنوبية في “حزب الله” بشارع مار إلياس في قلب بيروت أيضاً.
وتحسباً لأي حدث أمني، أقفلت العديد من المدارس في بيروت وضواحيها بناء على قرار وزير التربية عباس الحلبي الذي طلب استبدال التعليم الحضوري بالتعليم عن بُعد يومي الاثنين والثلاثاء.