اغلاق معبر المنطار لأكثر من 3 اسابيع ادي الي نقص في المواد الغذائية والطبية ودمر الحالة الاقتصادية في غزة
تتحكم اسرائيل من خلاله بحياة الفلسطينيين في القطاع وخسائر اغلاقه مليوني دولار يوميااغلاق معبر المنطار لأكثر من 3 اسابيع ادي الي نقص في المواد الغذائية والطبية ودمر الحالة الاقتصادية في غزةرام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض: المنطار او كارني وفق التسمية الاسرائيلية هو المعبر التجاري الوحيد لحوالي 1.4 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، لكن اسرائيل تسيطر عليه رغم انسحاب قواتها من داخل القطاع.ومن خلال المعبر تتحكم اسرائيل بكمية الطعام والدواء الذي يدخل للفلسطينيين في القطاع، وهي التي تغلقه وتفتحه وقتما تريد وذلك علي الرغم من اتفاق المعابر الذي وقع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية وزير الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قبل حوالي اكثر من شهرين.وحسب الاتفاقية الموقعة في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بين الجانبين تعهدت اسرائيل بأن تسمح بتصدير المنتجات الزراعية الفلسطينية من قطاع غزة خلال فترة حصاد المحاصيل الزراعية الا انها لم تفعل.وذكرت شركة فلسطين للتطوير الاقتصادي بأنه تم اتلاف اطنان من التوت الارضي، والورود والطماطم، والفلفل والخيار تعرضت للتعفن نتيجة اغلاق المعبر، وعدم تمكن السوق المحلي في قطاع غزة من استيعاب هذه الكمية من البضائع المعدة للتصدير.وقررت اسرائيل اغلاق معبر المنطار المنفذ التجاري الوحيد لسكان قطاع غزة منذ منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، بادعاء أن إلاغلاق يأتي علي خلفية تهديدات أمنية.وادي اغلاق المعبر الي تدهور الاوضاع الانسانية في قطاع غزة نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية، وادي الاغلاق الي تدمير احلام المزارعين الفلسطينيين بتسويق منتجاتهم الزراعية في الخارج وكبدهم خسائر فادحة، ودفعهم الي الاحباط بعد ان ادركوا بان انسحاب اسرائيل من القطاع لم يحررهم وبأنها ما زالت تتحكم في ادق تفاصيل حياتهم.وحاول هؤلاء المزارعون خلال الايام الماضية ايصال اصواتهم عبر القيام باتلاف منتوجاتهم الزراعية عند ذلك المعبر بهدف اثارة الرأي العام العالمي، ولكن لا حياة لمن تنادي الا بعض الصور تلتقطها عدسات المصورين الصحافيين وتنشر في بعض وسائل الاعلام لمزارعين يتلفون منتوجاتهم الزراعية خلال تظاهرة ضد اغلاق اسرائيل لمعبر المنطار القريب من معبر رفح مع مصر. وادي هذا الاغلاق والتجاهل العالمي الي حالة من الغضب في اوساط المزارعين، فأبو محمود حرز (55 عاما) يضرب كفاً بكف مبدياً استياءه وغضبه الشديد، بعد أن تسبب الإغلاق والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، في إتلاف محصوله الزراعي وكبده خسائر مالية باهظة. ويقول ابومحمود ما باليد حيلة، محصولنا تلف أمام أعيننا، وعلينا انتظار الرحمة من عند ربنا .وحال أبو محمود هو حال الكثير من أمثاله المزارعين، الذين تكبدوا خسائر فادحة بسبب تكدس منتجاتهم الزراعية نتيجة اغلاق اسرائيل معبر المنطار ومنعهم من التصدير. فالورود ذبلت وحبات الفراولة جفت، واشتعلت قرون الفلفل غضباً، وارتفعت درجة حرارتها حتي أنها لم تعد صالحة للاستخدام الآدمي، بعد أن يئست من إمكانية العبور إلي الشطر الآخر من الوطن ـ الضفة الغربية ـ او الي خارجه، نتيجة الإغلاق الإسرائيلي.وقد ادي اغلاق المعبر الي زيادة المعاناة الإنسانية لسكان القطاع يوماً بعد يوم، حيث بدأت المواد الغذائية الأساسية في النفاد من أسواق قطاع غزة، كما أخذت أسعار الكميات القليلة المتبقية في الأسواق في الارتفاع بشكل جنوني. وتشهد أسواق قطاع غزة نقصاً حاداً في حليب الأطفال ومشتقات الحليب من أجبان وألبان، اضافة الي السكر والأرز، وغيرها من المواد الغذائية، ويتكبد المزارعون الفلسطينيون خسائر فادحة بعدأن تلفت محاصيلهم المعدة للتصدير، الأمر الذي يفقدهم مصادر رزقهم، كما يحد من قدرتهم علي مواصلة العمل بالنظر إلي حجم الخسائر المادية الكبيرة، التي يتسبب فيها فقدان الموسم الزراعي وتلف المحصول. وتواصل سلطات الاحتلال إغلاق معبر المنطار شرق مدينة غزة، للأسبوع الثالث علي التوالي، والذي تمنع بموجبه توريد أو تصدير البضائع والأدوية أو أي مستلزمات أخري للمواطنين، لاسيما وأنه المعبر التجاري الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي وبالضفة الغربية وبأراضي الـ 48 .وتزامن اغلاق اسرائيل للمعبر مع ذروة الإنتاج الزراعي لدي لمزارعين الفلسطينيين، خاصة محصول التوت الأرضي والأزهار، حيث يتسبب الإغلاق الإسرائيلي بعرقلة حركة التصدير ومضاعفة الخسائر المادية في ظل وضع اقتصادي متدهور أصلاً.ويتسبب إغلاق المعبر بمنع مواطني القطاع من إجراء أي تبادل تجاري، ما يعني تشديد حالة الخناق الاقتصادي والاجتماعي في ظل تكدس صادرات القطاع الزراعية ونفاد واردات القطاع من المواد الغذائية الأساسية والمحروقات ومواد البناء. وقدر مختصون الخسائر الفادحة التي لحقت بقطاعات التجارة والصناعة والزراعة جراء الإغلاق الإسرائيلي لمعبر المنطار بنحو 2 مليون دولار عن كل يوم إغلاق، ما يعني أن حجم الخسائر خلال الثلاثة أسابيع الماضية تجاوز 35 مليون دولار. وتعاني أسواق القطاع من اختفاء العديد من المواد الغذائية الأساسية كالسكر والدقيق ومنتجات الألبان والفواكه، فيما نفد مخزون القطاع من مواد البناء، وتوقفت العديد من مشاريع البناء. كما يلقي إغلاق المعبر بظلال سلبية علي المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، حيث اشارت مصادر الوكالة إلي أن أكثر من 90 حاوية عالقة في الموانئ الإسرائيلية بسبب إغلاق المعبر. علما أن الوكالة تقدم مساعدات غذائية للاجئين، تتمثل في الزيت والسكر والدقيق وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، الأمر الذي يلحق بالغ الضرر بالأسر التي تعيش علي هذه المساعدات.كما الحق إلاغلاق أضراراً فادحة بقطاع التجارة حيث تمر منه يوميا حوالي 80 شاحنة تحمل بضائع من قطاع غزة إلي الضفة الغربية وإسرائيل.كما يعاني قطاع الصحة من نقص حاد في المواد الطبية، لاسيما تلك المحاليل المستخدمة في غسيل الكلي، والتي يهدد عدم توفرها حياة مئات المرضي. هذا واصدر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بيانا عن الاثار الانسانية والاقتصادية الناجمة عن قيام اسرائيل باغلاق معبر المنطار كارني ، وما ادي اليه من نقص في المنتجات الاساسية اللازمة وتحديدا منتجات الحليب والالبان، والفواكة ومواد البناء، والمواد الطبية وخصوصا في ادوية التخدير. ويعتبر معبر المنطار النقطة الوحيدة لتصدير المنتجات والبضائع من قطاع غزة كما يعد نقطة مركزية لاستيراد البضائع الي القطاع.من جهته، قال الجيش الاسرائيلي انه لن يقوم باعادة فتحه الا في حال قامت السلطة الفلسطينية بحفر نفق بعمق ستة امتار لاعتراض نفق ادعت ان ناشطين فلسطينيين قاموا ببنائه تحت المعبر.وفيما يلي تسلسل زمني للذرائع الاسرائيلية لمواصلة اغلاق المعبر: 5 كانون الثاني (يناير) الماضي: طلب الجيش الاسرائيلي من السلطة الفلسطينية حفر نفق الي الغرب من معبر المنطار لاعتراض نفق ادعت ان ناشطين فلسطينيين قاموا ببنائه تحت المعبر.20 كانون الثاني: قامت السلطة الفلسطينية بحفر نفق بعمق ستة امتار وحسب المعطيات الاسرائيلية فقد تم اكتشاف نفق كامل، بينما قالت السلطة الفلسطينية انها وجدت حفرة صغيرة قد تكون بداية نفق قديم، وان هذه الحفرة تتصل مع ماسورة مياه.23 كانون الثاني: اعلم الجيش الاسرائيلي السلطة الفلسطينية انه حصل علي معلومات بوجود نفق آخر وطلب من السلطة حفر نفق اعمق يصل هذه المرة الي عشرة امتار. 30كانون الثاني: اكملت السلطة الفلسطينية حفر النفق ذي العشرة امتار واشارت الي انها لم تجد اية انفاق.وحسب اقوال السلطة الفلسطينية فقد طلب الاسرائيليون من السلطة بناء نفق اخر يصل عمقه 10 امتار وطوله 300 متر شمال شرقي معبر المنطار.31 كانون الثاني: باشرت السلطة الفلسطينية حفر النفق.واكد مركز الميزان الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومؤسسة أطباء حقوق الإنسان في بيان مشترك، أن مواصلة قوات الاحتلال فرض الحصار والإغلاق علي قطاع غزة، واستمرارها في سياسة التضييق الاقتصادي والاجتماعي علي المدنيين الفلسطينيين، يفضي إلي تعزيز ظاهرتي الفقر والبطالة، وتضرب فرص أي انتعاش اقتصادي مستقبلي، كما إن الإمعان في هذه السياسة يمس بصحة الأطفال وحياتهم، كما استهجنت المؤسستان المبررات، التي تسوقها قوات الاحتلال، وقالا لا يجوز أن يشكل الأمن ذريعة للمساس بحياة الفلسطينيين . ودعا البيان إلي التحرك الفوري لوقف العقوبات الجماعية، التي تنفذها قوات الاحتلال بحق السكان الفلسطينيين، وإجبارها علي احترام التزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة، ورفع الحصار المفروض علي قطاع غزة. وفي سياق متصل، حذرت مؤسسات وهيئات حقوقية اخري من الآثار الخطيرة التي يمكن أن يخلفها استمرار إغلاق المعبر علي الاقتصاد الوطني، وبشكل خاص اقتصاد قطاع غزة.