اغنية للوجع

حجم الخط
0

دمعت عيناها وطربت المقل للنشيج.. واستفـــــزت حرارتها الخدود.. فنامت عذارى الفرح.. واستيقظت غــــربان سود.. تحلق فوق هالات نور تضيء عتمتنا.. وتحاول اسدال سوادها على فرح بلون الورود.. للظلـــــمة والعتمة سلاح وحيد.. بسمتنا في وجه الجلاد والعتاد والرصاص وعيون القناص.. يحاولون بكل الاشكال من عفن الشرق الى جشع الغرب وأد لحظتنا الجميلة وبسمتنا المنيرة.. وايماننا بهالة النور المجيدة.. سلاحنا مناغاة الاطفال.. وهتاف الرجال.. وزغاريد الصبايا للابطال، وأقبل من الماضي كفارس أندلسي يمسك بقبضة يده على وجع الحاضر وينسى أنه نفس الوجع الذي أخرجه من أندلسه.. ناظرا الى وجوه أزمن الوجع فيها وملامح سمراء خطت رمال الصحراء عليها تاريخا مشبوها.. تصفد في قيود هذيانه وبدأ يبحث في ملاحمه عمن يشبهنا.. وعمن يدفع أكثر في سوق النخاسة ليسترقنا.. عن عورات استباحت وعينا.. وعن شذوذ استوطن تاريخنا.. نحن لا زلنا نئن تحت وطأة أردافه السمينة…هل نحن بقايا أمة؟…أم شراذم قبائل رضيت بعورة ولي الامر وجها لها.. ونعلل النفس بأن عورته بعض من قداسه تاريخ ممزوج بالنفط.. ولا زال فارسنا يقارن..القتل منا وفينا والدم المستباح دائما دمنا.. ويسأل هل دمنا من النوعية المفضلة لاراقته على اقدام اصنام الشرق وكهان الغرب؟ هل نحن كعرب القرابين المفضلة لالهة العالم الجديد؟
جلس فارسنا منهكا من تساؤلاته وهواجسه تحت ظل ياسمينة دمشقيه فأنعشه عطرها واستقبل نور الشمس بابتسامة امجاد خرجت من أعماق التاريخ وقبل اللؤلؤ الهاطل من عيون حسناوات الشرق ومن حمرة خجلهن أعطى للورود لونها.. وقبل جمال اللمى الساكب لرحيق الكلمات… كلمات قوم يستحقون جمال لغتهم وتاريخهم المجيد فاعتلى فارسنا الاندلسي حصانه منتشيا مؤمنا ان هذه الامة امة فوارس وأن فجرها سيضيء الوطن من مشرقه الى مغربه. من محيط الى خليج.. هذا اخر النشيج.. وبداية الفرح.. وموت الخوف… وأول الحجيج.. الى حرية تطرز وتنسج باجمل نسيج.. خيوطها عزة وكرامة وغد مشرق بهيج.
حسن مناصرة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية