لوس أنجليس – «القدس العربي»: بعيداً عن الحفلات الصاخبة، أُعلن مؤخراً عن أول مجموعة من جوائز الأفلام وراء شاشات الحواسيب عبر خدمة «زوم». أهمها كانت جوائز جمعية نقاد الأفلام الوطنية في الولايات المتحدة وجوائز الأفلام المستقلة «غوثام».
تلك الجوائز لا تعتبر عادة مؤشراُ موثوقاً لجوائز الأوسكار، لكنها قد تحمل ثقلاً أكثر هذا العام بسبب غياب حملات الترويج التي تعتمد على إقامة الحفلات والعروض الخاصة وعقد ندوات الحوارات مع صانعي الأفلام، من أجل التفاعل مع مصوتي الجوائز.
وكما كان متوقعاً، برز في تلك الجوائز فيلم الصينية كلوي تشاو «نومادلاند» الذي حصد جائزة أفضل فيلم في منافسة جمعية نقاد الأفلام الوطنية، وجائزة الجمهور في منافسة غوثام، بينما حصدت تشاو جائزة أفضل مخرجة في كلا المنافستين، فضلاً عن فوزها آنفاً بالجائزة نفسها في منافسة جمعية النقاد في كل من لوس أنجلس ونيويورك، لتتصدر قائمة التكهنات بالفوز بأوسكار أفضل مخرجة.
وإذا تحقق ذلك، فستصبح أول امرأة وأول آسيوية تحقق ذلك. ويذكر أن الجائزة كانت العام الماضي من نصيب المخرج الكوري بونغ جون هو، عن فيلم «طفيلي» الذي بات أيضاً أول فيلم آسيوي يفوز بأوسكار أفضل فيلم العام الماضي.
مثل «طفيلي» الذي حصد جوائز أهم المهرجانات ككان الفرنسي و تورنتو الكندي، قبل خوضه معركة الجوائز الهوليوودية العام الماضي، اقتنص «نومادلاند» في شهر سبتمبر/أيلول جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا الإيطالي، التي تعتبر مؤشراً مهما للفوز بجوائز الأوسكار. وبالتالي، من المرجح أن يصنع «نومادلاند» تاريخاً تماماً كسابقه طفيلي. الفيلم يحكي قصة أرملة وحيدة تترك بلدتها بعد وفاة زوجها وإغلاق مكان عملها، فتختار حياة بدوية، جاعلة من شاحنتها بيتاً متنقلاً. وتؤدي دورها فرانسيس ماكدورماند، التي أيضا حصدت جائزة النقاد لأفضل ممثلة.
يذكر أن ماكدورماند فازت بأوسكار أفضل ممثلة قبل عامين عن دورها في «ثلاث لوحات خارج إيبينغ، ميزوري».أما جوائز النقاد، الوطنية وجمعية نيويورك، لأفضل ممثل، فقد فاز بها ديلروي ليندو عن أداء دور جندي قديم يعود مع زملائه الى فيتنام للبحث عن كنز ذهب دفنوه هناك خلال الحرب، في فيلم سبايك لي «الإخوة الخمسة» الذي فاز أيضاً بجائزة أفضل فيلم في جوائز نقابة اختيار النقاد.
بينما ذهبت جائزة غوثام لأفضل ممثل للبريطاني ريز أحمد، عن أداء دور عازف طبول يخسر سمعه في فيلم «صوت الصمت» الذي اقتنص جائزة النقاد لأفضل ممثل مساعد لبول ريسي، الذي يجسد دور مدير مركز للصم.
من المفارقات أنه بالرغم من الحملات التي قامت بها جمعيات كازاخستانية ضد فيلم ساشا بارون كوهين «بورات الثاني» في هوليوود، إلا أن ممثلته البلغارية، ماريا باكالوفا، كُرمت بجائزة أفضل ممثلة من جمعية النقاد الوطنية وجمعية النقاد في نيويورك. أما جائزة غوثام أفضل ممثلة، فذهبت لنيكول بيهاري عن دورها في «ميس جونتيث».
تلك الجوائز تساهم في الترويج للفائزين بها في حملات الأوسكار، لكنها لا تلقى اهتماماً كبيراً في الإعلام، الذي يترقب هذه الأيام الإعلان عن أول ترشيحات لجوائز هوليوودية وهي «الغولدن غلوب» التي بدأ أعضاء جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية التصويت لها هذا الأسبوع، وهي تعتبر مؤشرا مهماً لجوائز الأوسكار وسيعلن عنها بداية الشهر المقبل.