انتهت دورات الترضية والمشاركات الرمزية والتصفيات الأولية في نهائيات كأس العالم، ليودع 16 منتخباً البطولة، وتستعد 16 أخرى لمنافسات طاحنة، هي ما نعتبرها كرة القدم الحقيقية.
توقفت الانتقادات السمجة التي سبقت البطولة، واستمرت مطالبات أخرى بعد انطلاق البطولة، لكنها قادت تلقائياً الى سقوط أحد أكبر ضحايا هذا المونديال باقصاء أحد أبرز المرشحين للقب المنتخب الألماني، الذي انتشرت الكثير من نظريات المؤامرة عن أسباب سقوطه، خصوصا بعد تسجيل اليابانيين هدفا مثيراً للجدل في مرمى الاسبان، ما سمح لهم بخطف البطاقة الأولى واصطحاب الاسبان معهم الى دور الـ16، ومنها ما اعتبر انه ثأر لمؤامرة خيخون في مونديال 1982، عندما اتفق الألمان مع النمساويين على اقصاء الجزائر، وأخرى أن الاسبان أرادوا المركز الثاني لتفادي مواجهة كرواتيا الثانية في المجموعة السادسة والرغبة في مواجهة المغرب متصدر السادسة، لكن في الواقع دخل المنتخب الألماني المونديال بعقلية سلبية أثرت على نفسيات لاعبيه وتركيزهم على كرة القدم، عندما أصر على ارتداء شارة المثليين خلال مبارياته، واحتج بكم أفواه لاعبيه قبل مباراته الأولى عندما منعه الفيفا، الذي في الواقع طبق قانوناً يمنع كل المنتخبات ولاعبيها من استخدام أي ايماءات سياسية او اجتماعية أو غيرها، وبالتالي قاد الى نقمة غالبية المشجعين الموجودين في قطر من عرب ومسلمين، بل من أنصار المنتخبات الأخرى لاصرار الألمان على فرض قناعاته على الآخرين، خصوصا على بلد لديه من التقاليد والعادات والايمان الديني ما يحثه على رفض مثل هكذا اقتراحات. الغريب انه بحسب بعض التقارير فان مدرب المنتخب الألماني هانزي فليك كشف انه لو سمح للاعبيه بارتداء الشارة، لرفض بعض لاعبيه ارتداءها.
الألمان رحلوا غير مأسوف عليهم، بل فقدوا الكثير من أنصارهم وقاعدتهم الجماهيرية في العالم العربي، بل حتى من بعض جيرانهم الغربيين، بل تسبب اقصاؤهم بحالة فرح واحتفالات ربما فاقت فرحة الاحتفالات بالتأهل المغربي الى دور الـ16، لينضم المانشافت الى ضحايا مرشحين على غرار بلجيكا أحد ضحايا «أسود الأطلس»، وأيضا الدنمارك المفترض ان تكون الحصان الأسود للبطولة.
ورغم ان البطولة شهدت عدداً من النتائج المفاجئة، ومنها 3 لليابان، الذي حتى خسارتها من كوستاريكا اعتبرت مفاجأة رغم انتصاريها على المانيا واسبانيا، لتنضم الى النتائج الصادمة كانتصار السعودية على الأرجنتين وتونس على فرنسا والكاميرون على البرازيل، لكن فرحتنا كأمة عربية ارتبطت بالمغرب الذي يبدأ بعد غد الثلاثاء مغامرة جديدة في دور خروج المغلوب بمواجهة الجار اسبانيا في دربي افريقي – أوروبي.
المغرب رفع غلة العرب من الانتصارات الى 14 في تاريخ مشاركاتهم، منها التأهل بلا هزيمة للمرة الأولى عربياً، والمرة الأولى التي تحقق فيها المنتخبات العربية 4 انتصارات في بطولة واحدة، لهذا نعتبر هذا المونديال العربي هو الأنجح منذ 1930.
لكن كروياً وفنياً، يبدأ المونديال من دوره الثاني، على غرار ما يحدث في دوري أبطال أوروبا، الذي يستقطب انتباه كل العالم وتبدأ الاثارة الحقيقية بدءاً من مرحلة خروج المغلوب، حيث ستكون الانتصارات الصادمة كالتي حققتها السعودية وتونس مكلفة للكبار، بل ستكون من تبقت من منتخبات هي نخبة العالم، والتي تحوي أبرز النجوم، ولهذا كنت دائماً، وما زلت، ضد فكرة رفع عدد المشاركين في النهائيات الى 48 منتخباً، كالتي ستطبق في 2026، لأن الفكرة ليست باشراك أكبر عدد ممكن من منتخبات دول العالم في البطولة، بل هي افراز بطل للعالم من نخبة منتخبات العالم، ضمن منافسات يتوجب ان تكون نارية وحامية بين الكبار. طبعاً من وجهة نظر كروية بحتة، وليس لأي اعتبار آخر كأمنية رؤية المنتخب الوطني يشارك.
اذا حقاً أردنا رؤية منتخبنا يلعب ضد الكبار، فلم لا تكون ضمن تصفيات عالمية، تحوي الجميع، وبالتالي تكون فرصة للجميع للعب مع كبار المنتخبات ووسطها وصغارها، بدون حدود للجغرافيا وبدون تصفيات قارية لتكون تصفيات عالمية، وبالتالي ستتأهل الأبرز والأفضل والأحق لتتأكد مشاركة نخبة النخبة وضمان أمتع المباريات المليئة بالاثارة.
الآن سنتطلع الى دور الـ16 وبالتحديد مباراة يوم الثلاثاء بين المغرب واسبانيا، والتي سيدخل فيها «أسود أطلس» متصدراً لمجموعته، ونحن نملك تصوراً لسير المباراة، حيث سيكون للاسبان نسبة الاستحواذ الأكبر، فيما سيدافع المغاربة بصلابتهم المعهودة التي قادتهم الى استقبال هدف واحد فقط في الدور الأول، وكان بالنيران الصديقة، وسيعتمد على الهجمات المرتدة التي اعتمدها أمام بلجيكا وكرواتيا وحتى أمام كندا في الشوط الثاني، ولن يكون نجومه أقل جودة مما يملكه الماتادور، بوجود حكيمي ومزراوي وزياش والنصيري وبونو وأبرز نجومه في المونديال سفيان أمرابط.
سأتطلع أيضا لمباراة إنكلترا ضد السنغال، وستكون كأنها مباراة من البريميرليغ، لكن الإنكليز عادة ما يعانون أمام المنتخبات الأفريقية، فيما سيختبر الهولنديون حيوية المنتخب الأمريكي، وتعلم الأرجنتينيون درسهم عندما يواجهون استراليا. ويوم الجمعة المقبل سنستمتع أكثر ببدء دور الثمانية، ليبدأ العد التنازلي على نهاية أحد أجمل نهائيات كأس العالم.
هي كرة القدم وهي الرياضة،بمنأى عن السياسة يجب أن ثظل،فيها غالب ومغلوب كما في الحب،.
المغرب يثبت شيء واحد، كرة القدم في أوروبا و ليس في غيرها ، كل لاعبيه و حتى مدربه تكوين أوروبي ، ، نفس الشيء عن الالرجنتين و البرازيل، يتطور لاعبوهم حين يذهبون لأوروبا ، ما يبقى في الواد غير حجاره، و حجارة كأس العالم هم اللاعبون، و الواد أوروبي
ليس جميع لاعبي المنتخب المغربي تكونوا في أوروبا بل بعضهم تكونوا داخل الفرق المغربية أذكر منهم ثمانية لاعبين و هم الحارس ياسين بونو و يوسف النصيري و يحيى عطية الله و نايف أكرد و يحيى جبران و بدر بانون وجواد اليميق و عز الدين أوناحي. بالتوفيق للمنتخب المغربي في المباراة المقبلة.
هيثم، هم نشأو في المغرب، لكن تطورو للأحسن لما ذهبو لاوروبا ، أما حكاية العرب مع المعزة التي طارت فلن تنتهي
مؤخراً كشفت وسائل الإعلام الألمانية أن لاعبين اثنين فقط كانا يؤيدان ارتداء شارة قوس قزح. اللاعبان هما الحارس نوير ولاعب الوسط غوريتسكا. لكن لنترك المنتخب الألماني يلعق جراحه ويداوي خيبته الكبيرة ونتطلع إلى الأمام مع المنتخب المغربي الذي برز كأحد أفضل المنتخبات المشاركة في هذا المونديل. كل تمنياتنا لمنتخب المغرب بالتوفيق والنجاح في بقية المشوار.