الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تخشى من شرارة واحدة تشعل حريقا كبيرا في أراضي 48

حجم الخط
4

الناصرة – “القدس العربي”: تخشى إسرائيل من انتقال المواجهات من القدس إلى أراضي 48 في ظل الأجواء المتوترة على غرار هبة الكرامة في مايو/أيار الماضي ردا على الانتهاكات الإسرائيلية في حي الشيخ جراح في القدس وفي الحرم القدسي الشريف. وجرى الكشف عن قيام الشرطة الإسرائيلية باعتقال نحو 60 شابا عربيا من داخل الخط الأخضر على خلفية مشاركتهم في مظاهرات واحتجاجات وإلقاء حجارة على أهداف إسرائيلية في نطاق ردود الفعل على ما يجري داخل الحرم القدسي في رمضان الحالي والذي يتعرض لاقتحامات من قبل الجنود والمستوطنين منذ نحو أسبوع. وقالت تقارير صحافية إسرائيلية الخميس إن المؤسسة الأمنية تخشى انزلاق الأوضاع المتوترة لمواجهات بين العرب واليهود داخل المدن الساحلية والمختلطة بعد اعتقال العشرات من شباب فلسطينيي الداخل في الأيام الأخيرة خاصة من مدن الناصرة، وأم الفحم، والطيبة. وحسب موقع “يديعوت أحرونوت” تعرب كافة الأجهزة الأمنية عن خشيتها من شرارة واحدة من شأنها إشعال حريق كبير على غرار ما حصل في العام المنصرم حتى وإن كان ذلك دون تخطيط مسبق. ووسط تجاهل دور الاحتلال واقتحامات المستوطنين والجنود للحرم القدسي الشريف توجه إسرائيل أصابع الاتهام لحركة حماس بأنها ترش الوقود على منتديات التواصل الاجتماعي بغية التحريض والتعبئة وإبقاء المواجهات قائمة.
ويبدو أن حكومة بينيت، التي باتت متأرجحة و”بطة عرجاء” وتتعرض لمزادات واستخفاف من قبل المعارضة، تحاول إمساك العصا من طرفيها فتارة تسعى للتهدئة وتقليص عمليات اعتقال الفلسطينيين في الضفة الغربية وتارة تتورط بالاعتداءات الفظة على الفلسطينيين في القدس كي تكسب نقاطا سياسية وتحسّن صورتها بعيون الإسرائيليين بعد سلسلة عمليات أوجعتها وأحرجتها في تل أبيب والخضيرة وبئر السبع.
وتتهم جهات إعلامية في إسرائيل حكومتها بالفشل في المساعي الدبلوماسية وفي العلاقات العامة ويدللون على ذلك بالإشارة لاتساع انتقادات دولية رسمية وغير رسمية في العالم للاحتلال. وكان عدد من المراقبين والمحللين الإسرائيليين قد حذروا في الأيام الأخيرة من خطورة أشرطة الفيديو التي توثق في منتديات التواصل الرقمية القوة المفرطة المستخدمة ضد الفلسطينيين داخل الحرم القدسي على وعي العالم وظهور إسرائيل كدولة معتدية وترتكب جرائم بحق المدنيين والمقدسات لكن عددا قليلا منهم أبدى معارضة مبدئية لمثل هذه الاعتداءات دون النظر للبعد الخاص بحسابات المصالح.
ومن المتوقع أن تشرع سلطات الاحتلال في تنفيذ قرار بإغلاق الحرم القدسي الشريف في وجه اليهود والسائحين بدء من يوم غد الجمعة كما فعلت في السنوات الأخيرة حيث دأبت على ذلك في الأيام العشرة الأخيرة من كل رمضان منذ أن فتح الحرم مجددا أمام اليهود عام 2003 بعد انقطاع دام ثلاث سنوات عقب اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000. لكن المخاوف الإسرائيلية، التي تدفع لمحاولة تخفيف حدة التوتر كما تجلى في منع مسيرة الأعلام من بلوغ باب العامود، مردها ليس فقط الخوف من اندلاع المواجهات والاشتباكات داخل أراضي 48 بل هناك اعتبارات أخرى منها محاولة وقف خسارة المعركة على الرواية والوعي في ظل فضح منتديات التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة ما حاول الاحتلال التستر عليه حتى الآن خاصة الاعتداءات على المدنيين والصحافيين والمسنين والنساء. ورغم الانتقادات المبطنة الموجهة للأردن الواردة على لسان رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت في حديث للإذاعة الإسرائيلية الأربعاء والتي دعا فيها لـ “إبداء قيادية ومسؤولية” تخشى إسرائيل من المساس بالعلاقات مع الأردن. وجاءت انتقادات بينيت المبطنّة للأردن تزامنا مع تصريحات محجوبة الهوية لمسؤولين إسرائيليين في اليومين الأخيرين تتهم الأردن بالازدواجية واللعب على الحبلين. كما قالت تسريبات إسرائيلية، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين محجوبي الهوية قولهم، إنهم غاضبون من تصرف ممثلي الأردن الذين يهاجمون إسرائيل علانية وداخل الغرف الموصدة. ويوضحون أن هذه هي الطريقة الوحيدة لامتصاص غضب الشارع الأردني المطالب بقطع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وبين الأردن. وكانت هذه الانتقادات الإسرائيلية غير المباشرة للأردن قد جاءت على خلفية تصريحات لرئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة التي حمل فيها على الانتهاكات الصهيونية في الحرم وحيا فيها الفلسطينيين ودعاهم لرجم المستوطنين والجنود بالحجارة. ومع ذلك لابد أن إسرائيل تأخذ بالحسبان الأردن والعلاقات معه في خطواتها وقراراتها بما يتعلق بالحرم القدسي خاصة بعدما صعدت عمان لهجة الانتقادات للاحتلال. وسبق أن سارعت “حكومة التغيير” برئاسة نفتالي بينيت لإصلاح العلاقات مع الأردن بعدما أهملها رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو لصالح التطبيع مع دول الخليج وهذا ما يفسّر حجيج المسؤولين الإسرائيليين للأردن ولقاء عاهله الملك عبد الله الثاني في الشهور الأخيرة والاستعانة به للضغط على السلطة الفلسطينية لتقوم بتهدئة الأوضاع عشية رمضان الحالي. في ظل هذه المساعي المتناقضة أحيانا والمقرونة بمخاوف من دخول الفصائل الفلسطينية على الخط والانزلاق لحرب جديدة يبقى الأقصى “برميل بارود” من شأن استمرار العبث الإسرائيلي به أن يشعل نارا جديدة تحاول عدة جهات منعها بما فيها الولايات المتحدة التي دفعت موفديها للمنطقة. وتدلل التجربة على أن انتهاكات الاحتلال، التي تبدو استعراضية أحيانا في القدس والحرم القدسي تحديدا، من شأنها أن تشعل حريقا كبيرا في طول البلاد وعرضها رغم تردي السياسة الفلسطينية وتراجع الفصائل وانتقال زمام المبادرة للأفراد. وقد سبق المساس بالأقصى أن أدى الى حرائق ومواجهات دموية ليس فقط في أيار/مايو الماضي بل في 2000 عندما اندلعت الانتفاضة الثانية نتيجة تدنيس الحرم من قبل رئيس حكومة الاحتلال أرئيل شارون، وقبل ذلك في هبة البراق عام 1927 وكل ذلك لأن الأقصى ليس مجرد مسجد بل صرح حضاري وتاريخي يقيم في وجدان المسلمين والفلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Abo Nasser:

    علموا أولادكم إن فلسطين محتلة ، وإن المسجد الأقصى أسير
    وإن الكيان الصهيوني عدو ، وإن المقاومة شرف ، وإن لاوجود لدولة إسمها إسرائيل
    وإن في عقولنا حق لابد أن يعود
    #التطبيع_خيانه
    #الحكومات_خائنه
    #القدس_قضيتنا
    # القدس- تنتفض

  2. يقول Dr. Msher:

    لو يتم السماح للفلسطينيين في الاردن بالتحرك ليحرروا فلسطين باسبوعين…. للاسف مقموعين والاردن مطبعه سلام سلام مع اسرائيل عدوة الله في الارض.شي غىيب… مهما عملوا اليهود عادي بس لو مسلم يتحرك بصير ارهابي ودولته بتعذبه..

    1. يقول حلمي الاردني:

      مع الاسف صديقي لو بدهم يحرورها باسبوعين ليش صمدوا بها اسبوعين على الاقل الاردن كلام عن الاردن يخلو من الحصافه

    2. يقول زكريا:

      الفلسطينيون في الاردن مقموعون؟!
      من يسمع كلامك يظن ان هناك جيش فلسطيني مسلح داخل الاردن وعلى اهبة
      الاستعداد لتحرير فلسطين وانت تعلم والكل يعلم ان الفلسطينيين في الاردن هم اردنيون يتمتعون بكل الحقوق المدنيه التي يتمتع بها اي مواطن اردني وما يجري عليهم يجري على كل اردني.وما يقاسيه الاردنيون من مشقة وفقر وقهر اقتصادي او سياسي فهو لا يفرق بين غربي او شرقي.
      لكن عتقد انك لا تعيش في الاردن او انك لست فلسطينيا او اردنيا

إشترك في قائمتنا البريدية