عمان- “القدس العربي”:

استعار وزير العمل الأردني فجأة نموذج الطائرة التي سبق أن تحدث عنها رئيسه الدكتور عمر الرزاز قبل نحو عام ونصف.

وقال الوزير نضال البطاينة إننا في الأردن مضطرون لأن “نطير ونصلح بذات الوقت”.

عمليا لم يشرح الوزير الشاب والديناميكي والطامح يوما وعلنا برئاسة الحكومة مقاصده من وراء هذه الاستعارة، فواقعة اصلاح وصيانة الطائرة اثناء التحليق مسجلة في الذهن السياسي الاردني لصالح الرئيس الرزاز.

قبل ذلك بنحو عام ونصف كان الرزاز يرد على مداخلة لإحدى الشابات الناشطات بالإشارة إلى أن المطلوب من حكومته مهمة صعبة جدا، وهي الصيانة وإصلاح العطب في الطائرة اثناء التحليق مع الاشارة التي تقول: “مطلوب قيادة وصيانة طائرة خربانة اثناء التحليق”.

طبعا الرزاز كان يقصد الجانب المتعلق بإدارة مؤسسات القطاع العام كما فهمت “القدس العربي” منه لاحقا، وهو يجيب على استفسار له علاقة بعدم “تسييس” مثال الطائرة التي تحدث عنها لأنه يقصد الجانب البيروقراطي والاصلاح الاداري معتبرا أن الإعلام “بالغ” في الحديث عن تلك الطائرة، وإن كان يجيب فقط على سؤال الفتاة.

وعليه يحاول الوزير الشاب هنا استعارة هذا المثال عن الطائرة المصابة بعطل وعطب من تراثيات واقاويل رئيسه.

حصل ذلك على هامش ندوة نظمت محليا بالشراكة مع المعهد الديمقراطي الأمريكي بحضور ورعاية الرزاز نفسه.

الوزير البطاينة وهو صاحب برنامج التشغيل تحدث خلال ندوة بعنوان “التفكير خارج الصندوق” عن مسارات العمل مشيرا الى اهمية تطوير العمل المهني والتحول للتعليم المهني.

في الاثناء، أضاف الرزاز كباحث ومثقف، وليس كرئيس وزراء فقرة جديدة في سيرته الذاتية التي يعرضها هو عن نفسه.

ووصف الرزاز تجربته وخبرته بصفته الرجل الذي عمل في أماكن “البدايات والنهايات”.

شرح الرزاز خلال نفس الندوة وبالشراكة مع نفس المعهد الأمريكي بأن البدايات كانت بعمله وزيرا للتربية والتعليم، أما النهايات فعبر الإشارة لمؤسسة الضمان الاجتماعي التي كان يديرها قبل انضمامه للوزارة اصلا مما يعني ضمنيا انه بدأ بالنهايات قبل العودة للبدايات.

بنفس السياق، طرح الرزاز فكرة تحويل المعطلين عن العمل الى فرصة استثمارية هائلة.

وتحدث عن اهمية المتقاعدين في التنويع الاقتصادي والاستثماري وطالب بترك التلقين في التعليم.

حصل ذلك بالتزامن مع تسريبات لها علاقة بتعديل وزاري خامس مفترض على الحكومة، قال سياسيون إن الرزاز يعد العدة له في الوقت الذي لم يحسم فيه بعد ملف الانتخابات البرلمانية.

ودخلت الاجواء السياسية المحلية في اجواء التحضير للعملية الانتخابية وسط توقعات وتكهنات باحتمالات تأجيلها وإعادة تشكيل مجلس الاعيان، واحتمالات موازية بأن تعقد في موعدها الدستوري بعد نهاية صيف العام الحالي 2020.