عمان ـ «القدس العربي» رحل صاحب المقولة الشهيرة عن الأردنيين باعتبارهم «بؤبؤ العين» الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتقطت وسائل الإعلام وبعض المنابر الفردية مبكرا مبايعة الملك الجديد الأمير سليمان بن عبدالعزيز بنظريته الشهيرة عن الأردن باعتباره «توأم السعودية».
بين البؤبؤ والتوأم تتنقل أحلام الأردنيين سياسيا وطموحاتهم في الحفاظ على علاقات أساسية واستراتيجية بالمملكة العربية السعودية. لكن ثمة سلسلة من التساؤلات والمطبات التي تجعل الحدث السعودي مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لدولة مثل الأردن كانت دوما «صديقة للغاية» بل وشريكة للملك الراحل الذي خص الأردنيين برعاية خاصة طوال الوقت.
قبل رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت النخب الأردنية تضع الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز في قائمة الشخصيات «المتحفظة» أو «غير المتحمسة» لعلاقات واسعة مع عمان أو الشخصيات التي يظهر عليها ملاحظات نقدية على أداء الأردن.
كانت «القدس العربي» تستمع لسياسيين كبار في الأردن يفترضون أن ولي العهد الأسبق الذي أصبح ملكا الآن لديه نظرة مختلفة عن نظرة الملك تجاه الدول الصديقة والشقيقة تتعلق بتبادل المنفعة والمصالح أكثر ما ترتبط بالجوانب العاطفية والقومية وهذا برأي خبير في المشهد السعودي كان سر تعلق الأمراء الشباب بالملك سلمان عندما كان وليا للعهد وسر نفوذه وسطهم.
لكنه أيضا سر مخاوف عمان التي كانت تبرز كلما وضعت بين يدي سلمان بن عبدالعزيز ملفات لها علاقة بمصالح أردنية حيث الانطباع عن مماطلة وتأخر ورغبة في توجيه الأمور على قاعدة تبادل المنافع والمصالح.
اليوم لا توجد قرائن بتبدل وتغير السياسة السعودية تجاه الأردن مع وجود خلافات لا يحبذ الطرفان التحدث عنها تشمل ضعف التضامن المالي والاقتصادي والنفط السعودي مع الأردن كما تشمل تراجع الدعم السعودي في ملف استيعاب اللاجئين السوريين وهي مسألة باتت تشغل كل دوائر القرار الأردنية.
في الأثناء بقيت السعودية في عهد الملك الراحل من الخطوط الحمراء بالنسبة لعمان وفي كل الاتجاهات وسط انضباط صارم وحاد لجميع وسائل الإعلام الأردنية التي يعتبر مساسها بالسعودية أو حتى انتقادها من «المحرمات».
حصل ذلك بالرغم من أن السعودية في عهد الملك الراحل كانت الدولة التي قدمت لعمان أكبر مساعدات في كل الاتجاهات وهو ما أشار له رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور مباشرة في مناقشة أمام «القدس العربي».
وسط زحمة الأحداث وظهور مشكلات حادة عند المالية الأردنية بعدة مراحل خلال موجة الربيع العربي كان الكبار في لعبة السياسة الأردنية يتساءلون خلف الستارة: لماذا يتركنا الأشقاء في السعودية وحدنا؟
حمى مثل هذا السؤال دفعت في إحدى المرات النادرة حتى رئيس الحكومة النسور للإعلان عن «دور الأردن» في حماية الأمن الداخلي السعودية ومنع الأذى والضرر الإجرامي والإرهابي من العبور حدوديا.
لاحقا بدا واضحا وطوال الوقت وفي كل الملفات وحتى في ملف الإخوان المسلمين والموضوع السوري كانت عمان والرياض في عهد الملك الراحل «في خندق واحد تماما».
واليوم قياسا بالمستجد اللافت قد تحصل الكثير من التبديلات التكتيكية لكن بكل الأحوال لن تكون على أساس الاستراتيجيات، على الأقل هذا ما تصبو إليه عمان.
اتجاهات المستقبل بعدما غاب عن المشهد الملك عبدلله بحاجة ملحة لاختبارات متتالية بدأتها عمان بإظهار نفسها كعاصمة عربية هي الأقرب للحلقة السعودية. فقد أعلن الديوان الملكي الأردني حدادا لمدة 40 يوما وتنكست الأعلام وأعلنت الحكومة حدادا رسميا مع عطلة لثلاثة أيام وقطع الملك عبدالله الثاني زيارته لدافوس وعاد لعمان استعدادا للمشاركة في عزاء وتشييع جثمان الملك السعودي الراحل، فعمان بكل الأحوال فقدت أخا كبيرا ومظلة في غاية الأهمية ولا تعرف حظوظها بعد عن النخبة الشابة التي ستتقلد بعض المناصب بحكم الانزياحات الحاصلة.
الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد الجديد رجل على «علاقات خفيفة» جدا بالنخبة الأردنية والرجل الثالث محمد بن نايف زار عمان مؤخرا مرة واحدة فقط رغم ان طابع العلاقات مع السعودية في السنوات الأربع الماضية برز دوما على شكل اعتبار أمني قبل أي شيء آخر.
بسام البدارين
العلاقات السعودية الأردنية استراتجية لايمكن أن تتأثر بتبادل الأشخاص والسعودية الآن بحاجة لمن يحمي ظهرها لأن أمامها أعداء مثل الدولة الإسلامية من اتجاه العراق والحوثيون من اليمن وإطماع ايران
* برأيي المتواضع : ستبقى العلاقات بين ( الرياض وعماّن)
قوية ومتينة وتكمل بعضها بعضا .
* السعودية والأردن يسيران على نفس الموجة وتوافق شبه تام
ع جميع الملفات بينهما .
شكرا والشكر موصول للأخ الكاتب ( بسام ) .
علاقتنا مع السعوديه ليست علاقت جيران فقط بل هم اهل وأكثر على مر الزمان. رحم الله أبو متعب واسكنه فسيح جنانه. وحفظ السعوديه وباقي ديار العرب. والمسلمين.
على النخب السياسية والثقافية والقيادات المختلفة في الاردن، ان تصل الى حد النضج بالاعتماد على الذات والمقدرات الداخلية والخاصة بالاردن الحبيب
فلا يعقل يا اخ بسام ان يبقى الاردن مرتهن للعلاقات الخارجية ، ومنتظرا ومتلقيا الدعم المالي على حساب أي شي اخر
الاصل ان تبقى نواه البلد الصلبة الداخلية قوية ودافعة للاستقلال الحقيقي عن حلقات الخارج المتغيرة دوما بتغير السياسات والاشخاص
الوضع الطبيعي ان يعتمد أي بلد على امكاناته الداخلية اولا
عندها سيحترمه الداخل و الخارج اكثر
ويفرض نفسه بقوة على المشهد الكلي
يا أخ حسام، كلامك جميل ولا علاقة له بالواقع.
إن مديونية المملكه المتراكمه للهيئات المانحه، ولا حتى ميزانية الخليج كله، بقادرة على سداده، وهذا أولا، أما ثانيا، فاننا اذ نتوقع المعونة من شقيق عربي، لا يفرقنا عنه غير خطوط سايكس-بيكو، فهذا حق جار وأخ وابن عم.
كانت مصر زمن مجدها، هي من يكسي الكعبة كل عام، وكانت البصرة تحمي الخليج، والشام عاصمة الشرق العربي كله، ومنها أعلنت مملكة العرب، لكل العرب بلا محاصصة ولا تمنن.
لا يمنن ملوك الحجاز وشعبهم يا سيدي، بخيرات الحجاز.