الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر منها هذا البلد الأوروبي. زيارة مرتقبة لاوباما الى دول الساحل الافريقية جنوب الصحراء
20 - يونيو - 2013
حجم الخط
0
دكار – ا ف ب : تثير الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الامريكي باراك اوباما الاسبوع المقبل الى دول الساحل الافريقية جنوب الصحراء، ترقبا كبيرا في هذه المنطقة التي تتوجه اكثر فاكثر الى دول اخرى مثل الصين التي تكثف وجودها هناك. وفي مقال تناول زيارة الرئيس الامريكي الذي ولد في الولايات المتحدة من اب كيني، واثار انتخابه في 2008 أملا كبيرا، يرى شيكا اونياني رئيس تحرير مجلة صن تايمز الافريقية ومقرها الولايات المتحدة، ان ‘اوباما حتى الان فشل في افريقيا’. وقد استقبل اوباما في تموز/يوليو 2009 بحماسة كبيرة في غانا لكن الامر سيكون مختلفا عندما ستطأ قدماه مجددا افريقيا جنوب الصحراء في 26 حزيران/يونيو في مستهل جولة تقوده حتى الثالث من تموز/يوليو الى السنغال وتنزانيا وجنوب افريقيا، كما قال اونياني مؤكدا ان ‘افريقيا تسأله ما فعلت من اجلي، ليس مؤخرا، بل منذ ذلك الحين؟’ واعتبر جون كامبل احد المحللين المتخصصين في السياسة الافريقية في الولايات المتحدة في حديث مع فرانس برس ان باراك اوباما ‘ضحية آمال غير واقعية خصوصا لان والده كان كينيا’. واضاف ان ‘المعلقين الافارقة ينسون احيانا ان الرئيس امريكي وليس افريقيا’ وبالتالي لا يمكنه تطبيق سوى السياسة الامريكية. واعتبر البيت الابيض ان ‘الوقت قد حان’ ليقوم اوباما بهذه الجولة الافريقية جنوب الصحراء التي طالما كانت مرتقبة، واقر مساعد مستشاره للامن القومي بن رودز في 14 حزيران/يونيو ان هذا الغياب ‘خيب كثيرا امال’ القارة. واضاف ان ‘افريقيا منطقة بالغة الاهمية، لدينا فيها مصالح ضخمة، وبعض الاقتصادات التي تنمو بسرعة توجد في افريقيا لا بد من تواجدنا في افريقيا’ مشيرا الى ان الصين وتركيا والبرازيل كثفت وجودها هناك خلال السنوات الاخيرة. وفعلا تكثف الصين التي تحتاج الى الكثير من المواد الاولية توجدها في القارة حتى اصبح الصينيون خلال 2009 اكبر شركاء افريقيا حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. وافادت دراسة نشرتها في نيسان/ابريل مجموعة باحثين في مركز التنمية الشاملة ان الصين استثمرت 75,4 مليار دولار في افريقيا خلال الفترة بين 2000 و2011، وهو ما يمثل حوالي خمس مجمل الاستثمارات في القارة، مقتربة من مجمل ما انفقته الولايات المتحدة التي استثمرت هناك تسعين مليار دولار. لكن الاموال التي تستثمرها بكين تخص مجالات مختلفة اذ ان الصينيين اقل تشددا في الشروط او يجازفون بشكل اكبر في بعض البلدان والقطاعات (المناجم والتجارة والبنى التحتية والبناء…) بينما تعمل الولايات المتحدة دركيا للديموقراطية وحقوق الانسان. واكد جون كامبل ‘بالتأكيد بعض القادة الافارقة يفضلون النموذج الصيني لأنه يعزز سلطتهم. لكن الديمقراطيين والمدافعين عن حقوق الانسان – وهم مستقبل افريقيا – لديهم نظرة مختلفة’. لهذا السبب كما اضاف، على الولايات المتحدة ان ‘تركز على ما تحسن القيام به: الديمقراطية وحقوق الانسان ودولة القانون ان ذلك هو الذي سيمكن افريقيا من الخروج من دائرة الفقرة’. ويشاطره الراي الكاتب جاي. بيتر فام ومدير مركز انصاري افريكا الذي يهتم بالشراكة الجيوسياسية مع الدول الافريقية ويرى ان الاستثمارات الصينية الكثيرة لا يمكن ان تدوم طويلا. واوضح ان ‘في الوقت الحاضر الافارقة يريدون اغذية وسد حاجات عائلاتهم ولذلك يجب على اقتصاداتهم النمو بالاستثمار في البنى التحتية والاعمال في الوقت نفسه، وبالتالي هناك اقدام على كل ما هو بنى تحتية واستثمارات’. وخلص الى القول ‘يجب ان يكون الاثنان قويين كي يستفيد منهما الافارقة’ لكن ‘يزداد عدد الافارقة الذين يقولون ان ما تبنيه الصين ليس من الطراز الجيد وان الشركات الصينية تهتم اكثر باستخراج الموارد من الزيادة في القيمة في افريقيا’.